السبت، 15 مايو 2010

القواعد العسكرية الأميركية في العالم العربي

قواعد العسكرية الأميركية في العالم العربي


تنتشر القواعد العسكرية الأميركية في 130 بلدا حول العالم تقريبا، ويزيد عددها عن الألف وفق بعض المصادر العسكرية، وتترواح مهماتها بين القيام بالعمليات العسكرية والتدريب المشترك مع قوات الدول المتواجدة بها والمشاركة في عمليات حفظ السلام، كما سعت أميركا إلى عقد الاتفاقات الأمنية مع العديد من الدول حول العالم.
واستخدمت تلك القواعد في فرض الأمن والقيام بعمليات نوعية ضد ما أسمته "الإرهاب" وبصفة خاصة في فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر / أيلول 2001، وما تمخضت عنه من احتلال لكل من الأراضي الأفغانية والعراقية عامي 2001 و2003 على التوالي.
ويصل عمر بعض هذه القواعد إلى حوالي 50 عاما، مثل تلك الموجودة في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، في حين أنشئت قواعد عسكرية حديثة نسبيا، كتلك التي شاركت في عملية غزو العراق.
دواع إستراتيجية
ودائما ما تعرض الولايات المتحدة أسبابا إستراتيجية لبناء مثل تلك القواعد، وفي هذا يذكر الجغرافي الأميركي بكلية إيفرغرين في أوليمبيا بواشنطن زولتان غروسمان أن الولايات المتحدة منذ سقوط حائط برلين عام 1989 أنشأت مجموعة من القواعد العسكرية الأميركية بلغت 35 قاعدة جديدة بين بولندا وباكستان –باستثناء التي أنشأتها في العراق- وهو ما أطلق عليه تشكيل "مجال نفوذ" لأميركا في المنطقة.
وقد اتجهت الأنظار صوب القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في العالم العربي بسبب مشاركتها في العمليات العسكرية التي دارت على الأراضي العراقية إبان عملية الغزو التي قادتها أميركا بالتحالف مع دول أخرى، والتي تعد من أبرز تداعيات أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على المنطقة العربية.
وفي السطور القادمة نلقي مزيدا من الضوء على بعض تلك القواعد في العالم العربي، من حيث مواقعها وبعض تجهيزاتها العسكرية.
الكويت
يوجد بالكويت معسكر يطلق عليه اسم "معسكر الدوحة" يتمركز فيه أفراد الفرقة الثالثة الأميركية مشاة إضافة إلى عدد من الأفراد التابعين لسلاح الجو. مع كامل معداتهم وأسلحتهم التي منها دبابات طراز (M-1A12) وعربات مدرعة طراز (M-2A2) بجانب الطائرات الهليكوبتر الهجومية وأكثر من 80 مقاتلة، وأيضا بعض وحدات القوات الخاصة سريعة الانتشار.

السعودية
كان يوجد على أرض المملكة السعودية أحد مراكز قيادة القوات الجوية الأميركية الإقليمية المهمة، داخل قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض، وبواقع 5000 جندي تابعين للجيش وسلاح الجو الأميركي، وأكثر من 80 مقاتلة أميركية، وقد استخدمت هذه القاعدة في إدارة الطلعات الجوية لمراقبة حظر الطيران الذي كان مفروضا على شمال العراق وجنوبه إبان فترة العقوبات الدولية، كما كانت تعمل مركزا للتنسيق بين عمليات جمع المعلومات والاستطلاع والاستخبارات الأميركية في المنطقة.

لكن ومنذ أواسط العام 2003 تقريبا، انتقل حوالي 4500 جندي أميركي إلى دولة قطر المجاورة، وبقي بالسعودية حوالي 500 جندي أميركي فقط ظلوا متمركزين فيما يعرف بـ"قرية الإسكان"، وأنهت أميركا وجودها العسكري في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض.

قطر
إضافة لما ذكر بشأن انتقال عدد كبير من القوات الأميركية من السعودية إلى دولة قطر، فقد انتقل إليها كذلك 600 فرد تابعين لمركز قيادة القوات المسلحة الأميركية من تامبا بفلوريدا بدعوى الاشتراك في مناورات عسكرية كانت مقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2003.
وتوجد في قطر قاعدة العديد الجوية التي تشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض.
وتعتبر هذه القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.

البحرين
حيث مقر الأسطول البحري الأميركي الخامس في المنامة، الذي يخدم فيه 4200 جندي أميركي، ويضم حاملة طائرات أميركية وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود المتمركزة بقاعدة الشيخ عيسى الجوية.

عُمان
تستمد أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة من حيث موقعها كمركز متعدد المهام لخدمات دعم الجسر الجوي، وقامت الولايات المتحدة بإنشاء قاعدة جوية فيها، تتمركز بها قاذفات طراز (B1) وطائرات التزود بالوقود.

الإمارات
وتوجد فيها قاعدة جوية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجيستي، إضافة إلى ميناءين هامين يطلان على مياه الخليج العميقة، الأمر الذي يبرز أهميتهما بالنسبة للسفن العسكرية الكبيرة.

الأردن
ويوجد فيها قاعدتان عسكريتان جويتان هما قاعدتا الرويشد ووادي المربع وبهما العديد من المقاتلات الأميركية، كما توجد في الأردن الوحدة 22 البحرية الاستكشافية الأميركية.

مصر
توجد فيها قاعدة جوية مصرية غربي القاهرة غالبا ما تستخدمها القوات الجوية الأميركية لأغراض التزود بالوقود ومهام دعم الجسر الجوي، ومصر بها العديد من الموانئ التي يمكن استخدامها لتحريك القطع البحرية الأميركية وتغيير أماكنها أثناء سير أي عمليات عسكرية أميركية بالمنطقة.

العراق
يوجد بالعراق حاليا عدد من القواعد العسكرية الأميركية قدرها بعض الخبراء العسكريين بحوالي 75 قاعدة، معظمها يعود للمواقع العسكرية العراقية التابعة للنظام السابق التي احتلتها القوات الأميركية أثناء عملية الغزو. وتثير الميزانية المالية الضخمة التي تستنزفها هذه القواعد استياء الكثير من الأميركيين بعد الأنباء الرسمية التي تحدثت عن إنفاق أكثر من مليار دولار عليها منذ غزو العراق إلى الآن.
جيبوتي
منذ بداية سنة 2002 بدأت القوات الأميركية تتمركز في قاعدة "ليمونيه" (Camp Lemonnier)، وقد بلغ عددها 900 جندي، وإن كانت بعض التقديرات الأفريقية تقدر عددها بـ1900 جندي. وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول 2002 وصلت حاملة الطائرات "يو إس إس مونت ويتني" للمنطقة، وعلى متنها 400 جندي ينتمون لكافة أفرع القوات المسلحة الأميركية.
وقد أصبح "معسكر ليمونيه" مقر قوة العمل المشتركة (Combined Joint Task Force CJTF) في القرن الأفريقي. وتقوم هذه القوة بمراقبة المجال الجوي والبحري والبري لست دول أفريقية هي: السودان وأريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا فضلا عن اليمن ودول الشرق الأوسط.
بقي أن نشير إلى ما ردده كثير من الخبراء العسكريين حول دواعي رغبة أميركا في دعم وجودها العسكري بالمنطقة العربية من خلال إنشاء بنية تحتية هائلة لقواتها المسلحة في المنطقة التي أطلقت عليها اسم "قوس الأزمات" بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، وارتباط ذلك بأجندة سياسية معينة تسعى لتحقيقها، قد تستخدم قوتها العسكرية تلك لتنفيذها.

اسرائيل تشن حملة ضد السعودية

حيفا - إيناس محمد
تحدثت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن نية تل أبيب شن حملة دولية ضد السعودية، متهمة الرياض بالوقوف خلف "الحملة الدولية لنزع الشرعية عن إسرائيل".

وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته في 13-5-2010، أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان سبق وأن اتخذ قراراً بهذا الشأن، وبقي طي الكتمان حتى تم الكشف عنه في الآونة الأخيرة.

وسيستند تنفيذ الحملة الإسرائيلية على عدة وسائل ضغط، منها تفعيل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الامريكية وأماكن أخرى في العالم، "وطرح موضوع حقوق الإنسان في السعودية على الصعيد العالمي، اضافة إلى طرح قضية مكانة المرأة وقيام السعودية بدعم الإرهاب بحسب الصحيفة،، وذلك في أروقة الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي وفي أماكن أخرى، وحتى رفع دعاوى ضد السعودية في محاكم دولية، بحسب ما عدّدت "معاريف".


نزع الشرعية الاسرائيلية

وأوضح التقرير أن قرار ليبرمان، جاء "في أعقاب استنتاج تم التوصل إليه في وزارة الخارجية الإسرائيلية، بأن السعودية هي الجهة الرئيسية التي تقف من خلف الحملة الدولية لنزع الشرعية عن إسرائيل".

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، في اجتماعات مغلقة، هذا الأسبوع، "إن السعوديين يبادرون إلى رفع دعاوى عدة ضد إسرائيل، ويقومون بدعم الكثير من الدعاوى في محاكم دولية، وملاحقة إسرائيل في قضايا مختلفة، وفضحها في لجان ومؤتمرات في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها، من دول العالم".

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ"الرفيعة المستوى"، أن السعودية "تتصرف على أنها واحدة من دول الاعتدال بالمنطقة، وتستغل الدول الغربية من أجل خدمة مصالحها، ولكن من جهة أخرى تموّل حملة لنزع الشرعية عن إسرائيل، وتقود حملة ضد الاقتصاد الإسرائيلي، وتتخذ خطوات أخرى ضد إسرائيل، وهذا أمر يجب وضع حد له".

وحسب خطة ليبرمان، من المنتظر أن تقوم إسرائيل بإرسال رسالة حادة اللهجة إلى الولايات المتحدة ضد السعودية، وتطلب منها التدخل واستخدام وسائل الضغط ضد السعودية لوقف حملاتها.

في نفس الوقت، ستقوم إسرائيل بتوجيه وإرشاد كل مندوبيها في العالم، وكل المنظمات اليهودية، ومنها اللوبي اليهودي والقوة اليهودية في الكونغرس الأمريكي وأماكن أخرى، "للبدء بإزعاج السعودية ومضايقتها، وإدراج نشاطاتها فيما يتعلق بالارهاب على سلم الأوليات والتداول بها دولياً، وتداول موضوع وضع حقوق الإنسان في المملكة، ومكانة المرأة فيها وقضايا أخرى".

كما تدرس إمكانية رفع دعاوى ضد السعودية في المحاكم الدولية، وفي محاكم في عدة دول بالخارج.


جبهة جديدة

وعبرت الصحيفة في تقريرها عن عدم رضا الجميع في إسرائيل عن هذه الخطوة، فهناك العديد من المسئولين في وزارة الخارجية الذين يرون أنه لا حاجة لهذه الخطوة المبالغ فيها، والتي ستكون بمثابة فتح "جبهة جديدة" لن تضيف لإسرائيل في هذه المرحلة أي فائدة.

وذكر عدد من المسئولين أيضاً أن "السعودية لها سلبياتها، فهي ليست موالية للصهيونية، لكنها تتواجد بشكل واضح في محور الاعتدال، إنها تشجع الحل السياسي، وتقف من خلف مبادرة السلام العربية، وهي مهددة من قبل إيران والإسلام المتطرف، تماماً مثل إسرائيل".

ويرى مسؤولون إسرائيليون أنه في الوقت الذي تدهورت فيه العلاقات بين إسرائيل وعدد من دول المنطقة، وكذلك بينها وبين الولايات المتحدة، لا حاجة للبحث عن فتح جبهة جديدة.

صفقة أسلحة سوفييتية إلى الكويت في عزّ الحرب الباردة تثير الغرب

لندن - عمار الجندي
نزعت بريطانيا عشية بداية العام الحالي غطاء السرية عن آلاف الوثائق الرسمية التي يعود تاريخها الى 1977، وذلك عملاً بالقانون الذي ينص على وضع المذكرات والرسائل والبرقيات. الحكومية قيد التداول العام مع انقضاء 30 عاماً على تاريخها الاصلي. وبين الملفات التي أخرجت اخيراً من خزائن المؤسسات الحكومية بمختلف انواعها واختصاصاتها، 78 ملفاً تضم وثائق ذات صلة مباشرة بالكويت.



«أوان» زارت مقر الارشيف الوطني البريطاني في ضاحية لندن القريبة من «حدائق كيو» الشهيرة كي تنفض الغبار عن الوثائق ذات الصلة وتسلط الضوء على فحواها وخلفيتها في حلقات، هنا سادستها.



تجارة الاسلحة مع دول الشرق الاوسط حيث تأججت النزاعات والحروب على وقع اصوات انبجاس النفط من الابار المنتشرة هنا وهناك، قصة لها شجون حقيقية. تتشابك في حكاية بيع السلاح للمنطقة الساخنة بامتياز، خيوط السياسة الداخلية والخارجية بالبزنس فتزيدها تعقيداً وتؤلب الحليف القوي على حليفه وصديقه الصدوق. لذلك فإن أي عبث بالموازين على ساحة هذه التجارة المزدحمة بالباعة من شأنه ان يتمخض عن نتائج مثيرة.



قرار الكويت استيراد بعض الاسلحة من الاتحاد السوفييتي في عز الحرب الباردة العام 1977 الذي ساهم الشيخ صباح الاحمد الصباح في اتخاذه بوصفه وزيرا للخارجية حينذاك وقاد جهود الدفاع عنه في وجه الاحتجاجات الاميركية والبريطانية، كان بمثابة «ضربة المعلم» التي اصابت مجموعة من الاهداف وكشفت عن حقائق شتى.



فهو اثبت ان دولة صغيرة تستطيع التمسك بنجاح باستقلالية قرارتها واجبار الدولة العظمى على الاستجابة لرغباتها إذا كانت صاحبة حق واستطاعت ان تدافع عنه بصلابة وحنكة دبلوماسية.



كما ساهم في الكشف عن مدى صدق العلاقة بين «أولاد العم» البريطانيين والاميركيين على ارض الواقع، التي يجهد الطرفان عادة الى اخفائها عن بعضهم البعض وعن الاخرين. فالصداقة لاتصمد دائماً عند اخضاعها الى اختبار الربح المادي.



الكويت الطرف الوحيد الرابح في صفقة االاسلحة السوفيتية



بطبيعة الحال الوثائق الرسمية البريطانية «الجديدة» لاتساعدنا على تتبع الاثار كلها ومواقف الاطراف كلها بمن في ذلك السوفييت، لكن ما بين ايدينا يكفي للحكم بان الكويت كانت الطرف الوحيد الذي خرج رابحاً من حكاية الصفقة السوفييتية. فهي اتخذت قراراً رفضت بصرامة التراجع عنه تحت اي ضغوط خارجية، لابل سخر الشيخ صباح الاحمد الصباح من رد الفعل الغربي، معتبراً ان الامر برمته ابسط بكثير من أن يقلق مضجع الاميركيين والبريطانيين. واجبر هذا الموقف الاخرين على مراجعة حساباتهم والبدء بالاستجابة الى طلبات الكويت من انواع الاسلحة التي كانوا قد حجبوها عنها.



ولان جاءت الكويت في الموقع الافضل، فإن الاميركيين كانوا الاقل حظاً. إذ سخر منهم الجميع بمن في ذلك حلفاؤهم البريطانيون وبدوا «بسطاء» انفعاليين ضيّعوا على انفسهم فرصاً عدة لتدارك الامور والتعويض عن الاخطاء التي ارتكبوها.



ومن جهتهم، لم ينفد البريطانيون بجلدهم سالمين تماماً، إذ تكرس قصة الخلاف صفاتهم التقليدية المألوفة، او النمطية، كاشخاص متعالين يتسمون بالبرودة والدهاء ويعتقدون انهم دائماً الاكثر مهارة وذكاء من «ابناء عمومتهم» الاميركيين «البسطاء».



والسخرية الممزوجة باستغراب حقيقي جاءت بادئ الامر من وزير الخارجية الكويتي قبل ثلاثين عاماً، الشيخ صباح الاحمد الصباح. فحين سارع اليه السفير الاميركي فرانك مايسترون في 13 ابريل (نيسان) راجياً اياه التدخل، ردّ الشيخ صباح بالاعراب عن دهشته لموقف الاميركيين والتأكيد على ان الحكومة لن تعود عن قرارها باستيراد اسلحة سوفييتية.



وبين المذكرات التي خرجت الى النور حديثاً اثنتان توثقان الجهود التي بذلها كل من السفير الاميركي ونظيره البريطاني آرتشي لامب، كل على حدة، لدى الشيخ صباح والشيخ سعد العبد الله وزير الدفاع في تلك الايام.



والوثيقتان لا تختلفان كثيراً حول التفاصيل الاساسية، وان كانت كل منهما تضم عناصر غير موجودة في الاخرى. تحمل الاولى توقيع السفير لامب نفسه فيما اعد الدبلوماسي البريطاني ستيفن داي الوثيقة الثانية في لندن بناء على معلومات نقلها اليه زميل في السفارة الاميركية في العاصمة البريطانية.



الشيخ صباح يعبر عن استياءه باللغة العربية لممثل مملكة بريطانيا



ويلفت لامب في رسالة بعنوان «اسلحة سوفييتية للكويت» مؤرخة في 27 ابريل (نيسان) الى «استثناء» مهم شهده لقاء الشيخ صباح بالسفير الاميركي، وهو ان «المقابلة» الصريحة «تمت بشكل استثنائي، من جانب وزير الخارجية باللغة العربية عبر مترجم» نقل كلماته الى الانكليزية.



ولانه لم يعلق ممثل جلالة الملكة اليزابيث في الكويت حينذاك على سبب هذا الخروج المهم على المألوف، فإن الامر لم يكن بحاجة الى تعليق! والارجح ان الشيخ صباح رغب في التعبير عن استيائه بطريقة لبقة.. وهكذا اراد ان «يلقن» السفير مايسترون درساً في فن الاحتجاجات الدبلوماسية التي لم يكن يتقنها لا سيما انه كان متسرعاً قليل الكفاءة، كما يأخذ عليه نظيره البريطاني. يُشار الى ان مايسترون الذي توفي في مايو الماضي عن 85 عاماً كان سفير بلاده في الكويت بين 1976 و1979.



ويقول لامب إن زميله الاميركي الذي طلب مقابلة الشيخ صباح الأحمد بناء على تعليمات اتته من واشنطن، اطلعه في 18 ابريل على تقرير اعده لوزارته عن اتصالاته مع الوزير بشأن ما سماه «التأثير المزعزع للاستقرار الذي جيء به الى المنطقة عن طريق شراء الكويت اسلحة سوفييتية».



ويشير السفير البريطاني الى ان الشيخ صباح «عبر عن استغرابه لان الحكومة الاميركية تحدث كل هذه الجلبة التي لا مبرر لها حول طلبية سلاح صغيرة للغاية، لن تتكرر، كما لن تؤدي الى احضار خبراء تقنيين سوفييت الى الكويت». ونقل لامب عنه قوله إن «الكويت تحتاج للسلاح بقصد الدفاع عن النفس ولن تستخدم هذه الاسلحة للهجوم، كما لن تعطيها الى اي جهة اخرى».



وتجلت السخرية المرّة في قول الشيخ صباح إن سلاح «ستريلا يمكن شراؤه من شوارع بيروت»، حسبما ذكر لامب. ومع ذلك ، اقامت واشنطن الدنيا لان الكويت تسعى الى شراء هذا السلاح نفسه من مصدره الاصلي، وهو الاتحاد السوفييتي.



وتابع السفير البريطاني سرده لموقف وزير الخارجية الكويتي آنذاك، فقال إن الشيخ صباح ألقى باللوم على سفير واشنطن لانه أثار استياء الشيخ سعد العبد الله وزير الدفاع حين قابله في اليوم السابق بقصد اقناعه بالعودة عن الصفقة السوفييتية. ونسب لامب الى الشيخ صباح تشديده على ان «الحكومة الكويتية تعتزم الاستمرار في اعتمادها على حكومة الولايات المتحدة كمصدّر رئيسي للسلاح لها»، واعرابه عن امله بان عاصفة الصخب المبالغ فيها حول الاسلحة الروسية «لن تؤثر على استعداد الولايات المتحدة لتوفير ما تحتاجه الكويت من الاسلحة الاميركية».



والحق ان لامب كان يدرك جيداً بعض اسباب سخرية الشيخ صباح وتبرمه بقصة الاسلحة السوفييتية التي حظيت باهتمام لا تستحقه. فالسفير البريطاني قد سمع من الشيخ سعد العبد الله وزير الدفاع مباشرة في 22 مارس (آذار) – أي قبل حوالي شهر من كتابة تقريره هذا – الحقائق المتعلقة بالصفقة والتي كانت مختلفة للغاية عن الانباء المضخمة التي روج لها البعض.



وقد سجل هنري هوغر، وكان سكرتيراً ثانياً في السفارة البريطانية بالكويت قبل ثلاثين عاماً، المعلومات التي عاد بها السفير من مقابلته مع الشيخ سعد في رسالة بعنوان «اسلحة سوفييتية للكويت» وجهها الى الخارجية بلندن في 26 مارس، وجاء فيها ان قيمة الصفقة التي اكد الشيخ سعد للسفير انه قد وقعها «كانت 50 مليون دولار، اي اقل بكثير من رقم الـ300 مليون دولار الذي أوردته التكهنات سابقاً». والتباين لايقف عند هذا الحد، بل إن الكويت لم تشتر بعض انواع الاسلحة مثل «شيلكا» التي ذكرت انباء فيما مضى ان الشحنة تشتمل عليه.



هذا التخبط والتناقض في المعلومات التي راجت عن الصفقة، تبرر سخرية الشيخ صباح واستغرابه للقلق الاميركي المبالغ فيه.



الشيخ صباح يعطي السفير الاميركي «اجابة متذمرة»



أما الوثيقة الاخرى، فقد كانت مستقاة من مصادر عدة بينها «برقيتان من الكويت (السفارة الاميركية) الى وزارة الخارجية تنقلان المداخلتين اللتين قدمهما السفير الى وزيري الدفاع والخارجية الكويتيين في 12 و13 ابريل». واستهل الموظف في الخارجية البريطاني داي تقريره هذا المؤرخ في 20 ابريل، بالاشارة الى انه حصل على المعلومات المدرجة فيه من دبلوماسي اميركي اسمه كنزولوفنغ، تردد كما يبدو في تلك الفترة على مبنى وزارة الخارجية، والتقى عدداً من موظفيها بينهم ايفور لوكاس الذي كان ارفع مرتبة من داي لاسيما انه اشرف وقتذاك على ادارة الشرق الاوسط.



وهذه الوثيقة تتفق مع سابقتها الى حد كبير في وصف الطريقة التي رد بها الشيخ صباح على السفير الاميركي. وإذ أوضحت ان مايسترون سارع الى طلب مقابلتين عاجلتين مع الشيخ صباح والشيخ سعد تنفيذا لطلب رؤسائه منه حثّ الحكومة الكويتية على «اعادة النظر بالمسألة بغرض الغائها»، فهي لفتت الى ان الرجل «تلقى اجابة متذمرة في المقابلتين».



السعودية لم تعلق على الصفقة احتراماً لسيادة الكويت



وتنسب الوثيقة الى الشيخ صباح قوله إن «القلق الاميركي مبالغ فيه». واضافت موضحة انه لفت الى ان عدد الاسلحة الذي قررت بلاده ان تستورده من الاتحاد السوفييتي «صغير» ولن تستعين الكويت بالخبراء السوفييت لتشغيله واستثماره لان «التدريب سيتم من قبل خبراء عرب، على الارجح انهم سيكونون مصريين».



وثمة عنصر آخر جديد لم يُشر اليه السفير البريطاني في رسالته المذكورة آنفاً، إذ يقول إن الشيخ صباح اوضح للسفير الاميركي ان الكويت قد أبلغت جيرانها، حسب الاصول المعمول بها، بانها قد ابرمت صفقة اسلحة مع السوفييت. وذكر انه أبلغ مايسترون بأن السعودية لم تعلق على الصفقة. وهذا بالطبع يدل على احترام المملكة لقرارت الشقيقة الكويت.



وكان الدبلوماسي داي تعرض الى دور دول الجوار، وذلك في تقرير سابق اعده عن صفقة السلاح السوفييتي نفسها بمعونة كنزولوفنغ ايضاً. وقال داي في المذكرة المؤرخة في 6 ابريل إنه اطلع بفضل الدبلوماسي الاميركي على برقية ارسلها السفير مايسترون الى واشنطن لموافاتها بمعلومات عن الصفقة الكويتية واقتراح القيام بـ « توجه اميركي-بريطاني منسق» للاتصال بالكويتيين ودعوتهم لاعادة النظر بأمر الصفقة من جديد. كما طرح بشكل عابر «احتمال التماس المساعدة من السعوديين لوحدهم او مع الايرانيين» وذلك للتأثير على الحكومة الكويتية.



إلا ان وزارة الخارجية الاميركية لم توافق على معظم اقتراحات سفيرها، حسبما افاد الدبلوماسي البريطاني داي. وقال هذا في التقرير نفسه ان زميله الاميركي نقل اليه عن الوزارة ردها في 2 ابريل على السفير قائلة إن « الايرانيين لن يكونوا على الارجح مفيدين» و أن جهداً اميركياً- بريطانياً مشتركاً « قد يؤدي الى نتائح معاكسة». ولم تستبعد الخارجية الاميركية حسب التقرير البريطاني ان تكون السعودية قد فكرت بالامر سلفاً وقررت عدم التدخل او تقديم نصيحة سرية احتراماً للموقف الكويتي.

قصة ايلول الاسود

قصة ايلول الاسود

أيلول الأسود هو الاسم الذي يشار به إلى أحداث شهر أيلول من عام 1970 م، والذي يعرف أيضًا "بأحداث أيلول". في هذا الشهر تحرك الجيش الأردني بناء على تعليمات الملك حسين ومستشاريه العسكرين لوضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية. لم تكن العلاقات بين الملك حسين وجمال عبد الناصر جيدة، الأمر الذي أعطى منظمة التحرير الفلسطينية قوة دافعة داخل الأردن مردها ان قيادة المنظمات الفلسطينية كانت متاكدة من أن الأنظمة العربية المجاورة للأردن سوف تتدخل لصالح المنظمات الفلسطينية إذا ما نشب الصراع مع الجيش الأردني.

تعود جذور الصراع إلى بعد عام 1968 أي بعد معركة الكرامة تقريباً والتي انتصر فيها الجيش العربي الاردني على الجيش الإسرائيلي في الأغوار ووالذي كان قد عبر نهر الأردن باتجاه الضفة الشرقية عبر بلدة الكرامة. كانت غاية إسرائيل وهدفها الوحيد والمرسوم بدقة احتلال جبال السلط مرتفعات جلعاد المطلة على الضفة الغربية وجعلها جولان جديدة.

صنف النصر في الكرامه على أنه أول انتصار للعرب على إسرائيل، كما وصفه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر : "ومع هذا النصر العظيم سقطت أسطورة 'جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لا يقهر'" ،وقد رفع هذا النصر المعنويّة العربيّة الني منيت بالهزائم المتكررة.


ما بين منتصف عام 1968 ونهاية عام 1969 م كان هنالك أكثر من 500 اشتباك عنيف وقع بين الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن الأردنية. وأصبحت أعمال العنف والخطف تتكرر بصورة مستمرة حتى باتت تُعرف عمان في وسائل الإعلام العربية بهانوي العرب. زار الملك حسين الرئيس المصري عبدالناصر في فبراير 1970 م. وبعد عودته، أصدر مجلس الوزراء الأردني في 10 فبراير 1970 م قرار بشأن اتخاذ إجراءات تكفل قيام "مجتمع موحد ومنظم"، وكان مما جاء فيه: أن ميدان النضال لا يكون مأموناً وسليماً، إلا إذا حماه مجتمع موحد منظم يحكمه القانون، ويسيره النظام. ونص على ما يلي:

  1. كل القوى في الدولة حكومية وشعبية وفردية مدعوة إلى القيام بدورها حسبما يفرضه القانون وترسمه السلطات المختصة.
  2. حرية المواطن مصونة بأحكام الدستور.
  3. يمنع منعاً باتاً وبأي شكل من الأشكال تأخير أو تعطيل أو منع رجال الأمن العام أو أي مسؤول من أية مؤسسة رسمية من تنفيذ واجباته المشرعة.
  4. يجب على كل مواطن أن يحمل هويته الشخصية في جميع الأوقات وأن يعرضها على رجال الأمن إذا طلب منه ذلك.
  5. يمنع إطلاق النار داخل حدود المدن والقرى.
  6. يمنع التجول بالسلاح داخل حدود أمانة العاصمة أو الاحتفاظ به.. ويستثنى من ذلك تنظيمات المقاومة الشعبية فقط.
  7. يمنع خزن المتفجرات أو الاحتفاظ بأية مقادير منها، داخل حدود أمانة العاصمة أو الأماكن المأهولة، وتعطى مهلة أسبوعين اعتباراً من تاريخ صدور هذا القرار للإبلاغ عن مثل تلك المواد المخزونة وإزالتها، وإبلاغ القيادة العامة للجيش العربي الأردني… وكل من يخالف ذلك يتعرض للعقوبة.
  8. كل سيارة أو مركبة تعمل في المملكة الأردنية الهاشمية يجب أن تحمل الرقم الرسمي المخصص لها من دائرة السير
  9. تمنع منعاً باتاً جميع المظاهرات والتجمهرات والاجتماعات والندوات غير المشروعة، ولا يسمح بعقد الندوات إلا بإذن مسبق من وزارة الداخلية.
  10. تمنع جميع النشرات والصحف والمجلات والمطبوعات الصادرة خلافاً للأصول المرعية.
  11. النشاطات الحزبية ممنوعة بموجب القانون وتمنع ممارستها بأية صورة من الصور.


بداية التوتر

حاول الملك حسين التخفيف من حدة التشنج لدى الجيش الأردني الذي قام عدة مرات بالهجوم على قواعد قصائل فلسطينية تيجة لرد الفعل عن هجمات للمنظمات اوقعت قتلى في صفوف الجيش وذلك بتعيين وزراء مقربين إلى القيادات الفلسطينية إلا أن ذلك لم يفد. وفي 11 فبراير، وقعت مصادمات بين قوات الأمن الأردنية والمجموعات الفلسطينية في شوارع وسط عمان، مما أدى إلى حدوث 300 قتيل معظمهم مدنيين. وفي محاولته منع خروج دوامة العنف عن السيطرة، قام الملك بالإعلان قائلا: «نحن كلنا فدائيون»، وأعفى وزير الداخلية من منصبه.إلا أن جهودة بائت بالفشل.

في يونيو(حزيران) قبلت مصر والأردن اتفاقية روجرز والتي نادت بوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل، وبالإنسحاب الإسرائيلي من مناطق احتُلت عام 1967 م، وذلك بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 242. رفضت منظمة التحرير والعراقوسوريا الخطة. المنظمات الراديكالية في منظمة التحرير الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لجورج حبش، الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين لنايف حواتمة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة لأحمد جبريل، قرروا تقويض نظام الملك حسين بن طلال الموالي للغرب حسب تعريفهم.

لم يتصدى عرفات للراديكاليين بل ان بعضهم اتهمه برغبتة في السيطرة على الحكم في الأردن.وصرح أبو اياد وهو العضو في فتح انه سيتدخل ضد الجيش الاردني إذا تعرضت هذه المنظمات إلى أي ضربة عسكرية من الجيش الأردني بعد أن وصلت حدة التوتر بين الجيش ومنظمة جورج حبش إلى قمته، الأمر الذي جعل المنظمات الفلسطينية كلها في مواجهة الجيش الأردني.

في 9 يونيو نجا الملك حسين من محاولة فاشلة لاغتياله أثناء مرور موكبه في منطقة صويلح ومحاولة فاشلة أخرى بوسط عمّان حيث قام قناص فلسطيني كان مختبئا على مئذنة المسجد الحسيني بإطلاق النار على سيارة الملك واستقرت إحدى الرصاصات في ظهر زيد الرفاعي الذي كان يحاول حماية الملك، وقامت مصادمات بين قوات الأمن وقوات المنظمات الفلسطينية ما بين فبراير ويونيو من عام 1970، قتل حوالي 100 شخص بسبب الصراع.

الصدام العسكري ونهاية المنظمات

تقرر في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في عمان بضرورة توجيه ضربة استئصالية ضخمة وبقوات متفوقة إلى كل المنظمات الفلسطينية داخل المدن الأردنية وبدا ان الطريق وصل إلى نقطة اللا عودة. كان الملك حسين يرغب بتوجيه ضربه عسكرية محدودة قدتحصر النشاط العسكري للفصائل داخل المخيمات وتعيد هيبة الدولة إلا أن المؤسسة العسكرية كانت تنزع إلى توجية الضربة الاستئصالية مستخدمة التفوق العسكري لديها، وكان يقود هذا الراي المشير حابس المجالي ومدير المخابرات نذير رشيد.

اعلن في ايلول من عام 1970 تشكيل حكومة عسكرية برئاسة الزعيم محمود داوود واقالة مشهور جازي الحديثة عن قيادة الجيش وتعيين المشير حابس المجالي قائدا للجيش وحاكماً عسكرياً عاماً حيث وكل إلى هذه الحكومة أمر تصفية وجود الفصائل الفلسطينية العسكري داخل المدن الأردنية. وهذا ما حدث بالفعل فيما بعد، فبالرغم من التهديدات العربية للاردن إلا أن عمليه حشد آلاف العربات المصفحة والمجنزرات وتحريك عشرات الالاف من الجنود حول عمان والزرقاء استمرت. ارسل حابس المجالي إلى ياسر عرفات يطلبة للمفاوضات حيث ارسل مجموعة من الضباط للتفاوض مع المنظمات. ارسل ياسر عرفات "محمود عباس" (الرئيس الفلسطيني الحالي) للتفاوض عن الطرف الفلسطيني فقد رفض مقابلة حابس المجالي، والثابت ان هدف المجالي كان إعطاء الجيش الاردني الوقت الكافي لنصب المدافع في مواقع حساسة واتمام عملية الحشد والتي تمت بالفعل بالإضافة إلى إعطاء صورة بعدم جدية الجيش الاردني بالقيام باعمال عسكرية حيث تبين فيما بعد أن تطمينات عربية كانت قد وصلت إلى عرفات تؤكد عدم جدية التحركات العسكرية الاردنية. وفي المفاوضات طالب محمود عباس إخراج جميع القوات العسكرية الاردنية من عمان واستبدالها بشرطة غير مسلحين الا بالعصي واسقاط الحكومة العسكرية واستبدالها بمدنية يكون لهم دور في تشكيلها ثم يتم التفاوض على باقي النقاط بعد تنفيذ هذه الشروط، ابدى الوفد الاردني رضائة عن الشروط وانه سيتباحث مع القيادة فيها وطلب امهاله حتى يوم غد حيث تم عقد شبه اتفاق.

وفي يوم التالي بدا الجيش بتنفيذ الخطة فبدأت الدبابات والمجنزرات الاردنية بالقصف المدفعي العنيف على مواقع المنظمات الفلسطينية وبدأت المجنزرات والسكوتات باقتحام مخيم الوحدات ومخيم البقعة ومخيم سوف ومخيم الزرقاء واجتياح فرق المشاه شوارع مدن الزرقاء وعمان واربد حيث حدثت معارك ضارية. وكان لشدة المقاومة في مخيم الوحدات السبب في دفع القوات الأردنية إلى زيادة وتيرة والقصف والضغط العسكري الأمر الذي ضاعف الانتقادات العربية للاردن التي لم يابه بها. استسلم الالوف من المسلحين الفلسطينين إلى القوات الأردنية وقتل الالوف.

وصل بعض الزعماء العرب يرئسهم جعفر النميري إلى عمان في محاولة إلى وقف القتال وإنقاذ منظمة التحرير إلى أن احدا لم يابة بة حيث بدا وكأن الجيش قد فلت عقالة ولم تعد السلطة السياسية في الأردن تسيطر علية وباتت عمان والاردن كلة تئن تحت رحمة الجيش الأردني. تمكن جعفر النميري والباهي الادغم وزير خارجية تونس من الوصول إلى مخبا ياسر عرفات حيث حملوه معهم متنكرا بملابس نسائية، وبالرغم من علم المخابرات الأردنية بهويته إلا أن تعليمات من الملك حسين إلى رجال المخابرات بالسماح له بالمغادرة.

بعد مؤتمر القاهرة الذي من خلاله خرجت المنظمات الفدائية من المدن الأردنية كاملة إلى احراش قريبة من مخيم سوف [أحراش جرش وأحراش عجلون] واعتقد الجميع ان الحرب قد انتهت، الا انه سرعان ما دب الصراع هناك مجددا بعد أن ضاق سكان القرى في تلك المناطق ذرعا بتجاوزات الفدائين، حيث اجتاحت قوات الجيش الأردني احراش جرش وعجلون واستئصلت آخر معاقل منظمة التحرير الفلسطينية وباقي المنظمات وكسرت شوكتها هناك إلى الابد.

التدخل السوري

في الثامن عشر من أيلول، قامت سوريا بمحاولة التدخل للدفاع عن المقاتلين الفلسطينين. تم إرسال جيش التحرير الفلسطيني مزودا بقوات مسلحة ودبابات سورية. أيضا قامت سوريا بارسال وحدات متعددة منها وحدة المشاة الخامسة ولوائين مدرعين بالإضافة إلى أكثر من ٢٠٠ دبابة من طراز T-55. التقت الوحدات العسكرية السورية مع اللواء المدرع الأربعين في الجيش الأردني. القوات الجوية السورية لم تتدخل بأمر من وزير الدفاع حافظ الأسد حينئذ. الملك حسين بعد التدخل السوري، ارسل إلى طلب المعونة من الولايات المتحدة وبريطانيا للتدخل في الحرب بالأردن مما أكد مزاعم الفلسطينين انه كان يعمل في تقارب واضح مع الولايات المتحدة الأمريكية. وكان طلب الملك الأردني من الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بالهجوم على سوريا. حيث أظهر اكتشاف لوثائق أطلقتها مكتبة الريئس نيكسون معلومات مهمة فيما يتعلق في أيلول الأسود، وفيماماقاله تيموثي نافتالي عن محاولة الملك الأردني من في استجداء المعونة من أمريكا : "الملك سأل الولايات المتحدة وبريطانيا للتدخل في الحرب في الأردن، سائلا أمريكا في الواقع، لشن هجوم على سوريا. سوريا احتلت الأردن والملك الأردني في مواجهة ما يعتقد انه هزيمة عسكرية طلب النجدة باي طريقة ممكنة"[2]

وتم اكتشاف من خلال برقية مسجلة أن الملك اتصل بمسؤول في الولايات المتحدة الساعة الثالثة صباحا سائلا المعونة، بحسب البرقية قال الملك "الوضع يتأزم بشكل خطير بعد الاحتلال السوري، أنا اطلب مساعدة فورية مباشرة برا وجوا، ليتم حماية استقلال وسيادة الأردن. هجمات جوية مباشرة على القوات المحتلة من أي طرف بالإضافة إلى غطاء جوي أمر حتمي" [2]

نتيجة لذلك، قامت إسرائيل بطلب أمريكي بالقيام بهجمات جوية مزيفة على سوريا في محاولة لتحرك إسرائيلي نحو سوريا، الأمر الذي اضطر القوات السورية إلى الانسحاب الفوري من الأردن لتأمين الحدود السورية. التدخل السوري كان دائما سبب لمناظرات تاريخية، حافظ الأسد أخبر مؤلف سيرته الذاتية -باترك سيل- ان هدف سوريا كان لأجل حماية الفلسطينين من المجازر التي ارتكبتها الملك الأردني بحقهم. الانسحاب السوري حطم معنويات الفلسطينين. حيث قامت القوات الأردنية وقته باعثاء الدمار في مقراتهم في عمان وهددت بتدميرهم في مناطق أخرى بالمملكة.

حسابات ما بعد أيلول

رغم إدراك القيادات الفلسطينية عدم قدرتها على مواجهة الجيش الأردني فيما إذا نشبت الحرب الشاملة بينهم إلا أن إشارات كثيرة قادت إلى وجود تطمينات كثيرة من دول عربية انه في حالة نشوب هكذا صدم فانهم سيتدخلون لصالحهم وهذا ما لم يحدث.

الفصائل الفلسطينية طردت من الأردن إلى لبنان (راجع حرب لبنان الأهلية) لتشتعل الحرب مجددا هناك حيث اسس ياسر عرفات ما سمي فيما بعد جمهورية الفكهاني وهي منطقة سيطرة كاملة للمنظمات الفلسطينية داخل بيروت.

أسست فتح منظمة أيلول الأسود. في 28 نوفمبر 1971 في القاهرة التي قامت بإغتيال رئيس وزراء الأردن السابق وصفي التل.

فيما يشبه الحرب الأهلية، عدد الإصابات قدر بالآلاف قدرها أحمد جبريل في مقابلة الجزيرة بـ 5000 من الطرف الفلسطيني. [1] أما عن اعداد القتلى الأردنين فسجلات الجيش الأردني تؤكد مقتل أكثر من 21 جندي أردني في المعارك (2) لكن عدد القتلى الأردنين من المدنين لم يعرف مع أن البعض يقدره بالمئات.

وثائق الارشيف البريطاني:أوّل أيام صدام.. بروبغندا البعث العبثية

أوّل أيام صدام.. بروبغندا البعث العبثية
قوات عراقية على الجبهة الإيرانية
تواصل «أوان» نشر وثائق الأرشيف البريطاني المتعلقة بالكويت والمنطقة المحيطة بها في العام 1979، وما عرفته آنذاك من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كان لها دور كبير في رسم معالم المنطقة في الوقت الراهن. وقد دُوّنت هذه الوثائق منذ 30 سنة، ما جعلها مُتاحة للتداول العام عملا بقانون حرية المعلومات البريطاني، مطلع العام الجاري.



احتوى الملف «FCO 8/3402» في دار الأرشيف البريطاني على وثيقة بعنوان «يوم في حياة الرئيس صدام حسين». وتنقل هذه الوثيقة تقريرا صحافيا بالانجليزية عن أوّل أيام الرئيس العراقي في السلطة نشرته «وكالة الأنباء العراقية» (اينا) بتاريخ 19 يوليو (تموز) 1979، أي بعد مضي ثلاثة أيام من تولي صدام مهامه التنفيذية رسميا، وأرسلته السفارة البريطانية في بغداد إلى وزارة الخارجية بلندن.

ويتضح من نشر التقرير (باللغتين العربية والانجليزية) إدراك صدام للأهمية الهائلة المرتبطة بترس العلاقات العامة في ماكينة النظام الإعلامية، وحرصه في الوقت نفسه على نقل رسالة للعالم غير العربي مفادُها أنه سيد الموقف الآن، وأنه يتخذ هذه السيادة من تفويض شعبي هائل. وقد نقلت السفارة البريطانية في بغداد التقرير الانجليزي إلى لندن بدون تعليق، وأرفقته بمقتطفات من أهم خطابات صدام الأولى التي قصدت بها السفارة إلقاء الضوء على أمثلة لأسلوبه في الحكم.

يوم في حياة صدام

وبثت «وكالة الأنباء العراقية» (اينا) تقريرا في 19 يوليو قالت فيه إنه صار من باب الظاهرة المشتركة بالنسبة للذاهبين إلى العمل في ساعات الصباح الأولى أن يشاهدوا الرئيس صدام حسين وهو يقود سيارته إلى معسكر لعمل الشباب التطوعي مثلا، أو يصافحوه خلال توقفه لفسحة من «الأخذ والرد» مع المواطنين وهم يؤدون أعمالهم.

وكثيرا ما يتبادل الموظفون والعمال في ساعات الدوام الصباحية الباكرة الأحاديث عن مفاجأة الرئيس لهم بالزيارة وكيف «دردش» معهم، وكيف ابتسم لهم وسألهم عن أحوالهم واستمع إلى ردودهم.. وكلّها حكايات تفيض بالإعجاب والحب المتعاظم يوما بعد آخر في صدورهم.

ويوم 17 يوليو، عندما بدأ الرئيس لتوّه ممارسة مهامه العليا فعليا، كان هو اليوم نفسه الذي قاد فيه سيارته، بنفسه كعادته، ليزور ثكنات الحرس الجمهوري من أجل تقديمه فرحة المفاجأة لجنود المعسكر وضباطه. وقد تعالت صرخات هؤلاء «انتباه.. انتباه..»! لدى إدراكهم بأنه يقف وسطهم. وبعد قضائه ساعتين في زيارة الثكنات وتبادله أحاديث مشبعة بالاحترام والإعجاب لشخصه، غادر الرئيس المكان وسط الأيادي التي ارتفعت تلوح في وداعه ونظراتهم تتحدث عن حبهم العظيم لشخصه.

وفي مكتبه بمبنى المجلس الوطني (البرلمان)، بدأ الرئيس أعماله بمطالعة الصحف اليومية. ثم التقى برفقاء العمر من القادة وأعضاء مجلس قيادة الثورة، وتركزت المحادثات كلها على التفاعل الإيجابي بين الشعب وزعمائه. ومضى اللقاء يستعيد كيف اختلط الدمع بالابتسام والأب الكبير أحمد حسن البكر يودع الشعب بكل الحب قبل أن يبدأ فترة تقاعده. وكان كل من الحضور يشعر كأنه يحل بجسده في أعماق ذلك القلب العظيم، وبالفخر في الوقت نفسه تجاه تولي نائب رئيس مجلس قيادة الثورة رئاسة الجمهورية خلفا له.

أخلاقيات سياسية جديدة

وهذه الدفعة المعنوية هي التي حدت بكل عراقي لأن يرفع جبينه عاليا بالفخر وهو يتعلم من القيادة أنماطا جديدة من الأخلاقيات في إدارة السلطة، مثل إحلال القيادة محل الحكم. فالحاكم يمكن أن يكون ظالما، لكن القيادة تدير شؤون البلاد بالعدل وتقدم للجماهير مثالا يحتذى.

وبعد هذا اللقاء مع كبار القادة، غادر عدد من أعضاء المجلس المكان بغرض استقبال وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدام الذي وصل إلى البلاد لينقل تهاني الرئيس حافظ الأسد إلى الرئيس صدام. وفي اجتماع الوزير الزائر لاحقا بالرئيس، اتفق الطرفان على أن الوحدة أهم من كل شيء آخر وناقشا كيفية صونها في المستقبل.

وبعد ختام لقاء المبعوث السوري، راجع الرئيس خطاباته اليومية وصحح بلغة بسيطة وحازمة في الآن نفسه الأخطاء بما فيها المطبعية الصغيرة. وبعد أن فرغ من هذه المهمة، غارد مكتبه بعد أن وجه طاقمه بتوزيع الرسائل على مختلف الجهات المعنية بها وبإحضار الردود عليها.

يعود الرئيس الآن إلى داره حيث الابتسامة العذبة التي ترتسم على شفتي ابنته الصغرى هلا، وحيث الاهتمامات السياسية اليافعة التي يبديها ابنه الأكبر عُدي.

خطاب من القلب إلى القلب

وفي منزله الريفي هذا، يعكف على مراجعة خطاب له من القلب إلى القلب سيوجهه أمسية اليوم نفسه، مضيفا إليه فقرات تظهر التقدير للفترة التي تولى فيها القائد الأب أحمد حسن البكر مقاليد الحكم. وهو الخطاب نفسه الذي استمعت إليه الجماهير في تلك الأمسية بقدر لا مُتناه من الإعجاب.

ولدى عودته إلى مكتبه يلتف حوله رفاقه في القيادة ويقررون الذهاب لزيارة الرئيس السابق الأب البكر وعناقه وتقبيله من القلب. وفي غضون ذلك في وسط بغداد، يلتئم مهرجان جماهيري صاخب الألوان يرفع ويردد شعارات التصميم على تقدم البلاد ونموها. وفي حوالي السابعة مساء، يصطحب الرئيس صدام نائبه عزت إبراهيم وبقية أعضاء مجلس القيادة الإقليمية فيعتلون المنصة لمخاطبة التجمع.

ويتقدم الرئيس إلى المايكروفون ليبدأ أوّل خطاب رئاسي له إلى الجماهير.. من القلب للقلب. وأصغى الجميع إليه وهو يلقي كلماته بصوت جمع الوضوح والهدوء والقوة ورباطة الجأش. وكانت الجماهير تقاطعه بين الفينة والأخرى بالتصفيق والهتاف اللذين تعاليا عندما أخبرها بأنه سيكون «سيفا بين السيوف وليس السيف الوحيد». وهكذا أثار الرئيس حماسة الشعب.

وبعد خطابه هذا بدأ الرئيس استعراض طابور طويل من ممثلي الهيئات الشعبية والمهنية مروا أمامه في حلل زاهية، وتبادل معها إلقاء التحايا العسكرية. واستمر هذا الاحتفال حتى الساعة الرابعة من صباح اليوم التالي، فانتهى العرض في ختام يوم مذكور في حياة الرئيس صدام.

حتى العراقيون لا يفهمونه

وإن لم تعلق السفارة البريطانية على هذا التقرير من وكالة الأنباء العراقية، إلّا أنها تقارن، بدون إشارة، بين ذلك الخطاب كما ورد على لسان الوكالة، وأهم خطابات صدام في أوائل أيامه في كرسي الرئاسة. وتلاحظ السفارة، كما هو الحال في كتابتها هذا النوع من الرسائل، أن صدام ينحو في إلقاء خطاباته للشعارات الثورية والأحاديث المطولة التي تستعصي على الفهم «حتى لدى العراقيين أنفسهم». ففي 8 أغسطس (آب)، ألقى صدام خطابا من شرفة القصر الرئاسي مساء تنفيذ الأحكام بالإعدام (في حق المشاركين في المخطط لإطاحته). وقد بدأ بالقول إن الإعدام هو جزاء الخونة، وهو الكيفية التي تنتصر بها إرادة الشعب على الأعداء والخير على الشر والحق على الباطل. ومضى ليقول إن القيادة ظلت على علم بأن هناك شريحة ذات نوايا شريرة داخل حزب البعث. لكنها لم تكن لتصدق أن هؤلاء الرجال يمكن أن يبيعوا شرفهم وبلادهم بهذا الشكل لقوى الشر. وردّا على تقارير الإعلام الغربي التي تحدثت عن آلاف المعتقلين السياسيين في العراق، ظل صدام يردد القول: «55 خائنا... 13 مليون عراقي ثوري». وقال إن هذه المؤامرة لن تمنع النظام من أداء دوره الطبيعي، وهو الدفاع عن العراق وأيضا عن الأمة العربية بأجمعها.

وفي خطاب ألقاه في 11 أغسطس أمام تجمع القضاة الذي نقله التلفزيون مباشرة وأعاد بثه في اليوم التالي، استغرق صدام في الخطاب قرابة 3 ساعات كانت في معظمها بلغة غير مفهومة حتى على أهل البلاد. لكنه تحدث عن وجوب انتقال القضاء من مصدر للشقاء، بسبب التأخر في إصدار الأحكام، إلى العدالة السريعة بدون الرضوخ لأي ضغوط نفسية خارجية. ونخال أنه يقصد بتعبير «الضغوط النفسية الخارجية» خوف القضاة المميت من إصدار أحكام لا تتفق ومزاج النظام الحالي.

وثائق الارشيف البريطاني:عراق البعث.. والعزف على وتر الوحدة العربية

عراق البعث.. والعزف على وتر الوحدة العربية
صدام حسين برفقة الزعيم الليبي معمر القذافي
تواصل «أوان» نشر وثائق الأرشيف البريطاني المتعلقة بالكويت والمنطقة المحيطة بها في العام 1979، وما عرفته آنذاك من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كان لها دور كبير في رسم معالم المنطقة في الوقت الراهن. وقد دُوّنت هذه الوثائق منذ 30 سنة، ما جعلها مُتاحة للتداول العام، عملا بقانون حرية المعلومات البريطاني، مطلع العام الجاري.

وتتناول هذه الحلقة الجزء الثاني من التقرير الذي اختطه السفير البريطاني في بغداد، ايه جيه ستيرلينغ، لعناية ديفيد أوين، وزير خارجية بلاده بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) 1979 عن الحال العراقي خلال السنة السابقة. ويقع التقرير في صدارة الملف العراقي المصنف «FCO 8/3404».

العراق يعزل نفسه

وأكد السفير البريطاني أن العراق عزل نفسه على الصعيد الخارجي حتى مطلع الخريف، حين فتح القنوات مع ثلاث دول، الصومال سعيا لفرض الرعاية والوصاية، وفرنسا بقدر من الإزدراء، وكوبا رغم معارضته لتدخلها في أثيوبيا. أمّا التعامل مع الآخرين فقد تميز بشراسة بيّنة بما في ذلك دول تجمعه معها علاقات ودية رسميا على الأقل. واستمر العداء لدمشق، حتى أن القائم بالأعمال السوري أُستعجل في الرحيل إلى حدّ أنه تسوّل الطعام من السفارة الأردنية. وتواصلت الاشتباكات الدامية وإن كانت محدودة مع عناصر منظمة التحرير الفلسطينية خلال أغسطس (آب). ثم تغير كل هذا بحلول مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، حين وقع الرئيسان العراقي والسوري ميثاقا وطنيا يهدف لوحدة البلدين. ومدت يد الترحاب لمنظمة التحرير، ثم عقدت بغداد قمة عربية كانت مصر هي الوحيدة الغائبة عنها. وحرص العراق، بدءا من الرئيس البكر، على إظهار نفسه بصورة المدافع عن المصالح العربية والساعي لتجاوز الخلافات في الصف العربي بمواجهة إسرائيل.

توتر مع سورية

وقد قيل في مكان ما إن النظام العراقي صار معتدلا، هذا محض هراء! إذ على الرغم من أن النظام العراقي أسكت منذ أكتوبر (تشرين الأوّل) صوت عدائه للجميع، فلا شيء يدل فعلا على أنه تخلى عن هذه المشاعر. فهو لايزال يرفض القرارين 242 و338 والتسوية مع إسرائيل، ولازالت إذاعته «صوت فلسطين» تهاجم منظمة التحرير الفلسطينية والأردن، ولم يتوصل بعد لاتفاق اقتصادي مع سورية، فضلا عن ترتيبات سياسية معها.

وبحسب المسؤول البريطاني، قد يتغير هذا الحال في المستقبل، لكنه يرى أنه من الحكمة الحكم على العراق بالسنوات العشر السابقة لمنتصف 1978، بدلا عن الحكم عليه بالأشهر الثلاثة الماضية. فالريبة والمزاج العكر خصلتان متأصلتان في العراق، ففيما عدا عهود الإمبراطورية العثمانية، ظلّ حكام سورية والعراق على طرفي نقيض. وهذا لا يعني أن نظام بغداد الحالي عاجز عن حفظ السلام الحدودي مع جيران مثل إيران وتركيا مثلما فعل في السنوات الأربع الأخيرة، أو أنه ليس مخلصا في السعي للوحدة مع سورية. لكن هناك هوسا عراقيا بأن إعلان مثل هذه الوحدة، لابدّ أن يحمل في طياته عبارة «ولكن بشروطي». وإلى حين يثبت أن نظام بغداد أكثر اعتدالا أو أن النظام السوري أكثر انصياعا، يتعين النظر بعين الريبة العميقة إلى مقولة إن شراكتهما تمثل أساسا متينا لتركيبة سياسية عربية جديدة.

البعث يشتري حلفاء

بيد أن السؤال الآن لا يتعلق بمدى رغبة العراق في علاقات طيبة مع جيرانه وبقية العرب، وإنما بمدى المخاوف التي تدفعه حاليا لمحاولة التخلي عن تعنته المألوف. وهذه المخاوف، وليس الحلم بالوحدة العربية، هي السبب في موقف نظام بغداد الآن. فقد أدرك أن انقضاضه الشرس على الشيوعيين وعدائه لمنظمة التحرير وتدهور علاقاته مع بريطانيا، ما هي إلّا عوامل تؤكد له عزلته في العالم. واستمرار النظام في اعتقال المواطنين الشيوعيين والأجانب المسيحيين، مثل المهندس البريطاني فرينش، يظهر خوفه من بعبع التخريب. وهذا شعور تعمّق بعد الانقلاب في كل من كابول وعدن، وعلى وجه الخصوص مع الأحداث الأخيرة في إيران.

العراق، إذن، بحاجة للكثير مما يفتقر إليه من طمأنينة. ولذا كان تحركه نحو العرب، وتكثيفه اتصالاته بالاتحاد السوفييتي، واهتمامه بالعلاقات مع الغرب وخاصة فرنسا. ومع كل هذا وفي الوقت نفسه فهو لم يغير أسلوبه القديم بشكل جذري. وعلى سبيل المثال فإن زيارة صدام حسين موسكو المصاحبة بقدر كبير من الدعاية لا تحمل أي التزامات جديدة نحو الاتحاد السوفييتي، مثلما أن قرار رفع المقاطعة عن ألمانيا الغربية لا يعني خطوة حاسمة باتجاه أوروبا. وما يهدف إليه العراق، والحال هكذا، هو البعد عن الالتزامات وتشابك الخيوط قدر المستطاع والحفاظ بالتالي على أكبر قدر ممكن من الخيارات المتاحة أمامه.

مُعاداة بريطانيا

بالنسبة لبريطانيا، فقد كان 1978 عاما سيئا. فصادراتها، وهي السبب الرئيسي لسعيها إلى علاقات حسنة مع العراق والتي زادت حجما بنسبة 30 في المئة في أشهر العام عدا ديسمبر (كانون الأول)، مُنيت بأضرار جد خطيرة. وقد أصاب بريطانيا أيضا قدر عال من المعاناة الإنسانية، فهي لاتزال عاجزة عن تقديم أي مساعدة لسجينيها في العراق، فرينش وسباركس. بالإضافة إلى أن طاقم العاملين في السفارة البريطانية في بغداد، لايزال يبذل جهدا مضاعفا، في ظلّ ظروف قاسية وتهديدات متواصلة على مدى شهور في ظل الأزمة القائمة بين العراق ولندن.

غير أن كلّ هذا لم يمنع السفير البريطاني من التأكيد من أن إصلاح العلاقات مع نظام بغداد يقع في دائرة الواجب والممكن. صحيح أن أفعال النظام تشي بعدم صدق نواياه في تطبيع العلاقات مع بريطانيا، على أن مصالح لندن التجارية تفرض عليها الاستمرار في تحمّل هذا النظام. وبوسعها، بالصبر والمثابرة وشيء من حسن الحظ، استرجاع حصتها في السوق العراقية التي يمكن وصفها بأنها بين الأهم في عموم الشرق الأوسط.

الارشيف البريطاني:نظام البعث يواجه السخط الشعبي بخدعة الانتخابات

نظام البعث يواجه السخط الشعبي بخدعة الانتخابات
من اليمين رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص وصدام حسين وأحمد حسن البكر وحافظ الأسد في كواليس القمة العربية التي عُقدت في بغداد في نوفمبر 1978
تواصل «أوان» نشر وثائق الأرشيف البريطاني المتعلقة بالكويت والمنطقة المحيطة بها في العام 1979، وما عرفته آنذاك من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كان لها دور كبير في رسم معالم المنطقة في الوقت الراهن. وقد دُوّنت هذه الوثائق منذ 30 سنة، ما جعلها مُتاحة للتداول العام، عملا بقانون حرية المعلومات البريطاني، مطلع العام الحالي.

يركز الملف «FCO 8/3402» المرسل من السفير البريطاني لدى بغداد، ايه جيه ستيرلينغ، إلى دائرة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية في لندن في هذا الجزء على الصراعات الداخلية في العراق. ويتناول في قسمه الأول، أسلوب تعامل النظام مع خصومه، خاصة الشيوعيين الذين يبذلون محاولات أخيرة لإنقاذ رقعتهم في تحالف الجبهة الوطنية التقدمية الذي يجمعهم مع الأكراد والمستقلين بحزب البعث الحاكم. ويتناول أيضا إعلان صدام حسين نيته إجراء انتخابات عامة في أول بادرة على شعوره بالقلق إزاء الضيق الشعبي بسبب عسر العيش وحملة الاعتقالات والإعدامات المستمرة في البلاد.

تململ في العراق

ويشير ستيرلينغ في 11 يناير (كانون الثاني) إلى ما أوردته صحيفة «طريق الشعب» الشيوعية من شكوى شبه مفتوحة إزاء القهر الذي يتعرض له أعضاء الحزب (وسط أنباء عن إعدام 18 قياديا شيوعيا)، وتشديدها على أن «التنمية تصبح أكثر فعالية عندما تعمل القوى الوطنية مجتمعة»، وأن «من شأن إضعاف الحزب الشيوعي إضعاف الكل بالتالي».

ويلاحظ السفير أن صحيفتي «برافدا» و«إزفستيا» الروسيتين نقلتا موضوع الصحيفة العراقية ولكن من دون أي تعليق. ويذهب إلى تفسير الأمر بأن موسكو تحاول إيجاد التوازن الصعب بين تعاطفها مع الشيوعيين العراقيين من جهة، وتسعى لإرضاء النظام من جهة أخرى.

ويمضي ستيرلينغ لينقل عن «برافدا» بيانا ختاميا لمؤتمر للأحزاب الشيوعية العربية (يعتقد أنه عقد في العاصمة البلغارية صوفيا) منقولا عن صحيفة سورية غير محددة. ويدين البيان القهر الذي يتعرض له الشيوعيون العراقيون، قائلا إن هذا هو الطريق الخطأ نحو اتحاد القوى الوطنية التقدمية في العالم العربي ككل، ومن ضمنها حزب البعث العراقي نفسه.

في مطلع فبراير (شباط) يرسل ستيرلينغ خطابا تحليليا مطولا عن الوضع العراقي الداخلي إلى لندن فيما يلي ملخص لأبرز نقاطه:

العصا والجزرة

يتحدث السفير عن حساسية نظام بغداد المفرطة تجاه كل ما يشتم فيه رائحة محاولات تخريبية، ما أدى إلى تزايد نشاط جهاز المخابرات العراقي على صعيد الاعتقالات. ويقول إنه يبدو أن الشيوعيين مستهدفون قبل غيرهم، ويتجلى هذا، مثلا، في صدور صحيفة «طريق الشعب» في أربع صفحات بدلاً من ثماني صفحات كالمعتاد.

ويشير إلى أن الشيوعيين ليسوا الوحيدين الذين يذوقون الأمرّين. فالنظام يبدو قلقا أيضا إزاء الضيق في صفوف الشعب، وإن كان خطره لا يصل إلى حد التخريب. ولهذا فإن كبار رموزه يسعون حاليا لمغازلته بشكل غير مسبوق. فصدام حسين والرئيس البكر قاما، مصحوبين بعدد كبير من أعضاء مجلس قيادة الثورة، بعدد من الزيارات خلال الشهرين الأخيرين يعادل عدد زياراتهما المماثلة طوال السنتين الماضيتين. وشملت هذه المصانع والدوائر الحكومية والمدارس وحتى رياض الأطفال، حيث رأينا صدام يحتضن الصغار ويقبلهم في مناظر تكاد تكون سوريالية. وفي زيارة إلى مصنع للنسيج في بغداد، تحدث صدام إلى العمال عن أن زيادة الإنتاج هي التي تتيح زيادة الأجور. وربما كانت هذه هي أول إشارة مبطنة إلى شعور النظام بالتململ الشعبي إزاء ضيق المعايش وربما إزاء حكمه هو نفسه. أما الإشارة الواضحة فقد أتت في خطابه إلى نقابات العمال حين رفع العصا المألوفة جنبا إلى جنب مع الجزرة النادرة متمثلة في الوعد بانتخابات عامة تتيح للبلاد بأكملها المشاركة في كعكة السلطة، إذ لا يتعين لفئة واحدة في المجتمع أن تثري على حساب البقية.

خدعة المصالحة

يؤكد السفير في تقريره أن النظام ظل يستمد أسباب بقائه من طريقة تعامله مع المعارضة. فحتى العام 1977، مثلا، كان واثقا من غياب الرادع عن ضربه الآخرين بيد من حديد وبأعصاب باردة. لكن هذا الوضع بدأ يتغير منذ منتصف العام الماضي حين بدا متوترا في انقضاضه على هذا وذاك. والآن فهو يخلط أسلوبه التقليدي من اعتقالات وإعدامات بالسعي الواضح إلى شيء من الرضاء الشعبي. لكن هذا نفسه يأتي بالقدر القديم نفسه من العنجهية. فآخر خطابات صدام -الى النقابات- تخللته بين الفينة والأخرى روح تصالحية غير مألوفة. لكنه تميز في الوقت نفسه بالأستاذية التي حدت به للقول إن الشعب «صار موثوقا به الآن ومؤهلا بالتالي لتحمل مسؤولياته بما يسمح بإجراء انتخابات». ولكن، من أجل تذكير الناس بأن الأسلوب القديم لم يتغير حقا، فقد تعمّد صدام ظهور سعدون شاكر، رئيس جهاز المخابرات العامة، إلى جواره وهو يلقي خطابه هذا.

ويلفت إلى أن صدام تحدث مطولا عن أن الانتخابات ستجرى فعلا وأنها ستفتح الباب إلى اختيار الشعب الحر من أراد من النواب في «المجلس الوطني» (سواء كان أو لم يكن الناخب عضوا بالبعث، رغم أن صدام لم يحدد موعدا لها ولأن على مجلس قيادة الثورة النظر في التقرير الخاص بها بعد ذلك).

ويمضي السفير محللا الوضع بالقول: «وجهة نظرنا الخاصة هي أن الانتخابات الحرة ستبقى حلما على غرار حلم الوحدة العراقية - السورية قبل 6 أشهر. وبينما لا نشك في إمكان إجرائها، فمن المرجح أن تقتصر على نقابات العمال وما يسمى «المنظمات الشعبية»، على أن تكون تحت سيطرة النظام التامة. وهذا اتجاه يعززه أن تعليقات الصحف، حتى في تداولها للخبر على مستوى افتتاحياتها، كانت شحيحة. أضف الى هذا أن الخبر نفسه تخلى عن دائرة الضوء الرئيسية لميثاق العمل الوطني العراقي - السوري وللذكرى السنوية لأعمال الشغب التي اندلعت ردا على اتفاقية بورتسموث.

ويخلص السفير إلى أن الانتخابات المرتقبة تضفي شيئا من الغرابة على الأوضاع في العراق. فقد ظل النظام حتى وقت قريب يقول إن حزب البعث نفسه هو الكيان الديمقراطي الذي يتيح للجماهير إيصال رغباتها إلى القيادة. والآن فإن الحديث عن انتخابات حرة يناقض هذا الزعم على نحو ما ويؤكد أنه استلزم قدرا من الألم في صدور قادة الحزب، وقدرا مماثلا من الخوف في صدور أنصاره المنتفعين بوجوده، اللهم إلا إذا كانت تطمينات معينة قد طرحت من وراء الستار لهؤلاء إزاء أن الانتخابات ستجرى بشكل لا يهدد مواقعهم بأي شكل.

السخط الشعبي هو السبب

ويضيف أن ثمة حديثاً، في بعض الأوساط، مفاده أن المقصد الرئيسي وراء هذه الانتخابات هو التخلص مرة والى الأبد من العناصر الشيوعية داخل الإدارة، وإسدال الستار أيضا على تحالف الجبهة الوطنية التقدمية، وأتباع كل ما من شأنه إعداد البلاد لتناغم كامل مع السياسة السورية. لكنني شخصيا أشك في كل هذا. فليس ثمة ما يردع النظام عن القضاء على قادة الحزب الشيوعي ومختلف رموزه، ولا حاجة له بالمغامرة بتزوير الانتخابات فقط ليتخلص من وزيرين شيوعيين في صفوفه. والجبهة الوطنية التقدمية عديمة التأثير ولا حياة حقيقية لها إلا عندما يقرر البعث استغلالها لمآربه الخاصة. أما في ما تعلق بتنسيق التركيبة السياسية العراقية بحيث تتوافق مع نظيرتها السورية، فبالمقدور الانتظار على الأقل إلى حين عقد المفاوضات الدستورية. وإذا كان للمرء أن يصدق ما أورده صدام حسين نفسه، فقد أمر النظام بإعداد التقرير المتعلق بالانتخابات قبل ثمانية أشهر كاملة، أي قبل مجرد التوصل إلى مصالحة مع النظام في دمشق.

ويخلص السفير في تقريره إلى أن التفسير الأرجح لإعلان صدام هو أن الحكومة تقف بمواجهة سخط شعبي ذي طبيعة يعتقد النظام أن أفضل مخرج منه هو المغامرة المحسوبة والمتمثلة في إجراء انتخابات عامة. وحتى وقت قريب كان رأيي هو أن النظام لا يأبه برأي الشارع مثقال ذرة، بحيث أنه لا يجد نفسه مجبرا على فعل شيء لتغييره. لكن الواضح الآن هو أن هذه النظرة تغيّرت بالرغم من أن صدام والبكر مازالا يحكمان قبضتيهما على زمام الأمور. ولذا جاء إعلان صدام ليضمن استقرار النظام في وجه تضخم التململ الشعبي على المدى الطويل. وهذا في حد ذاته تنازل غير مسبوق ويشي بالهشاشة الجديدة التي اعترت صفوف البعث للمرة الأولى منذ توليه مقاليد السلطة.

الخلاف حول تسمية الخليج ،،، هل هو عربي أم فارسي ؟؟ ،،،، أم الأصح إسلامي ؟؟

الخلاف حول تسمية الخليج ،،، هل هو عربي أم فارسي ؟؟ ،،،، أم الأصح إسلامي ؟؟



الخلاف على اسم الخليج العربي


عرف المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية وإلى الغرب من إيران بأسماء مختلفة عبر التاريخ. يبلغ المجموع العام لطول الساحل على الخليج نحو 3300 كم، حصة إيران منها نحو الثلث. ويسكن العرب على ضفتي الخليج سواء في القسم الغربي (عمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت والعراق)، أو من الشرق في إقليم عربستان (الأحواز ولنجة).


الأسماء الحالية في اللغة العربية

بقي الآن من أسماء هذا الخليج في اللغة العربية مستعملاً حتى اليوم:
  • الخليج العربي: تستعمله رسميا دول الجامعة العربية كما تستعمله الأمم المتحدة في وثائقها العربية[1] والجمعيات الجغرافية العربية.[2][3]
  • الخليج الفارسي: تستعمله إيران (في الصحف والوسائل الإعلامية التابعة لها ومنها كذلك تلك الناطقة بالعربية) ، وكذلك مطبوعات ووسائل إعلام بالعربية تصدر عن هيئات ودول غير عربية. وتستعمل في عدة لغات أخرى.[4]
  • خليج البصرة وهي التسمية التي كانت شائعة في الوثائق العائدة إلى العهد العثماني، وما تزال تستخدم على نطاق ضيق في بعض الدول العربية خاصة العراق (التسمية الرسمية هي الخليج العربي).[5]
  • الخليج الإسلامي وقد طرحه بعض المفكرين على الخميني فرفضه. وممن دعا إليه: أسامة بن لادن.
الأسماء التاريخية
  • أقدم اسم معروف هو اسم "بحر أرض الإله" ولغاية الألف الثالثة قبل الميلاد[6]. ثم أصبح اسمه "بحر الشروق الكبير" حتى الألف الثاني قبل الميلاد[7]. وسمي "بحر بلاد الكلدان" في الألف الأول قبل الميلاد[8]. ثم أصبح اسمه "بحر الجنوب" خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد[9].
  • سماه الآشوريون والبابليون والأكاديون: "البحر الجنوبي" أو "البحر السفلي" (lower sea). ويقابله البحر العلوي (upper sea) وهو البحر الأبيض المتوسط [10]. كما أطلق عليه الآشوريون نارمرتو أي "البحر المر" (bitter sea) [11].
  • سماه الفرس "بحر فارس". قيل التسمية عرفت في أول الأمر من قبل الملك الفارسي داريوش الأول (521-486 ق.م) في كلامه "على البحر الذي يربط بين مصر وفارس". والراجح أن الاسكندر الأكبر هو أول من أطلق تلك التسمية بعد رحلة موفده أمير البحر نياركوس عام 326 ق. م. وقد عاد من الهند بأسطوله بمحاذاة الساحل الفارسي فلم يتعرف إلى الجانب العربي من الخليج. مما دعا الاسكندر إلى أن يطلق على الخليج ذاك الاسم، وبقي متداولاً بطريق التوارث[12]. وعن طريق اليونان تسربت التسمية للغرب واستعملها بعض العرب (أحياناً باسم "الخليج الفارسي") كذلك حتى منتصف القرن العشرين[13]
  • سماه الرومان "الخليج العربي"[14]. وممن أطلق تلك التسمية المؤرخ الروماني بليني Pliny the Younger في القرن الأول للميلاد. قال بليني: «خاراكس (المحمرة) مدينة تقع في الطرف الأقصى من الخليج العربي، حيث يبدأ الجزء الأشد بروزاً من العربية السعيدة، وهي مبنية على مرتفع اصطناعي. ونهر دجلة إلى يمينها، ونهر أولاوس إلى يسارها. والرقعة التي تقوم عليها -والتي يبلغ طولها ثلاثة أميال- تقع بين هذين النهرين، وعلى مقربة منها يلتقيان. أنشأها بادىء ذي بدء الاسكندر الكبير، وأمر أن يطلق عليها اسم الإسكندرية. إلا أن فيضان النهرين دمرها. فأعاد بناءها انطيوخوس وأطلق عليها اسمه. وبما إنها هدمت للمرة الثانية، فقد أعاد بناءها "باسينس" (Pasines) ملك العرب المجاورين، وأقام على ضفتي النهرين سدوداً لرد المياه عنها، واسمها باسمه. وكان طول هذه السدود ثلاثة أميال وعرضها أقل من ذلك بقليل. وكانت تبعد أول الأمر ما ينيف على الميل عن الضفة، حتى كأنها كانت تملك ميناء خاصا بها»[15].
  • سماه العرب "خليج البصرة" أو "خليج عمان" أو "خليج البحرين" أو "خليج القطيف"[16] لأن هذه المدن الثلاث كانت تتخذه منطلقاً للسفن التي تمخر عبابه وتسيطر على مياهه[11]. ويعود اسم "بحر البصرة" إلى فترة الفتح الإسلامي في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. ونجد النحويون الأوائل يستعملونها مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي[17] كما استعملها الجفرافيون مثل ياقوت الحموي[18] والمؤرخون مثل خليفة بن خياط[19] والذهبي[20] وعلماء الدين مثل ابن تيمية [21]. وإن كان اسم "بحر فارس" شائعاً كذلك في العصر الإسلامي، خاصة بين المسلمين الفرس. حتى أن البعض قد يستعمل الاسمين معاً في نفس الصفحة[22]. كما أسماه بعض العرب أثناء الخلافة العباسية "خليج العراق"[23]، لكن تسمية الخليج العربي بقيت مستعملة. يقول د. عماد الحفيظ: "إن تسمية الخليج العربي ظلت معروفة منذ قبل الإسلام واستمرت إلى ما بعد الإسلام لدى سكان شبه الجزيرة العربية وما جاورها"[24]. (توفي 160هـ)
  • سماه العثمانيون "خليج البصرة" (بصرة كورتري).

اضغط هنا لترى الصورة بحجمها الطبيعى
خريطة فرنسية قديمة (1667) يظهر فيها بوضوح اشارتها إلى الخليج العربي بأنه Sein Arabique، أي «الخليج العربي».
كما ظهر اسم البحر الأحمر على أنه Mer Rouge «البحر الاحمر»



=====================================


النزاع حول الاسم

النزاع العلمي


بدأ بعض الباحثين الغربيين يتخلون عن التسمية الفارسية للخليج. ومن هؤلاء المؤرخ الإنجليزي
رودريك أوين الذي زار الخليج العربي واصدر عنه سنة 1957 كتابا بعنوان "الفقاعة الذهبية – وثائق الخليج العربي" وقد روى فيه أنه زار الخليج العربي وهو يعتقد بأنه خليج فارسي لأنه لم ير على الخرائط الجغرافية سوى هذا الاسم. ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن بأن الأصح تسميته "الخليج العربي" لأن أكثر سكان سواحله من العرب. وقال: «إن الحقائق والانصاف يقتضيان بتسميته الخليج العربي»[25].

وكذلك أكد الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي (بالفرنسية: Jean Jacques Berreby‏) عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه أحداث المنطقة وأهميتها الإستراتيجية، حيث يقول: «يؤلّف القسم الذي تغسله مياه نهر كارون من إقليم الأهواز مع القسم الأسفل من بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية واقتصادية... إن إقليم الأهواز هي طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها مارّاً بلبنان وسوريا والعراق»[26].

يقول المؤرخ الألماني كارستن نيبور، الذي عمل لصالح الدنمارك وجاب الجزيرة العربية عام 1762: «لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل، بالمستعمرات الأكثر أهمية، التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية، هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وتنفق ظروف مختلفة لتدل على أن هذه القبائل استقرت على الخليج الفارسي قبل فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دوماً على استقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. لكنهم تحملوا -صابرين على مضض- أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب»[27].


كما كتب
جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس في كانون الثاني 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميه الخليج بالعربي. فقامت السفارة الإيرانية بالاحتجاج واقعدتها. وكتبت رداً على بيير. فرد هو أيضاً رداً مدعماً بالحجج العلمية، وقدم خارطة لوكانور التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية سينوس ارابيكوس أي "البحر العربي"، وقال: "لقد عثرت على أكثر من وثيقة وخارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي، وجميعها تعارض وجهة النظر الإيرانية".

