الجمعة، 14 يناير 2011

سقوط الإمبراطورية والديكتاتور (2-20) الرحلة الأخيرة برعاية الـ «أواكس».. 30 عاماً من الظلم «في حفرة بائسة»

سقوط الإمبراطورية والديكتاتور (2-20)
الرحلة الأخيرة برعاية الـ «أواكس».. 30 عاماً من الظلم «في حفرة بائسة»
صالة الضيافة الرئاسية.. قبر بأرضية مكسرة ولا مهنئين بالعيد
محمود الشناوي
readers 337
تصغير الخط تكبير الخط
قبر الطاغية في تكريت (أرشيف)
شكل اعدام طاغية العراق السابق صدام حسن نهاية مرحلة مريرة من تاريخ العراق والمنطقة برمتها أنتجت لنحو ثلاثة عقود ازدحمت فيها الحروب والمذابح العرقية والطائفية فمن حرب طويلة مدمرة على ايران الى غزو كارثي للكويت الى حملات ابادة عرقية ضد الاكراد وطائفية لم تستثن احدا من اهل العراق الى احتلال اميركي أورث تمزيقا ودمارا كانت سيرة رجل واحد ارتبط كل هذا وغيره باسمه هي الرابط الاساسي للفجائع المتوالية في منطقة أعيد تشكيل الواقع الجيوسياسي فيها مرارا وكانت نهايته هي الفصل الاخير لحقبة الدم والعذاب لكنها ايضا كانت بداية لفصول دموية من نوع آخر مازالت بلاد السواد تعاني للخروج من وطأتها الثقيلة.

وفي هذا الكتاب «سقوط الامبراطورية والديكتاتور» يروي الكاتب الصحافي المصري محمود الشناوي يوميات ومشاهدات في عراق ما بعد صدام حسين انطلاقا من اسرار اللحظات الاخيرة في حياة الطاغية ومفاوضات نقل جثته ودفنه العسيرة وواقع الحال في تكريت حيث انتهى الى قبره البسيط في تحدي قصوره التي تكاد لا تحصى لينتقل الى سرد مفصل حول حياة العراقيين تحت رحمة الميلشيات المسلحة ودولة «القاعدة» وصروف غريبة من الفساد والفوضى تركت العباد تحت رحمة أمزجة لا تعرف سوى القتل حلا لأي مسألة تعترضها، و«النهار» تنشر على مدى 20 حلقة رحلة الكاتب في «أرض النار» حيث صورة العراق المتحولة بأثر ارث الطاغية ووجود الاحتلال والأجندات الغريبة التي تناهبت واقعه وربما مستقبله. امتدت ساعات التفاوض لاستلام جثمان صدام حسين بعد إعدامه بين طرفي المفاوضات، اللذين مثلهما على جانب وفد محافظة صلاح الدين الشيخ عبدالله حسين جبارة نائب محافظ صلاح الدين والمحافظ حمد الشكطي والشيخ علي الندا شيخ عشيرة البيجات التي ينتمي إليها صدام، وهم يريدون جلب الجثمان إلى تكريت مسقط الرئيس صدام ودفنه هناك خشية تدهور الأوضاع الأمنية أوغضب عشيرة الرئيس السابق أومن العراقيين السنة، أما الطرف الثاني فكان الحكومة العراقية ممثلة في عبدالكريم العنزي وزير شؤون الأمن الوطني آنذاك ود. محمد سلمان مستشار رئيس الوزراء، ود. طارق نجم مدير مكتبه، وهؤلاء يرغبون في دفن صدام في مكان سري حتى تهدأ الأوضاع الأمنية لأن نقل جثمانه علناً سيمثل خطورة ويؤثرعلى تلك الأوضاع بالسلب،ومن الخارج كان الأميركيون يتابعون الموقف، خاصة السيدة ستيفانى مايلو ممثلة السفارة الأميركية في صلاح الدين وكانت واشنطن ممثلة في أعلى مستويات الإدارة الأميركية تتلقى أولاً بأول ما توصل إليه المفاوضون

وقد أكد علي الندا شيخ قبيلة البيجات الذي قتله تنظيم «القاعدة» فيما بعد خلال التفاوض ان دفن صدام في تكريت أفضل من أي مكان آخر وأقسم قائلاً إنه إذا امتدت يد أي شخص إلى الإضرار بإحدى دوائر الدولة «فسيشحطه» بالشارع وقال إنه لو تسلم جثمان صدام حسين فسيصدر بيانا يشيد بالحكومة اما إذا رفضت الحكومة ذلك فسيعود الوفد الى تكريت ليعلن ذلك، ويخلي مسؤوليته من أي شيء قد يحدث.

الساعات الطويلة

ويقول شهود المفاوضات إن العنزي وزير شؤون الامن الوطني في ذلك الحين اصطحب كلا من د. سلمان مستشار رئيس الوزراء ود. طارق مدير مكتبه وذهبوا إلى رئيس الوزراء نوري المالكي للتشاور معه بينما أدى وفد صلاح الدين صلاة العشاء جماعة في المسجد. فيما يقول عبدالله جبارة نائب محافظ صلاح الدين: عاد العنزي بعدها هو ومن معه ليخبرونا بأن رئيس الوزراء وافق على تسليم الجثمان على أن يجرى الدفن ليلاً في تكريت بشرط أن تبتعد الحكومة وتكون غير مسؤولة عن عملية نقل الجثمان إلى حيث مكان الدفن. ويضيف:وافقنا جميعاً نحن وفد صلاح الدين لأننا نعلم أنه لا يمكن نقل الجثمان بالسيارات إلى تكريت حيث لن نصل أبدا بسبب انتشار فرق الموت والمجموعات المسلحة التي تسيطر على الطرقات.. والذين كان يمكنهم نسف الموكب إذا ماسار علناً.

المسلحون بانتظار الموكب

ويتابع جبارة: كما أنني علمت بوجود مسلحين ينتظرون موكبنا على الطريق داخل وخارج بغداد ومنهم عناصر من تنظيم «القاعدة» لأن أخبارذهاب الوفد إلى بغداد لتسلم جثمان صدام كانت قد انتشرت عبر وسائل الإعلام والناس ينتظرون ما سيحدث. ويشير جبارة إلى أنه أخبرهم بطلبه مساعدة القوات الأميركية في نقل الجثمان.. فإذا ماقوبل الطلب بالرفض.. فستجري الموافقة على الدفن في مكان سري مع الإعلان أن الوفد لم يتمكن من نقل الجثمان لأسباب أمنية. وهناذهب وفد الحكومة مرة أخرى إلى رئيس الوزراء وعاد رجاله ليأتوا بالموافقة . وعندها- كما يقول جبارة- طلبنا السماح بالذهاب إلى مكان الطائرة التي جاءت بنا من تكريت حيث ينتظرنا نائب أمر اللواء الأميركي العقيد ادموند في قاعدة جوية بجانب مقر رئاسة الوزراء وعندما طلبت منه المساعدة قال إنه سوف يتصل بقيادة القوات الجوية الأميركية لأنه ليس مصرحا له بإعطاء جواب على طلبي.. ولم يرحني أو يرضني رد العقيد ادموند ولذا اتصلت هاتفيا بالسيدة ستيفاني وطلبت المساعدة فأخبرتني أن موظفا كبيرا في السفارة الأميركية سيأتي للقائنا وطرح بعض الأسئلة حول المهمة المطلوبة.

المهمة الأميركية

ويقول جبارة في شهادته على الاحداث التي تلت اعدام صدام حسين : بعد 10 دقائق من الاتصال الهاتفي وصل المسؤول الأميركي أوموظف السفارة وسألني عن الدور الأميركي المطلوب في عملية نقل جثمان صدام، فأخبرته أنه لا يوجد أي دور أميركي مطلقا في كل هذه العملية عدا نقل جثمان صدام بالطائرة، فسألني: هل تطلبون تواجدا أميركيا وقت الدفن في تكريت مثلا، فرددنا عليه إننا لانريد أي ظهور للقوات الأميركية وقت الدفن فهذا الأمر بالغ الحرج وسيعقد الموقف، فسألني هل هذا العمل أفضل أمنيا (أي نقل جثمان صدام عبر طائرة أميركية)، فقلت له نعم وأنا المسؤول.

ويتابع قائلا: اتصل المسؤول الأميركي في وزارة الخارجية في واشنطن وعلمت أنه اتصل بوزيرة الخارجية الأميركية وقتها كوندوليزا رايس شخصياً حيث أبلغته بدورها بأنها ستنقل هذا للرئيس الأميركي حينئذ جورج بوش وبعدها أبلغته بأنها حصلت على موافقة الرئيس بوش ثم بعد 15 دقيقة جاءه الرد النهائي بالموافقة على نقل الجثمان بالطائرة .

ووفقا لشهود عيان على المفاوضات عاد وفد صلاح الدين من مكان الطائرة المنتظرة في قاعدة أميركية إلى مقر رئاسة الوزراء لإجراء مراسيم استلام الجثمان.

الكشف على الجثمان

يقول نائب محافظ صلاح الدين : طلبت من وفد الحكومة أن يجري الكشف على جثمان صدام حسين أمام عدسات التلفاز لنتعرف عليه حتى لا يقال إن الجثمان استبدل وفي الوقت نفسه أتأكد من عدم وجود علامات تعذيب على الجثمان كما أشيع وقتها على نطاق واسع لأنني لابد أن أرد على ما يمكن أن يشاع عن ذلك ثم بعدها نوقع وثيقة استلام الجثمان.

يضيف: جلبوا لنا عشاء خفيفا رغم أن الوقت كان غيرمناسب لتناول الطعام لكنهم أصروا على تقديم واجب الضيافة حتى يأتي الجثمان وبعدها وصل الجثمان فى صندوق خشبي داخل حوض سيارة تابعة للشرطة «بيك آب» ذات أربعة أبواب، ففتحت الكفن وتعرفنا على صدام وعاينت بنفسي الجثمان وشاهدت الآثار الموجودة عليه.

ويوضح أبو خالد شكل الجثمان قائلا: كان مغسلا ومكفناً وأكدوا لنا أنه تم إقامة الصلاة عليه في أحد المساجد في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد. ويضيف:لاحظت أن الجثمان تميل رقبته إلى الجانب الأيمن بشكل أكثرمن الطبيعي وهناك بروز لعظم وجرح في رقبته في الجانب الأيسر وهناك خدش على خده الأيسرمن منتصف الخد باتجاه الأعلى نحو عينه. ويقول نائب محافظ صلاح الدين:سألناهم عن هذه العلامات فأكدوا لنا أن صدام حسين لم يتعرض للتعذيب وإن كان قد تشفى فيه كل من تعرض لظلم وتعذيب هذا الديكتاتور وزبانيته.

التعذيب والتشفي

ويقول: لا أعتقد أنا أيضاً أن صدام حسين تعرض للتعذيب وإنما نتيجة تنفيذ حكم الإعدام شنقا ووضع عقدة حبل الإعدام في الجانب الأيسر من الرقبة وليس إلى الخلف أو الأمام هو ما أدى إلى كسر الرقبة وكشط بشرة الوجه نتيجة سقوطه من أعلى إلى أسفل قبو حجرة الإعدام. ويؤكد أنه كان يجب وضع حبل الإعدام إلى الخلف أو إلى الأمام لكن تعقيد الحبل كما أبلغونا لم يكن يصلح إلى ربطه بالرقبة من الجانب الأيسر مؤكداً أنه ما عدا ذلك لم يجد لا هو ولا أي من أعضاء الوفد أي آثار تدل على تعذيب أو ضرب أو اعتداء على الجثمان كما أشيع. ويقول أبوخالد: وقعنا على وثيقة استلام الجثمان أنا والمحافظ والشيخ الندا ورافقت الجثمان إلى حيث تقف الطائرة بالقاعدة الجوية ووضعناه مكان المقاعد الخلفية بعد أن طويت كفن الرئيس وربطنا التابوت بإحكام، إلا أن الطائرة لم تتحرك إلا بعد حوالي ساعة كاملة وتحديدا في الثانية والربع من صباح يوم 31 ديسمبر من عام 2006 باتجاه تكريت. ويتابع:أخبرني أحد الضباط الأميركيين المرافقين أن سبب التأخير هو اتخاذ الاجراءات اللازمة لتأمين مظلة جوية وطائرة أواكس لحماية الموكب الجوي الذي ينقل صدام حسين إلى مثواه الأخير.

وكانت الرحلة من بغداد إلى محافظة صلاح الدين أو إلى مدينة تكريت ثم قرية العوجة، مسقط رأس صدام حسين طويلة بما يكفي حتى أنه تتابع برأسي ورأس الوفد المحافظ والشيخ الندا أفكار عديدة.. من بانتظارنا من عشيرة صدام (البيجات).. ماذا سيسألوننا.. بماذا نرد.. أسئلة لانهاية لها.. أفسدت علينا حتى فرحتنا بعودتنا سالمين بجثمان صدام وإنهاء المهمة التي وضعنا على عاتقنا تنفيذها بمجرد أن عرفنا بإعدام الرئيس السابق.. وكانت المفاوضات مع مسؤولي الحكومة قد أرهقتنا بالفعل. ويشير إلى الوصول لقاعدة «سبايكر» في محافظة صلاح الدين حيث كان ينتظرهم قائد شرطة صلاح الدين اللواء حمد نامس.. وكانت درجة الحرارة فى هذا التوقيت (2) تحت الصفر وهو ما أدى إلى إصابة أعضاء الوفد بنزلة برد حادة. ويقول: لكننا أصررنا على إنهاء المهمة كاملة وأمرنا بتحرك موكب الجثمان داخل سيارات إلى قرية «العوجة «بعد وضع جثمان الرئيس في إحدى سيارات الشرطة وكانت الساعة تمام الرابعة صباحاً (بتوقيت المحافظة وسط العراق) عند وصولنا إلى مكان دفن الجثمان.

أبناء البيجات

يقول شهود عيان: كان أبناء «البيجات» جميعهم في انتظار الوفد ووصول الجثمان.. كان الكثير منهم مذهولاً غير مصدق لما حدث ويحدث ولم يتوقع أحد منهم على ما يبدو أن ينجح الوفد في الظفر بجثمان ابن عشيرتهم صدام حسين. ويقول أبو خالد: أخبرناهم أن الجثمان مغسل ومكفن ومصلى عليه وقد طلبوا من أحد شيوخهم وهو الملا جمعة الدهيمة أن يتأكد من ذلك حيث أيد هذا الشيخ بدوره ما ذهبنا إليه بأن الجثمان مغسل ومكفن على الطريقة الإسلامية.

ويضيف: كانوا قد أعدوا لصدام حسين قبرا في قاعة المناسبات بالعوجة لكنهم طلبوا الصلاة على جثمانه مرة أخرى فصلينا على الجثمان وواريناه الثرى وقضينا ما تبقى من الليل في دارالمحافظ ودارت أحاديث مليئة بالشجون عن وضع العراق الحالي وعن صدام الذي تسبب فيما وصل الحال إليه فى العراق قاطبة.. وكان ما يعزز مشاعر القهر لدينا أن كل رؤساء العالم يخرجون إلى مثواهم الأخير معززين مكرمين فلماذا كتب على العراق أن يخرج رئيسه بهذه الطريقة. ويشير إلى أنه ألقى بيانا في الصباح عبر فضائية صلاح الدين شرح فيه ما جرى وشكر الحكومة ورئيسها وكل من ساعد وفد صلاح الدين في إتمام هذه المهمة فأقيمت مجالس العزاء في صلاح الدين ومناطق العراق وخلال أسبوع لم تشهد محافظة صلاح الدين أي حادث عنف.

أغراض صدام

وعن أغراض صدام حسين وماتبقى من متعلقاته يقول أبو خالد:كنا قد تسلمنا مع الصندوق الخشبي الذى يضم الجثمان الكيس الأسود الذي رفض صدام حسين ارتدائه لحظة الإعدام وكذلك الملابس التي ارتداها عند تنفيذ حكم الإعدام، والمصحف الذى رافقه خلال فترة سجنه وأوصى أن يسلم إلى المحامي بدر ابن قاضي الدجيل عواد البندر الذى تم إعدامه في 15/1/2007 ودفنه خارج القاعة التي أصبحت مقرا لقبر صدام حسين وظلت هذه الأشياء في حوزة كبير عشيرة البيجات علي الندا الذي قتله تنظيم القاعدة فيما بعد. ويقول أبو خالد إنه خضع لحالة من الزهد الشديد في الدنيا وما فيها بعد انتهاء تلك الأزمة ويوضح قائلا:عندما كان يجري أمام عيني عملية دفن الرجل الذى ملأ الدنيا ضجيجا وتعلقت بإشارة من يده مصائر ملايين البشر كنت أنا أدفن أي رغبة زاد الدنيا، لأنه لا شيء يستحق كل هذه الصراعات والعدوات والانكسارات والانتصارات، لا شيء يبقى إلا وجه الله، حيث تقول الحكمة التركية «إيها الإنسان لا تنس الموت.. فإنه لن ينساك».

القبر

ويقع قبر صدام حسين على مساحة متكسرة من الأرض وبقعة تكاد تكون بائسة بالنظر إلى طاغية حكم العراق حوالى 30 عاما وبالداخل قامت عائلة صدام حسين بدفن سبعة آخرين هم نجلاه عدي وقصي اللذان قتلاخلال مواجهة مع القوات الأميركية في الموصل عام 2003 وأعيد دفنهما بعد إعدام صدام وإلى جانبهما جثمان مصطفى نجل قصي الذي كان في الخامسة عشرة من عمره عندما قتل مع والده. كما دفن بالضريح أربعة من رموز نظام صدام الذين أعدموا شنقا بعده وفي الغرفة نفسها التي أعدم فيها صدام وهم: أخاه غير الشقيق برزان إبراهيم التكريتي والمدير السابق للشرطة السرية، وعواد البندر الرئيس السابق لمحكمة الثورة، وطه ياسين رمضان، النائب السابق لصدام وعلي حسن المجيد (علي الكيماوي) .

نبش قبر صدام

ولم تتوقف الإشاعات والأقاويل والحكايات عن صدام وخوارقه بعد الموت.. أشاع ذلك أناس ممن كانوا يمتون إليه بصلة قرابة أو جوار أو نسب كما لم تتوقف الإشاعات عن جثمانه بعد دفنه ولعل أقوى تلك الإشاعات هي ما قيل عن نبش القبر وإذا ما كان قد تم نقل الجثمان ودفنه في موقع آخر خوفا عليه أو العبث به من قبل الغاضبين منه.. إلا أن القصة الحقيقية لعملية إعادة فتح القبر رواها أحد أقاربه الذى طلب عدم كشف اسمه. يروي هذا القريب الذي يقوم على خدمة القبر الكائن في قرية العوجة مسقط رأس صدام حسين أن عملية الدفن جرت فجر يوم 31 ديسمبر عام 2006 في مكان كان صدام حسين يتخذه كمضيف يستقبل فيه المهنئين بالعيد أو من لهم مطالب من أهالي بلدته وعشيرته حيث تم خلع قطع رخام تغطي بهو المضيف الذي ترتفع فوقه قبة عالية ووضع الجثمان ثم تغطية المنطقة.

الماء يؤذيه

ويقول: بعد هذا التاريخ بستة أشهر جاء شخص من أهالي تكريت ليبلغنا أن «السيد الرئيس» زاره في المنام وقال له «أبلغ أعمامي أن الماء يؤذيني» بعدها قام القائمون على الضريح بإلغاء كل مصادرالمياه المؤدية إليه وبعد تلك الواقعة بثلاثة أيام جاء الشخص نفسه وكرر الكلام نفسه وبعد ثلاثة أيام أخرى جاء وكرر الكلام نفسه ووقف فوق قبر صدام وقال: «اللهم قد بلغت. اللهم فاشهد» ويضيف خادم القبر: بعد ذلك بيوم واحد جاء أحد أئمة المساجد في تكريت ويدعى الملا جمعة الدهيمة وروى الرؤية نفسها وكان لابد من اجتماع كبارالعشيرة (البيجات) لبحث فتح القبر وإخراج الجثمان منه، وبعد أن تمت الموافقة جرى إخراج الجثمان لنجد أن هناك عين ماء أسفله !ويتابع: بعد معالجة الأمر جرى تغسيل الجثمان وإعادة الصلاة عليه ليستقر فى موضعه منذ هذا الحين.. تحت رعاية بعض أفراد العشيرة ويتوافد الناس على زيارته وقراءة الفاتحة لسبعة شواهد من القبور.

شواهد القبور

وقد كتب على قبور ابنيه عدي: «إن وعد الله حق.. قبر الشهيد المجاهد عدي صدام حسين استشهد بتاريخ 22/7/2003» وقصي: «لكل أجل كتاب.. قبرالشهيد المجاهد قصي صدام حسين استشهد بتاريخ 22/ 7/ 2003» كما كتب على قبر نجل قصي مصطفى: «إن وعد الله حق.. قبر الشهيد المجاهد مصطفى قصى صدام حسين استشهد بتاريخ 22/7 / 2003» أما بقية القبور فكتب على شواهدها أسماء أصحابها فقط دون أى إضافات: عواد البندر قاضي محكمة الدجيل.. برزان إبراهيم التكريتي.. طه ياسين.. علي حسن المجيد. ويبدو انه حتى الأموات الراقدين تحت الثرى بجانب رفات صدام حسين.. فئات وطبقات.
قرار المالكي بإعدام صدام استناداً إلى حكم قضائي

هناك تعليق واحد: