الجمعة، 21 مايو 2010

الكولونيل ليشمان والدرب الطويل إلى بغداد


الكولونيل ليشمان والدرب الطويل إلى بغداد










أسعد الفارس يتتبّع مسيرة بنجيمان الفرات
لافي الشمري
يستعرض كتاب «الكولونيل ليشمان والدرب الطويل إلى بغداد» للمؤلف أسعد الفارس محطات مهمة من تاريخ المنطقة العربية، من خلال رحلة الضابط البريطاني ليشمان أو الملقب «بنجيمان الفرات».

عبر 19 فصلاً، حرص الباحث أسعد الفارس على إيجاز تاريخ ليشمان في ثلاث محطات أساسية: مرحلة التطوع في الجيش البريطاني، الخدمة العسكرية في أماكن متفرقة في جنوب أفريقيا والهند والعراق، ثم مرحلة الترحال والتجسس والرحلات الاستكشافية، وأخيراً مقتل ليشمان.

يتناول الفارس في الفصل الأول الظروف السياسية التي كانت تمر بها آنذاك منطقة الشرق الأوسط ودول غرب آسيا، ثم ينتقل إلى تقديم لمحة ذاتية عن مراحل مهمة في طفولة ليشمان ومراهقته ساهمت في تكوين شخصية هذا الضابط الذي أدى دوراً كبيراً في المنطقة العربية، مركزاً على محطات مهمة في مسيرته.

يشير الفارس في الفصول اللاحقة إلى مشاركة ليشمان في الحرب في جنوب أفريقيا، ثم يتطرق إلى مرحلة خدمة الكولونيل العسكرية في الهند، موضحاً كيف اكتسب خبرات كبيرة في الجاسوسية.

وبالنسبة إلى مقتل الكولونيل في الفلوجة، خصص المؤلف فصلاً كاملاً لهذه المرحلة الأخيرة.

جاسوس بريطاني

يوضح الباحث أسباب تناوله شخصية الكولونيل ليشمان ضمن إصداره، قائلاً:{يعود اهتمامي بهذا الرجل إلى مطلع الخمسينات من القرن العشرين، عندما كانت القصص تروى والأشعار تنشد عن الإنكليزي ليشمان أو بنجيمان بين أهلنا من عرب الفرات ومما يؤسف له جهلنا بتاريخ هذا الرجل الذي استخدم الطيران ليقصف ديار أهل الفرات لأول مرة في تاريخ الجيش البريطاني في المنطقة، فجل ما كان يكتب عنه كونه المسكين الذي كان يبيع الفرارات في مدينة البوكمال السورية وينام في المساجد، والذي اكتشف في ما بعد أنه جاسوس بريطاني ولذا بذلت جهوداً كبيرة لجمع كثير من المعلومات عن ليشمان وعن تاريخ الحرب التي خاضها الجيش البريطاني في المنطقة العربية عام 1914-1920».

مهام خاصة

في مقدمة الكتاب يقول المؤلف: «الكولونيل ليشمان نعرّف فيه ضابطاً ورحالة من ذوي المهام الخاصة في الجيش البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، فسيرته أحد أكثر الكتب إثارة وأهمية في التاريخ المعاصر، لأنه صنع الأحداث ولم تصنعه الدعاية ووسائل الإعلام كما صنعت من لورنس بطلاً وهمياً بمجموعة من الصور والأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وبغض النظر عن مشروعية الغايات والأهداف، فنحن أمام رجل عاش للجندية طوال حياته، ومات من أجل بريطانيا العظمى التي كانت الشمس التي لا تغيب عن مستعمراتها في كثير من بلدان العالم».

تقارير عسكرية

يؤكد الكاتب أن ثمة كتاباً كثراً تناولوا شخصية ليشمان معتمدين على التقارير العسكرية والخرائط والرسائل الخاصة في جمع المعلومات عنه، خصوصاً أنه لم يترك مذكرات مكتوبة تخصه: «لم يترك ليشمان مذكرات مكتوبة يتحدث فيها عن نفسه مباشرة، لكنه ترك الآلاف من التقارير العسكرية، والعديد من الخرائط والرسائل الخاصة، فعن هذه الرسائل والتقارير سطر بعض الكتاب الإنكليز تاريخه ومعالم سيرته كرمز من رموزهم الوطنية».

تابع الفارس: «هؤلاء كتبوا عن ليشمان وغيره بعقلية كتاب العهد الفيكتوري عندما كانوا يمجدون البطل ويثنون على البطولة والتحدي المثير، فالبطولة والملك وعظمة الإمبراطورية كانت تستأثر في تلك الأثناء باهتمام الصغير والكبير في بريطانيا، فهؤلاء صوروا الجندي البريطاني بـ{السوبرمان» الذي لا يقهر، بهذه العقلية كتب الميجر البريطاني «ن.براي» عن ليشمان كبطل قادم من الجزيرة العربية وونستون عن ليشمان كآمر للصحراء وباستثناء المبالغات كان ليشمان أحد الضباط البريطانيين الذين قادوا الحرب العالمية الأولى في العراق بمهارة فائقة وتصميم منقطع النظير إلى آخر يوم من حياته».

اعترافات جاسوس باكستاني

اعترافات جاسوس باكستاني
Syed Saleem Shahzad - Asia Times
يقول خالد خواجة في أحد مقتطفات فيديو: 'كنت في الواقع عميلاً في الاستخبارات الباكستانية وفي وكالة المخابرات المركزية الأميركية... اتصلت بمولانا عبدالعزيز وأجبرته على الخروج من المسجد الأحمر، وهو يرتدي زي امرأة محجبة، وهكذا نجحتُ في اعتقاله'.

في فيديوهات أُرسلت إلى موقع 'آسيا تايمز أون لاين'، قام قائد القوات الجوية المتقاعد خالد خواجة، مسؤول سابق في الاستخبارات وصديق مقرّب من زعيم 'القاعدة' أسامة بن لادن خلال عمليات المقاومة في أفغانستان ضد السوفييت في حقبة الثمانينيات، بشرح كيف كان يتولى مهمة أداء دور الوسيط لعقد صفقة بين المقاتلين والجيش حين اعتقله المقاتلون، وكيف أدى دوراً مزدوجاً عبر خداع رجل دين متطرف حتى أوقعه في فخ الاعتقال.

طُرد خواجة من القوات الجوية في أواخر الثمانينيات، وعُرف نتيجةً لذلك بروابطه الوثيقة مع بعض الجماعات المقاتِلة، وأدى خواجة دوراً مهماً وراء الكواليس في السياسة الإقليمية والوطنية معاً. قبل الهجوم الأميركي على أفغانستان في أواخر عام 2001، كان جزءاً من الجهود الدبلوماسية السرية بين الولايات المتحدة و'طالبان'، لكن فشلت تلك المساعي فشلاً ذريعاً.

تظهر هذه الاعترافات في خمس فيديوهات أرسلتها جماعة من المقاتلين المرتبطين بـ'القاعدة' إلى موقع 'آسيا تايمز أون لاين' من منطقة شمال وزيرستان القبلية في باكستان. كان واضحاً أن المقتطفات خضعت لمونتاج مكثف، مع حذف بعض كلام خواجة، علماً أنه كان يتكلم باللغة الأردية. في بعض اللقطات، يظهر خواجة الضعيف- وهو في أوائل الستينيات من العمر- وكأنه يتعرض للضغط والتهديد.

في 25 مارس، سافر خواجة إلى شمال وزيرستان لإجراء مقابلات مع القائدين سراج الدين حقاني وواليور رحمن محسود. رافقه رجل باكستاني، أسد قريشي، مخرج أفلام وثائقية يعمل لحسابه الخاص، ومراسل للقناة الرابعة، والكولونيل أمير سلطان طرار، بالإضافة إلى مسؤول سابق عمل في الاستخبارات الباكستانية لفترة طويلة وكان سابقاً القنصل العام في هيرات في أفغانستان.

أطلق المجاهدون على طرار لقب 'الكولونيل إمام' لأنه أدى دوراً حاسماً في تقوية حركة 'طالبان'، وهو درّب قائد 'طالبان' الراهن المُلاّ عمر وغيره من أبرز القادة الأفغان بمن فيهم قلب الدين حكمتيار وقائد التحالف الشمالي المُغتال أحمد شاه مسعود... يُعرَف 'الكولونيل إمام' بـ'أب طالبان'، ولم يُسمَع شيء عن الرجال الثلاثة منذ 25 مارس.

أرسل المقاتلون البنجابيون الذين يسمّون أنفسهم 'النمور الآسيوية' شريط فيديو إلى وسائل الإعلام، بعد اختفائهم بفترة قصيرة، وطلبوا فيه فدية بقيمة 10 ملايين دولار لإطلاق سراح أسد قريشي وقائدي 'طالبان' المُلا بارادار ومنصور داد الله مقابل تحرير خواجة والكولونيل إمام.

نأت حركة 'طالبان' الأفغانية بنفسها عن عمليات الخطف، وقال المتحدث باسمها ذبيح الله موهاجاهيد إن الحركة كانت تعمل على تحرير الاثنين معاً.

في اللقطات الواردة في الفيديو، يعترف خواجة بوجود مخطط لإطاحة الحركة المتطرفة التي أصبحت تتمحور حول المسجد الأحمر في العاصمة إسلام أباد. في منتصف عام 2007، ازدادت عدائية الحركة، ونزل طلاب الكليات المجاورة إلى الشوارع لإقناع متاجر الفيديوهات بالامتناع عن بيع الأفلام 'البذيئة'، واتخذت الحملة منعطفاً سلبياً حين قبض الطلاب على شخص يُشتبَه في أنه يدير بيت دعارة في منطقة آبارا حيث يقع المسجد الأحمر الداعم لـ'طالبان' ومقر الاستخبارات الباكستانية.

يقول خواجة إنه وضع خطة مع مولانا فضل الرحمن، رئيس جمعية علماء الإسلام (أكبر حزب إسلامي في البلاد)، ومفتي باكستان الكبير، المفتي رافي عثماني، وغيرهما من العلماء، للقضاء على حركة المسجد الأحمر في إسلام أباد.

ويضيف خواجة أنه أعدّ فخّاً لمولانا عبدالعزيز، إمام الصلاة في المسجد وشقيق غازي عبدالرشيد الذي عاون عبدالعزيز في إدارة المسجد الأحمر.

كذلك، يقول خواجة إنه اتّصل بعبدالعزيز وأوقعه في فخ الاعتقال، وقُتل عبدالرشيد خلال قصف عسكري على المسجد وترافقت الحادثة مع مقتل أعداد كبيرة من المقاتلين.

يقول خواجة في أحد المقتطفات: 'أنا معروف بشهامتي بين وسائل الإعلام والناس، لكني كنت في الواقع عميلاً في الاستخبارات الباكستانية وفي وكالة المخابرات المركزية الأميركية... أذكر الجثث المحروقة للصبيان والفتيات الأبرياء في المسجد الأحمر... اتصلت بمولانا عبدالعزيز وأجبرته على الخروج من المسجد، وهو يرتدي زي امرأة محجبة، وهكذا نجحتُ في اعتقاله'.

كانت حادثة المسجد الأحمر لحظة حاسمة في تاريخ باكستان الحديث: لقد بلغت الأمور ذروتها مع انهيار الرئيس برويز مشرّف الذي تنحّى عن الحكم في أغسطس 2008، ما أثار ردة فعل عنيفة بين المقاتلين ضد الدولة الباكستانية.

يقول خواجة إن أهم قادة المجاهدين كانوا عملاء للاستخبارات الباكستانية وقد حصلوا على كامل الحرية لاستحصال الأموال. وشمل هؤلاء القادة مولانا فضل الرحمن خليل (الذي وضع أسس الجبهة الإسلامية الدولية مع بن لادن عام 1998)، ومولانا مسعود أزهر (رئيس جماعة جيش محمد)، وعبدالله شاه مزهر (قائد أعلى سابق لجماعة جيش محمد).

تابع خواجة كلامه في الفيديو قائلاً: 'جلبت معي لائحة بأسماء 14 قائداً وكنت أنوي تصنيفهم ضمن الأوساط الميليشياوية... ينشط كلٌّ من عبدالله شاه مزهر، وفضل الله الرحمن خليل، ومسعود أزهر، والمنظمات الجهادية مثل (عسكر طيبة)، و(البدر)، و(جيش محمد)، و(حركة المجاهدين)، و(جمعية المجاهدين) وغيرها، بالاستناد إلى الدعم المالي الذي توفره الأجهزة السرية الباكستانية، ولها حق استحصال أموالها داخل باكستان'.

اعتُقل خواجة بعد عملية المسجد الأحمر مباشرةً وأمضى أشهراً عدة في السجن. وكان جزءاً من المحادثات التي جرت مع الحكومة لمنع المقاتلين من التقدم نحو المسجد، وهو طمأن الحكومة إلى أنه سيحل المسألة من دون استعمال القوة. غير أن الحكومة اعترضت على بعضٍ من رسائله التي حثّ فيها الأشخاص الموجودين في المسجد على عدم الاستسلام، وسرعان ما اعتُقل لأنه كان ينسق مع المسجد الأحمر.

عُرف خواجة بنقده لدور وكالات الاستخبارات الباكستانية بعد أحداث 11 سبتمبر، حين انحازت باكستان مع الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب.

وكان خواجة أحد الشخصيات البارزة القليلة التي قدّمت المساعدة علناً للعائلات العربية الأفغانية التي اعتُقل الرجال فيها أو قُتلوا خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001.

وكان، في الفترة التي اختفى فيها، يعمل على قضية الأشخاص المفقودين، ومعظمهم من المقاتلين، لكن نظراً إلى علاقاته السابقة مع القوات الجوية والاستخبارات الباكستانية، لطالما اعتبرته 'القاعدة' شخصاً مشبوهاً.

استقال خواجة من القوات الجوية في أواخر الثمانينيات بعد أن كتب رسالة إلى الرئيس في تلك الحقبة، الجنرال ضياء الحق، ونعته فيها بالمنافق لأنه لم يعزز نشر الإسلام في باكستان. ثم ذهب إلى أفغانستان وقاتل إلى جانب بن لادن. كذلك، كان خواجة مجنِّداً ومدرّباً للمقاتلين الباكستان ضد السوفيييت.

وعاد خواجة ليتصدّر عناوين الصحف في فبراير 2002 وارتبط اسمه بعمليات الخطف والتعذيب والقتل التي نفذها المقاتلون بحق المراسل الأميركي دانيال بيرل. قيل إنه كان متورطاً في عملية الاختطاف بناءً على طلب الاستخبارات الباكستانية.

أجرى خواجة مقابلات عدة مع موقع 'آسيا تايمز أون لاين'، وكشف خلالها أنه رتب لقاءً في المملكة العربية السعودية، في أواخر الثمانينيات، بين بن لادن وقائد المعارضة حينها نواز شريف لتفكيك حكومة بنازير بوتو، وسقطت حكومتها عام 1990 وأصبح شريف رئيس حكومة. كشف خواجة أيضاً أنه نقل الأموال، في أواخر الثمانينيات، من بن لادن إلى وزير باكستاني سابق، الشيخ رشيد لتمويل مشروع إقامة مخيمات تدريب خاصة بالانفصاليين الكشميريين.

لم يتّضح بعد السبب الذي دفع خواجة إلى أخذ الكولونيل إمام معه إلى شمال وزيرستان، وفي لقطات الفيديو، يقول خواجة: 'أرسلني الجيش الباكستاني إلى شمال وزيرستان لأن الجيش كان عالقاً وسط صراع مرير لا يستطيع الخروج منه. أُرسلتُ إلى هناك لتحقيق المصالحة بين الجيش والمقاتلين حتى يوافق المقاتلون على السماح للجيش بمغادرة المنطقة بأمان'.

* مدير مكتب 'آسيا تايمز أون لاين' في باكستان.

أونبهايم.. مستشرق عند العرب وجاسوس لدى الألمان

أونبهايم.. مستشرق عند العرب وجاسوس لدى الألمان
مسيحي كاثوليكي له جذور يهودية كان يجيد العربية وينتقل من مسجد لآخر
القيصر الألماني كلفه بتأليب العرب على البريطانيين خلال الحرب العالمية الأولى
في الحرب العالمية الثانية حاول إقناع "النازي" الاستعانة بسلاح "الجهاد الاسلامي" ضد انجلترا
تجول في المنطقة العربية وعاش فيها وألف موسوعة عن "البدو" وكان يرتدي زيهم
الصحافة الألمانية: أوبنهايم لو كان حياً اليوم لتفوق على بن لادن
نجم فون أوبنهايم بدأ يأفل بينما شهرة لورانس العرب أخذت في الاتساع



برلين - الراية - سمير عواد:من يحاول جمع معلومات في عصر التقنية الحديثة أمامه وسيلة سهلة بمتناول اليد وهي الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية. وهذا ينطبق بالطبع على دبلوماسي ألماني يدعى ماكس فون أوبنهايم أمضى سنوات في العالم العربي. على موقع (قنطرة) الذي تموله وزارة الخارجية الألمانية، يجد المرء معلومات عنه حيث صفته(مستشرق) وللدليل على ذلك، يطلعنا الموقع المذكور على قراءة لكتاب له يحمل اسم (البدو) تمت ترجمته إلى العربية عن دار الوراق في خمسة مجلدات يؤكد الموقع أنها نتاج بحوث ودراسات معمقة استغرقت أربعين عاما قضاها المؤلف في الشرق الأوسط. كما يطلعنا موقع (قنطرة) الذي استحدثته وزارة الخارجية الألمانية بعد هجمات 11-9 للتركيز على قضايا العالم العربي أن ماكس فون أوبنهايم أحب بنهم حياة الصحراء مثلما أحب البدو لشجاعتهم وكرمهم وضيافتهم خاصة للغريب. لكن الموقع يكشف دون قصد، أن فون أوبنهايم حصل قبل رحلته إلى شبه الجزيرة العربية طلب منه مدير مصرف (دويتشة بنك) الألماني وكان اسمه جورج فون سيمنز أن يترأس بعثة استطلاعية يمولها المصرف لوضع خطة لمشروع خط قطار بغداد - برلين. واستطاع فون أوبنهايم أن يحقق رغبة المصرفي الألماني في وضع دراسة حول طرق المد خط قطار بغداد - الموصل - حلب.
يقول الموقع أيضا إن هذا المستشرق الألماني وضع جدولا دقيقا تضمن أسماء العشائر وفروعها بحسب ديارهم ومناطق ترحالهم في الصيف والشتاء حتى عدد خيامهم، كما كتب تاريخ كل عشيرة وتاريخ مشايخها بحسب المناطق الجغرافية التي يتجولون فيها، وقسمها إلى عشائر سورية وفلسطين وبين النهرين والعراق والجزيرة العربية وكل ما يرتبط بهذه العشائر من علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية مما مكنه من إقامة علاقات قوية مع عدد كبير من الأفراد والشيوخ والعلماء والأدباء والسياسيين والمستشرقين الذين عملوا معه.
المهمة الحقيقية التي انتدب فون أوبنهايم من أجلها إلى المنطقة العربية كانت ترمي إلى التجسس على العرب وتحريضهم على المستعمرين البريطانيين وذلك بتكليف من القيصر الألماني وذلك خلال الحرب العالمية الأولى. في نفس الوقت، حمل فون أوبنهايم في حقيبته تفويضات من قبل شركات ومؤسسات أخرى للقيام بمهمات لصالحها في المنطقة العربية.
وقد ظهرت في ألمانيا معلومات جديدة عن فون أوبنهايم تشير إلى أنه لم يكن دبلوماسيا عاديا، وكان يرتدي زي البدو لكنه توجه إلى منطقة الشرق الأوسط بتفويض خاص من القيصر الألماني لتأليب العرب على المستعمرين البريطانيين.
امتاز فون أوبنهايم بإجادته اللغة العربية، وكان يتنقل من مسجد لآخر، وفي عام 1915 لفت الأنظار حيث راح هذا الألماني، بكثير من الدهاء، للدعوة إلى محاربة المستعمرين البريطانيين في المنطقة وفي آسيا وإفريقيا وركز على محاربة البريطانيين الذين وصفهم بالكفرة. وراح يروج لدعوته خلال تنقلاته في سورية وفلسطين وشبه جزيرة سيناء وشبه الجزيرة العربية حيث لم يترك بلدا إلا وطرق بابه داعيا للانتفاض على المستعمرين الأجانب. قام فون أوبنهايم بدور الأصولي لهدف دفع العرب ليحذو حذوه ويثوروا على المستعمرين كما كان يسميهم. لكنه على العكس تماما من الشخصية التي تقمصها بإتقان، فقد كان فون أوبنهايم مسيحيا كاثوليكيا له جذور يهودية وكان يقوم بهذا الدور تنفيذا لمهمة كلفه بها القيصر الألماني وتقضي كما كشفت الصحافة الألمانية قبل أيام، دفع المسلمين من مصر حتى الهند للثورة على المستعمرين البريطانيين. يبدو أن ضمن حسابات القيصر الألماني إشعال النيران في مناطق العرب والمسلمين التي يستعمرها البريطانيون لهدف إضعاف الإمبراطورية البريطانية وإشغالها عن الحرب ضد ألمانيا وإرسال أكبر عدد من جنودها إلى العالم العربي والإسلامي لإخماد الثورات التي تهدد مصالحها. بهذا يكون ماكس فون أوبنهايم أول أصولي في العالم العربي والإسلامي دعا إلى محاربة المستعمرين من خصوم ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
حتى وقت قريب كان ماكس فون أوبنهايم معروفا أنه ابن مصرفي ألماني، وأنه أصبح في حياته دبلوسيا وعالم آثار اكتشف(تل حلف) في سورية المنطقة الواقعة على حدود هذا البلد العربي مع تركيا علاوة على أن الكثيرين من الخبراء يصفونه بالمستشرق وضع دراسات هامة كثيرا عن المشرق. لكن أحدا لم يكن يعرف سره الدفين وأنه في الحرب العالمية الأولى جاء إلى الشرق العربي ليفجر نيران حرب بين العرب والمسلمين من جهة والبريطانيين من جهة أخرى، بدعوته إلى حرب الجهاد. بعد أن أدخل القيصر الألماني في حساباته إمكانية إضعاف الإمبراطورية البريطانية، أوعز إلى فون أوبنهايم القيام بمهمة جهنمية وتحريض العرب والمسلمين على الجهاد. وحاول فون أوبنهايم عند بلوغه سن الثمانين إقناع خبراء الشرق الأوسط الذين كانوا يعملون في إدارة الزعيم النازي أدولف هتلر، أن يستعينوا بسلاح(الجهاد الإسلامي) ضد إنجلترا.
قليل من الأوروبيين كانوا يعرفون الكثير من عادات وتقاليد وطباع العرب بالقدر الذي كان يعرفه ماكس فون أوبنهايم.
في الفترة من عام 1896 حتى عام 1910 عمل في القاهرة كمبعوث من القيصر الألماني ليكون مراقبا للعالم الإسلامي كله. وفي العاصمة المصرية لم يعش حياة بذخ مثل مبعوث دول استعمارية بل عاش حياة عادية تماما وبدأ يتعلم من العرب. بدلا من الإقامة في الحي الدبلوماسي في مدينة القاهرة، عاش في حي قديم وسط السكان المدنيين، حيث تعلم اللغة العربية، ومع الوقت ارتبط بصداقة مع زعماء عشائر وعلماء وحاول قدر المستطاع الابتعاد عن الأوروبيين.
ساعدته اتصالاته الوثيقة مع زعامات محلية في أن يضع تصوره الخاص حول سلاح يمكن استخدامه ضد البريطانيين وهو حرب الجهاد. وكتب تفاصيل هذا التصور في تقرير إلى القيصر الألماني الذي أعجبته الفكرة كثيرا وكلفه لاحقا بمهمة تنفيذها لهدف إضعاف الإمبراطورية البريطانية.
كانت هذه أول مرة في تاريخ العالم العربي يجري فيها التفكير بحرب جهاد ضد البريطانيين وإشعال نار ما يسمى الإسلام السياسي. وذكرت الصحافة الألمانية أن فون أوبنهايم لو كان يعيش اليوم لتجاوز تطرفه في تلك الفترة تطرف أسامة بن لادن زعيم تنظيم(القاعدة). فقد أتى بشيء غريب على المنطقة، وهو التطرف السياسي. حتى جاء عام 1910 حيث كاد أسلوبه أن يودي به. فقد تنبه له البريطانيون الذين كانوا يسيطرون على مصر منذ عام 1882 وراحوا يراقبون تحركاته مدة من الزمن وتوصلوا إلى تحليل أنه جاسوس للقيصر الألماني وطلبوا منه مغادرة البلاد. وهنا ضغطت برلين عليه حتى رضي مغادرة القاهرة وفعل ذلك رسميا لكنه بقي في الشرق الأوسط وانتقل للعيش في تل حلف بسورية حيث انهمك في التنقيب عن الآثار. أرادت برلين من خطوة استدعائه من القاهرة أن تقنع الحكومة البريطانية أن العلاقة الوثيقة التي أقامها فون أوبنهايم مع العرب ليست سياسة برلين. لكن هذا كان موقف ألمانيا قبل تغير الأجواء السياسية في أوروبا.
بحلول عام 1914 عندما بدت كافة المؤشرات تدل على قرب نشوب حرب في أوروبا، لجأت برلين لاستخدام كافة السبل لإضعاف البريطانيين، كونها كانت تخاف دخول بريطانيا الحرب ضد ألمانيا، في مقدمتها استراتيجية الإسلام السياسي. في هذا الوقت رأت برلين ترتبط بعلاقات جيدة مع الإمبراطورية العثمانية وعرضت على الأتراك التدخل لجانبهم إذا هاجمت روسيا أراضي العثمانيين، في المقابل طلبت برلين من القادة العثمانيين أن يدعو السلطان محمد الخامس من عاصمة الإمبراطورية العثمانية في استانبول جميع المسلمين لحرب الجهاد ضد بريطانيا. في هذه المرحلة شعرت برلين بحاجة ماسة لخدمات ماكس فون أوبنهايم وبين ليلة وضحاها منحته برلين صفة الاستراتيجي الأعلى لمنطقة المشرق ويحصل على الأوامر من القيصر. بعد اندلاع الحرب بوقت قصير وضع فون أوبنهايم ورقة استراتيجية تحت عنوان: إشعال ثورات في المناطق الإسلامية التي يسيطر عليها أعداؤنا البريطانيون، بمعنى آخر: إشعال حرب الجهاد ضدهم. تضمنت الخطة الدعوة لانقلابات واغتيالات واضطرابات وأعمال شغب تواكبها حملات إعلامية والترويج لشائعات مغرضة وذلك في المناطق من قناة السويس إلى حقول النفط في باكو بأذربيدجان.
قبل ذلك وفي صيف 1914 جاء أول المبعوثين الألمان في مهمات إلى فلسطين، إيران وأفغانستان، لهدف تشكيل تحالفات مناهضة للبريطانيين تعمل في إثارة الاضطرابات ضدهم. في نوفمبر 1914 بدأت وكالة الاستخبارات للمشرق التي أنشأها فون أوبنهايم مهامها، وكانت وضع خطط الاغتيال والتفجير وإعداد المنشورات المحرضة على البريطانيين والتي لم تكن مزودة بالنصوص لانتشار الأمية بين الشعوب وإنما تحتوي على صور حتى تصل إلى أكبر عدد من السكان المحليين خاصة الأميين.
في بداية الأمر سارت الخطة على أفضل ما يرام. بتاريخ 14 نوفمبر 1914 دعا السلطان العثماني محمد الخامس إلى حرب الجهاد، وبتكليف من الألمان تم تنفيذ عدد من الاغتيالات والتفجيرات وبهذا وضع الألمان بداية مرحلة من العنف. لكن لم يتحقق هدف الألمان في إضرام النار بالإمبراطورية البريطانية لسبب وحيد وهو أن المسلمين لم يكن لديهم رغبة على الإطلاق بحرب جهاد إلى جانب الألمان الذين كانوا ينظرون إليهم ككفرة أيضا.
عندما أدرك فون أوبنهايم هذه الحقيقة وكادت أن تفشل استراتيجيته قرر التدخل شخصيا لدى زعماء العشائر وخاصة الشريف حسين خادم الحرمين الشريفين الذي كان يحظى بنفوذ واسع في شبه الجزيرة العربية. وكان في حسبان فون أوبنهايم أنه إذا نجح في إقناعه أن يدعو مثل الخليفة العثماني لحرب الجهاد ضد المستعمرين البريطانيين، سوف يتبعه زعماء آخرون في المنطقة. في مطلع عام 1915 سافر فون أوبنهايم إلى استانبول للاجتماع مع الأمير فيصل ابن الشريف حسين، وعرض خطته عليه. وحمل فون أوبنهايم معه هدايا: سيارة وبندقية ومال ومبلغ كبير من المال. لم يخرج فون أوبنهايم بنتيجة نهائية من الأمير. ما لم يعرفه في ذلك الوقت أن الأمير فيصل كان يتفاوض مع البريطانيين الذين وضعوا استراتيجية مشابهة للتي وضعها الألمان. كانوا يريدون إضعاف التحالف الألماني التركي ويخططون لإقناع العرب بالانتفاضة على الأتراك خاصة أن العرب عانوا كثيرا من الاستعمار العثماني وأكثر من معاناتهم من الاستعمار البريطاني.
كان توماس إدوارد لورنس الذي عًرف لاحقا باسم لورنس العرب، يتفاوض مع الأمير فيصل نيابة عن البريطانيين وكان اللاعب المناهض لفون أوبنهايم في المنافسة على ولاء العرب. منذ عام 1914 كان لورنس يعمل لصالح الاستخبارات البريطانية في القاهرة التي كانت المحطة الرئيسية لفون أوبنهايم في المنطقة. لم يعد البريطانيون الحين بمنح بلاده الاستقلال، وإنما وعدوه أيضا بلقب(ملك المنطقة العربية) في نفس الوقت أكدوا له تقديم مساعدات عسكرية في الحرب ضد القوات التركية، وكان هذا عرضا مغريا.
لكن فون أوبنهايم أبى أن يفقد الأمل فسافر في صيف 1915 إلى دمشق ومعه شحنة من المواد الإعلامية المحرضة على البريطانيين ومال وفير لغرض البحث عن حلفاء، لكنه فوجئ بأن البريطانيين يروجون هناك أيضا لخططهم وبلغه أن مكتب البريطانيين في القاهرة تمكن من الحصول على موافقة الأمير فيصل. في عام 1915 ضمن هنري مكماهون المفتش السامي البريطاني الأعلى في رسالة إلى الشريف حسين دعمه لمسعاه حصول بلاده على الاستقلال عن بريطانيا كما كانت بريطانيا تعتزم منحه مبلغ 11 مليون جنيه استرليني(يعادل اليوم 600 مليون يورو).
بدلا من الدعوة لحرب الجهاد دعا الحسين في عام 1916 إلى مقاومة الأتراك، ولأن القدرات العسكرية تحت إمرته كانت ضعيفة وضع البريطانيون خبراء عسكريون تحت تصرفه لتدريب وقيادة المقاومة. وكان لورنس العرب الذي نظم هذه المقاومة.
اعتمد لورنس العرب خطة حرب الفدائيين حيث كان البدو يباغتون القوات التركية والألمانية. بعد مدة قصيرة تم الاحتفال بلورنس العرب كمناضل شجاع ناصر العرب. وعلامة الشكر قدم له الأمير فيصل في عام 1916 بندقية كان نفسه قد حصل عليها هدية قبل نصف عام من فون أوبنهايم.
في الوقت الذي شهد ولادة شهرة لورنس العرب، بدأ نجم فون أوبنهايم بالأفول. بحلول يوليو عام 1940 لم يكن فون أوبنهايم فقد الأمل بإشعال حرب جهاد في العالم العربي، وكان قد مضى ثلاثة أرباع عام على اندلاع الحرب العالمية الثانية، كتب فون أوبنهايم إلى وزارة الخارجية الألمانية وكانت ألمانيا تخضع لحكم النازيين، يعرض خطته باستعمال العرب لإضعاف خصوم ألمانيا في هذه الحرب. وافق النازيون على خطته وواجه هتلر الفشل مثلما واجهه القيصر الألماني قبله. أوبنهايم الذي ينحدر من جذور يهودية، استطاع البقاء حيا بعد الحرب، ووافته المنية في عام 1946 بمدينة دريزدن بعد أن أصيب بالتهاب في الرئتين وكان يبلغ 86 سنة من العمر.

يعوة القطيف و مجسم الكعبة !! (صور)





هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 644 في 379


هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 696 في 450


هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 686 في 441


هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 696 في 442


هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 696 في 434


هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 696 في 463


فضيحة ايران غيت ... فضيحة ايران الكبرى




فضيحه ايران غيت






كانو الإيرانيون الشيعة يصرون على التظاهر في مكة ضد أمريكا و إسرائيل ثم فضح الله أمرهم بعد أيام من هذا الإصرار فنكشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة و قطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران مع أن أخبارا متقطعة كانت تبرز من حينٍ لآخر عن حقيقة هذا التعاون بين إيران و إسرائيل منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية لقد تبين أن الشيخ صادق طبطبائي كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية و الجيش الإسرائيلي و قد زار إسرائيل معه في 6 كانون الأول 1980 وانكشف ختم دخوله إلى إسرائيل على جوازه عندما ضبطه البوليس الألماني على المطار و في حقيبته مئة و نصف كيلو من المخدرات مادة الهيروين وذلك في كانون الثاني 1983 و قد عرض ختم دخوله إلى إسرائيل على ملاين الناس في التلفزيون الألماني و كان من جملة الوسطاء في تصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران أندريه فريدل و زوجته يهوديان إسرائيليان يعشان في لندن وقّع فيه خمس صفقات كبيرة مع أكبر شركات تصدير السلاح في إسرائيل إسمها شركة بتاريخ 28-3-1981 TAT والصفقة الثانية بتاريخ 6-1- 1983يعقوب النمرودي الذي وقع صفقة و توجد صورة لكل وثيقة من هذه الصفقات و كذلك العقيد اليهودي أسلحه كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الإسرائيلي.

و في 18تموز1981 إنكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس و هي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران و إسرائيل محملة بأنواع السلاح و قطع الغيار و كانت الطائرة قد ضلت طريقها و دخلت الأجواء السوفيتية على أن صحيفة التايمز اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم و كان سمسار العملية آن ذاك التاجر البريطاني إستويب ألن حيث إستلمت إيران ثلاث شحنات الأولى إستلمتها في 10-7-1981والثانية في 12-7-1981 والثالثة في 17-7-1981 وفي طريق العودة ضلت طريقها ثم أسقطت و في 28 آب 1981 أعلن ناطق رسمي بإسم الحكومه القبرصية في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز (كنادير سي إل 44) رقم رحلتها ( 224 آى آر ) قد هبطت في 11 تموز 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل ابيب و قادرته في اليوم ذاته إلى طهران حاملة 50 صندوق وزنها 6750 كيلوغرام و في 12 تموز حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمه من طهران و قادرته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن (كرديرو) و في 13 من نفس الشهر حطت الطائرة نفسها قادمة من تلابيب وقادر ته إلى طهران في اليوم نفسه يقوده الكابتن نفسه.

و في مقابلة مع جريدة ( الهيرلد تريديون) الإمريكية في 24-8-1981 إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران و إسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك و الذي كان متورطاً في التنسيق و التعاون الإيراني الإسرائيلي و في 3 حزيران 1982 إعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق وقد أفادة مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها تشرين الثاني 1982 أن مباحثات تجري بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان و ذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها آب1982 أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدة صفقه مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار و ذكرت المجلة السويدية TT في 18 آذار 1984 ومجلة الأوبذيفر في عددها بتاريخ 7-4-1984 ذكرت عقد صفقة أسلحه إسرائيلية إلى إيران قالت المجلة الأخيرة إنها بلغت 4 مليارات دولار فهل كانت إسرائيل لترضى بشحن السلاح إلى إيران لو كانت إيران تشكل أدنى خطر على الوجود والكيان اليهودي؟! وهل كانت أمريكا لتعطي السلاح إلى إيران لو كانت أن إيران تشكل الخطر الإسلامي الحقيقي الذي تهابه أمريكا و روسيا و غيرهما؟!

و في سنة 1989 استطاع بعض الشيعة الكويتيين تهريب كمية من المتفجرات و ذلك عن طريق السفارة الإيرانية في الكويت و دخلوا بها الى مكة ثم قاموا بتفجير بعضها و قد أصيب الحجاج بالذعر فقتل من جراء ذلك رجل واحد و جرح عشرات آخرون من الحجاج ثم مالبث أن إنكشف أمرهم و قبض عليهم و كانوا 14 من الأشقياء الذين أخذ بعضهم يبكي و يظهر الندم و التوبة أثناء مقابلة تلفزيونية أجريت معهم اعترفوا خلال ذلك بالتنسيق الذي كان بينهم و بين السفارة الإيرانية في الكويت و أنها سلمتهم المتفجرات هناك.

إن علاقات حسن الجوار الممتازة بين إيران و بين الدول الملحدة المجاورة لها تثير المخاوف و الشكوك في نفوس المراقبين هذه العلاقات الجيدة التي لم يعكر صفوها أبداً موقف الإتحاد السوفيتي المجرم إتجاه إخواننا المجاهدين في أفغانستان بل إن أحسن العلاقات وأطيبها قائمة بين إيران و بين دول جائرة ظالمة تتعامل مع شعوبها بالنار و البطش بل أن إيران نفسها أقامت في أفغانستان بعض الأحزاب الشيعية الأفغانية التي كان لها دور كبير في إعاقة عمل الجهاد في أفغانستان ثم ما لبثت أن استخدمت بعض طوائف من الشيعة في لبنان الذين تم على يدهم قتل الآلاف من المسلمين الفلسطينين و تدمير بيوتهم و ممتلكاتهم و قتل رجالهم و شيوخهم و نسائهم بلا رحمة.

وثائق عن التعاون الإيراني الصهيوني

المواقف المخادعة والكاذبة و ذات الوجهين لأمريكا لا تشكل في الواقع صدمة كبيرة للعرب، لأنها التتمة المنطقية لسياسة الطعن في الظهر التي اتبعها رؤساء الولايات المتحدة على اختلاف احزابهم و فتراتهم.

ولكن المدهش والمذهل حقا أن تلجأ دولة تدعي الأسلام كأيران في عهد الخميني الى اسرائيل، و تعبر منها الى الولايات المتحدة، و تبيع كل القيم و كل الشعارات الثورية والسلامية التي رفعتها منذ قيامها، لكي تحصل على سلاح تحارب به دولة عربية و اسلامية اخرى. و أن يتم ذلك كلة عبر مفاوضات سرية على اعلى المستويات، و عبر اتصالات تعهد فيها ريغان بدعم ايران، و تعهد الخميني في المقابل بالمحافظة على استمرار تدفق النفط الى الغرب!

نعم اخي القارئ، ان الخميني وغيرة ممن يتشدقون بالإسلام من الرافضة هم في حقيقة الأمر معول اليهود و النصارى لحرب هذا الدين و هدمه.

و السؤال الذي طرح نفسه في الولايات المتحدة في تلك الفترة هو: ما هو الفرق بين المعتدل و المتطرف في ايران؟ و يجيبون: المعتدل هو الذي يريد ان يحلب البقرة الأمريكية الى اخر قطرَُة. أما المتطرف فيريد أكل لحم هذة البقرة ايضاً. و هناك من يقول أن المعتدل الأيراني هو متطرف نفذت ذخيرته.

و لن اطيل عليكم فكأني أرى القراء بين مكذب قد استعد ليرد، و بين مصدق و لكنه متردد، و كلاهما يطلبان البرهان فهذا هو البرهان:

الــــــوثـــــائــــــق :

و قد اطلعت حول هذة الفضيحة على 13 وثيقة دامغة و ما خفي كان اعظم و هي موجودة في الكتب بالصورة و لكني سأكتبها باختصار:

*

الوثيقة الأولى : هي تلكس يطلب اذنا بالسماح لطائرة من شركة ((ميد لاند)) البريطانية للقيام برحلة نقل اسلحة
*

امريكية بين تل ابيب و طهران في الرابع من حزيران (يونيو)1981م . و من هذة الوثيقة يثبت ان الاسلحة الاسرائيلية بدأت بالوصول الى طهران منذ بداية الحرب الأيرانية-العراقية.
*

الوثيقة الثانية : تقع في ثمان صفحات وهي عبارة عن عقد بين الاسرائيلي يعقوب نمرودي و الكولونيل ك.دنغام و قد وقع هذا العقد في يوليو 1981م. و يتضمن بيع اسلحة اسرائيلية بقيمة 135,848,000 دولار. و يحمل العقد توقيع كل من شركة (( اي.دي.اي)) التي تقع في شارع كفرول في تل ابيب و وزارة الدفاع الوطني الاسلامي يمثلها نائب وزير الدفاع الأيراني.
*

الوثيقة الثالثة : هي رسالة سرية جدا من يعقوب نمرودي الى نائب وزير الدفاع الايراني . وفي الرسالة يشرح نمرودي ان السفن التي تحمل صناديق ألاسلحة من امستردام يجب ان تكون جاهزة عند وصول السفن الأسرائيلية الى ميناء امستردام.
*

الوثيقة الرابعة : في هذة الوثيقة هي يطلب نائب وزير الدفاع الايراني العقيد ايماني من مجلس الدفاع تأجيل الهجوم الى حين وصول الأسلحة الاسرائيلية .
*

الوثيقية الخامسة : رسالة جوابية من مجلس الدفاع الايراني حول الشروط الايرانية لوقف النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد ايماني . وفي هذا يتضح ان اي هجوم ايراني ضد العراق لم يتحقق الا بعد وصول شحنة من الأسلحة الأسرائيلية الى ايران .
*

الوثيقية السادسة : رسالة سرية عاجلة تفيد بأن العراق سيقترح وقف اطلاق النار خلال شهر محرم , وان العقيد ايماني يوصي بألا يرفض الايرانيون فورا هذا الأقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الاسلحة الاسرائيلية .
*

الوثيقة السابعة : طلب رئيس الوزراء الايراني من وزارة الدفاع و ضع تقرير حول شراء اسلحة اسرائيلية.
*

الوثيقية الثامنة : وفيها يشرح العقيد ايماني في البداية المشاكل الأقتصادية والسياسية وطرق حلها , ثم يشرح بأن السلاح سيجري نقلة من اسرائيل الى نوتردام ثم الى بندر عباس حيث سيصل في بداية ابريل 1982م .
*

الوثيقة التاسعة : هي صورة لتأشيرة الدخول الأسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطبائي قريب اية الله الخميني , الذي قام بزيارة لأسرائيل للأجتماع مع كبار المسؤلين الأسرائيلين ونقل رسائل لهم من القادة الأيرانين .
*

الوثيقة العاشرة : رسالة وجهها رئيس الوزراء الأيراني في ذلك الوقت حسين موسوي في يوليو 1983م يحث فيها جميع الوائر الحكومية الايرانية لبذل اقصى جهودها للحصول على اسلحة امريكية من اي مكان في العالم , ويضيف انه على جميع الوزارت والمسؤولين ان يضعوا شهرياكشفا بهذه المحاولات.
*

الوثيقة الحادي عشرة : تلكس الى مطار فرانكفورت هو رحلة الاربعاء التي تقوم بها طائرات اسرائيلية . وفي الوثيقة تفصيل لأرقام الطائرات التي تهبط في مطار فرانفورت في الجزء ب5 وقرب البوابة 42و20 وهنا تبدأ عمليات نقل صناديق الأسلحة مباشرة الى طائرة ايرانية تنتظر في نفس المكان .
*

الوثيقة الثانية عشرة : امر سري من نائب القيادة اللوجستية في الجمهورية الايرانية يطلب ازالة الاشارات الاسرائيلية عن كل الاسلحة الواردة .
*

الوثيقة الثالثة عشرة : طلب صرف مليار و 781 مليون ريال ايراني لشراء معدات عسكرية اسرائيلية عبر بريطانيا.

أما مسئلة قصف ايران فالمسئلة كلها لعبه سياسية فالرئيس ريغان (رئيس الولايات المتحدة سابقا) قد واجه ضغوط شديدة من قبل الشعب ومن قبل الكونجرس بعد تسرب اخبار هذة العلاقة، و ذلك لأنه تشجيع للأرهاب. فليتك تعلم ما حدث للرئيس الأمريكي بسبب ذلك.

شاهدت من فترة فلم وثائقي أميركي بعنوان ((COVER UP: Behind The Iran Contra Affair)) و يفضح هذا الفلم اكذوبة الرهائن الأميركان في إيران. فقد استعمل الرئيس ريغان الأموال التي جناها من عملية بيع الأسلحة إلى إيران و وضع هذه الأموال في حسابات سرية في سويسرا و استعمل بعضها في تمويل مقاتلي الكونترا في نيكاراغوا. و ذكرت محققة مختصة أنه لو لم يأخذ الخميني رهائن لأعطاه لرئيس ريغان رهائن حتى إذا انكشف تعاونه مع إيران، ادعى أنه كان يفعل ذلك ليسترجع الرهائن. أي أن موضوع الرهائن متفق عليه بين الطرفين.

أما الصحف الأمريكية فإنها تهاجم ريغان حتى ان الوشنطن بوست ظهرت بعنوان ((المنافق الأكبر)) والمقصود هو الرئيس ريغان . واما الشعب فقد اصبحت سمعت الرئيس ملطخة بالفساد ومعاونة الأرهابيين , فعندما اعلن لاري سبيكس (بعد عدة اشهر من الفضيحة) كعادتة جدول الرئيس قائلا ان ريغان سيحضر "مؤتمر الأخلاق" انفجر الصحافيون في البيت الأبيض يالضحك فامتعض سبيكس وتوقف عن القراءة وانسحب . ان هذة المواقف لتعكس ما وصل اليه الرئيس ريغان من شعبية , هذا على الصعيد الداخلي اما على الصعيد الدولي , فقد وصمت الحكومة الأمريكية بالخيانة , ففي احدى الأجتماعات (بعد الفضيحة بفترة يسيرة) بين احد المسؤلين في الأدارة الأمريكية وبين الأمير بندر بن سلطان , حيث قال المسؤل الأمريكي (انه يجب على المملكة ان تثق في الحكومة الأمريكية) فرد الأمير (لقد اثبتم انكم لستم اهل للثقة بعد اليوم) , هذا وغيرة الكثير الذي اصاب الحكومة الأمريكية بالحرج , فكان لا بد من عمل يثبت عكس ذلك ويرجع الثقة للأدراة الأمركية , فكان هذا القصف وغيرة , وحقيقة ان المحللين السياسيين ليرون ان ايران كانت مستعدة لتقبل باكثر من هذا في سبيل مصالحها اثناء الحرب وبعدها.

و لنذكر أيضاً أن صدام يحارب أمريكا كما يقول و تحاصره أمريكا كما يقال أكثر بكثير من أيران. و أطلق الكثير من الصواريخ على اسرائيل. و دمر في اسرائيل ما عجز العرب عن تدميره في حروبهم كلهما مع اسرائيل. فهل نقول عن صدام قدس الله سره؟
المانيا تعيد شحنة عسكرية إسرائيلية كانت متوجهة لإيران

السفينة كانت تحمل قطع غيار لناقلة جنود مجنزرة
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/2222665.stm


قالت الشرطة الألمانية إنها قررت أن تعيد إلى إسرائيل شحنة من المعدات العسكرية تقول السلطات الإسرائيلية إنه كان يجري شحنها إلى إيران دون موافقتها. وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد قالت إن السلطات الإسرائيلية قد صرحت بهذه الشحنة ظنا منها بأنها كانت مُرسلة إلى تايلاند.
وقالت الوزارة إن أجهزة الاستخبارات الألمانية قد اكتشفت أنه سيجري تحويل وجهة الشحنة إلى إيران.
وقد نفت وزارة الخارجية الإيرانية هذه الادعاءات ووصفتها بأنها محض هراء. وكانت إسرائيل قد حظرت في الماضي تصدير أي معدات عسكرية إلى إيران.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية مصادرة السفينة في هامبورج بألمانيا، مضيفة أنها سمحت للشحنة العسكرية بالخروج من إسرائيل اعتقادا منها أنها متوجهة لتايلاند.
وتحظر إسرائيل أي مبيعات عسكرية من أي نوع لإيران، وقالت وزارة الدفاع إنها حولت القضية للشرطة الإسرائيلية للتحقيق فيها.
وقالت متحدثة باسم الوزارة إن الشركة الإسرائيلية المتورطة ربما لم تكن تعرف وجهة الشحنة الحقيقية.
ورفضت هيئة الجمارك في هامبورج حتى الآن إعطاء أي تفاصيل لوسائل الإعلام عن السفينة المصادرة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية: "أخبرت سلطات الجمارك الألمانية وزارة الدفاع بأن الوجهة النهائية لشحنة السفينة هي إيران."
"عميل تايلاندي"
وقالت الوزارة إن الشحنة تحتوي على عجلات إسرائيلية الصنع لناقلات جند مدرعة.
وقال التلفزيون الإسرائيلي إن الشحنة كانت موجهة لمشتر ألماني كان بدوره سينقلها إلى تايلاند.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن المورد الإسرائيلي منح رخصة على هذا الأساس.
يذكر أن رجل أعمال إسرائيليا واحدا على الأقل قد أدين في الماضي لبيعه معدات بصورة غير قانونية لإيران.

«شبح الخميني»... الهالك

(شبح الخميني)... كتاب بريطاني جديد لإدارة أميركية قديمة
تراث مؤسس الثورة مليء بتناقضات تعقد قراءة الفكر الجهادي
أزاده موافيني


خلال شهر فبراير (شباط) الماضي كنا على موعد مع الذكرى السنوية الثلاثين لوصول الخميني إلى طهران على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، وارتدائه عباءة الثورة الإسلامية التي أطلقها. قبل النزول من الطائرة سُئل الخميني من قبل أحد الصحافيين عن شعوره لدى عودته إلى إيران بعد أن أمضى 15 عاماً في المنفى، «لا شيء» كان جواب الخميني الشهير والمقتضب والجاف. ملايين الإيرانيين، ناهيك عن عشرات السياسيين والباحثين الذي كرسوا أنفسهم لمحاولة فهم الثورة الإيرانية، أمضوا العقود الثلاثة التالية في محاولة سبر أغوار معنى تلك العبارة الشهيرة. فهل كان قلب الخميني الحذر والمنشغل بهموم الإسلام خالياً من أي عاطفة تجاه إيران؟ أم أنه كان يريد تأكيد بعده الوجودي عن الغرب؟
مثل هذه الأسئلة تشكل الهاجس الأكبر لجميع الروايات التي كُتبت عن الخميني، لأنه حتى في يومنا هذا لا يزال الحديث عن هذا الرجل يُعتبر من المواضيع المُربكة والمعقدة؛ فقد كان متزمتاً، لكنه كان يحب الشعر، كما كان أصولياً، لكنه كان قادراً على التحلي بالمرونة، وبالرغم من أنه كان متعصباً لأصوله الفارسية والشيعية، إلا أنه كان يطمح لأن يكون ملهماً للعالم العربي ذي الأغلبية السنّية. وفي إيران نجد أن السياسيين يلجؤون لاقتباس كلماته بانتظام كي يفنِّدوا بها آراء خصومهم، لكن الخميني خلَّف وراءه إرثاً غنياً بالآراء المتناقضة، بحيث يستطيع طرفا أي نقاش توظيف أقواله لإضفاء بعد إستراتيجي على الطرح الذي يدافع عنه كلٌّ منهما.
هاجس التفاصيل
التفاصيل الدقيقة في شخصية الخميني لا تشكل هاجساً كبيراً بالنسبة للمحرر في صحيفة «ديلي تلغراف» كون كوغلين، في كتابه الجديد «شبح الخميني». فهو يصوِّر الخميني على أنه شخص متشدد ومنحرف على الطريقة الطالبانية، ومصمِّم على الحصول على الأسلحة النووية من أجل مشروعه الإسلامي الكارثي، حيث يقول «البحث عن القنبلة النووية شكَّل جزءاً جوهرياً من إرث الخميني».
في القسم الثاني من الكتاب يشرع كوغلين في سرد الأعمال القذرة، التي انخرطت فيها إيران في عهد الثورة، بدءاً من العام 1979 وصولاً إلى الوقت الحالي، حيث رسم خطاً دقيقاً ربط من خلاله بين ثورة الخميني والعديد من التحديات التي يواجهها العالم اليوم. وهنا يجب الاعتراف بأن الكاتب لا يجافي الحقيقة عندما يقول إن محاولات الخميني الأولى لتصدير الثورة إلى الخارج أدت إلى استعداء البلدان السنّية في العالم العربي، ولاسيما في المملكة العربية السعودية، ما أدى إلى إطلاق سباق فعلي نحو لقب «الأكثر أصولية»، الذي أعاد خلط الأوراق في الشرق الأوسط على مدى السنوات العديدة القادمة.
أسود وأبيض
لكن كوغلين يشطح ويبالغ كثيراً في تقويمه لمدى نجاح المشروع الخارجي للخميني. فهو يقع في فخ التعميم والتسطيح عندما يصف كيف أن رؤية الخميني للدولة الإسلامية «أصبحت بمثابة إعلان رسمي للأنظمة الأصولية الإسلامية في العالم». وهذا ينطوي على مجافاة كبيرة للحقيقة، لأن مفهوم الخميني لولاية الفقيه محصور في تأويل الشيعة لأصول الشريعة، ولا يمت بأي صلة للسنّة، الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في العالم الإسلامي. ويرى كوغلين أن إرث الثورة لا يزال يتمتع بنفس القوة التي كان عليها، عندما وصل الخميني إلى السلطة العام 1979. مثل هذه التعميمات من شأنها أن تدغدغ مشاعر بيروقراطيي طهران، لكن الواقع يقول إن قدرة طهران على بسط تأثيرها الأيديولوجي على دول المنطقة لم تكن يوماً مساوية لطموحاتها.
ينظر كوغلين إلى إيران بالأسود والأبيض، حيث يقول إن الخميني «حقق حلم حياته عندما أسَّس دولة إسلامية قائمة على التفسير الدقيق لقوانين الشريعة». وبذلك هو يتجاهل حقيقة أن الدستور يقر بوجود مجلس تشريعي منتخب، وبأن الدولة يجب أن تُدار «على أساس الرأي العام»، وذلك بالرغم من كل محاولات الخميني وضع السلطة المطلقة في يد الولي الفقيه. ومع أن الانتخابات لم تكن يوماً حرة، إلا أنها لا تزال تشهد منافسات شرسة، وهناك عدد هائل من المؤسسات التي تمارس الحكم بالإجماع، وهو حكم حقيقي بالرغم من افتقاره للشفافية.
علاقة غامضة مع القاعدة
هذه السيادة المزدوجة وغير العملية التي يمارسها «المعيَّنون من قبل الله» والمنتخَبون من قبل الشعب هي في صلب المشاكل التي تعاني منها إيران، كما أنها سبب الصراع الحزبي الذي يعمل على إضعافها. لكن يبدو أن كوغلين غير مطلع على الدور الذي تلعبه الأحزاب الإيرانية المتنازعة في السياسة الخارجية، كما أنه في أغلب الأحيان لا يحكي إلا نصف الحقيقة. على سبيل المثال يصوِّر إيران بأنها متعاونة مع القاعدة، حيث يقول إن طهران هي التي ساعدت رجال القاعدة على الهروب من أفغانستان، بمن فيهم سعد نجل أسامة بن لادن، كما وفرت لهم ملجأً آمناً. وبناءً على ذلك يقول إن «وجود قادة كبار من تنظيم القاعدة في إيران سيكون من بين القضايا التي ستقوِّض محاولات خاتمي لتحسين العلاقة مع الغرب».
هذا عرضٌ مضلِّل للحقائق. صحيحٌ أن المتشددين الإيرانيين مارسوا لعبة القطة والفأر مع حكومة محمد خاتمي المعتدلة، حيث قاموا بإخفاء عناصر القاعدة الذين فروا إلى إيران. لكن حكومة خاتمي أرسلت عملاء لتعقب نحو 200 هارب على الأقل، حيث اعتقلتهم ووضعتهم على متن طائرات وأعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وفي ذلك الوقت أعلن المسؤولون الإيرانيون أنهم لا يستطيعون إعادة كافة الهاربين إلى بلدانهم. ففي قضية سعد بن لادن، على سبيل المثال، واجهت إيران مأزقاً، حيث رفضت السعودية تسلّمه، ولم يكن هناك ثمة إطار عملي يمكِّنها من تسليمه إلى طرف ثالث. وقد طلبت طهران من واشنطن المساعدة في هذه القضايا المحيرة، إلا أن إدارة بوش صدَّتها.
ذعر القارئ
في الحقيقة ما يقوم به كوغلين هو أنه يتلاعب بوقائع التاريخ عبر دس ادعاءات لا تستند إلى أي دليل بهدف ربط إيران بمعظم الهجمات الإرهابية التي طالت المصالح الأميركية خلال العقدين الماضيين. فيقول إن إيران هي التي قامت بتدريب خلايا القاعدة التي فجرت السفارتين الأميركيتين في كينيا وتانزانيا العام 1998، كما يقول إن شكوكاً مماثلة قد طفت على السطح عندما أقدمت القاعدة على تفجير المدمرة الأميركية «كول» العام 2000. ومن الأمور الأخرى التي يتهم بها إيران هي أنها قادت حملة لضرب الاستقرار في الأردن، وأنها، حتى بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، قامت بتدريب عناصر إرهابية من القاعدة داخل معسكرات في طهران. بالطبع عند هذه النقطة لابد أن يُصاب القارئ بشيء من الذعر ويبدأ بالتساؤل عن سبب قيام الولايات المتحدة بغزو العراق العام 2003 بدلاً من إيران.
لكن على القارئ أن يعي بأن كوغلين، خلال طرحه لرؤيته، يرتكب عدداً من الأخطاء. على سبيل المثال يقول إن إيران تستخدم التقويم الإسلامي، بينما الحقيقة هي أنها تستخدم تقويما فارسيا (لكنه يبدأ من عام الهجرة النبوية)، ويقول أيضاً إن المحامية والناشطة في حقوق الإنسان شيرين عبادي فازت بجائزة نوبل للآداب، في حين إنها فازت بجائزة نوبل للسلام، كما يزعم أن النساء في إيران يُجبرن على ارتداء التشادور الأسود (صحيحٌ أنهن ملزمات بتغطية الشعر وارتداء الجلابيب، إلا أن الأعراف الرسمية تسمح ببعض الحرية على صعيد خياطة الملابس).
رسالة «نووية»
وأحياناً يستخدم كوغلين بعض الوثائق، التي تُعتبر ضمن متناول عامة الناس، خارج سياقها العام. على سبيل المثال يقول إن الخميني «أعلن دعمه المطلق للقنبلة النووية الإيرانية»، خلال تأويله بعض الاقتباسات من رسالة كان الخميني قد كتبها في السابق، وخرجت إلى العلن في العام 2006. لكن تلك الرسالة لا تشير إلا بشكلٍ غير مباشر إلى حاجة إيران للحصول على الأسلحة النووية. والحقيقة هي أن الخميني في الرسالة المذكورة كان يرد على رسالة موجهة له من أحد القادة العسكريين حول ما تحتاج إليه القوات الإيرانية المستَنزفة كي تكسب الحرب ضد العراق. فهي لا تطالب إيران بشكلٍ واضح بتطوير أسلحة نووية، كما أنها بالكاد تصلح لأن تكون ذلك الدليل الذي يلوح به كوغلين في الفصول الأخيرة من كتابه. بوجود مثل هذا السجل الحافل من الانتهاكات الفعلية التي تقوم بها إيران حالياً فيما يتعلق ببرنامجها النووي، فإن هذا القفز نحو النتائج يُعتبر غير ضروري على الإطلاق.
لا يناسب أوباما
في هذا الوقت الذي أخذت فيه واشنطن تتخلى عن سياستها الفاشلة المتمثلة بالاستخفاف بإيران وتجاهلها لها، يصبح من المحبط أن يعجز كتاب كوغلين عن توفير التحليل الدقيق الذي يحتاج إليه صناع
القرار السياسي. فإيران ليست أقوى دولة في منطقة الخليج وحسب، بل هي أيضاً الدولة الوحيدة في المنطقة التي سئم فيها الناس من الإسلام السياسي
وأصبحوا يميلون للنظر إلى الولايات المتحدة بإيجابية. مثل هذه الميزات النادرة تجعل من إيران دولة تتمتع بإمكانيات فريدة من نوعها بالنسبة لإدارة أوباما، التي تنصرف حالياً نحو إصلاح صورة أميركا في الشرق الأوسط.
كوغلين لا يقدم أية أفكار حول الأسلوب الذي يجب أن يتبعه الغرب تجاه إيران. ثم يتوصل إلى استنتاج أعرج مفاده أنه طالما بقي ورثة الخميني في السلطة، فإن إيران سوف تبقى متمردة. وإذا ما أخذنا في الاعتبار مواقف واشنطن الحالية تجاه إيران، سيبدو لنا بأن كتاب كوغلين قد جاء متأخراً عن موعده إدارةً واحدة.

ترجمة: مالك عسّاف عن «نيويورك تايمز» كاتبة المقال هي مؤلفة كتاب «شهر عسل في طهران: سنتان من الحب والخطر في إيران»


منقول من جريدة (اوان) الكويتيه