The Bridge... أوباما قبل الرئاسة
جيفري بوركي
نظر البعض إلى أوباما كرجل تغيير، معد شبكات تواصل على المستوى العالمي، كاتب سير ذاتية، مخلّص أو أحمق.
من جهته، يبحث ديفيد ريمنيك، محرر في مجلة the New Yorker، في حياة أوباما قبل الرئاسة «وفي بعض التيارات التي ساعدت في تشكيل شخصيته» في كتابه الجديد بعنوان The Bridge: The Life and Rise of Barack Obama
تكثر هذه التيارات بالنسبة إلى أوباما المولود في عام 1961 من أب أسود من كينيا شارك في برنامج للتبادل الطلابي وأم بيضاء من كنساس تعيش في هاواي. يتعقّب ريمنيك بالتالي صعود نجم والد أوباما وأفوله على الساحة السياسية في كينيا بعد هجره زوجته وولده، السنوات القليلة التي عاشها أوباما في إندونيسيا مع والدته وزوجها الثاني، وعودة الصبي إلى هاواي للعيش مع جدّيه من كنساس بعد الصف الرابع.
تلقى أوباما تعليمه في كليات للنخبة، بما فيها جامعة كولومبيا وكلية القانون في جامعة هارفرد حيث كان أول رئيس أسود لمجلّة Law Review. لكن أوباما تجنّب تولي عمليات الإشراف القانوني والمالي المُثرية التي كانت شائعة في أواخر ثمانينات القرن الماضي، صاقلاً مهاراته في تشكيل شبكات التواصل كمنظم مجتمع على مستوى الشارع في منطقة ساوث سايد في شيكاغو. وفي عام 1992، قاد حملة ناجحة لتسجيل الناخبين في شيكاغو ساعدته في بناء علاقات مع ليبراليي لايكفرونت الأثرياء، الذين يشكّلون مصادر مهمة لجمع الأموال.
فاز أوباما بمقعد في مجلس الشيوخ في الولاية ومُني بهزيمة نكراء في السباق في الكونغرس. كان خطيباً سيئاً، أي بحسب ريمنيك، «جهورياً، ذا أسلوب تعليمي، ويتظاهر بالوقار- كان ببساطة أشبه بعجينة من دون خميرة». لكنه تحسّن. فقد سهّل عليه أداؤه الخطابي المدهش في مؤتمر الحزب الديمقراطي في عام 2004، الذي حضره أيضاً منافسوه، الفوز بمقعد في مجلس الشيوخ، لكنه شعر بملل في هذا المنصب. يشرح أحد المساعدين اقتبس ريمنيك عنه قوله: «شعر بأنه يستحق وظيفةً أهم».
يشير عنوان الكتاب إلى مواجهة اندلعت في عام 1965 بشأن جسر إدموند بيتوس، في سلما في ألاباما، بين متظاهرين مؤيدين للحقوق المدنية وضباط الشرطة، وقد تحوّلت إلى مواجهة عنيفة وباتت تُعرف بـ{الأحد الدامي». كذلك يلمح إلى دور أوباما كرابط بين جيل مارتن لوثر كينغ الابن الذي خاض الحروب ضد التمييز العنصري في ستينات القرن العشرين والجيل الراهن، إذ يبدو الرئيس المستفيد الأكبر على الأرجح من ذلك النضال.
يوضح الكتاب هذه النقطة بصرياً عبر إدراج صورة في مقدمة الكتاب عن المواجهة التي اندلعت في عام 1965 ولقطة بانورامية في آخر الكتاب لحشود مجتمعة على أدراج الكابيتول خلال حفل تنصيب أوباما.
يُذكَر أن ريمنيك الفائز بجائزة «بوليتزر» في عام 1994 عن كتابه بعنوان Lenin’s Tomb، يتجنب السير الذاتية التي تظهر أصحابها بشكل مثالي. يدرك ريمنيك تماماً مسألة تبجيل الشخصيات ومخاطرها. فأوباما في كتابه يستفيد من مواهبه المميزة، وعمله الحثيث، وفرصه المحظوظة كما من خطوات خصومه المتعثرة وحظوظهم السيئة.
لعل أوباما استفاد بشكل خاص من مدى توق البلاد إلى بريق فصاحة وذكاء ووضوح بعد سنوات جورج بوش، الذي يروق لريمينيك التقليل من شأنه معتبراً إياه «عاراً وطنياً، لأنه قائد غبر مبال، طائش، وقح، مدلل، وكاذب».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق