هياج فارسي في الخليج العربي
شاهين محمد
شاهين محمد
على قدر الاضطراب الدائم الذي تعيشه منطقة الخليج العربي بسبب المنهج التوسعي الثابت لإيران، يبقى الصراع في حقيقته صراعا قوميا على جهتي الخليج العربي. فيما تحاول إيران صبغ سلوكها العدواني التوسعي بألوان النبل والشهامة والدفاع عن قضايا امتنا العربية لتدلس على عقول ذوي العاهات الفكرية المتشحة بالغباء.
فالصراخ المعلن و المتبادل بين أمريكا والكيان الصهيوني وإيران بسبب الموضوع النووي والذي من المفترض أن يدفع بإيران إلى التعاطي مع جيرانها والدول العربية عموما بالود والهدوء لحين مرور هذه السحابة من فوقها في حال جدية هذا الصراخ. لكن إيران مارست سياسة العداء للعرب ودول الخليج العربي مما يدل على إن التصدي للموضوع النووي ليس من أولوياتها وصراخهم المتعالي ما هو إلا مسرحية يراد بها الضغط على الأمة العربية، فتمادت إيران في منهجها العدواني في الخليج تحديدا. إلا أن هذا السلوك العدواني واجه تحركات شعبية عربية إعلامية وسياسية وفي مقدمتها المقاومة العراقية وأقلامها الحرة التي دفعت ببعض الدوائر الرسمية للتحرك والتململ لإبداء نوع من الرفض لتمادي إيران وليس التصدي الحقيقي الصادق للمشروع التوسعي الفارسي، لان الوضع الرسمي العربي بأغلبيته ليس خارج سيطرة المثلث الصهيوماسوني الفارسي، الذي يتضمن المصالح الإيرانية في المنطقة.
وتلمست دوائر النظام الإيراني إن مشروعها التوسعي لم يحقق أهدافه وفقا لحساباتها ولا مع الوعود التي قُطعت لها من قبل المحور الصهيوماسوني، لان المشروع الاممي المعادي للأمة العربية أصيب بالشلل التام بفعل المقاومة العراقية البطلة وبات يعيش مرحلة الموت ألسريري، وأوشك على دفنه بالانتصار القريب بإذن الله للمقاومة العراقية وانجاز التحرير الشامل للعراق.
كان التخريف الأمريكي الصهيوني يعتبر الستة أشهر الأولى من الاحتلال هي مدة كافية لبناء المنطلقات العملية لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد التي يتضمن رأس الحربة فيه تقسيم العراق والدول العربية المجاورة سوريا والمملكة العربية السعودية. وسال لعاب الفرس لهذا المخطط فعملوا بكل جوارحهم وقوتهم لدعم احتلال العراق، وما أصاب أسيادهم من نكبة وانهيار انجر على مداركهم فأصيبوا بالهياج العصبي الذي انعكس جليا على مجموعة تصرفاتهم، وتمثلت بكثرة الاستعراضات العسكرية والمناورات البحرية والبرية، وزيادة ألفاظ العنجهية الخطابية. وهذه الحركات الانفعالية ما هي إلا تعبير عن الانهيار النفسي الناتج عن الفشل في تحقيق أحلام العظمة. إن جنوح الآمال الفارسية لشاطئ الأوهام في إعادة مجدهم المهزوم دفع القيادة الإيرانية لسلوك عدائي غريزته القتال المباشر مع الأهداف المطلوبة وهي الأمة العربية كوجود جغرافي واستهداف كينونتها كأمة. على الرغم من إن الدول العربية تمتلك من القوة العسكرية والتقنية الحديثة أكثر من إيران إلا إن إيران تسعى لإرسال إشارات للمواطن العربي إنها هي الأقوى لذا لا يستوجب التصدي شعبيا لمشروعها في المنطقة. ويقول الخبير العسكري لقناة روسيا اليوم إن إيران متخلفة عسكريا عن العالم بما يزيد عن ثلاثين سنة، ناهيك عن تهالك سلاحها الجوي وأزمتها الاقتصادية. لكن إيران ازدادت وقاحة في تحدثها مع العرب عموما ودول الخليج العربي تحديدا فهي تؤكد وبدون أي مناسبة على فارسية الخليج العربي وتعترض بقوة لكل حديث عن عروبة الخليج وسخرت كل وسائلها الإعلامية والدبلوماسية للحديث عن فارسية الخليج العربي تزامنا مع استعراضاتها البهلوانية في مياه الخليج العربي. ودعت زبانيتها عملاء المحتل في العراق لتغيير المنهج الدراسي وجعل اسم الخليج العربي فارسيا، أما في إيران الصغرى(الجنوب اللبناني) ومحيطه السياسي الخاضع للتومان الإيراني فهيهات أن يذكر اسم العروبة لا على الخليج ولا على الأمة ما لم تمتدح الأمة الإيرانية الفارسية الجديدة تحت عباءة الأمة الشيعية وهو المصطلح الذي تريد إيران أشياعه.
والمتابع لسياسة القهر والتجويع وتفتيت الأرض والتاريخ التي تمارسها سلطة الاحتلال الفارسي لأهلنا في الاحواز العربية، سيتلمس حدة العدوانية الفارسية على أهلنا في الاحواز متلازمة مع حدة الفشل الذي مني به المشروع الفارسي على حساب الوطن العربي. فزيادة الوحدات الاستيطانية في الاحواز يهدف لتغيير ديمغرافية المنطقة العربية زاد بانفعالية اليأس، مقتبسين سلوك حلفائهم بني صهيون، شارون ونتينياهو. أما هجوم ملالي إيران العلني على الفكر القومي وبطريقة نجاد المتهورة الذي طالب باجتثاث البعث العربي ليس في العراق فحسب وإنما في العالم اجمع حسب تعبيره، من دون كياسة واعتبار ولو رمزي لمن يفترض إنهم حلفاء، هو تأكيد على الهياج الفارسي الناتج عن الإحباط في تحقيق الغايات العدوانية.
إن الهياج الفارسي في الخليج العربي يتطلب من العرب وقفة حقيقية لمعالجة هذه الظاهرة المريضة لدى حكام طهران وذلك يتمثل بداية باستخدام علاج الصدمة الكهربائية لهذا الهياج والذي يتمثل بالموقف الموحد ضد طموحات الفرس العدوانية ودعم المقاومة العراقية بجدية، والالتفاف ودعم مناضلي الاحواز العربية لتحريرها من براثن الاحتلال الإيراني.
إن الهياج الفارسي سيكون سببا جوهريا في بدء المخاض الأخير لولادة نهضة عربية شاملة تحقق حلم الأمة بالوحدة وتحرير كل ارض عربية تحت نير الاحتلال الصهيوماسوني الفارسي.
إن هذا الهياج الفارسي ما هو إلا فقاعة هــواء يسهل وخزه وتفريغه بالعمل القومي المشترك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق