شذرات من تاريخ الإرهاب الإيراني في الكويت والخليج
داود البصري
النظام الإيراني يعتبر السفارات رسل الثورة الإسلامية لبناء تنظيمات إرهابية كـ "حزب الله"
ماجرى من عمليات إرهابية في الكويت في الثمانينات لايمكن إنكار ضلوع الاستخبارات الإيرانية فيه
فتح ملف الإرهاب الرسمي للنظام الإيراني من خلال أجهزته الإستخبارية والدعائية والتعبوية في الكويت وبقية دول الخليج العربي , يعني فتح صفحات تاريخ أسود ملطخ بكل معاني الغدر والعار والخديعة والدسيسة كما يعني العودة إلى تقليب صفحات دموية مرعبة قد يحاول البعض تناسيها أو تجاوزها نتيجة لإعتبارات ديبلوماسية أو سياسية أو مصلحية معينة وتكتيكية ولكن التاريخ لن يستطيع أبدا محو تلك الصفحات من إرشيفه العامر بالخفايا والخبايا والأسرار والفواجع , وقيام النظام الإيراني بنفي الإتهامات عن ممارسات وأفعال مؤسساته الإستخبارية والآيديولوجية لا يؤدي بالضرورة الا لتوثيق وتأكيد حقيقة تلك الأخبار! لأن لا مجال أبدا من التهرب أو التملص من الحقائق الميدانية الدامغة المعروفة لكل ذي بصيرة و لكل من يعلم و يحيط بحقائق البنى التحتية للأنظمة الإرهابية و الشمولية التي تعتبر العمل الديبلوماسي جزءا من الصورة و العقيدة ألايديولوجية للنظام , هكذا كانت سفارات الدول الشيوعية المندرسة أيام الإتحاد السوفياتي الراحل ! وهكذا كانت سفارات الأنظمة العربية الشمولية وديبلوماسييها الذين كانوا من كبار رجال المخابرات و الأمن و العمليات السرية , فسفارة الجمهورية العربية المتحدة مثلا أواخر الخمسينات من القرن الماضي مارست في لبنان أدوارا مشهودة في تغذية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1958 وكذلك فعلت في أحداث العراق الدموية المرعبة في الموصل وكركوك عام 1959 , وكذلك كانت السفارات البعثية بمثابة "عين للمقر" بعد أن تحولت لأوكار إستخبارية و إرهابية تمارس التجسس و القتل و الخطف و التخريب كما كان حال السفارات العراقية السابقة في الكويت أو عدن أو الرباط أو أستوكهولم أو لندن وغيرها , ففي الكويت مثلا كان لسفارة نظام البعث دور مركزي في إغتيال الجنرال حردان التكريتي عام 1971 على أبواب المستشفى الأميري و أمام عيون السفير العراقي الذي كان برفقته وقتها! وفي الكويت أيضا تم إغتيال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عام 1978 علي ياسين على يد عصابة أبو نضال الى المدعومة من العراق!, وفي الكويت أيضا مارست السفارة العراقية جرائم الخطف و التعذيب للمعارضين العراقيين مستهترة بأمن و سيادة دولة الكويت , و الأمثلة كثيرة و نحتاج إلى صفحات طويلة و مملة لتصنيفها و تتبعها , و اليوم يخوض النظام الإيراني في المعمعة نفسها و يعود إلى تقمص أدوار الأنظمة الإرهابية و الشمولية الراحلة رغم أن ذلك النظام كان منذ بداياته يعتبر السفارات الإيرانية في الخارج بمثابة "رسل الثورة الإسلامية"! مع ما يعنيه ذلك المفهوم و التوجه الستراتيجي في الحرص على "تصدير الثورة"! ودعم الجماعات المؤيدة و تكوين اللوبيات المالية و الطائفية و الإعلامية المرتبطة به كما هي الحال في لبنان مثلا و الذي عن طريق السفارات الإيرانية في دمشق و بيروت تمكن من تجنيد الخلايا و تأسيس و تقوية واحد من أقوى و أهم مشاريعه التعبوية ومرتكزاته الإيديولوجية وفخر صناعاته الفكرية و الإستخبارية وهو تنظيم "حزب الله" اللبناني الذي يعتبر درة التاج الإيراني وقمة نجاحاته الإستخبارية و الميدانية وحيث لم ينجح النظام الإيراني أبدا في بناء أي مؤسسة شبيهة أو معادلة له في العالم العربي ? لقد حاول الإيرانيون منذ وقت مبكر التركيز على بناء شبكة محكمة لتنظيم "حزب الله" في الكويت و السعودية و البحرين خصوصا ولكنهم فشلوا لأسباب عديدة وكذلك عملوا طويلا ومركزا في العراق و نجحوا في إحداث إختراق كبير في صفوف أحزابه الإسلامية الشيعية و قسموا حزب "الدعوة" لدعوات و كونوا تنظيم "المجلس الأعلى" وحرصوا على بناء تنظيم ل¯ "حزب الله" عراقي لم يستطع أبدا أن يصل إلى مستوى البناء التنظيمي والعسكري المحكم لشبيهه اللبناني وبرغم الإختراق الإيراني الواسع للعراق إلا أن المشروع الإيراني في النهاية هو مشروع فاشل لا يعدو أن يكون سوى احدى أدوات تقسيم وتشظية العراق وهو ما يجري حاليا تنفيذه بصورة دموية مرعبة و بشكل سيترك فيه آثاره المرعبة في عموم الشرق الأوسط , و حكاية السفارات الإيرانية و مخابراتها مع تنظيمات "حزب الله" المحلية كبيرة جدا وواسعة و تضم أحداثها و ثناياها منعطفات دموية مهمة في تاريخ المنطقة تركت بصماتها على الذاكرة التاريخية الوطنية , لقد تميز عقد الثمانينات من القرن الماضي بحالة كبيرة من النشاط و الحركية التنظيمية للأجهزة الإستخبارية الإيرانية المدعومة من الحرس الثوري وكان ذلك التحرك جزءا من ملفات وتداعيات الحرب العراقية -الإيرانية و إفرازاتها وحالة التجييش و التحشيد الطائفي التي كانت سائدة , وكانت البداية مع دعم الحرس الثوري الإيراني في الأحواز للجماعات الدينية العراقية المنشقة التي دبرت بالتعاون مع مخابرات الحرس الثوري والمخابرات السورية سلسلة من العمليات الإرهابية في الكويت كان أوسعها عمليات 12/12/1983 التي ضربت السفارات الأميركية و الفرنسية و بعض المنشآت الكويتية وخلقت حالة غير مسبوقة من التأهب الأمني في الكويت وكانت الفاتحة في طريق عمليات إرهابية أخرى بلغت ذروتها مع محاولة إغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في 25 مايو عام 1985 , ثم إستمرت عمليات المواجهة مع الجماعات المدعومة إيرانيا في الشوارع أيضا كما حدث بين عامي 1987 و 1990 وهي عمليات إعترفت بها اجهزة الإعلام العقائدية للنظام الإيراني و أعتقد إن من يتصفح موقع "دار الولاية" التابع لمكتب الولي الإيراني الفقيه سيقرأ أسماء الكويتيين و العرب المؤيدين للنظام الإيراني والمعتنقين لعقيدة الذوبان فيه وهي مسألة ليست سرية بل معروفة وكل الأسماء منشورة و متاحة لمن يود الإطلاع عليها ! و طبعا خلال مرحلة أواخر لثمانينات شهدت الكويت أيضا أعمال إرهاب موجهة ذات طابع إرهابي دولي مثل خطف الطائرات كما حدث في ربيع عام 1988 في خطف طائرة "الجابرية" الكويتية من مطار بانكوك وعملية تبديل الطاقم الإرهابي في مطار مشهد ثم المساومات التي أعقبت ذلك ومصرع رجلي أمن كويتيين في تلك الحادثة ألقيت جثتيهما في مطار لارناكا القبرصي وكان هدف عملية الخطف إطلاق سراح عدداً من الإرهابيين المرتبطين بالنظام الإيراني من سجون الكويت!! وهو الأمر الذي لم يحدث نتيجة لإصرار القيادة الكويتية وقتذاك على تطبيق شعار "لن نركع أو ننحني للإرهاب"! و لكن جاء الغزو العراقي عام 1990 ليتكفل بإطلاق سراح القتلة و الإرهابيين في ظل فوضى الغزو و الإحتلال , وكانت كل تلك العمليات بتخطيط مركزي واضح المعالم من قيادة جهاز حرس الثورة الإيرانية و من خلال العملاء العرب العاملين معه من عراقيين ولبنانيين و خليجيين , وكانت الدولة الإيرانية متورطة بما حصل في ظل حالة الحرب التي كانت قائمة مع العراق وقتذاك , ولكن أخطر دور مارسته المخابرات الإيرانية من خلال بعثتها الديبلوماسية كان ذلك الفعل الإرهابي الجبان الذي تم في مكة المكرمة عام 1989 وفي موسم حج ذلك العام حيث تورط ديبلوماسيان إيرانيان في سفارة إيران في الكويت بتزويد عصابة "السائرون على خط الإمام" بمتفجرات و مواد تفجير من الباب الخلفي للسفارة في يوم 23 يونيو عام 1989 وحيث دخلت تلك المواد للسعودية و تسببت في إنفجارات في مكة المكرمة و أسماء الديبلوماسيان الإيرانيان هما : صادق علي رضا ومحمد رضا غلام وكانت تلك الوقائع مسجلة و معروفة وقتذاك ولا شيء اليوم يمنع المخابرات الإيرانية من تكرار تلك الفعلة الخسيسة و بإيقاعات ربما تكون أشد وطأة و أكثر حبكة في التخطيط و التنفيذ , لقد فجروا قنابلهم في البلد الحرام والمسجد الحرام وفي الشهر الحرام و تسببوا بهلاك عدد من الحجاج الأبرياء , ومن يستهين بحرمة الحرمين فلن يردعه أي رادع ! ,ولا يمكن لأجهزة إعلام النظام الإيراني أن تنفي ماحصل من تورط وقتها , كما أعلنت المملكة العربية السعودية إلقاء القبض على الفاعلين و نفذت حكم الإعدام بحق العناصر المتورطة بالتخابر مع المخابرات
الإيرانية وهم :
*علي عبد الله حسين كاظم
* منصور حسن عبد الله المحميد
* عبد العزيز حسين علي محمد شمس
* عبد الوهاب حسين علي بارون
* هاني حبيب طاهر المسري
* عادل محمد خليفة بهمن
* حسن عبد الجليل حسين الحسيني
* عبد الحسين كرم درويش ناصر
* إسماعيل جعفر غلوم جعفر
* عبد الله أسد عبد الله علي رضا
* صالح عبد الرسول ياسين حاجيه
* محمد عبد الله أحمد عباس دشتي
* هيثم عباس غلوم حسين
* سيد أحمد سيد علي سيد عباس عبد الرسول
* يوسف عبد الله غلوم بن حسن
* علي أحمد عباس باقر
كما تم سجن 20 عاماً و 1500 جلدة بحق كل من :
* يحيى قمبر علي آل جعفر
* محمد عباس باقر
* محمود عبد الله حسين كاظم
* حسين حبيب عباس حسين
كما أصدرت المحكمة السعودية حكمها ببراءة كل من :
* حسن حبيب حسين السلمان
* أحمد محمد طاهر حاجيه
* عبد الجليل سيد حسين سيد باقر الطبطبائي
* عدنان سيد عبد الصمد سيد أحمد زاهد
* جاسم محمد غلوم محمود دشتي
* حسن علي عبد الله علي دشتي
* محمد عبد اللطيف حسن الموسى
* فاضل حاجي محمد أحمد
* جمال عيسى حسن القطان
كان ما تقدم جزءا بسيطا من المأساة التي تسببت بها المخابرات الإيرانية في تغريرها بمواطنين كويتيين وفي تحريضها الطائفي , وتلك وقائع تاريخية معروفة وموثقة لايمكن أن ينفيها أي بيان لوزارة أو سفارة! وقد كان ما تقدم جزءا بسيطا للغاية وشذرات منتخبة من أفعال المخابرات الإيرانية في الكويت والخليج العربي , ونؤكد بأن ذاكرتنا التاريخية حديدية لم يمسها الصدأ وسنبحر في عوالم تاريخ الإرهاب الإيراني ليقتنع من لم يقتنع .. ومكروا ومكر الله و الله خير الماكرين.... لن ينجح القتلة ودعاة الإرهاب وسيفضحهم الله أمام العالمين.
كاتب عراقي
=========
كشفت "المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية" عما أسمته "المفاصل الرئيسية للمخطط الإيراني السري للحرب المقبلة في المنطقة", الذي يقوم على "ضرب أهداف عسكرية وصناعية ومدنية دقيقة في الكويت, واحتلال محافظات في جنوب العراق تمهيداً للدفع بنحو 400 ألف عسكري إلى منطقة الخفجي باتجاه المملكة العربية السعودية", بالإضافة إلى شن هجمات بحرية وجوية على كل من الإمارات والبحرين وقطر. (راجع ص 26-27)
وفي تقرير يتضمن تفاصيل واسعة خصت به "السياسة", أكدت المنظمة, نقلاً عن ضابط رفيع "متعاون معها" من استخبارات "الحرس الثوري", أن طهران حشدت "قوات ضخمة من الحرس والجيش والبحرية في الأحواز المحتلة وعلى طول الساحل الايراني والجزر الإماراتية المحتلة, استعداداً لشن حرب مباغتة, بإشراف شخصي من المرشد الأعلى علي خامنئي".
وأوضح التقرير الذي يحتوي على معلومات مفصلة تكشف للمرة الأولى, أنه "في غضون 18 شهراً ستعلن إيران نفسها قوة نووية من خلال الكشف عن صنع مابين قنبلتين وأربع قنابل نووية, أو ستعلن الحرب للخروج من الأزمات التي تمر بها", بعد "تطهير الجيش والحرس من القيادات غير الموالية للولي الفقيه خشية حدوث تمرد".
ويشرف قائد الحرس الشخصي لخامنئي مباشرة على ترتيب مسرح العمليات والإعداد للحرب التي وضعت خطتها "لتتناسب مع جغرافية العراق والخليج العربي", حيث "بلغ عديد القوات المسلحة نحو مليون و700 ألف جندي", كما أعيد تموضع الكثير من فرق الجيش و"الحرس الثوري" وقوات التعبئة "الباسيج" تماشياً مع متطلبات تنفيذ المخطط الحربي.
ووفقاً للتقرير, تم الإسراع في افتتاح الكثير من خطوط إنتاج الأسلحة والمعدات الحربية منذ 2005 على نطاق واسع وكبير, كما تم استدعاء كل قوات الاحتياط في الجيش والحرس منذ فبراير الماضي, و"رفعت حالة التأهب إلى المرحلة القصوى خصوصاً في الفرقة المدرعة 92 التابعة للجيش, والفرقة السابعة التابعة للحرس وهي من فرق النخبة".
ويشمل المخطط "احتلال محافظات ميسان وذي قار والمثنى جنوب العراق بغية فصل البصرة عن بغداد والانطلاق باتجاه المملكة العربية السعودية", إضافة إلى "استهداف أهداف دقيقة عسكرية وصناعية ومدنية في شمال دولة الكويت والخفجي (محافظة سعودية تقع في شمال المنطقة الشرقية بالقرب من الحدود الكويتية) والجبيل (مدينة سعودية تقع في المنطقة الشرقية من أكبر المدن الصناعية في المملكة)".
وفضلاً عن تجهيز وحدات من "آلاف الانتحاريين" وتحضير كميات هائلة من الغازات السامة, حولت القيادة العسكرية الإيرانية طائرات من طراز "ميغ 21" الصينية السريعة إلى "طائرات انتحارية مفخخة بمواد شديدة الانفجار ومواد أخرى كيماوية وبيولوجية لاستهداف البنية الدفاعية والصناعية والاقتصادية في الإمارات وقطر والبحرين", كما أعدت قواعد بحرية ل¯"مهاجمة أهداف في قطر والبحرين عبر استخدام الزوارق والطرادات الهجومية السريعة".
ويشمل المشروع الحربي, وفقاً للتقرير, خطط طوارئ بديلة تقوم على سياسة "الأرض المحروقة في الأحواز المحتلة أو مناطق أخرى من الخليج العربي ومنها التسبب بسيول اصطناعية (فتح السدود) وقطع الجسور وحرق مخازن العتاد العسكري والمؤن ومولدات ومنشآت الطاقة وضرب آبار ومصافي النفط, والقيام بعملية تبييض السجون عبر القتل الجماعي للأسرى الأحوازيين وغيرهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق