السبت، 29 مايو 2010

أول صور لهتلر بعدسة جاسوس بريطاني

أول صور لهتلر بعدسة جاسوس بريطاني

لم تكن في أرض معركة بل في دار أوبرا

لندن: «الشرق الأوسط»
كشف للمرة الاولى هذا الاسبوع عن صور نادرة للزعيم الالماني السابق ادولف هتلر في حفل أوبرا التقطها جاسوس بريطاني قبل فترة قصيرة من نشوب الحرب العالمية الثانية.
وتظهر هذه الصورة الرئيس النازي وهو يصل الى حفل موسيقي، يرتدي بدلة رسمية ويتسلم ورودا من فتاتين في مهرجان موسيقي. وقد روى تشارلز ترنر، الملحن البريطاني الذي اصبح جاسوساً، لأولاده قصة التقاط الصور في «مهرجان فاغنر» الذي عقد في المانيا عام 1939. وقال ديفيد ترنر، نجل الجاسوس الذي قرر الاعلان عن الصور، ان والده استغل حب هتلر للموسيقى من اجل التقرب منه. وأضاف ديفيد ترنر: «معجزة حصلت، ابي قضى يوم 26 يوليو (تموز) 1939 مع هتلر، واعطي صك على بياض لالتقاط صور له».

وكان الملحن احد اخر البريطانيين الذين تحدثوا لهتلر قبل غزوه لبولندا يوم 1 سبتمبر (ايلول) عام 1939. وكان ترنر قد حضر المهرجان سنوياً منذ عام 1934، وجند عام 1938 ليكون جاسوساً مع اقتراب الحرب. ونجح الجاسوس البريطاني في الاقتراب من هتلر بسبب حبهما المشترك للموسيقار ريتشارد فاجنرو. ولم تكشف المخابرات البريطانية ماذا دار من حديث بين هتلر وجاسوسها بسبب حساسية ما دار من حديث. وقالت وزارة الداخلية البريطانية انه قد لا يكشف ابدا للجمهور عن الحديث الذي دار بين الرجلين.

ومنذ ان توفي تشارلز ترنر عام 1977، بقت الصور ضمن ممتلكاته التي حافظت عليها عائلاته. ولكن نجله ديفيد قرر الاعلان عن الصور وقد باع حق نشرها لوكالة بريطانية صغيرة تحتفظ بحق نشرها. وكشف ديفيد عن الصور لصحيفة «نيوتيغهام افنينيغ بوست» المحلية التي نشرت الصور لأول مرة أول من أمس.

وقد تغيرت حياة الأب الجاسوس بعد وفاة والده وهو صغير، حيث رعاه دوق نيوكاسل وادخله مدرسة خاصة ثم درس بعد ذلك في جامعة كامبريدج واشتهر كملحن وكان يحضر بشكل سنوي اعتبارا من 1934 مهرجان فاجنر الذي كان يحضره ايضا سنويا هتلر. وفي 1938 مع دلائل على حرب مقبلة كلفت المخابرات البريطانية آلان انغز احد اصدقاء تيرنر تشكيل وحدة لتقييم الخطر الالماني وتم تجنيد تيرنر الذي تمكن من تزويد المخابرات بسلسلة تقارير عن هتلر خلال حضوره مناسبات. وقال تيرنر الابن ان والده امضى وقتا كثيرا بعد الحرب العالمية في العمل في موسكو حيث يعقتد انه كان لا يزال على علاقة باجهزة الاستخبارات البريطانية.

الجاسوس جورج باهر خائن بريطانيا

الجاسوس جورج باهر خائن بريطاني

ولد جورج باهر في 11 نوفمبر 1922 وكان جاسوسا بريطانيا سابقا كان في الواقع جاسوساً مزدوجاً عمل أيضاً لصالح الاتحاد السوفييتي.

ولد في مدينة روتردام حيث كانت والدته هولندية ووالده مصرياً يهودياً نال الجنسية البريطانية وحمل اسم جورج باهر لواحد من أكثر الأسر اليهودية بروزا في أمستردام. وكان والده قد توفي وهو في الرابعة عشرة من عمره وأرسل إلى مدرسة بريطانية في القاهرة حيث كانت تلك هي أمنية والده ووصيته، وبينما كان هناك مع أقاربه أمضى معظم وقته مع عمه هنري كوريل الذي كان عضواً بارزاً في الحزب الاشتراكي المصري وعميلا للاستخبارات السوفييتية ال kgb وعندما عاد إلى أمستردام كان اشتراكياً مخلصاً.

كان بلاك عضواً نشطاً في المقاومة الهولندية المقاومة للنازية وهرب إلى لندن متنكرا في هيئة راهب حيث حاول البوليس السري النازي القبض عليه.

وفي انجلترا غير اسمه إلى جورج بلاك ومع مرور الوقت انضم للعمل في الاستخبارات البريطانية وبعض فترة وقع في حب سكرتيرة تعمل في الاستخبارات البريطانية ال mi6 تدعى أريس بيك وفيما بعد عمل في خدمة ملكة انجلترا وقررا الزواج، ولكن للأسف كانت أسرة الفتاة من الأسر البارزة التي لم توافق على زواج ابنتهم من جورج بلاك اليهودي، ولم تتمكن الفتاة من مقاومة موقف أسرتها الرافض وفي النهاية انتهت العلاقة وعندها شعر بلاك بالكثير من الغضب والإحباط وقرر أن ينتقم من انجلترا المتغطرسة التي رفضته وكان صلف أسرة حبيبته سبباً في تدمير عواطفه القوية التي حملها لفتاته التي لم يحب غيرها في حياته.وعندها اتجه إلى هنري كوريل عمه ومؤتمن أسراره في أمستردام حيث تمكن من تجنيده للعمل كجاسوس لصالح الkgb .

بعد الحرب العالمية الثانية تم تجنيده أيضاً للعمل في ال mi6 البريطانية وكانت مهمته إنشاء شبكات تجسس في الجزء الشرقي من أوروبا المحتل وقتها من قبل الاتحاد السوفييتي. وأرسل للخدمة العسكرية في الحرب الكورية وكان في سيول عندما اجتاحتها كوريا الشمالية. وخلال سنواته الثلاث كأسير في معسكرات كوريا الشمالية، اعتنق الماركسية وقال البعض إنه تعرض إلى عملية غسيل دماغ وإن كان هو نفسه قد أصر على أن اعتناقه الماركسية كان طوعياً. عقب الإفراج عنه عام 1953 أرسلته الmi6 للعمل كجاسوس مزدوج إلى برلين حيث أصبح هناك فعلياً “جاسوس ثلاثي” وأفشى أسرار المئات من الجواسيس البريطانيين للسوفييت.

وفي عام 1959 فضح أمره الجاسوس البولندي المنشق مايكل جلونويسكي، وفي عام 1961 بعد محاكمة عرضت تفاصيلها على شاشات التلفزيون حكم عليه بالسجن 42 عاماً وقالت وقتها الصحف البريطانية إن حكمه السجن مقابل كل جاسوس بريطاني تسبب في قتله وخانه وكان أطول حكم تحكم به المحكمة البريطانية.

بعد خمس سنوات من سجنه تمكن جورج بلاك من الهرب من سجنه بمساعدة من ثلاثة من أعضاء لجنة المائة الذين كان قد قابلهم في مصر قبل عامين، وهرب بلاك إلى الاتحاد السوفييتي وطلق زوجته التي أنجب منها ثلاثة أبناء وبدأ حياة جديدة وفي عام 1990 نشر سيرته الذاتية بعنوان (لم يكن هناك خيار آخر) وهو الكتاب الذي نال عنه من ناشره البريطاني أكثر من 60 ألف جنيه إسترليني قبل أن تتدخل الحكومة البريطانية وتمنعه من التربح من مبيعات كتابه.

وفي مقابلة مع شبكة أخبار ال”إن. بي. سي” عام 1991 قال بلاك إنه ندم على موت الجواسيس البريطانيين الذين خانهم.

وحتى عام 2004 كان يعيش في موسكو ويتقاضي معاشاً من الkgb وظل ماركسيا لينينياً مخلصاً، وأنكر بلاك أنه كان خائناً وأصر على أنه لم يشعر أساساً بأنه مواطن بريطاني قائلاً: “حتى تخون يجب أولا أن تنتمي وأنا لم أنتم أبداً لبريطانيا).

حملة لـ"تحريض" مسلمي أمريكا على الارتداد عن الإسلام


نيويورك ـ (CNN) 28-05-2010 23:06

ظهرت على حافلات في مدينة نيويورك الأمريكية سلسلة جديدة من الإعلانات الاستفزازية التي تستهدف المسلمين على وجه التحديد، من قبيل "هل هناك ثمة فتوى في ذهنك؟" و"هل تتعرض للتهديد من قبل أفراد مجتمعك أو أسرتك؟".. و"هل تريد أن تترك الإسلام؟"

هذه الإعلانات، التي ترعاها منظمة تطلق على نفسها اسم "أوقفوا أسلمة أمريكا" SIOA، تستهدف بشكل مباشر متصفحي موقع على الإنترنت متخصص "لمن يريدون أو يفكرون بالارتداد عن الإسلام"، ويبحثون عن موارد ومصادر لحمايتهم من الأذى، واسمه "ملاذ لتاركي الإسلام" أو refugefromislam.com.

ولكن زعيمة المنظمة، باميلا غيلر قالت لـCNN، إن المسلمين الملتزمين الذين يجدون هذه الإعلانات عدائية، "يجب أن يتجاهلوها.. فهي ليست موجهة إليهم."

وقالت غيلر، في برنامج حواري إذاعي للمحافظ شون هانيتي مؤخراً: "لقد حان الوقت للأمريكيين لأن يقفوا في موجهة شرور إرهاب الجهاديين المسلمين والتسلط الإسلامي."

وتعمل منظمة "أوقفوا أسلمة أمريكا"، التي يتم تمويلها عن طريق اشتراك القراء في الموقع على الإنترنت، حالياً على تشكيل تجمع ضاغط لوقف بناء مسجد يزمع بناؤه قرب موقع مركز التجارة العالمي، الذي استهدف خلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001.

من جهته، يعتبر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" في نيويورك، هذه الإعلانات بأنها ليست سوى محاولة "تحريض على الإسلام."
وقالت فايزة علي، مديرة شؤون الجالية في كير، في بيان لها: "الإسلاموفوبيون معروفون بأساليبهم الرخيصة، التي تسعى إلى تهميش المسلمين الأمريكيين وتقسيم المجتمعات."

وأضافت فايزة علي: "باميلا غيلر تستخدم الأساليب نفسها التي تستخدمها شركات التبغ والدخان، فهي تخفي الطبيعة السرطانية لأعمالها وراء شاشة دخانية لقلق مختلق.. إن غيلر حرة في قول ما تريد، تماماً كما من حق أفراد المجتمع القلقين حرية انتقاد أساليبها ودوافعها."

من جهتها، وصفت غيلر خلال مؤتمر في تينيسي في وقت سابق من هذا الأسبوع، مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بأنه "منظمة متهمة بالتآمر مع الإخوان المسلمين وترتبط بحركة حماس."

ورغم أن حملة مماثلة أثارت جدلاً مشابهاً عندما اشترت منظمة "أوقفوا أسلمة أمريكا" مساحة إعلانية على عدد من الحافلات العامة في ميامي، إلا أن المتحدث باسم هيئة النقل في مدينة نيويورك، آرون دونوفان، قال في تصريح لـCNN، إن أحداً لم يطلب من الهيئة إزالة الإعلانات حتى الآن.

وأضاف "لأكون صادقاً معكم، نحن لم نتلق أي شكوى بشأن ذلك."

ومثل معظم الإعلانات، التي يمكن مشاهدتها في عربات مترو الأنفاق والحافلات، فإن هذه الحملة ستستمر على مدى شهر كامل.


ويتذكر دونوفان أنه في شهر أبريل/ نيسان الماضي، ظهرت على شبكة مترو الأنفاق حملة إعلانية لصالح موقع "لماذا الإسلام" Whyislam.org، وهي حملة لتشجيع الزوار على استكشاف القرآن، وتسعى إلى "تحدي الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة عن الإسلام."

يشار إلى جميع الإعلانات التي تظهر في مترو الأنفاق وحافلات مدينة نيويورك تتم من خلال مقاول يراجع الإعلانات مع المسؤولين في الهيئة قبل العمل بها.

الجمعة، 28 مايو 2010

من التاريخ :العبة الكبرى و اسيا الوسطة

العبة الكبرى و اسيا الوسطة


آسيا الوسطى, حوالي 1848.





اللعبة الكبرى The Great Game هو التعبير البريطاني لما رآه البريطانيون كمنافسة وصراع استراتيجي بين الامبراطورية البريطانية و الامبراطورية الروسيةللسيادة في آسيا الوسطى. الفترة الكلاسيكية للعبة الكبرى تمتد عموماً وبالتقريب من المعاهدة الروسية الفارسية 1813 إلى الاجتماع الإنجليزي الروسي 1907. وبعد الثورة البلشڤية عام 1917 , بدأ طور جديد أقل حدة من اللعبة. وبعد الحرب العالمية الثانية، حلت الولايات المتحدة محل بريطانيا. وبعد انهيار الاتحاد السوڤيتي استعر التنافس مرة أخرى بعد فيما يسمى الآن اللعبة الكبرى الجديدة بين الولايات المتحدو وروسيا.
التعبير "اللعبة الكبرى" عادة ما يـُنسب إلى أرثر كونلي, ضابط مخابرات في كتيبة البنغال السادسة للفرسان التابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية.[1] وقد قدمه إلى الوجدان العام الكاتب البريطانيالروائيروديارد كيپلنگ في روايته كيم (1901).


اقتباس:

اقتباس:
كاريكاتير سياسي يصور الأمير شر علي الأفغاني مع "أصدقائه" روسيا وبريطانيا (1878).



اقتباس:
تعليق من مجلة إنجليزية ساخرة من عام 1911 يقول: "إذا لم يكن لدينا تفاهم تام، فأنا (الأسد البريطاني) قد يكون لدي الحافز لأسأل ماذا يفعل (الدب الروسي) هناك مع صديقة لعبنا الصغيرة (القطة الفارسية)."

The Bridge... أوباما قبل الرئاسة

The Bridge... أوباما قبل الرئاسة
جيفري بوركي


نظر البعض إلى أوباما كرجل تغيير، معد شبكات تواصل على المستوى العالمي، كاتب سير ذاتية، مخلّص أو أحمق.
من جهته، يبحث ديفيد ريمنيك، محرر في مجلة the New Yorker، في حياة أوباما قبل الرئاسة «وفي بعض التيارات التي ساعدت في تشكيل شخصيته» في كتابه الجديد بعنوان The Bridge: The Life and Rise of Barack Obama
تكثر هذه التيارات بالنسبة إلى أوباما المولود في عام 1961 من أب أسود من كينيا شارك في برنامج للتبادل الطلابي وأم بيضاء من كنساس تعيش في هاواي. يتعقّب ريمنيك بالتالي صعود نجم والد أوباما وأفوله على الساحة السياسية في كينيا بعد هجره زوجته وولده، السنوات القليلة التي عاشها أوباما في إندونيسيا مع والدته وزوجها الثاني، وعودة الصبي إلى هاواي للعيش مع جدّيه من كنساس بعد الصف الرابع.
تلقى أوباما تعليمه في كليات للنخبة، بما فيها جامعة كولومبيا وكلية القانون في جامعة هارفرد حيث كان أول رئيس أسود لمجلّة Law Review. لكن أوباما تجنّب تولي عمليات الإشراف القانوني والمالي المُثرية التي كانت شائعة في أواخر ثمانينات القرن الماضي، صاقلاً مهاراته في تشكيل شبكات التواصل كمنظم مجتمع على مستوى الشارع في منطقة ساوث سايد في شيكاغو. وفي عام 1992، قاد حملة ناجحة لتسجيل الناخبين في شيكاغو ساعدته في بناء علاقات مع ليبراليي لايكفرونت الأثرياء، الذين يشكّلون مصادر مهمة لجمع الأموال.
فاز أوباما بمقعد في مجلس الشيوخ في الولاية ومُني بهزيمة نكراء في السباق في الكونغرس. كان خطيباً سيئاً، أي بحسب ريمنيك، «جهورياً، ذا أسلوب تعليمي، ويتظاهر بالوقار- كان ببساطة أشبه بعجينة من دون خميرة». لكنه تحسّن. فقد سهّل عليه أداؤه الخطابي المدهش في مؤتمر الحزب الديمقراطي في عام 2004، الذي حضره أيضاً منافسوه، الفوز بمقعد في مجلس الشيوخ، لكنه شعر بملل في هذا المنصب. يشرح أحد المساعدين اقتبس ريمنيك عنه قوله: «شعر بأنه يستحق وظيفةً أهم».
يشير عنوان الكتاب إلى مواجهة اندلعت في عام 1965 بشأن جسر إدموند بيتوس، في سلما في ألاباما، بين متظاهرين مؤيدين للحقوق المدنية وضباط الشرطة، وقد تحوّلت إلى مواجهة عنيفة وباتت تُعرف بـ{الأحد الدامي». كذلك يلمح إلى دور أوباما كرابط بين جيل مارتن لوثر كينغ الابن الذي خاض الحروب ضد التمييز العنصري في ستينات القرن العشرين والجيل الراهن، إذ يبدو الرئيس المستفيد الأكبر على الأرجح من ذلك النضال.
يوضح الكتاب هذه النقطة بصرياً عبر إدراج صورة في مقدمة الكتاب عن المواجهة التي اندلعت في عام 1965 ولقطة بانورامية في آخر الكتاب لحشود مجتمعة على أدراج الكابيتول خلال حفل تنصيب أوباما.
يُذكَر أن ريمنيك الفائز بجائزة «بوليتزر» في عام 1994 عن كتابه بعنوان Lenin’s Tomb، يتجنب السير الذاتية التي تظهر أصحابها بشكل مثالي. يدرك ريمنيك تماماً مسألة تبجيل الشخصيات ومخاطرها. فأوباما في كتابه يستفيد من مواهبه المميزة، وعمله الحثيث، وفرصه المحظوظة كما من خطوات خصومه المتعثرة وحظوظهم السيئة.
لعل أوباما استفاد بشكل خاص من مدى توق البلاد إلى بريق فصاحة وذكاء ووضوح بعد سنوات جورج بوش، الذي يروق لريمينيك التقليل من شأنه معتبراً إياه «عاراً وطنياً، لأنه قائد غبر مبال، طائش، وقح، مدلل، وكاذب».

الجاسوس كيم فيلبي .. أكبر صدمة للمخابرات البريطاني

من ملفات الجاسوسية ..( كيم فيلبي) .. أكبر صدمة للمخابرات البريطاني






ولد كيم في أمبالا في ولاية هاريانابالهند. والده سانت جون فيلبي كان ضابطاً بالجيش البريطاني، دبلوماسياً، مستكشفاً، مؤلفاً ومستشرقاً. الوالد كان قد اعتنق الإسلام واتخذ الاسم "الشيخ عبد الله". وكان قد لعب دوراً محورياً في الثورة العربية وخلق المملكة العربية السعودية وشركة أرامكو ثم عمل مستشاراً للملك عبد العزيز آل سعود.



في عام 1967 كتب من موسكو مذكراته في كتابه الشهير “حربي الصامتة” الذي لا يزال تطبع منه آلاف النسخ، وهو الكتاب الذي اذهل العالم وكشف فيه عن تفاصيل عمله كجاسوس مزدوج لصالح ال KGB للمرة الأولى واعتبره العالم أحد اكثر الجواسيس نجاحا في العالم وكان كاتبا متميزا قدم قصة أيقونة عظيمة لسنوات الحرب الباردة واحدث ثورة في عالم كتب الجاسوسية. وأعيد طبع الكتاب عدة مرات بعد نحو 12 عاما من صدوره للمرة الأولى وفيه قدم فيلبي تفاصيل عمليات التجسس التي قام بها لصالح الاتحاد السوفييتي، وكيف تمكن من الهرب إلى موسكو عام 1963 والتي عاش فيها حتى مماته عام 1988 وشرح لماذا ظل مخلصا للشيوعية حتى بعد أن اكتشف جرائم ستالين.

قلة من الخائنين البريطانيين والجواسيس تمكنوا من لفت الانتباه لهم كما فعل هارولد ادريان روسيل الشهير بكيم فيلبي. الذي اتسم بأنه عبثي متعجرف تهكمي ومليء بالثقة بالنفس، وأيضا جاسوس ذكي تمكن بكل مهارة من التفوق على وكالات التجسس البريطانية التي عمل معها. وكان ماركسيا مخلصا فضل النظام السوفييتي بكل مساوئه على النظم الغربية الديموقراطية وضحى في سبيل الماركسية بكل شيء بما في ذلك جنسيته وسمعته.

وفيلبي مثل الكثير من الجواسيس في الاستخبارات البريطانية لم يكن عليه أن يبذل جهودا كبيرة لينجح في عمله،فقد ولد في الهند البريطانية لأسرة تنتمي للطبقة العليا وكان والده ضابطاً مدنياً ذا رتبة عالية. وعقب تخرجه من إحدى مدارس الأرستقراطيين عام 1928 التحق بجامعة كامبردج وتخرج منها عام 1933 من كلية ترنتي التي كانت أول بناء في عمله كجاسوس سوفييتي مزدوج. وفيها قابل شباب مثله سوف يصبحون جواسيس سريين لموسكو مثل انطوني بلانت وجاي بورجيس ودونالد ماكلين وآخرين.

جميعهم اقسموا في وقت مبكر على الولاء للشيوعية وجندوا كجواسيس لل KGB وإن كان فيلبي الذي عرف بشدة حذره لم ينضم أبدا للحزب الشيوعي. واستغل الأموال التي كان والده يمده بها واخذ عطلاته الصيفية في فرنسا والنمسا وألمانيا حيث قال لوالده انه سوف يدرس الظروف السياسية في البلاد التي قامت بثورات، وفي عام 1932 ذهب إلى ألمانيا ليشهد الانقلاب المفاجئ الناتج عن انتخاب فرانز فون بابن كمستشار لألمانيا وانتخاب النازيين للرايخ.
وكما يذكر فيلبي في مذكراته فقد حرص على دراسة الوضع السياسي هناك حيث شارك في حروب شوارع دارت في ألمانيا وانضم إلى الشيوعيين في صراعهم ضد أصحاب القمصان البنية (النازيين) وعاد إلى كليته بجرح غائر في رأسه ادعى انه نتج عن عاصفة أسقطته على قضيب معدني. وبعد ذلك عاد مرة أخرى إلى ألمانيا حتى صادق مروج الدعاية والناشر الشيوعي ويلي مزنبرج الذي ساعده في اقامة مؤتمر السلام العالمي مع اللورد روبرت سيسيل الذي راس المؤتمر وهذه المنظمة استخدمها المخرج العالمي الفرد هيتشكوك في فيلم التجسس الرائع “المراسل الخارجي” 1940.


وفي هذا الوقت ارتبط فيلبي وأصدقاؤه بشكل عميق بالشيوعية وجندهم الحزب الشيوعي على يد رؤسائه مثل روي باسكال وموريس دوب. ومن الواضح انهم كانوا مستعدين للتجسس على إنجلترا البلد الذي تخلوا سرا عنه في سنواتهم الأولى في الجامعة.
وعند تخرجه عمل فليبي في الصحافة وبحث عن وظيفة في صحف سياسية معتدلة واخفى معتقداته الشيوعية. وعندما اندلعت الحرب الإسبانية حصل فيلبي على عمل كمراسل لصحيفة لندن وهي وكالة صحافة صغيرة لتغطية الحرب. ولكنه في الواقع كان قد أرسل إلى اسبانيا من قبل السوفييت للتجسس على الثوار ضد الجمهوريين. وفيلبي وبورجيس جندا نفسيهما مع البعثة الدراسية الانجلو -ألمانية، وحضرا حفلات عشاء رسمية، أقيمت بهدف جلب تمويل للجماعات النازية اذ كان الصليب المعقوف شارة الحزب النازي يظهر بوضوح على الموائد الطويلة، ولكن عضويتهما لهذه الجماعة كانت مخلصة لل KGB ومبادئ الحزب النازي.


انتماء فيلبى الى عضوية جماعة البعثة “الانجلو ألمانية” جعله يبرز نفسه كصحافي ورحب به في مراكز قيادة فرانكو. وتحرك من مدينة إلى أخرى وهي تحتل من قبل فرانكو وكان ينقل المعلومات من القادة الثوار ويرسلها إلى القيادات الشيوعية وهي المعلومات التي كانت تظن موسكو أنها الأكثر أهمية.

وعندما انهار الحزب الجمهوري عام 1939 استخدمت “التايمز” فيلبي كمراسل لألمانيا. وكان في موقع ممتاز للتجسس على النازي لحساب السوفييت، ثم عاد إلى إنجلترا واندلعت الحرب بين بريطانيا وألمانيا ولكنه أرسل إلى فرنسا وفي هذا الوقت اصبح مراسلاً حربياً متمرساً واظهر احتراماً زائداً للقائد الأعلى البريطاني. وتمكن من الدخول إلى الأسرار العسكرية الأكثر أهمية والتي كان يرسلها إلى موسكو.

وعندما سقطت فرنسا عاد إلى إنجلترا مرة أخرى وعلى الرغم من عضويته في البعثة الانجلو ألمانية إلا انه قرر
الانضمام إلى خدمة الاستخبارات البريطانية السرية وتمكن ببراعة لا توصف من الانضمام إلى الاستخبارات السرية. وفي مذكراته يذكر تفاصيل تلك الفترة قائلا:
في صيف عام 1940 كانت المرة الأولى التي أقيم فيها اتصال بالخدمة السرية البريطانية ولكن الأمر كان قضية مثيرة بالنسبة لي لعدة سنوات في ألمانيا النازية وفيما بعد في اسبانيا حيث خدمت كمراسل لصحيفة التايمز مع قوات الجنرال فرانكو وفي جزء آخر يكتب :”قررت أن اترك التايمز قبل أن تتركني لأن فكرة أن أظل اكتب ممجدا عظمة القوات البريطانية وروعة أخلاقيات جنودها للابد كانت فكرة ترعبني”
وأضاف: المنظمة التي ارتبطت بالعمل بها كانت تطلق على نفسها لقب خدمة الاستخبارات السرية أو كما كانت تعرف على نطاق واسع ال MI5 بينما كانت للعامة الأبرياء هي فقط الخدمة السرية، وكانت سهولة دخولي قد أدهشتني وفيما بعد أدركت أن الاستعلام الوحيد الذي قامت به ال MI5 على الماضي الخاص بي كان مجرد الاطلاع على اسمي في سجلاتهم والانتهاء بنتيجة مقتضبة تقول لا يوجد له سجل إجرامي اليوم، لذلك فإن كل فضيحة تجنيد جاسوس جديد في الإجراءات البريطانية يمكن أن تعود إلى قصة تجنيدي الغريبة وشديدة السهولة.


وتمكن أيضا بورجيس وماكلين من الحصول على مناصب مهمة في الحكومة مكنتهم من الاطلاع على أسرار غاية في الأهمية. وتمكن فيلبي أثناء عمله من أن يمنح المراقبين السوفييت كل جزء من المعلومات السرية التي تمكن من الحصول عليها. وكانت أخطر مهمة أوكلت إلى فيلبي في الاستخبارات البريطانية هي وضع عملاء ال MI5 في اتصال مباشر مع شبكة السوفييت التي يديرها ساندرو رادو في سويسرا مما نتج عنه أن حصلت الاستخبارات البريطانية على معلومات قيمة حول القوات العسكرية الألمانية في حين أن بورجيس من الناحية الأخرى كان قادرا على إمداد ال MI5 التي عمل فيها من 1930 إلى 1941 بهوية تايلر كينت وهوكاتب سري في السفارة الأمريكية وآنا ولكوف التي أرسلت إلى موسكو المراسلات السرية بين الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إلى شبكة آبوير. وحصل بورجيس مثل فيلبي على معلوماته من الجواسيس السوفييت.
ودخل فيلبي فيما بعد شبكة تنفيذ العمليات السرية الخاصة أو ال SOE التي كانت شبكة تجسس بريطانية تعمل بالتعاون مع الحركات السرية المقاومة في الدول التي وقعت تحت احتلال النازي. وفي البداية ظن فيلبي ومدير الاستخبارات السوفييتي المسؤول عنه أن هذه سوف تكون فرصة رائعة للحصول على معلومات حول حركات المقاومة السرية التي يمكن أن يتم تجنيد جواسيس سوفييت منها في المستقبل.


ومع نهاية الحرب أصبحت إنجلترا والولايات المتحدة اقل ثقة في حليفهما السوفييتي وأدركا أن جوزيف ستالين لديه خطط ما بعد الحرب تتضمن الاستيلاء والسيطرة على دول وسط أوروبا أثناء تحررها من الألمان. وأراد تشرشل أن تتم مراقبة السوفيت عن قرب، وكما يذكر فيلبي فقد اقترح إنشاء مكتب مقاومة للشيوعية داخل الاستخبارات البريطانية في حين أدرك المشرف عليه أن فيلبي كان على صلة بضباط سوفيت ذوي رتب عليا في إنجلترا ودول أخرى وبهذا تمت الموافقة على خطة فيلبي التي أبهجت المشرف عليه السوفييتي اناتولي ليبيديف الذي استبدل ببوريس كورتوف مدير الاستخبارات المسؤول عن عمليات فيلبي التجسسية لصالح ال KGB والذي أشرف لفترة طويلة على عمليات فيلبي ويقول فيلبي عن القسم الجديد الذي أنشأه انه اصبح القسم 5 حيث شعر برغبة عارمة في الاستهزاء بال MI5، وكان مكتبه مكوناً من طابق واحد فوق مكتب خدمات العمليات السرية الأمريكية الذي ضم كل من ويليام دونوفان وألين دالس اشهر رجال الاستخبارات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية واللذين كان يراهما باستمرار وهما يأتيان للمبني حتى اصبحا أصدقاء له وكانا كما يقول قد تمكن بسهولة من الحصول منهما على معلومات قيمة مكنته من التسلل إلى الخدمة التي أصبحت فيما بعد ال CIA.

وكان أحد التقارير المفصلة التي حصل عليها فيلبي تتضمن خلفية كاملة عن جاسوس روسي اسمه بوريس كوروتوف والذي كان يعمل في إنجلترا منذ سنوات وذكر فيلبي انه للأسف قد رحل مؤخرا إلى موسكو وكما يذكر فيلبي بروح مرحة فإنه كان يسجل مهنة التجسس للضابط السوفييتي الذي كان يشرف على بورجيس وماكلين وهو أيضا من بين آخرين. بالطبع فإن فيلبي لم يذكر مجموعته من العملاء السوفييت في تقريره عن كورتوف. وعلم أن أي شخص فيما بعد سوف يبحث عن التجسس السوفييتي في إنجلترا سوف يبدأ بتقريره الذي لم يذكر أبدا حلقة جواسيس كامبردج.

يستطرد فيلبي : في عام 1949 أرسلت إلى واشنطن كسكرتير أول للسفير البريطاني وكان عملي ضابط ارتباط بين ال CIA وال MI6. وكنت قررت التوقف لفترة بعد هذه الحادثة عن العمل لمصلحة موسكو ولكن ال KGB تمكنت مرة أخرى من الاتصال بي عن طريق بورجيس الذي وصل إلى واشنطن بعدي بعام وعمل معي في نفس المكتب وسرعان ما قمنا مرة أخرى بإرسال الأسرار إلى موسكو ومنها بيانات غاية في السرية عن الأبحاث النووية التي يقوم بها حلف الناتو. وفي عام 1951 كان فيلبي أرهق تماما من العمل كعميل مزدوج وبدأ يرتكب الأخطاء الفادحة ويفشل في إرسال المعلومات المهمة إلى السوفييت بسبب إسرافه في الشراب وعلاقاته في حين أن بورجيس كان قد اصبح مدمن خمور وسرعان ما قام بالكثير من الأخطاء والسلوكيات التي أغضبت بريطانيا، فاعيد إلى لندن.

وقتها سمع فيلبي من بلانت أن ال MI5 كانت اشتبهت منذ فترة في دونالد ماكلين وأنها كانت على وشك اعتقاله مع عشيقه بورجيس وقد قام فيلبي بإبلاغ بورجيس. وفي تطور مفاجئ للأحداث هرب كل من بورجيس وماكلين فجأة إلى موسكو وكانت فضيحة هزت مؤسسة التجسس الغربية. ولكنهما لم يكتفيا بهذا بل عقدا مؤتمراً صحافياً في موسكو في 12 فبراير/ شباط 1956 انتقدا فيه الدول الغربية الفاسدة والقمعية وأعلنا انهما قد يئسا من تحسن الأمور ولهذا قررا أن يتركا بلديهما.

وظل فيلبي لفترة آمناً ولكن بعد تجنيد الجاسوس التركي احمدوف آغا لمصلحة ال CIA قدم ملف كيم فيلبي وساق الأدلة على كونه جاسوساً مخلصاً لروسيا. وعندما عاد فيلبي إلى إنجلترا واجهته ال MI5 بالمعلومات. وقرر في النهاية أن يخضع لاستجواب طويل ودقيق اضطر فيه إلى إنكار أي اتصالات له مع السوفييت. و قال انه تم التشكيك به فقط لأنه كان زميل كل من بورجيس وماكلين في الجامعة ولكنه بريء تماما من هذه التهمة. وبعد التحقيق تقدم فيلبي بالاستقالة من مكتب الخارجية واجر شقة في لندن وعمل في بيع العقارات وأعمال تجارية أخرى معظمها في أوروبا ولكن السلطات البريطانية ظلت متشككة منه. في حين دافع آخرون عنه بشكل متحمس ومنهم رئيس الوزراء البريطاني هالود مكملين الذي قال رسميا انه مواطن بريطاني صالح خدم بلده ببطولة. وأدى هذا إلى قيام ال MI6 بإعادته إلى العمل مرة أخرى ويفسر فيلبي الأمر بأن المجتمعات الاستخبارية البريطانية أخفت هويته حتى لا تكشف عن مدى سذاجة أعضائها الذين تم خداعهم من قبل عميل سوفييتي مزدوج قاموا هم أنفسهم بتنشئته وترقيته والتودد إليه.

الشك في فيلبي تكرر مرة أخرى في 12 سبتمبر/ أيلول 1962 عندما تم القبض على جاسوس سوفييتي آخر هو اناتولي جوليستن الذي ابلغ عن كيم فيلبي. وفي 23 يناير/ كانون الثاني 1963 ترك فيلبي أسرته وهرب إلى الاتحاد السوفييتي في حين انتظرته زوجته في حفل عشاء وسار عبر مرفأ في ميناء بيروت ومن هناك استقل سفينة إلى الميناء الروسي أوديسا وعاش فيلبي لعدة شهور في فولجا على بعد آلاف الأميال من موسكو وعندما وصل موسكو كان بورجيس توفي اثر أزمة قلبية في سن 52 وكانت وفاته بسبب الإفراط في الشراب.

وتمكن فيلبي من أن يكون النموذج المثالي للجاسوس الشيوعي وقد منحه السوفييت مكتباً في مراكز قيادة ال KGB ولقب جنرال. ومنح وسام لينين الذي كان يظهره بكل فخر لأصدقائه البريطانيين الذين كانوا يزورون موسكو. وظل حتى النهاية يسخر من بلده الأم إنجلترا ولم يعتبر نفسه أبدا خائناً لبلده حيث يكتب هذا: حتى تخون يجب أن تكون منتمياً أولا وأنا لم انتم أبدا لهذا النظام المنافق”.

وفي مايو/ايلول 1988 توفي فيلبي وقال في نهاية مذكراته انه يريد أن يدفن في الاتحاد السوفييتي في هذا البلد الذي اعتبرته بلدي منذ الثلاثينات وعند وفاته نالالتكريم من البلد الذي اخلص له ولكن لم يذكره أحد في وطنه الأم

قصة الجاسوس العراقي منير روفا

الجاسوس منير روفا

اضغط هنا لترى الصورة بحجمها الطبيعى



منير روفا هو منير جميل حبيب روفا (1934م - 2000م)، جاسوس إسرائيلي من أصل عراقي1966م من الهروب بطائرة ميغ 21 تابعة للقوات الجوية العراقية إلى مطارالموساد واشتهرت بعملية 007، اعتبر الموساد هذه العملية المخابراتية واحدة من أنجح عمليات الموساد، تمكنت المخابرات الإسرائيلية أيضا من تهريب جميع أفراد عائلة منير روفا من العراق إلى إسرائيل وقام الموساد بإعارة الطائرة المختطفة بصورة مؤقتة لوكالة المخابرات الأمريكية لغرض إجراء التحليلات الفنية والهندسية المتعلقة بنظريات الطيران والخاصة بتصميم الطائرة. تمكن في عام إسرائيلي في عملية منظمة من قبل

بعد هبوط الطائرة عقد مؤتمر صحفي سمح لمنير روفا بالتحدث لفترة وجيزة تحدث فيها عن دوافعه لخيانة بلده وسلاحه مدعيا بأنه كان يعاني من التفرقة الدينية وأنه يشعر بأن العراق ليس بلده لذلك طلب اللجوء والهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد فترة وجيزة التحقت عائلته به في إسرائيل ولم يسمح له مغادرة الأراضي الإسرائيلية والتوجه إلى أمريكا. بل منح الجنسية الإسرائيلية وكوفئ بمنحة مالية.

منير روفا كان ضابط طيار مسيحي عراقي برتبة نقيب وجاسوس عمل لصالح إسرائيل من مواليد بغداد عام 1934م من عائلة ينحدر أصلها من الموصل قرية تل الكيف، لأسرة أرثوذكسية أرمنية فقيرة، وكان ترتيبه الثاني ضمن تسعة أبناء لموظف بسيط، عوقب بالطرد من وظيفته في وزارة الزراعة، والحبس لعدة أشهر بسبب تلقيه الرشاوى. متزوج وله بنت وولد، أصول عائلته جاءت لاجئة للعراق مع الكثير من العوائل المسيحية التي كانت تقطن جنوب شرق تركيا وجبال شمال غرب إيران بقرار من عصبة الأمم بسبب الأذى الذي عانت منه تلك العوائل أثناء العمليات العسكرية للحرب العالمية الأولى فتم توطينهم في القرى المسيحية المحيطة بالموصل، ويعتقد بعض المحللين إن هذا الأمر جعله يعاني من عقد المواطنة ورغبته الجامحة للهجرة لوطن الاستيطان الافتراضي "أمريكا".



تجنيده في الموساد







تم تجنيده للعمل في الموساد عام 1965 كونه أحد طياري الميغ 21 المتقدمة في ذلك الحين فيما يعرف بالمهمة 007 للتشابه الغريب مع أحد افلام جيمس بوند لاختطاف طائرة قاصفة متطورة.لقد دخلت طائرة الميغ 21 المنطقة على اثر اتفاق دول الاتحاد الثلاثي كل من العراق ومصر وسورياالاتحاد السوفيتي، فتمخض ذلك دخول طائرة الميغ 21 لاول مرة للمنطقة الشرق الأوسط عام 1965. وكان من المؤمل ان يكون الاتحاد المزمع اقامته بديلاً عن الجمهورية العربية المتحدةبالحرب الفلسطينية الأولى عام 1948 وهم الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس عبد السلام عارف والرئيس أمين الحافظ والرؤساء الثلاثة ينتمون إلى الطبقة العسكرية التي احدثت تغيرات كبيرة في بلدانها ولهم معتقداتهم الثورية والوطنية والنزعة الوحدوية التي تنظر إليها إسرائيل بعداء يهدد كيانها إذا ما اقيمت تلك الوحدة كما أنهم ساندوا حركات التحرر العالمية والعربية ضد الاستعمار والاحتلال بضمنها سياسات الولايات المتحدة، علاوة على ذلك جميع هذه الأنظمة تبنت الفلسفة الاشتراكية بشكل أو اخر وهي صيحة العصر الاقتصادية يومذاك الامر الذي تعده الولايات المتحدة والعالم الغربي عامةً امر معادي لسياساتها واقتصادها المبني على الرأسمالية والاقتصاد الحر، وكانت الدول العربية الثلاث تعتمد في سياساتها وتسليحها بشكل كبير على الاتحاد السوفيتي الذي كان يدعم العرب في الوقت الذي فيه كانت الولايات المتحدة تدعم إسرائيل كحلقة من حلقات سباق التسلح بين المعسكرين الشرقي والغربي للسيطرة على مناطق نفوذ في العالم كل على حساب الطرف الاخر. مع وكان من اهداف قيام الاتحاد الوقوف بوجه إسرائيل لاسيما وان قادة الدول الثلاث جميعهم قد اشتركوا
الخلفيات السياسية وسباق التسلح


جراء سياسة الحرب الباردة وسعي الدول لامتلاك أفضل ما توصلت اليه تكنولوجيا السلاح تنفيذاً لسياسة سباق التسلح بين العالمين الغربي والشرقي، تم اعتماد ميزانية ضخمة وصلت إلى ستة مليارات دولار لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية، حصل من خلالها على التكنولوجيا المتطورة العالية وتوظيف ما يزيد على 250 ألف موظف وعميل انتشروا في سائر دول العالم وذلك لتحسين فاعلية الجهاز وقوة تأثيره بحيث استطاع اسقاط الحكومات في جواتيمالا والكونغو وقبرصوإندونيسيا وإيران، والتصفية الجسدية لرؤساء الدول والشخصيات المعارضة للسياسة الاميركية الطامحة للحصول على مراكز نفوذ استراتيجي، حيث تم اغتيال رئيس الدومينيكان رافائيل تروجيللودبلوماسية مفخخة، واغتيال الرئيس الفييتنامي نجودين دييم بذات الوسيلة، ثم اغتيال الرئيس الأمريكي نفسه جون كينيدي بتخطيط ما زالت أسراره شبه مكتومة حتى الآن، واغتيال كل من داعية الحقوق المدنية في اميركا مارتن لوثر كنج والمناضل الأرجنتيني تشي جيفارا وعشرات محاولات اغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، علاوة على اللغز المحير لمقتل الرئيس العراقي عبد السلام عارف الذي سقطت الطائرة التي تقله في ظروف غامضة والذي اقنع بصعوبة الاتحاد السوفيتي لتسليح العراق بطائرة الميغ 21 المتطورة والقاصفة انتونوف وعدد من منظومات الدفاع الجوي والإنذار المبكر المتقدمة، واغتيال الطيارين العراقيين المتخصصين بالطائرة المتقدمة ميغ 21 كل من النقيب شاكر محمود يوسف والنقيب محمد غلوب والملازم الأول حامد الضاحي بالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي إضافةً إلى تصفية العلماء المشتغلين في مجال التسليح والتصنيع العسكري والحربي والمفكرين المشتغلين في مجال مناهضة الامبريالية والهيمنة الغربية مثل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى عام 1952 والكاتب المكسيكي المشهور إلما بويل بوينديا. أمام قصر الرئاسة بوساطة حقائب

إستنادا إلى ملفات الموساد فإن الاتحاد السوفيتي بدأ بالتعاقد لتزويد الدول العربية بطائرات الميغ 21 الحديثة إلى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1961 وبحلول عام 1963 عندما تسلم مائير عاميت رئاسة الموساد كانت طائرات الميغ 21 جزئا رئيسيا في قوات سلاح الجو في مصر وسورياوالعراق وكانت عملية تزويد الطائرات إلى تلك الدول محاطة بإجراءات أمنية سوفيتية عالية لغرض عدم تسريب التكنولوجيا فقد إشترط السوفيت ان يشرفوا على الإجراءات الأمنية وكان هناك غموض وفضول كبير في الغرب عن قدرة وفعالية هذه المقاتلات الجديدة وحاول الموساد اختراق هذا الحاجز الأمني الكثيف حول الطائرة الجديدة في العراق ومصر وسوريا ولكن محاولاتها نجحت فقط في العراق .
لماذا طائرة الميغ 21


تتميز الميج 21 بانها من الطائرات المتقدمة في ذلك الوقت فهي طائرة اسرع من الصوت تعمل بالبانزين الذي اعطاها ميزة السرعة والاقلاع الخفيف في حين وقود الطائرات الأخرى عبارة عن مادة (RT) وهو نوع نظيف من النفط الأبيض الكيروسين. وتعد هذه الطائرة من طائرات القتال الجوي لمناورتها العالية وقاصفة ذات احمال خفيفة علاوة على امكاتية اسنادها للقطعات الأرضية المشتبكة، حيث في الطائرات الاعتيادية الأخرى تتخصص طائرة لكل مهمة من هذه المهام. وتتميز أيضاً طائرة المغ 21 عن باقي الطائرات مثيلاتها بسرعة فائقة تقدر بحوالي 2062 كم في الساعة. ويمكنها التحليق في دائرة مغلقة طولها 500 كلم، وبسرعة 1298 كلم في الساعة وفي دائرة مغلقة طولها 100 كلم. وتبلغ السرعة القصوى للطيران المستوي 2375 كم في الساعة، في حين كانت السرعة بمقدار النصف عند السكاي هوك في ذلك الوقت و1،4 للفانتوم و1،5 للميراج. كما كانت قياسات الطائرة محيرة إذ بلغ عرض اجنحتها 7،60م وطول جسمها 16،75 وهذا ما لم يتوفر للطائرات الأمريكية الفرنسية وتحولت إلى لغز من الألغاز والأهم من ذلك كله ان كل هذه الميزات كانت موضوعة بين ايدي الطيارين العرب وتفتقد إليها إسرائيل فكانت الرغبة عارمة لكشف أسرارها عن كثب حيث أصبحت هدفا للسعي الأمريكي إسرائيل لاختطاف احداها للوقوف على خفايا قوتها.
اهداف من وراء الكواليس


يعتقد بعض المؤرخون والمحللون السياسيون ان عملية 007 كانت تحمل اهدافا خفية بالإضافة إلى الهدف الرئيس المعلن بكشف تكنلوجيا السلاح الجديد ميغ 21 التي أصبحت جزءا رئيسيا في ترسانة سلاح الجو في مصر والعراق وسوريا حيث يرى البعض ان إسرائيل ارادت ان تحقق سبق أو ضربة استخبارية تجني منها ثلاث فوائد هي:
  • احباط معنويات الجندي العربي واظهار إسرائيل بمظهر العملاق بعد ان كانت سمعتها وقتذاك لاتعدو كونها دويله اشبه بالامارة اسستها بعض المجوعات بدعم دولي.
  • كانت تطمح هي واميركا بالتعرف على هذا السلاح المتفوق الجديد لتتمكن من ردعه وهي على أبواب حرب 1967 التي تنوي شنها مباغتة باسلوب الحرب الخاطفة.
  • رد اعتبار في الداخل الإسرائيلي وخارجياً عربيا وعالميا بعد عدد من الهزائم والاخفاقات الاستخبارية وهي:
  • في نهاية العام 1961 ألقت المخابرات المصرية القبض على الجاسوس المصري جان ليون توماس وهو ارمني الأصل واعترف خلال التحقيق ان الموساد جنده للعمل على تجنيد طيار مصري بغية الهروب بطائرة ميج 21 إلى إسرائيل مقابل مليون دولار.
  • فضيحة عام 1963 عند القاء القبض على عميلين للموساد في سويسرا هددا ابنة عالم ألماني يعمل في القاهرة أدت إلى اقالة مدير الموساد هاريل وتولية عاميت الذي استحصل على ميزانية أكبر للموساد لجلب المزيد من معداته وأدواته ومختبرات البحوث الفنية وضم المزيد من الخبراء إلى الجهاز.
  • افتضاح أمر الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين عام 1965 في سوريا, بعد ان أصبح عضوا بارزا في الحزب الحاكم ووزير وعضوا في مجلس الشعب, من قبل المخابرات السورية بالتعاون مع رجل المخابرات المصري المعروف رفعت الجمال الملقب برأفت الهجان.
  • الكشف عن شبكة تجسس إسرائيلية تديرها بقايا وكالة الهجرة اليهودية في العراق من خلال مدارس الطائفة اليهودية في العراق "خصوصاً مدرستي شماش وفرنك عيني". ومن أبرز عناصرها الجاسوس اليهودي العراقي عزرا ناجي زلخا وزوجته روان.
  • الضربة القاصمة بسقوط الجاسوس وولفجانج لوتز وزوجته في القاهرة.
  • كشف الدور الإسرائيلي في الاشتراك بقتل ابن بركة في فرنسا.
  • افتضاح الدور الإسرائيلي بالقيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأجنبية في مصرفضيحة لافون. على نحو يجعلها تبدو وكانها من صنع بعض المنظمات المصرية، فيما عرف باسم
رسم الخطة الرئيسة والخطط البديلة


تلى ذلك وضع الخطط من قبل وكالة المخابرات الأمريكية والموساد لاختطاف الطائرة والتي كانت اما اعتراض طائرة مصرية أو سورية واجبارها على الهبوط في إسرائيل وهذه الخطة فاشلة لان إسرائيل لا تمتلك طائرة تضاهي ميغ 21 سرعة ولا بمقدور الطيران الإسرائيلي اعتراض الميغ بسبب مهارة الطيارين العرب مما سيؤدي إلى خسارة الطائرات الإسرائيلية وطياريها مما سيؤدي إلى رفع للمعنويات العربية। اما الخطة الثانية هي زرع عميل طيار في إحدى القوات الجوية العربية، وقد رفض الاقتراح لأن تنفيذه يتطلب فترة طويلة. الخطة الثالثة نصت على تجنيد طيار عربي وإغراؤه بمبلغ كبير للهروب بطائرته إلى إسرائيل وكان الأمر يحتمل النجاح بنسبة كبيرة وبدأ العمل الاستخباري لمعرفة أي معلومة ولو كانت بسيطة عن طياري مصر والعراق وسوريا من خلال العملاء في العواصم العربية.

تنفيذ المهمة 007


قام جهاز الموساد برئاسة مائير عاميت بوضع الخطط الكفيلة لتحقيق نصر ينقذ سمعة إسرائيل ويعزز من مكانته كمدير جديد للمخابرات وذلك من خلال تنفيذ للوصول إلى الطيارين العرب وكانوا من العراقيين فتم اختيار اربعة منهم الأول النقيب الطيار شاكر محمود يوسف، وكان منفتحا ولديه العديد من الصداقات والثاني الملازم أول الطيار حامد الضاحي وكان متدينا ودمث الخلق ولا يحب اقامة العلاقات، والثالث فهو النقيب الطيار محمد غلوب اما الرابع فكان النقيب الطيار منير روفا وهو الطيار الوحيد المسيحي بينهم وكان المطلوب رقم واحد بسبب سهولة استغلال لعبة العقائد والاقليات في عالم الجاسوسية ولكن لوحظت ملازمته للقاعدة العسكرية حتى في اجازاته.

عام 1965 تلقت الموساد برقية من جون ميكون مدير جهاز وكالة المخابرات الأمريكية ينذر بوصول طيارين عرب من قادة الميج 21 إلى الولايات المتحدة في دورة تدريبية، وان المطلوب التنسيق من أجل تجنيد أحدهم. واكد تلك التقارير الجاسوس الإسرائيلي في العراق عيزرا ناجي زلخا الذي تم تكليفه بمتابعة النقيب الطيار شاكر محمود يوسف الذي تمت مراقبته من قبل العميلة الاميركية اليهودية كروثر هلكر أثناء سفره لاميركا، ثم لاحقته بعد عودته إلى العراق التي استدرجته إلى إحدى شقق الجاسوس عيزرا ناجي زلخا في محاولة لتجنيده وعند مصارحته باغتها بسحب حزام بنطاله وبدأ بضربها بعنف وفي غمرة ثورته دخل عليه الجاسوس عيزرا ناجي زلخا وقتله وغادرت هلكر إلى لندن حيث قامت المخابرات بقتلها لكي لا تنكشف العملية، خاصة ان تلك المرحلة شهدت انكشاف الدور الإسرائيلي في الاشتراك بقتل ابن بركة في فرنسا. اما الملازم أول حامد ضاحي الذي كان في السادسة والعشرين من العمر فقد عرض عليه الاقامة والعمل في أمريكا مع المخابرات مقابل مبلغ كبير لكن حامد الضاحي سدد ضربة قاسية إلى الموساد إذ ابلغ امرية بالامر الذين وضعوا خطة بالتنسيق مع الاستخابرات العسكرية العراقية للايقاع بهم وتقرر نقله إلى العراق على وجه السرعة الا ان اجراءات السفر الاميركية اخرته ثلاثة أيام، تمكن الموساد اثنائها من الاجهاز عليه بعد تحديد موعد كاذب له مع أحد زملاءة في احدي الكافتريات مما ادى إلى إنهاء الدورة قبل أنقضاء مدتها بشهر واحد وعودة الطيارين إلى العراق. اما اغتيل الطيار الثالث محمد غلوب فقد تم من قبل الموساد بالتعاون مع المخابرات الإيرانية السافاك في باريس بعد رميه من القطار.

جاء دور النقيب الطيار منير روفا الذي تم تجنيده أثناء حضوره إحدى الحفلات الفنية الترفيهية في أحد النوادي حيث تعرف على باربرا وهي سيدة إنجليزية تبين له لاحقاً بانها زوجة مدير مجموعة شركة النفط العراقية المحدودة الشهيرة بتسمية (ipc) التي تم تأميمها لاحقاً على عهد الرئيس الاسبق أحمد حسن البكر عام 1972، والتي كانت رأس حربة وقاعدة للمصالح البريطانية في العراق والمنطقة ووكراً للجاسوسية " وللمزيد من المعلومات راجع محاكمة الجواسيس عام 1969 "।


كانت السياسة البريطانية في تلك الفترة تطمح لرد اعتبارها على اثر الهزيمة المنكرة في العراق بعد الاطاحة بمصالحها ورجالاتها في ثوره يوليو / تموز 1958 حيث كان العراق ورئيس الوزراء والسياسي المخضرم نوري السعيد باشا يمثل قطب الرحى وعراب هذه السياسة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية. فربطت بريطانيا دول المنطقة الموالية لها سياسيا واقتصاديا بحلف سمي حلف السنتو أو حلف المعاهدة المركزية أو مجازاً حلف بغدادحركة يوليو / تموز 1952 في مصر وحركة يوليو / تموز 1958 في العراق وحركة سبتمبر/ ايلول 1962 في اليمن، وكذلك الوقوف امام التوجه الاميركي المتعاضم في المنطقة العربية التي تعتبرها هي وفرنسا تركة لها بعد اتفاقية سايكس بيكو التي منحت الإمارات والولايات العثمانية صفة دولا مستقلة. تطورت علاقة منير روفا مع باربرا بشكل متسارع لاسقاطات مصلحية لكلا الطرفين فارتبط بها بعلاقة عاطفية عارمة سرعان ما تحولت إلى علاقة غريزية محاولا استغلال موقع زوجها المؤثر لدى السفارة البريطانية لغرض تهريبه إلى إنجلترا أو الولايات المتحدة، وهي تعلقت به لوسامته الشخصية ورشاقته العسكرية، ثم رأت فيه الاداة لتنفيذ تطلعاتها ومطامح السفارة البريطانية في بغداد. فأخذا يلتقيان تارةً في الكنيسةالموصل المدينة الشمالية البعيدة تلافيا لانظار زوجها من جهة وانظار الاستخبارات العسكرية العراقية من جهة أخرى والمخابرات البريطانية التابعة للسفارة البريطانية وشركة نفط العراق البريطانية من جهة ثالثة. للوقوف امام المد الثوري والتحرري في المنطقة على اثر بذريعة لصلاة وتارة في

من جانبها كانت تصور علاقتها به للمخابرات البريطانية على انها علاقة عمل الهدف منها تجنيده للعمل مع المخابرات البريطانية أو كمصدر للمعلومات عن تسليح العراق وتعبئة قطعاته خصوصاً بعد مشروع الوحدة الثلاثية مع مصر وسوريا عام 1964 على الاخص بعد التطور الخطير على مصالحهم على اثر اتفاق حكومات الدول الثلاثة، لاتخاذ خطوات من شأنها تفعيل الاجراءات الخاصة بالوحدة بين تلك الدول حيث تم تنفيذ خطة التبادل الاستراتيجي للدفاع المشترك الخاص بأنتشار القطعات العسكرية لتلك الدول على اراضيها، ففي عام 1965 تم إرسال بعض قطعات المشاة واسراب الطائرات العراقية لمصر وسوريا وتم استقبال قطعات تلك الدول في العراق بضمنها كتيبة من القوات الخاصة المصرية ومجموعة من عناصر جهاز المخابرات المصري العامل ضد إسرائيل وكان بضمنهم رجل المخابرات المصري المعروف رفعت الجمال الملقب برأفت الهجان في عهد الرئيس عبد السلام عارف، للتنسيق والعمل المشترك للوقوف امام دور الجالية اليهودية في دعمها للتجسس ضد العراق لصالح إسرائيل من جهة ولبناء اللبنات الأولى لتأسيس جهاز المخابرات العراقي الذي كانت تقوم بمهامه إحدى الاقسام التابعة للاستخبارات العسكرية. من جانب اخر ترددت إلى مسمع مدير الشركة علاقة زوجته بالطيار المسيحي الذي وضع هدفا لتجنيده حيث كان تساوره شكوك حول تصرفاتها مما شجعه لتسفيره للتخلص منه. وبعد فترة ابلغت باربرا منير روفا برغبة زوجها مدير شركة النفط لمقابلته الذي التقى زوجها حيث رحب به وشرح له خطة هروبه التي تتضمن مرحلتين:
  • الأولى، بضرورة تقديم اجازة مرضية من سربه في قاعدة الرشيد الجوية قرب بغداد والعمل على نقل افراد عائلته إلى المحافظات الشمالية لتهريبهم إلى إيران التي كان يحكمها الشاه محمد رضا بهلوي صديق بريطانيا حيث كان لشركة نفط العراق فرعا في طهران باسم شركة نفط إيران، والتي ستقوم من جانبها بتأمين نقلهم كلاجئين إلى بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة.
  • الثانية، ترحيله من البصرة متخفياً إلى بريطانيا الذي من المفترض ان يلتقي عائلته هناك ثم الانطلاق منها إلى الولايات المتحدة.

وافق منير على الخطة مع بعض التعديلات خصوصاُ التوقيتات لأسباب مهنية تتعلق بعمله العسكري. وتلافي متابعة مديرية الاستخبارات العسكرية له. فطلب اجازة مرضية طويلة متحججاً بمرض زوجته لمرافقتها لزيارة اهلها في الموصل وقد رفضت باديء الامر للشكوك التي كنت تحوم حوله من زملائه وامرية حول تذمره الدائم والانطباع لعدم وطنيته الذي عزز ذلك التقارير نصف السنوية لمديرية الاستخبارات العسكرية عنه وطلب دراسة اما ايقافه عن الخدمة العسكرية واحالته على التقاعد أو نقله إلى صنف سلاح اخر بصفة خدمات ارضية، وبقي الامر قيد المتابعة والمراقبة لعدم وجود ادله على خيانته، وايد ذلك بعض زملائه بانه كان يمر بضروف اجتماعية صعبة بزوالها ستزول مبررات تذمره. وبدلاً عن السفر إلى الشمال نحو الموصل سافر بالاتجاة المعاكس إلى الجنوب نحو البصرة حيث التقى زوجها مدير شركة النفط للمرة الثانية الذي رحب به واعد لتنفيذ الخطة لتهريبه بجواز مزور بصفة أحد العمال المشتغلين على ظهر إحدى البواخر من اسطول ناقلات النفط العائدة للشركة.

انطلقت الرحلة والمفاجأة كانت بعد ساعات نوم عميقة من جراء المخدر الذي اعطي له. فوجد نفسه في تل ابيبالولايات المتحدة ولكن بطائرة حربية عراقية من النوع الحديث الذي تعاقد عليها العراق مؤخراً. رفض باديءالامر مدعيا عجزه عن تحقيق هذه المهمة مع وجود قوة حوية عراقية صارمة واستخبارات عسكرية دقيقة. الا ان الموساد تعهد بتذليل جميع الصعوبات من خلال العمل على أحداث ثغرات تساعد على خرق الدفاعات والاستخبارات العراقية باستغلال أحد ايام العطل الرسمية وجذب انتباه الاستخبارات والقوة الجوية العراقية لحادث ثانوي مفتعل لتمكين منير روفا بالهرب بالطائرة. وفي الجانب الاخر كانت عائلة روفا قد وصلت إلى الموصل لاتعلم شيئا عما يجري سوى ما ابلغها منير بانه في واجب عسكري لمدة شهر وعليهم السفر لزيارة الاهل. بدلاً عن لندن. وتم التحقيق معه من قبل الموساد الذي وثق له الصور وابلغه بانهم سينشرون هذه الصور مالم يتعاون معهم وان جميع طلباته ستكون مستجابة وعلى رأسها هجرته وافراد اسرته إلى

بعد عودته عكف بهدوء لتنفيذ الخطة فبعد أشهر تم نقل افراد عائلته من بغداد إلى الموصل ومنها إلى المناطق الكردية المتاخمة للحدود مع إيران حيث نقلوا بطائرة عمودية إلى داخل إيران ومنها إلى لندن. ظل الطيار منير روفا بعد سفر عائلته إلى لندن في حال عصبية شديدة لكن احدا لم ينتبه إلى هذا التغيير الذي طرأ على هذا الطيار فكانت تتملكه نوبات من الخوف والقلق على مصيره إذا ما افتضح وعلى عائلته. كانت الساعة قد بلغت الثامنة إلا ربعاً صباح يوم 16 اغسطس / اب 1966 عندما اصطف تشكيل من طائرات الميج 21 التابع لسلاح للقوة الجوية العراقية اً للقيام بطلعات تدريبية معتادة وكان ضمن الطاقم التدريبي في هذا اليوم الطيار الجاسوس منير روفا.

الصعود للهاوية

صعد منير روفا إلى طائرته وصعد طيارو تشكيل الميغ 21 الجاثمة على أرض قاعدة الرشيد في بغداد وكان منير قد عقد العزم على ألا يفوت هذه الفرصة مطلقا ًبينما تأخر هو قليلاً بتشغيل محرك طائرته الاسرع من الصوت شغل باقي افراد التشكيل محركات طائراتهم التي اخذت تزمجر على مدارج القاعدة الجوية، على غير عادتها وربما بسبب العطلة الرسمية، كانت القاعدة في ذلك اليوم يشوبها هدوء غريب اشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة، وأخيراً اقلع منير والتحق خلف التشكيل، وما لبث ان قام امر التشكيل بالاتصال بمنير ليتحقق من سلامة اجراءات الاقلاع والتوتر الواضح الذي اعتراه منذ الصباح الباكر لهذا اليوم غير العادي، وعلى حين غرة فاجاْ منير الجميع بابتعاده عن التشكيل وطار بسرعة أعلى بكثير من التشكيل أو حتى السرعة المعتادة في التدريب مدعيا قيامه بمناورة تدريبية ضمن المنهج المقرر، وبعد تأخرة لدقائق وجه اليه امر التشكيل نداء بالعودة للتشكيل إلا انه لم يرد عليه فحاول اللحاق به الا ان منير كان قد تجاوزه بمسافة كبيرة متخذاً طريقه نحو الحدود الأردنية وبسرعة فائقة متجنباً المرور من فوق مدافع مقاومة الطائرات، وعند اختراقه للحدود الأردنية قامت طائرتان من طراز هنتر أردنيتان ذات السرعة الاقل من الصوت، باعتراضه إلا انه افلت منهما نظراً لفارق السرعة والتقنية واتجه فورا إلى حدود إسرائيل التي دخلها مخترقاً منطقة البحر الميت.. وبمجرد دخول الطائرة الميغ 21 الاجواء الإسرائيلية رصدتها ثلاثة ردادات كما دوت صافرات الإنذار معلنةً وجود هجوم جوي معادي، اقلع النقيب الطيار ران وكان معروفاً بأنه متخصص بطيران الالعاب بطائرته الميراج 3 الاقل كفاءة عن الميغ 21 والذي تقدم مرعوبا نحو الطائرة بعلمها العراقي الثلاثي النجوم متصورا هجوما معاديا قد انطلق صوب إسرائيل، بينما قام بأسناده في المطاردة سرب كامل من طائرات الميراج اتخذ بعضها وضع الهجوم في حين تأهبت الاخريات للانسحاب في حالة تطور الامور لما لايحمد عقباه، كان الجو غائماً متقطعاً مما زاد من هلع الطيارين الإسرائيليين وهم يرون لاول مرة بالعين المجردة الميغ ذات الجناح المثلث وهي تزئر مخترقةً الاجواء الإسرائيلية مستعرضةً رشاقتها تارةً ومتتخفيةً خلف الغيوم تارةً أخرى وكأنها صاروخ منطلقاً دون توقف نحو مقتله.. ومرت لحظات صمت رهيبه تقطعت فيها الانفاس.. ثم كسر هذا الصمت منير بالانحدار قليلا وخفظ سرعة الميغ 21 ليمكن الطيار الإسرائيلي ران من التسلق بسرعة إلى ارتفاع أعلى من ارتفاع الطائرة الميج 21 واخذ ران يعد العدة لوضع طائرته بوضع الاستعداد القتالي لمهاجمة الطائرة متصوراً ان مناورةً ما سيقوم بها الطيار المعادي عندما خفض سرعته. وفي هذه الثواني العصيبة دوى صوت متحشرج وكان قائد القوة الجوية الإسرائيلي مردخاي هود عبر جهاز اللاسلكي الخاص بران وطائرات سرب الميراج المتصدية، يطلب من ران بلهجة حازمة "توقف عن إطلاق النار توقف فوراً" لكي لا يعترض الطائرة الميغ 21 ويصاحبها حتى تهبط.
منير روفا في عمل درامي


في عام 1988 تم اقتباس قصة منير روفا في فيلم رجال السماء وهو فلم تلفزيوني أمريكي ذو ميزانية محدودة من إخراج جون هانكوك وكتابة كرستوفر وود وقام البريطاني بين كروس بتمثيل دور روفا وبمشاركة الممثلة ميرل همنغواي حفيدة الروائي المشهور إرنست همنغواي ويرى بعض النقاد إن الشيئ الحقيقي الوحيد الذي تم اقتباسه في ذلك الفيلم هو هروب منير روفا إلى إسرائيل مع طائرة الميغ 21 وكان بقية الفيلم مليئا بالأخطاء التأريخية والعسكرية فعلى سبيل المثال كانت طائرة الميغ التي تم استعمالها في الفيلم أقدم بجيلين من الطائرات مقارنة بالميغ المتطور آنذاك التي إستعملها منير روفا والتي كانت طائرة اسرع من الصوت تعمل بالبنزين الذي اعطاها ميزة السرعة والاقلاع الخفيف بينما كانت الطائرة المستعملة في الفيلم عبارة عن الميغ 17 ويرجع هذا إلى ميزانية الفيلم المحدودة .

قامت الممثلة ميرل هامنغواي بتجسيد دور باربرا التي كانت في الحقيقة سيدة إنجليزية وزوجة مدير مجموعة شركة النفط العراقية التي تم تأميمها لاحقاً ولكنها تظهر في الفيلم على انها مواطنة أمريكية. كما يركز الفيلم على اصول روفا المسيحية وهناك نصوص في الفيلم على لسان الممثل بين كروس (منير روفا) بانه تعرض للإضطهاد بسبب كونه مسيحيا في دولة إسلامية. تحاول باربرا إغراء الطيار العراقي المتزوج بتوجيه من الموساد وعندما يكتشف الطيار حققيقتها يكون الوقت متؤخرا جدا للتراجع فهو امام خيارين إما خطف الطائرة إلى إسرائيل أو التعرض إلى الشنق من قبل الحكومة العراقية ويظهر الفيلم دور كبيرا لميرل همنغواي في تهريب افراد عائلة منير روفا إلى إسرائيل


المصدر : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1_%D8%B1%D9%88%D9%81%D8%A7



الصين والعرب و موازين القوة والضعف

الصين.. والعرب.. موازين القوة والضعف

يوسف الكويليت

هل أصبحت السياسة تتبع الاقتصاد أم العكس، أم أنهما توأم جاءا من رحم واحد بدون فصل بينهما إلا لأسباب ترجّح أحدهما على الآخر؟
هذا الموقف برز من خلال انعقاد المنتدى الرابع للتعاون العربي - الصيني، حين اختفت الأمور السياسية لصالح الاقتصاد حتى إن الجانب الصيني رفضَ التوقيع على وثيقة مشتركة تنص على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، ومنعَ الصحفيين الصينيين التوجه بالأسئلة للطرف العربي..
طبعاً للصين تفسيرها في هذا الموقف، إذ اختلف اتجاه بوصلتها عندما كانت تحتضن مختلف الواجهات الفلسطينية كأعضاء في النضال العالمي، وكانوا يحظون بقيمة منفردة أيام «ماوتسي تونغ»، وهي الآن تتبع منطقاً «براغماتياً» يختلف عن تلك التوجهات، ومع ذلك فالنتائج كانت كبيرة لدولة عظمى قادمة..
الوطن العربي خسر الكثير من الفرص نتيجة الانقسام بين الشرق والغرب، بينما المصالح لا تتجزأ حتى إن مقولة «تشرشل» استعداده للتحالف مع الشيطان لهزيمة ألمانيا النازية منطق حقيقي لهذه السياسة، وهنا لابد من إدراك أن الغرب بعنصريْه الأوروبي والأمريكي هما الحاضن الأساسي لإسرائيل، وهما شريكان كبيران للصين، وبالتالي لم تعد سياسة التفاضل بين المواقف تقررها الأيدلوجيا، بل حجم الاستثمارات والتجارة البينية، والمكاسب الاقتصادية..
الصين لاعب جديد، وهي الآن في مركز صانع القرار، لا قبوله من طرف آخر وعلينا أن نتعامل معها من أفق أكثر إشراقاً خاصة وأنها السوق المهم جداً لصادراتنا ونبادلها نفس المعاملة في وارداتنا منها، ودخول شركاتها المساهمة في ورشة العمل في العديد من مشاريع البنى التحتية، وهذا بحد ذاته، كسرٌ لاحتكار الشركات والدول التي ظلت تتعامل معنا بعقلية احتكارية ومبتزة..
ثم إن الصين أصبحت تملك قواعد علمية وتجارب إدارية وصناعية ، وهي الاحتياجات التي تفترض أن نتبادل معها هذا النوع من العلاقات العلمية والتربوية والثقافية، ونستعين بطاقاتها في البحوث وغيرها إذا ما أردنا فتح النوافذ لجميع التجارب العالمية التي تمنحنا فرصة توسيع دوائر تنميتنا المادية والصناعية..
وإذا كانت إمكاناتنا من الطاقة والصادرات الزراعية، والمواد الأولية مغريات لبلد صناعي مثل الصين، فهي أيضاً تريد فتح أسواقنا لها بما في ذلك التبادل الثقافي والتعليمي فيما بيننا، وحتى في السياسة فهناك ما يجب أن نتفق عليه وفقاً لأولويات كل طرف، وأن لا ننتظر أن من لا يتفق معنا، نضعه في صف عدونا، بينما إسرائيل تفعل العكس حتى في وقت انحياز الشرق الشيوعي لنا، لم تغلق الأبواب معه وقد حققت نتائج لا تقاس بحجم ما كنا نفكر به أن تلك الدول ستعاديها، ولعلها في الأيام الماضية وقعت مع الصين اتفاقية لإقراضها أربعمائة مليون دولار لتذهب للعديد من المشاريع، بمعنى أن إسرائيل تذهب حتى في إعطاء مثل هذا المبلغ لأسرع اقتصاد ينمو في العالم..
وهنا علينا أن نعرف أن ميدان السباق لم يعد سياسياً بل أصبح اقتصادياً وتقنياً ، وحتى ننجح علينا إدخال هذا المبدأ في صلب توجهاتنا، حتى لا نخسر العالم بأسباب لا نعرف كيف نصل إليها إلا بتفسيراتنا العاطفية على حساب تبادل المصالح كمرتكز لأي علاقة..


هل ستعود روسيا للمنطقة العربية ؟؟؟







- تاريخياً كانت الحليف الرئيسي لعدد من الدول العربية

زار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف سورية كأول رئيس روسي يزورها منذ الأربعينات من القرن الماضي.. وكانت الزيارة ناجحة على المستوى السياسي الخاص بالقضية الفلسطينية حيث صرح الرئيس الروسي بدمشق ان الإمارة الأمريكية لا تعمل ما يكفي حالياً لدفع السلام الى الأمام داعياً الى الاستفادة من جميع الوسائل المتوفرة للتوصل الى النتائج المرجوة وانه لا يمكن الجلوس مكتوفي الأيدي محذراً من الأوضاع القائمة التي تزداد سوءاً.
هل ستلعب روسيا دوراً أكثر فعالية في عملية السلام خصوصاً وأنها راعية من الرعاة الأساسيين لعملية السلام التي انطلقت في مدريد وهذه العملية الآن متوقفة؟
تاريخياً كانت روسيا إبان العصر السوفييتي وفي ظل الحرب الباردة الحليف الرئيسي والمصدر الأساسي للمساعدات العسكرية والاقتصادية لعدد من الدول العربية وتحديداً مصر وسورية والعراق وليبيا والجزائر واليمن، لكن الدور الروسي تراجع بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1995 وانشغال روسيا في مشاكلها الداخلية المتزايدة.
ما إمكانية عودة روسيا للمنطقة خصوصاً أن الإيديولوجية الاشتراكية قد اندحرت في مواجهة الرأسمالية؟
اليوم تتلخص مصالح روسيا في المنطقة في تأمين حدودها الجنوبية ومنع أي صراعات في منطقة آسيا الوسطى قد تؤثر في مصالحها وأمنها القومي، كما تسعى روسيا لجذب الاستثمارات العربية والخليجية تحديداً وتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية كما تحرص روسيا على منع تدفق الإرهابيين والجهاديين داخل روسيا.
من المسؤول عن تدهور العلاقات العربية – الروسية؟ ولماذا لم تتحسن العلاقات مع العالم العربي للأفضل؟
واقع الحال يخبرنا بأن روسيا لم تنسحب من العالم العربي أو تتخلى عنه بقدر ما نكث العرب معها وتخلوا عنها، فقد تم طرد الخبراء الروس من مصر إبان عهد السادات وارتمت مصر وبقية الدول العربية في أحضان أمريكا والغرب أملاً في تغيير السياسات الأمريكية تجاههم.
روسيا كذلك لم تتخل عن قضية العرب الأولى فلسطين، لكن الخلافات العربية – العربية خصوصاً بين مصر وسورية والفلسطينية – الفلسطينية (فتح وحماس) شل الدور الروسي في المنطقة وخفض في اهتماماتها في المنطقة خصوصاً وان العرب اختاروا التعاون أكثر من الغرب.. لذلك لم تمارس روسيا في العالم العربي اي أدوار فعالة سواء خلال حصار العراق واجتياحه واحتلاله أو خلال اجتياح غزة وممارسة حرب الإبادة ضد شعبها.. سوى الاحتجاج والاستنكار والدعوة لوقف الحرب والانسحاب الأمريكي من العراق.
اليوم السياسة الروسية في المنطقة تتخذ أسلوباً ومنهجاً آخر وهو اتباع سياسة الموازنة بين إسرائيل والعرب، فالمهاجرون الروس في فلسطين المحتلة يزدادون بأعداد كبيرة حتى أصبحوا هم العقبة الرئيسية في وجه السلام بسبب توسع مستوطناتهم في القدس.. روسيا كدولة تعارض الاستيطان الصهيوني.. رغم أن المستوطنين هم روس.. روسيا بعد أفول الاشتراكية تفكر بمصالحها واصلاح أوضاعها الاقتصادية فهي لا تريد خسارة الإسرائيليين ولا الفلسطينيين ماذا عن علاقة روسيا بدول الخليج؟ اقتصادياً وتجارياً وسياحياً العلاقة تتحسن باستمرار لكن الروس عاتبون على دول الخليج لأن هنالك حملة منظمة من الإعلام الخليجي ضد روسيا بسبب العمليات العسكرية التي تقوم بها روسيا ضد الإرهاب في الشيشان.. كل ما تطلبه روسيا من الخليج هو ألا تصدر الإرهابيين الى بلدهم. وأخيراً نرى بأن دور روسيا في المنطقة سيعود قوياً لأن ليس لديها مطامع استعمارية في منطقتنا.

د.شملان يوسف العيسى



http://www.alwatan.com.kw/ArticleDet...77&WriterId=32

الخميس، 27 مايو 2010

قصة أخطر جاسوس في تاريخ حلف شمال الأطلسي ... هرمان سيم


هرمان سيم...
أخطر جاسوس في تاريخ حلف شمال الأطلسي
فيدليوس شميد وأندرياس أولريخ



طوال سنوات، سرّب هرمان سيم، موظّف بارز في وزارة الدفاع الأستونية، معلومات حساسة جداً عن {حلف شمال الأطلسي} وأسماء جواسيس غربيين إلى أجهزة الاستخبارات الخارجية في روسيا। وفي تحليل سرّي للأضرار، استخلص الحلف أن هذا العقيد السابق في الاستخبارات الروسية (KGB) كان أحد {أخطر} الجواسيس في تاريخه।

ظنّ الجميع أن هرمان سيم يستحق التقدير والتكريم. ويوم الإثنين 6 فبراير (شباط) عام 2006، ارتدى سيم أفضل حلله استعداداً لذلك اليوم المنتظر. فقد دُعي إلى القصر الرئاسي الأستوني ليتسلّم وسام {النجمة البيضاء} تقديراً {للخدمات التي أسداها الى الأمة الأستونية}... يا للسخرية!

لم يكن هذا الوسام الوحيد الذي تلقاه سيم عام 2006. لكن علامة التقدير تلك احتفظ بها لنفسه على شاشة كمبيوتره كي لا يفضح غطاءه على الأرجح. فقد ظهر سيرغي ياكوفليف، الوسيط بينه وبين جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، على الشاشة ليريه ميداليته. وأبلغه ياكوفليف أنه رُقّي إلى رُتبة لواء لأنه زوّد موسكو بأسماء الروس الذين يتجسّسون لحلف شمال الأطلسي أو يُشتبه بتواطئهم معه. كذلك أخبر ياكوفليف أفضل جواسيسه أن فلاديمير بوتين، رئيس الجمهورية آنذاك، أُعجب بعمله.

بعد مرور أربع سنوات، بلغ سيم المرحلة الأخيرة من حياته المهنية. ففي مجال التجسس، يمضي الجاسوس أيامه الأخيرة في زنزانة صغيرة غالباً. يقبع سيم اليوم في مبنى من الإسمنت المدعّم شُيّد بعد الحقبة السوفياتية في المدينة الأستونية تارتو، حيث يرتدي زي السجن ويبحث عن العزاء في الإنجيل. ويظهر في الصور رجلاً مسناً غزا الشيب رأسه وملأ الحزن عينيه.

هذا هو الرجل نفسه الذي وصفه {حلف شمال الأطلسي} في تقرير سري من 141 صفحة بـ{الجاسوس الأخطر في تاريخ الحلف}. يدّعي التقرير أن سيم، الذي شغل منصب رئيس جهاز الأمن في وزارة الدفاع الأستونية، تمكّن من الاطلاع على وثائق الحلف السرية كافة المرسَلة إلى بلده بعد انضمامه إلى الحلف في ربيع عام 2004. وحتى توقيفه في سبتمبر (أيلول) عام 2008، يُعتقد أنه مرّر سراً آلافاً من هذه الوثائق إلى الروس. ويُذكر أن بعضها يحتوي على معلومات حساسة جداً عن سياسات الدفاع السرية الخاصة بحلف شمال الأطلسي، {بما فيها إنشاء أنظمة تشفير وتحديثها والحصول عليها واستخدامها}.

28 دولة تتبادل الأسرار

يشير تقرير {حلف شمال الأطلسي} السري إلى أن هذا الجاسوس المحترف {مرّر إلى الروس مجموعة واسعة من تقارير الحلف وتحاليله الاستخباراتية}، بما فيها وثائق عن محاربة الإرهاب والخطط العسكرية السرية وتدابير مكافحة التجسس. وتستخلص تحاليل الحلف أن هذه المرة الأولى التي ينجح فيها جاسوس بنقل هذا الكم الهائل من الأسرار العسكرية خلال فترة طويلة إلى هذا الحد.

لا شك في أن سيم ليس الجاسوس الوحيد الذي اخترق دفاعات {حلف شمال الأطلسي} في الماضي. فطوال سنوات، نجح راينر روب، شاب من ألمانيا الغربية استعمل الاسم المستعار {توباز}، في نقل معلومات حساسة إلى الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية سابقاً. كذلك مدّ الضابط الفرنسي بيار هنري بونيل يوغوسلافيا بخطط قصف اعتمدها الحلف خلال أزمة كوسوفو. ومرّر دانيال جيمس، الذي عمل مترجماً شخصياً لجنرال بريطاني، تفاصيل دقيقة عن عمليات بلده العسكرية في أفغانستان إلى إيران.

على رغم ذلك، تكشف حالة سيم مخاطرة أقدم عليها الحلف بتوسّعه تدريجاً باتجاه الشرق مع نهاية الحرب الباردة. فكل دولة من أعضائه الثمانية والعشرين الحاليين تستطيع الاطلاع على المعلومات السرية كافة تقريباً داخل الحلف. ويعتبر الخبراء أن هذا بحد ذاته مقلق. وما يزيد الطين بلة واقع أن أعضاءً من النخبة القديمة (كانوا في الماضي أولياء لنظام سياسي مختلف تماماً) يعملون اليوم في الأجهزة الأمنية في عدد من دول انضمت حديثاً إلى الحلف. بكلمات أخرى، أناس مثل هرمان سيم.

صعود سريع

ولد سيم لامرأة غير متزوجة في مايو (أيار) عام 1947 في المدينة الأستونية الصغيرة سيوري جاني. وحين كان في الثانية من عمره، تمكنت والدته بصعوبة من الهرب من عمليات التطهير العرقي والترحيل إلى سيبيريا في عهد ستالين. بعيد ذلك، تزوجت وعهدت بابنها إلى جدته وعمته. في المدرسة، اعتُبر سيم طموحاً، جاداً، وسريع التكيّف.

عندما كان سيم يدرس الكيمياء في تالين عام 1966، شهد قتالاً بين عصابة من الشبان والشرطة أمام أحد دور السينما على أطراف المدينة. فتدخل، وبمساعدته تغلبت الشرطة على العصابة. فتفاجأ رجال الأمن من أن طالباً هبّ لمساعدتهم، لذلك عرضوا عليه عملاً. {فشكّل ذلك بداية تعامله مع جهاز الاستخبارات الروسي KGB}، حسبما يؤكد الصحافي ميكال كارناس الذي صوّر The Spy Inside، فيلم وثائقي عن سيم عرضه التلفزيون الأستوني.

أخفى سيم عمله الجديد عن عائلته. لذلك صُعقت عمته التي تعرضت للاضطهاد في عهد ستالين عندما علمت بالخبر. بعيد ذلك، صار ابن أخيها عضواً في الكنيسة في سيوري جاني، أمر آخر احتفظ به لنفسه.

سرعان ما عزّز سيم مكانته في سلك الشرطة. وفي عام 1975، تخرّج بتفوّق في أكاديمية وزارة الداخلية في الاتحاد السوفياتي. فضلاً عن ذلك، انضم إلى الحزب الشيوعي. وبدت هذه خطوة ضرورية بما أن وظيفته شملت مرافقة الوفود إلى الخارج، عمل اقتصر على مَن اعتُبروا ناشطين سياسياً. وُلدت ابنته عام 1974، بعد أن أقام علاقة مع مضيفة طيران. وتعمل ابنته اليوم اختصاصيةً في مجال الكمبيوتر مع الشرطة الأوروبية، يوروبول.

تبدّل العهود

عندما بدأ الاتحاد السوفياتي انحداره، كان سيم أصبح عقيداً وتلقى 44 مكافأة، بما فيها ثلاثة أوسمة تُمنح تقديراً للسلوك المثالي. لكن عالمه القديم اختفى. حين نالت أستونيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً، استقلالها عام 1991، اضطر جهاز الاستخبارات الروسي إلى إخلاء مقره في تالين وقطع صلاته الرسمية كافة بسيم.

فجأة، صار سيم بطل الاستقلال الأستوني. فحين هاجم شيوعيون متشددون مبنى البرلمان ومقر الحكومة في منطقة تومبيا هيل وسط مدينة تالين في مايو (أيار) عام 1990، أخذ سيم على عاتقه مهمة تنظيم الدفاع. لذلك، كُرّم تكريم الأبطال، وسرعان ما اختفت الشائعات عن أنه ساعد الروس سراً على الهرب.

في تلك المرحلة، عاد سيم إلى تحسين مسيرته المهنية. فأصبح رئيس مركز الشرطة في مقاطعة هارجو، التي تشمل تالين. كذلك أشرف على انسحاب الجيش الأحمر وأمّن عمليات إزالة الرؤوس النووية السوفياتية. وفي عام 1994، رُقي إلى منصب رئيس قوى الأمن الوطنية في دولة البلطيق هذه. لكن ما هي إلا ستة أشهر حتى طُرد من وظيفته بعد أن اتُّهم بالفساد، ادعاء نكره بشدة، فعُرض عليه منصب أدنى، إلا أنه رفضه وفضّل التقاعد.

إعادة تجنيده

بعد انهيار علاقته بصديقته التي تصغره بعشرين عاماً، قام سيم في يوليو (تموز) عام 1995 برحلة مفاجئة إلى تونس. أو على الأقل هذا كان العذر الذي برر به رحلته هذه. خلال إقامته في تونس، يدّعي سيم أن أحد معارفه القدامى من جهاز الاستخبارات الروسي اقترب منه خلال تجوّله في أسواق المدينة وقال: {هذا أنا فالنتن}.

ولد فاليري زنتسوف (اسمه المستعار {فالنتن}) في برلين عام 1946. وعلى غرار سيم، تابع علومه في جامعة تالين وبدأ عمله مع جهاز الاستخبارات الروسي في سن مبكرة. ومع أنه تقاعد رسمياً في روسيا عام 1991، تشير تقارير حلف شمال الأطلسي السرية إلى أنه شارك خلال تلك الفترة في بناء شبكة من العملاء في دول البلطيق.

يزعم سيم أنه قاوم جهود زنتسوف الأولى لتجنيده. لكنه كان طُرد لتوّه وشعر أنه عديم القيمة، على حدّ قوله. فقال له زنتسوف: {لا تقلق}. ثم هدده بفضح ماضيه مع جهاز الاستخبارات الروسي. وبعد شرب أربع زجاجات بيرة، رضخ سيم، مصراً على العودة برتبة عقيد في حال قَبلَ بعرض زنتسوف. منذ ذلك الحين، صار عميلاً لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، إحدى الوكالات التي خلفت جهاز الاستخبارات الروسي KGB.

هذا ما يدّعيه سيم. لكن محققي {حلف شمال الأطلسي} يظنون أنه لم يتوقف يوماً عن التعامل مع الروس وأنه بقي في أستونيا في {حالة سبات} ليمهد الطريق أمام مهمته التالية.

بعيد عودته من تونس، استُدعي سيم من دون أي إنذار مسبق إلى وزارة الدفاع الأستونية، حيث كانت تنتظره مفاجأة. فقد عُيّن مدير قسم التحليل. وشملت هذه الوظيفة تعزيز العلاقات مع الاتحاد السوفياتي و}حلف شمال الأطلسي}، وتحضير بلده للانضمام إلى التحالف الدفاعي الغربي هذا.

عمل سيم في الوقت نفسه على صُنع نُسخ أو التقاط صور لكل ما صادفه من وثائق وسلّمها إلى الروس سراً. كان زنتسوف يعطيه تعليمات دقيقة. مثلاً، طُلب من سيم وضع لفافات الأفلام في علب عصير فارغة مصنوعة من الكرتون لونها أحمر أو برتقالي، سحقها، ورميها في سلال المهملات في المنتزه. استُخدم مكان التسليم مرة فقط، وقد التقى هذا العميل وسيطه الروسي 16 مرة في 10 بلدان مختلفة.

في تلك الفترة عينها، يُقال إن سيم عرض على وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية تزويدها بمعلومات وأصبح أحد مصادرها. فأبقاها على اطلاع على النشاطات الروسية والمنظمات الإجرامية في دول البلطيق، حاصلاً على مبالغ كبيرة لقاء معلوماته.

وسيط جديد

في يوليو عام 2001، تزوج سيم هيتي، التي عملت سابقاً شرطية في الاتحاد السوفياتي. غير أنها نجحت في بناء حياة مهنية مذهلة بعد الحرب الباردة وترأست القسم القانوني في دائرة الشرطة. رافقت هيتي سيم في كثير من أسفاره إلى الخارج. وخلال أحد الاجتماعات في هلسنكي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001، ودّعه زنتسوف لأنه كان ينوي التقاعد. وكان وسيط سيم الجديد رجلاً يُدعى أنطونيو أموريت دي خيسوس غراف.

كانت هذه هوية الوسيط الجديد البرتغالية المزيفة. فاسمه الحقيقي سيرغي ياكوفليف، ضابط في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي غير مسجل في أي سفارة. يعتقد {حلف شمال الأطلسي} أن ياكوفليف أدار شبكة من العملاء الروس في منطقة البلطيق. والتقى سيم ياكوفليف للمرة الأولى في محطة قطار على أطراف تالين. كان سيم يحمل كيساً على كتفه اليسرى، إشارة إلى أن المحيط آمن.

جمعت سيم بوسيطه الجديد علاقة سلسة إنما جدية. تلقى سيم راتب العميل العادي، أي نحو ألف يورو (1320 دولاراً) شهرياً، إضافة إلى 200 يورو كإعانة صحية. كذلك زوّده ياكوفليف بآلة تصوير رقمية، كمبيوتر محمول، أجهزة USB، وحاوية ورق مجهزة بمكان خفي لإخفاء بطاقات الذاكرة. فعمل سيم على تصوير آلاف الوثائق ونسخها وتخزينها. وسلّم هذه المواد خلال 14 لقاءً في مختلف أنحاء أوروبا، باستثناء بريطانيا العظمى (}كاميرات كثيرة})، النرويج (}مكلفة جداً})، وألمانيا (}مخبرون كثيرون}).

قبل كل اجتماع، كان سيم يرسل رمزاً رقمياً من هاتف عمومي يعمل على البطاقة إلى جهاز مناداة (Pager) ياكوفليف. تألف هذا الرمز من رقم التعريف الخاص به، 242، ورقم 55 الذي يشير إلى أن من الممكن عقد الاجتماع كما هو متفق عليه. ثم كان يُفترض بسيم الانتظار حتى يقترب منه ياكوفليف. وإذا حدث أي طارئ، كان على سيم إدخال الرقم 77. لكنه لم يُصادف يوماً أي مشكلة.

إنجازات استخباراتيّة

انضمت أستونيا إلى {حلف شمال الأطلسي} في 29 مارس (آذار) عام 2004. فأنشأ سيم جهاز الأمن الوطني، قسم في وزارة الدفاع الأستونية. ومن خلال منصبه الجديد، فكّر أنه يستطيع الاطلاع على مختلف الوثائق. علاوة على ذلك، تولى مهمة حفظ الوثائق السرية، إدارة نظام حماية تبادل البيانات مع {حلف شمال الأطلسي} والاتحاد الأوروبي، والتحقق من خلفية المسؤولين الأمنية.

أعرب مسؤولو سيم الروس عن اهتمام كبير بتقنية التشفير. فزوّدهم بمعلومات كثيرة عن هذا الموضوع، حتى أن الحلف استنتج لاحقاً في تقريره السري أن نشاط سيم جعل الحلف {أكثر عرضة للتهديدات والهجمات عبر الإنترنت} لأن {أعداءنا باتوا يعرفون نقاط ضعفنا}. وتُشكّل موجهة الهجمات عبر الإنترنت، التي شلّت أستونيا طوال ثلاثة أسابيع عام 2007، دليلاً مقلقاً على خطورة هذا التهديد.

في تلك الفترة، شمل معظم مهمات سيم الرسمية البحث عن جواسيس محتملين. وطُلب منه معرفة الإجابة عن 60 سؤالاً بشأن مرشّحين، تناول بعضها هواياتهم ونقاط ضعفهم المحتملة تجاه السيارات والنساء والكحول.

يذكر تقرير {حلف شمال الأطلسي} أن {المقلق حقاً} مشاركة سيم في المؤتمرات الأمنية السنوية في مقرات الحلف العسكرية في مونس في بلجيكا، فضلاً عن مؤتمرَين حول مكافحة التجسّس عامي 2006 و2007.

في المؤتمر الذي عُقد في مدينة برونسوم الهولندية عام 2006، وُزّع إلى الحضور قرصٌ مدمج يحتوي على أسماء جواسيس الحلف الروسيين المعروفين والمشتبه بهم، فضلاً عن معلومات مفصّلة عن العملاء المزدوجين. فوجد هذا القرص {طريقه مباشرة إلى مكتب بوتين} وتسبب {بمعمعة كبيرة} في موسكو، حسبما أخبر ياكوفليف سيم، في محاولة منه لمدح هذا الجاسوس المهم. ومقابل هذا الإنجاز الاستخباراتي حصل سيم على خمسة آلاف يورو كعلاوة ورُقّي إلى رُتبة لواء.

افتضاح أمره

يفيد التقرير السري بأن هذه الخيانة ألحقت أذى بالغاً ودائماً بالحلف. لكن بعيد ذلك، اشتبه مسؤولو مكافحة التجسّس الغربيون بسيم. لا نعرف ما الذي أثار شكوكهم. لكن بدأت التحقيقات، التي شاركت فيها وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية ومكتب التحقيقات الفدرالي، في 26 مايو عام 2008. وأعطيا هذه المهمة اسم {الفارس الأبيض}. فوُضع سيم، الذي كان آنذاك مستشار وزير الدفاع الأستوني، تحت المراقبة.

في 16 سبتمبر (أيلول) 2008، اتصل وسيط سيم به على هاتفه الخليوي، انتهاك واضح للتدابير الأمنية كافة. فلم يسبق أن اتصل به علانية إلى هذا الحد. وخلال الاتصال، ألغى ياكوفليف اجتماعاً كانا قد اتفقا عليه. وأخبره أثناء محادثتهما أنه مريض. فسجلت الشرطة السرية الأستونية هذا الحوار.

بعد ثلاثة أيام، ضيّقت الوكالات الأمنية الخناق على سيم. فأبقي طوال أيام تحت المراقبة الدائمة. وفي عصر أحد الأيام، توجه وزوجته إلى مركز رومو ({متعة}) التجاري في كيلا، مدينة صغيرة قرب منزلهما في منطقة سو خارج تالين، لشراء الحلوى. فاعتُقل خلال عودته إلى السيارة. كانت سيارة إسعاف تنتظر عند ناصية الشارع، خوفاً من أن يقاوم سيم رجال الأمن. لكنه أحجم عن ذلك.

في منزل سيم الريفي، عثرت الشرطة على أدوات التجسس: رزم من وثائق سرية، مسدسان، بندقيتان، أوراق عليها توجيهات ياكوفليف، فضلاً عن حمض هذا الأخير النووي. لكن ياكوفليف اختفى من دون أن يترك وراءه أي أثر. وسرت لاحقاً شائعات عن أنه هرب إلى الولايات المتحدة الأميركية.

محاكمته

في 25 فبراير (شباط) 2009، حُكم على سيم بالسجن 12 سنة. وأُرغم على دفع تعويض عن الأضرار بلغ 1.3 مليون يورو (1.7 مليون دولار) وإرجاع الرواتب التي دفعتها له الحكومة والتي قُدّرت بـ85 ألف يورو.

كذلك، صودر عدد من ممتلكاته كضمان لتسديده هذه المبالغ، بما فيها نصف منزله الريفي وحصته من منزله في سو، إضافة إلى نحو 12 لوحة رُسمت بألوان مائية أو زيتية ومجموعة من 44 عملة نقدية.

قبل اعتقاله بسنة، تبرع سيم بمجموعة من الشماعِد إلى كنيسة مسقط رأسه في سيوري جاني. لكن هذه الهبة لم تجلب له الحظ السعيد. حتى آماله بتمضية أيامه الأخيرة كجنرال متقاعد في روسيا تبين أنها وهم. ففي لقائهما الأخير، أبلغه ياكوفليف بألا وجود لرتبته أو ميدالياته وأنه مجرد خائن مأجور.


الجاسوس الروسي فاليري زنتسوف المعروف بـ{فالنتن}


في 25 فبراير 2009 حُكم على سيم بالسجن 12 سنة


جنرال روسي: ستالين ألغى محاولتين لقتل هتلر




Photo

موسكو (رويترز) - قال جنرال روسي بارز يوم الثلاثاء ان الدكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين منع محاولتين لقتل أدولف هتلر اثناء الحرب العالمية الثانية خوفا من ان يقيم من يخلفه في زعامة المانيا النازية سلاما مع الحلفاء الغربيين.

وأبلغ الجنرال اناتولي كوليكوف مؤتمرا في موسكو ان خطة لمهاجمة قبو هتلر في 1943 ومخططا لاغتياله في 1944 بواسطة شخص كان يحظى بثقة قيادة النازية الغيا بأوامر من ستالين.

ونقلت وكالة انباء (ار.اي.ايه) الروسية عن كوليكوف قوله "طورت خطة لاغتيال هتلر في قبوه لكن ستالين الغاها فجأة في 1943 بسبب مخاوف من انه بعد مقتل هتلر سيبرم شركاؤه معاهدة سلام منفصلة مع بريطانيا والولايات المتحدة."

وفي 1944 تآمر السوفيت مرة ثانية لقتل هتلر بعد ان نجح قاتل محتمل في كسب ثقة القيادة النازية. ونقلت الوكالة عن كوليكوف قوله "اعدت خطة اغتيال مفصلة لكن ستالين الغاها مجددا."

وانتحر هتلر في 30 ابريل نيسان 1945 بعد اقتراب القوات السوفيتية من برلين مما انهى الحرب عمليا في اوروبا وهيأ المسرح الدولي للحرب الباردة بين روسيا والغرب.

وقتل نحو 27 مليون مواطن سوفيتي في الحرب التي دارت بين عامي 1941 و1945 ضد المانيا النازية.

وشغل كوليكوف منصب وزير الداخلية في روسيا بين عامي 1995 و1998 ابان عهد الرئيس بوريس يلتسن. وقال ان نادي القادة العسكريين -الذي يرأسه- سيوضح تفاصيل محاولات الاغتيال في كتاب قادم عن الحرب العالمية الثانية

الخميني: الإيرانيون "أعظم من شعب الرسول" في صدر الإسلام


نقلها عنه وزير سابق بعد مرور عشرات السنين
الخميني: الإيرانيون "أعظم من شعب الرسول" في صدر الإسلام



مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني

دبي – سعود الزاهد
كشف وزير إيراني سابق عن عبارات وكلمات وإيحاءات متطرفة قومياً لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، حيث سرد علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الإيرانية الأسبق كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى الحالي علي خامنئي للشؤون الدولية، في برنامج تلفزيوني بمناسبة استرجاع مدينة خرمشهر (المحمرة) من القوات العراقية بعنوان "خطوتان حتى الفجر"، جانباً من بعض عبارات الخميني.
أعظم شعب !!
وقال ولايتي إن الخميني امتدح بمناسبة تحرير المدينة الشعب الإيراني بقوله: "لا يوجد أفضل من شعبنا ولا حتى شعب رسول الله". ثم تحدث ولايتي عن موقف الخميني من تسمية شط العرب وتأكيده استبداله بمسمى "اروند رود" باللغة الفارسية.

واستشف ولايتي من موقف الخميني هذا نزعته القومية فقال: "بعد فتح خرمشهر التقى رؤساء السلطات الثلاث بالإمام (الخميني) حيث كان فرحاً جداً لفتح خرمشهر وجرى الحديث حول تسمية نهر اروند (شط العرب) فسأله أحدهم: هل نطلق مسمى شط العرب أم أروند رود على النهر؟ فرد الخميني قائلاً: أطلقوا أروند رود (بدلاً عن شط العرب).

وأضاف ولايتي: "إن تأكيد الإمام مسمى أروند يؤكد نزعته القومية لا محالة بالرغم من كونه كان قائد العالم الإسلامي".

واستطرد وزير الخارجية الإيراني الأسبق قائلاً: "كان الإمام له حبّ خاص لإيران وللوطن.. وكان يقول لا يوجد أفضل من شعبنا ولا حتى شعب رسول الله في صدر الإسلام".

وفي معرض ردّه على سؤال حول أسباب استمرار الحرب بعد استرجاع مدينة خرمشهر التي يطلق عليها سكانها العرب اسم المحمرة قال ولايتي: "إن فتح خرمشهر كان منعطفاً تاريخياً إلا أنه لم يكن نهاية المطاف لأن العراق كان يحتل 30 ألف كيلومتر مربع من أراضينا فإيقاف الحرب كان بمثابة تكرار مضاعفات حرب إيران الثانية مع روسيا في عام 1826، في إشارة إلى احتمال سيطرة العراق على إقليم خوزستان (الأهواز) الذي تقطنه أغلبية عربية على شاكلة سيطرة روسيا في الربع الأول من القرن التاسع عشر على القوقاز وأذربيجان بعد هزيمة الجيش الإيراني.

يُذكر أن شط العرب يتكون من تلاقي نهري دجلة والفرات في منطقة القرنة شمالي مدينة البصرة، وينضم إليهما على الحدود العراقية الإيرانية نهر كارون القادم من الأهواز، ويقطن العرب على الضفة الإيرانية من النهر أيضاً.

هذا ويطلق رسمياً على النهر مسمى "شط العرب"، وكان الموضوع الأساسي في اتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين في عام 1975، حيث لم يرد ذكر مسمى "أروند" فيها مطلقاً.

الجمعة، 21 مايو 2010

الكولونيل ليشمان والدرب الطويل إلى بغداد


الكولونيل ليشمان والدرب الطويل إلى بغداد










أسعد الفارس يتتبّع مسيرة بنجيمان الفرات
لافي الشمري
يستعرض كتاب «الكولونيل ليشمان والدرب الطويل إلى بغداد» للمؤلف أسعد الفارس محطات مهمة من تاريخ المنطقة العربية، من خلال رحلة الضابط البريطاني ليشمان أو الملقب «بنجيمان الفرات».

عبر 19 فصلاً، حرص الباحث أسعد الفارس على إيجاز تاريخ ليشمان في ثلاث محطات أساسية: مرحلة التطوع في الجيش البريطاني، الخدمة العسكرية في أماكن متفرقة في جنوب أفريقيا والهند والعراق، ثم مرحلة الترحال والتجسس والرحلات الاستكشافية، وأخيراً مقتل ليشمان.

يتناول الفارس في الفصل الأول الظروف السياسية التي كانت تمر بها آنذاك منطقة الشرق الأوسط ودول غرب آسيا، ثم ينتقل إلى تقديم لمحة ذاتية عن مراحل مهمة في طفولة ليشمان ومراهقته ساهمت في تكوين شخصية هذا الضابط الذي أدى دوراً كبيراً في المنطقة العربية، مركزاً على محطات مهمة في مسيرته.

يشير الفارس في الفصول اللاحقة إلى مشاركة ليشمان في الحرب في جنوب أفريقيا، ثم يتطرق إلى مرحلة خدمة الكولونيل العسكرية في الهند، موضحاً كيف اكتسب خبرات كبيرة في الجاسوسية.

وبالنسبة إلى مقتل الكولونيل في الفلوجة، خصص المؤلف فصلاً كاملاً لهذه المرحلة الأخيرة.

جاسوس بريطاني

يوضح الباحث أسباب تناوله شخصية الكولونيل ليشمان ضمن إصداره، قائلاً:{يعود اهتمامي بهذا الرجل إلى مطلع الخمسينات من القرن العشرين، عندما كانت القصص تروى والأشعار تنشد عن الإنكليزي ليشمان أو بنجيمان بين أهلنا من عرب الفرات ومما يؤسف له جهلنا بتاريخ هذا الرجل الذي استخدم الطيران ليقصف ديار أهل الفرات لأول مرة في تاريخ الجيش البريطاني في المنطقة، فجل ما كان يكتب عنه كونه المسكين الذي كان يبيع الفرارات في مدينة البوكمال السورية وينام في المساجد، والذي اكتشف في ما بعد أنه جاسوس بريطاني ولذا بذلت جهوداً كبيرة لجمع كثير من المعلومات عن ليشمان وعن تاريخ الحرب التي خاضها الجيش البريطاني في المنطقة العربية عام 1914-1920».

مهام خاصة

في مقدمة الكتاب يقول المؤلف: «الكولونيل ليشمان نعرّف فيه ضابطاً ورحالة من ذوي المهام الخاصة في الجيش البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، فسيرته أحد أكثر الكتب إثارة وأهمية في التاريخ المعاصر، لأنه صنع الأحداث ولم تصنعه الدعاية ووسائل الإعلام كما صنعت من لورنس بطلاً وهمياً بمجموعة من الصور والأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وبغض النظر عن مشروعية الغايات والأهداف، فنحن أمام رجل عاش للجندية طوال حياته، ومات من أجل بريطانيا العظمى التي كانت الشمس التي لا تغيب عن مستعمراتها في كثير من بلدان العالم».

تقارير عسكرية

يؤكد الكاتب أن ثمة كتاباً كثراً تناولوا شخصية ليشمان معتمدين على التقارير العسكرية والخرائط والرسائل الخاصة في جمع المعلومات عنه، خصوصاً أنه لم يترك مذكرات مكتوبة تخصه: «لم يترك ليشمان مذكرات مكتوبة يتحدث فيها عن نفسه مباشرة، لكنه ترك الآلاف من التقارير العسكرية، والعديد من الخرائط والرسائل الخاصة، فعن هذه الرسائل والتقارير سطر بعض الكتاب الإنكليز تاريخه ومعالم سيرته كرمز من رموزهم الوطنية».

تابع الفارس: «هؤلاء كتبوا عن ليشمان وغيره بعقلية كتاب العهد الفيكتوري عندما كانوا يمجدون البطل ويثنون على البطولة والتحدي المثير، فالبطولة والملك وعظمة الإمبراطورية كانت تستأثر في تلك الأثناء باهتمام الصغير والكبير في بريطانيا، فهؤلاء صوروا الجندي البريطاني بـ{السوبرمان» الذي لا يقهر، بهذه العقلية كتب الميجر البريطاني «ن.براي» عن ليشمان كبطل قادم من الجزيرة العربية وونستون عن ليشمان كآمر للصحراء وباستثناء المبالغات كان ليشمان أحد الضباط البريطانيين الذين قادوا الحرب العالمية الأولى في العراق بمهارة فائقة وتصميم منقطع النظير إلى آخر يوم من حياته».

اعترافات جاسوس باكستاني

اعترافات جاسوس باكستاني
Syed Saleem Shahzad - Asia Times
يقول خالد خواجة في أحد مقتطفات فيديو: 'كنت في الواقع عميلاً في الاستخبارات الباكستانية وفي وكالة المخابرات المركزية الأميركية... اتصلت بمولانا عبدالعزيز وأجبرته على الخروج من المسجد الأحمر، وهو يرتدي زي امرأة محجبة، وهكذا نجحتُ في اعتقاله'.

في فيديوهات أُرسلت إلى موقع 'آسيا تايمز أون لاين'، قام قائد القوات الجوية المتقاعد خالد خواجة، مسؤول سابق في الاستخبارات وصديق مقرّب من زعيم 'القاعدة' أسامة بن لادن خلال عمليات المقاومة في أفغانستان ضد السوفييت في حقبة الثمانينيات، بشرح كيف كان يتولى مهمة أداء دور الوسيط لعقد صفقة بين المقاتلين والجيش حين اعتقله المقاتلون، وكيف أدى دوراً مزدوجاً عبر خداع رجل دين متطرف حتى أوقعه في فخ الاعتقال.

طُرد خواجة من القوات الجوية في أواخر الثمانينيات، وعُرف نتيجةً لذلك بروابطه الوثيقة مع بعض الجماعات المقاتِلة، وأدى خواجة دوراً مهماً وراء الكواليس في السياسة الإقليمية والوطنية معاً. قبل الهجوم الأميركي على أفغانستان في أواخر عام 2001، كان جزءاً من الجهود الدبلوماسية السرية بين الولايات المتحدة و'طالبان'، لكن فشلت تلك المساعي فشلاً ذريعاً.

تظهر هذه الاعترافات في خمس فيديوهات أرسلتها جماعة من المقاتلين المرتبطين بـ'القاعدة' إلى موقع 'آسيا تايمز أون لاين' من منطقة شمال وزيرستان القبلية في باكستان. كان واضحاً أن المقتطفات خضعت لمونتاج مكثف، مع حذف بعض كلام خواجة، علماً أنه كان يتكلم باللغة الأردية. في بعض اللقطات، يظهر خواجة الضعيف- وهو في أوائل الستينيات من العمر- وكأنه يتعرض للضغط والتهديد.

في 25 مارس، سافر خواجة إلى شمال وزيرستان لإجراء مقابلات مع القائدين سراج الدين حقاني وواليور رحمن محسود. رافقه رجل باكستاني، أسد قريشي، مخرج أفلام وثائقية يعمل لحسابه الخاص، ومراسل للقناة الرابعة، والكولونيل أمير سلطان طرار، بالإضافة إلى مسؤول سابق عمل في الاستخبارات الباكستانية لفترة طويلة وكان سابقاً القنصل العام في هيرات في أفغانستان.

أطلق المجاهدون على طرار لقب 'الكولونيل إمام' لأنه أدى دوراً حاسماً في تقوية حركة 'طالبان'، وهو درّب قائد 'طالبان' الراهن المُلاّ عمر وغيره من أبرز القادة الأفغان بمن فيهم قلب الدين حكمتيار وقائد التحالف الشمالي المُغتال أحمد شاه مسعود... يُعرَف 'الكولونيل إمام' بـ'أب طالبان'، ولم يُسمَع شيء عن الرجال الثلاثة منذ 25 مارس.

أرسل المقاتلون البنجابيون الذين يسمّون أنفسهم 'النمور الآسيوية' شريط فيديو إلى وسائل الإعلام، بعد اختفائهم بفترة قصيرة، وطلبوا فيه فدية بقيمة 10 ملايين دولار لإطلاق سراح أسد قريشي وقائدي 'طالبان' المُلا بارادار ومنصور داد الله مقابل تحرير خواجة والكولونيل إمام.

نأت حركة 'طالبان' الأفغانية بنفسها عن عمليات الخطف، وقال المتحدث باسمها ذبيح الله موهاجاهيد إن الحركة كانت تعمل على تحرير الاثنين معاً.

في اللقطات الواردة في الفيديو، يعترف خواجة بوجود مخطط لإطاحة الحركة المتطرفة التي أصبحت تتمحور حول المسجد الأحمر في العاصمة إسلام أباد. في منتصف عام 2007، ازدادت عدائية الحركة، ونزل طلاب الكليات المجاورة إلى الشوارع لإقناع متاجر الفيديوهات بالامتناع عن بيع الأفلام 'البذيئة'، واتخذت الحملة منعطفاً سلبياً حين قبض الطلاب على شخص يُشتبَه في أنه يدير بيت دعارة في منطقة آبارا حيث يقع المسجد الأحمر الداعم لـ'طالبان' ومقر الاستخبارات الباكستانية.

يقول خواجة إنه وضع خطة مع مولانا فضل الرحمن، رئيس جمعية علماء الإسلام (أكبر حزب إسلامي في البلاد)، ومفتي باكستان الكبير، المفتي رافي عثماني، وغيرهما من العلماء، للقضاء على حركة المسجد الأحمر في إسلام أباد.

ويضيف خواجة أنه أعدّ فخّاً لمولانا عبدالعزيز، إمام الصلاة في المسجد وشقيق غازي عبدالرشيد الذي عاون عبدالعزيز في إدارة المسجد الأحمر.

كذلك، يقول خواجة إنه اتّصل بعبدالعزيز وأوقعه في فخ الاعتقال، وقُتل عبدالرشيد خلال قصف عسكري على المسجد وترافقت الحادثة مع مقتل أعداد كبيرة من المقاتلين.

يقول خواجة في أحد المقتطفات: 'أنا معروف بشهامتي بين وسائل الإعلام والناس، لكني كنت في الواقع عميلاً في الاستخبارات الباكستانية وفي وكالة المخابرات المركزية الأميركية... أذكر الجثث المحروقة للصبيان والفتيات الأبرياء في المسجد الأحمر... اتصلت بمولانا عبدالعزيز وأجبرته على الخروج من المسجد، وهو يرتدي زي امرأة محجبة، وهكذا نجحتُ في اعتقاله'.

كانت حادثة المسجد الأحمر لحظة حاسمة في تاريخ باكستان الحديث: لقد بلغت الأمور ذروتها مع انهيار الرئيس برويز مشرّف الذي تنحّى عن الحكم في أغسطس 2008، ما أثار ردة فعل عنيفة بين المقاتلين ضد الدولة الباكستانية.

يقول خواجة إن أهم قادة المجاهدين كانوا عملاء للاستخبارات الباكستانية وقد حصلوا على كامل الحرية لاستحصال الأموال. وشمل هؤلاء القادة مولانا فضل الرحمن خليل (الذي وضع أسس الجبهة الإسلامية الدولية مع بن لادن عام 1998)، ومولانا مسعود أزهر (رئيس جماعة جيش محمد)، وعبدالله شاه مزهر (قائد أعلى سابق لجماعة جيش محمد).

تابع خواجة كلامه في الفيديو قائلاً: 'جلبت معي لائحة بأسماء 14 قائداً وكنت أنوي تصنيفهم ضمن الأوساط الميليشياوية... ينشط كلٌّ من عبدالله شاه مزهر، وفضل الله الرحمن خليل، ومسعود أزهر، والمنظمات الجهادية مثل (عسكر طيبة)، و(البدر)، و(جيش محمد)، و(حركة المجاهدين)، و(جمعية المجاهدين) وغيرها، بالاستناد إلى الدعم المالي الذي توفره الأجهزة السرية الباكستانية، ولها حق استحصال أموالها داخل باكستان'.

اعتُقل خواجة بعد عملية المسجد الأحمر مباشرةً وأمضى أشهراً عدة في السجن. وكان جزءاً من المحادثات التي جرت مع الحكومة لمنع المقاتلين من التقدم نحو المسجد، وهو طمأن الحكومة إلى أنه سيحل المسألة من دون استعمال القوة. غير أن الحكومة اعترضت على بعضٍ من رسائله التي حثّ فيها الأشخاص الموجودين في المسجد على عدم الاستسلام، وسرعان ما اعتُقل لأنه كان ينسق مع المسجد الأحمر.

عُرف خواجة بنقده لدور وكالات الاستخبارات الباكستانية بعد أحداث 11 سبتمبر، حين انحازت باكستان مع الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب.

وكان خواجة أحد الشخصيات البارزة القليلة التي قدّمت المساعدة علناً للعائلات العربية الأفغانية التي اعتُقل الرجال فيها أو قُتلوا خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001.

وكان، في الفترة التي اختفى فيها، يعمل على قضية الأشخاص المفقودين، ومعظمهم من المقاتلين، لكن نظراً إلى علاقاته السابقة مع القوات الجوية والاستخبارات الباكستانية، لطالما اعتبرته 'القاعدة' شخصاً مشبوهاً.

استقال خواجة من القوات الجوية في أواخر الثمانينيات بعد أن كتب رسالة إلى الرئيس في تلك الحقبة، الجنرال ضياء الحق، ونعته فيها بالمنافق لأنه لم يعزز نشر الإسلام في باكستان. ثم ذهب إلى أفغانستان وقاتل إلى جانب بن لادن. كذلك، كان خواجة مجنِّداً ومدرّباً للمقاتلين الباكستان ضد السوفيييت.

وعاد خواجة ليتصدّر عناوين الصحف في فبراير 2002 وارتبط اسمه بعمليات الخطف والتعذيب والقتل التي نفذها المقاتلون بحق المراسل الأميركي دانيال بيرل. قيل إنه كان متورطاً في عملية الاختطاف بناءً على طلب الاستخبارات الباكستانية.

أجرى خواجة مقابلات عدة مع موقع 'آسيا تايمز أون لاين'، وكشف خلالها أنه رتب لقاءً في المملكة العربية السعودية، في أواخر الثمانينيات، بين بن لادن وقائد المعارضة حينها نواز شريف لتفكيك حكومة بنازير بوتو، وسقطت حكومتها عام 1990 وأصبح شريف رئيس حكومة. كشف خواجة أيضاً أنه نقل الأموال، في أواخر الثمانينيات، من بن لادن إلى وزير باكستاني سابق، الشيخ رشيد لتمويل مشروع إقامة مخيمات تدريب خاصة بالانفصاليين الكشميريين.

لم يتّضح بعد السبب الذي دفع خواجة إلى أخذ الكولونيل إمام معه إلى شمال وزيرستان، وفي لقطات الفيديو، يقول خواجة: 'أرسلني الجيش الباكستاني إلى شمال وزيرستان لأن الجيش كان عالقاً وسط صراع مرير لا يستطيع الخروج منه. أُرسلتُ إلى هناك لتحقيق المصالحة بين الجيش والمقاتلين حتى يوافق المقاتلون على السماح للجيش بمغادرة المنطقة بأمان'.

* مدير مكتب 'آسيا تايمز أون لاين' في باكستان.