و أكد الكاتب وجهة نظره فيما تضمنته خارطة
جوهين سبيد التي نشرت عام 1956 تحت اسم الإمبراطورية التركية حيث ورد في الخريطة تسمية "بحر القطيف" ثم "الخليج العربي". وقد دحض جون بيير (Jean-Pierre) مزاعم الإيرانيين، وأكد أن تسمية "الخليج الفارسي" الشائعة حديثاً بين الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجه سبق، وابتدعته الدول الاستعمارية خاصة إيطاليا.
يقول الباحث د. إبراهيم خلف العبيدي: "بدأت الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن تسمية الخليج العربي بالفارسي لا تمت للواقع بشئ. إذ أنه عربي منذ عصور ما قبل التاريخ. وان سيطرة إيران عليه في فترات محدودة، لا يعد دليلاً على أنه فارسي. فضلاً عن ذلك فإن القبائل العربية هي ساكنه جانبي الخليج منذ القدم. ولا تزال القبائل تسكن في الساحل الشرقي الذي تحتله إيران، على الرغم من سياسية التفريس التي تتبعها إيران لمسخ هويتهم القومية".

ولهذا فإن العديد من الأطالس والمراجع الجغرافية الأوروبية (مثل موسوعة أونيفرساليس هاشيت ومعظم الموسوعات الأوروبية) بدأت منذ النصف الثاني من القرن العشرين باستخدام التعبير العلمي التاريخي – الجغرافي المتوازن وهو «الخليج العربي – الفارسي». وقامت «الجمعية الوطنية للجغرافيا» التي تصدر مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وهي المرجع الرئيسي للجغرافيا في الولايات المتحدة، بوضع اسم الخليج العربي تحت اسم الخليج الفارسي. في حين فضلت بعض الجامعات والمنظمات الغربية (مثل: Times Atlas of the World ومتحف اللوفر[28]) استعمال تعبير "الخليج" (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي[29].

=======================

النزاع السياسي

يرى الكاتب الفرنسي ميشال فوشيه Michel Foucher في كتابه "تخوم وحدود" (Fronts et Frontieres) أن الخليج الذي سمي الخليج الفارسي بسبب النفوذ القوي والتاريخي لإيران، وجد دعماً من الإستراتيجية الأميركية (زمن الشاه) القائمة على دعم الشاه وجيشه لتحقيق الأمن الإقليمي في حماية النفط. ويؤكد ذلك نبيل خليفة، كاتب لبناني في الشؤون الإستراتيجية، في صحيفة دار الحياة في 14 اغسطس 2005 : «ليس الخلاف بين العرب والإيرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي. وانما هو خلاف يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته».


وجهة نظر إيران

ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر.

لذلك بعد أن أعلنت مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد، وأشارت إلى الخلاف على الجزر الثلاث بين إيران ودولة الإمارات العربية واعتبرت «ان طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى محتلة من إيران وتطالب الإمارات العربية بالسيادة عليها»، غضب القوميون الفرس، واتهموا المؤسسة بتلقي الرشاوي، واتهموها كذلك بأنها «بتأثير من اللوبي الصهيوني، وبدولارات النفط من بعض الحكومات العربية قررت تشويه واقع تاريخي لا يمكن نكرانه»[30]، مع أن إسرائيل تستعمل مصطلح "الخليج الفارسي".

واعتبر المسؤولون الإيرانيون ذلك «مؤامرة صهيونية لشق صفوف المسلمين»، فبادرت الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ اجراءات تمنع بموجبها الجمعية الوطنية للجغرافيا من بيع مطبوعاتها وخرائطها في إيران. كما منع أي مندوب من قبلها بدخول الأراضي الإيرانية. كما دعا رئيس البرلمان الإيراني حداد عادل كل من اسماهم عبادة الوطن للدفاع عن فارسية الخليج. كما جمع المعارضة الإيرانية بمختلف أطيافهم عن أن الخليج فارسي. وعبثاً حاولت الجمعية أن تشرح أسباب زيادة صفة "الخليج العربي" إلى الخليج الفارسي، بأن هناك من يعرف الذراع البحرية بالخليج العربي. ولا بد من التفريق بينها وبين بحر العرب القريب منها والواقع بين مضيق هرمز والمحيط الهندي. لكن الإيرانيين غير مستعدين لسماع أي تبرير، لأن اسم الخليج الفارسي «صار جزءاً لا يتجزأ من الهوية القومية الإيرانية»[31].


وجهة نظر العرب

يرى أغلب العرب حاليا العرب أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم، وأنه مبرر لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، بينما تطل إيران على حوالي الثلث، وأنه حتى السواحل الإيرانية تقطنها قبائل عربية سواء في الشمال (إقليم الأهواز) أو في الجنوب (السواحل إلى الشرق من بندر عباس، حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى ضمتها إيران)، وبالتالي فمن الأولى تسمية الخليج وفق الشعب الذي يعيش حوله.

لذلك يقول الشيخ بكر أبو زيد في كتابه "معجم المناهي اللفظية": «الخليج الفارسي: هذه التسمية الباطلة تاريخاً وواقعاً من شعوبية فارس. فكيف يكون الخليج الفارسي وكل ما يحيط به أرض عربية من لحمة جزيرة العرب وسكان عرب خلص؟ فلنقل: الخليج العربي». وكتب في الحاشية :«الخليج الفارسي: أغاليط المؤرخين. لأبي اليسر عابدين ص264».

وفي الواقع فإن الفرس لم يكونوا يركبون البحر، حتى في أوج عظمتهم. وإذا ما أنشؤوا في الخليج أسطولاً، كان بحارته من غير الفرس. يقول د. صلاح العقاد: «أما الساحل الشمالي الشرقي الذي يكوّن الآن الساحل الإيراني، فيمتد على طوله نحو ألفي كيلومتر: سلسلة عالية من الجبال الصعبة المنافذ إلى الداخل، مما عزل سكان الفرس والسلطة المركزية فيها عن حياة البحر. ولقد اشتهر الفرس منذ غابر الزمن بخوفهم من حياة البحار، حتى قال بعض مؤرخين العرب: "ليس من الخليج شيء فارسي إلا اسمه". وعلى ذلك فإن ذيوع اسم "الخليج العربي" الآن قد جاء موافقاً لحقيقة جغرافية ثابتة»[33]. فيما قامت بينه وبين العرب أوثق الصلات قبل الإسلام وبعده. ويؤكد هذا سير برسي سايكس Sykes: «إن السياسة البحرية التي كان يتبعها نادر شاه الأفشارهي ضد تأثير العوامل الطبيعية التي جعلت ميول الناس وسلوكهم في إيران تفضل النفور والكره دائماً من ركوب البحر الذي تفصلهم عنه حواجز جبلية شاهقة»، وهو يعني بتلك السلسلة من الجبال: جبال زاغروس التي تحد بين إقليم الأهواز وفارس.


=============================

تحرير النزاع



يرى مؤيدو تسمية "الخليج الفارسي" أن إصدار المجلس القومي الإيراني في أميركا[34]:
  • اسم "الخليج الفارسي" محايد سياسيا.
  • اسم "الخليج الفارسي" هو الاسم الوحيد المعتمد من الأمم المتحدة.
  • اسم "الخليج الفارسي" هو الاسم الذي شاع تاريخيا لوصف هذا الخليج بينما اسم "الخليج العربي" ابتعثه جمال عبد الناصر إبان المد القومي العروبي في الخمسينيات، الذي واكبه تغير المطبوعات والإعلام العربي والمناهج التعليمية، وواكبه كذلك تشكل وعي سياسي ونهضة تعليمية وإعلامية في دول الخليج العربية التي تبنت الاسم وعملت على ترسيخه.
  • اسم "الخليج العربي" يعني البحر الأحمر فقط، ولذلك فاستخدامه سيسبب ارتباكا.
ويرى مؤيدو تسمية "الخليج العربي" أن:
  • أن النزاع على الاسم يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين إستراتيجية. وأن إيران ترفض أي تسمية أخرى بما فيها الاسم الأكثر حيادية: "الخليج" (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي، وبأن مجلة The Economist منعت من دخول إيران لمجرد أنها تضمنت خريطة عليها ذلك الاسم الحيادي[ادعاء غير موثق منذ 135 يوماً]. وكذلك الدعوات الشعبية لمقاطعة الخطوط الجوية البريطانية بسبب استعمالها له[ادعاء غير موثق منذ 135 يوماً].
  • كون اسم Persian Gulf معتمدا في وثائق الأمم المتحدة الإنكليزية، لا يعني منع أي منظمة أخرى من استخدام اسم Arabian Gulf. وهذا كذلك لا ينسحب على اللغات الأخرى بدليل أن الأمم المتحدة نفسها تستعمل لفظ الخليج العربي في وثائقها العربية. ومعلوم أن اللغة العربية هي من اللغات الرسمية الستة في الأمم المتحدة.
  • استعملت الشعوب المختلفة أسماء كثيرة لوصف هذا الخليج، ابتداء من عهود السومريين والبابليين إلى الوقت الحالي. وتعود تسمية الخليج العربي إلى عهد اليونان والرومان أي قبل صدام بكثير.
  • عرف الخليج العربي حيناً من الدهر باسم البحر الارثيري Erythraean، وهو هي كلمة مشتقة من Erythros والتي تعني "الأحمر" باللغة اليونانية[35]. وقد سماه ستراسبون (64 ق.م – 19 م) بالبحر الأحمر، وفي أحيانا أخرى كان يسميه أيضا بالخليج العربي. وفي حديث له عن مدينة ميسان (أي المحمرة) ذكر فيه "أنها مدينة واقعة على النهاية القصوى للخليج العربي". وقد تغير المكان الذي يشير إليه مصطلح "البحر الأرثيري" بالتدريج، فتقول موسوعة كولومبيا عن البحر الارثيري (الأحمر): "اسم بغير مصدر واضح. استعمل في القديم للإشارة إلى المحيط الهندي، ثم لاحقاً للخليج العربي، وأخيراً للبحر الأحمر"[36]. وتقول الكثير من المصادر أن هذا المصطلح (البحر الأرثيري) قد استعمله المؤرخ اليوناني هيردوتوس ليشير إلى البحر الأحمر (الحالي) والخليج العربي والمحيط الهندي معاً، أي باعتبار البحر الأحمر والخليج العربي متصلين مع المحيط الهندي[37]. لكن بعد التوسع اليوناني العسكري بقيادة الاسكندر الأكبر، عاد موفده نياركوس عام 326 ق. م. من الهند بأسطوله بمحاذاة الساحل الفارسي فلم يتعرف إلى الجانب العربي من الخليج، مما دعا الاسكندر إلى أن يطلق على الخليج اسم الخليج الفارسي. ومال مؤرخو اليونان المقيمين بمصر إلى تبني التسمية المصرية للبحر الأحمر (بحر القلزم) وهي الخليج العربي. وهذا الانتقال كان تدريجياً وليس كاملاً. حيث نجد أن المؤرخ الروماني بليني بقي يستعمل مصطلح الخليج العربي لوصف مدينة أهوازية قرب مصب نهر دجلة. وكذلك بقيت خرائط الأوربيين تشير للخليج أحياناً بالخليج الفارسي وأحياناً بالخليج العربي. فالإصرار على أن الخليج العربي يشير إلى البحر الأحمر الحالي دون غيره، هو الذي يوقع الارتباك ولا يمكن من فهم كلام المؤرخين الأوائل.


آثار الخلاف


كان للخلاف على تسمية الخليج العربي بين العالم العربي وإيران عدد من الإنعكاسات وردود فعل على مستوى الدول, من أبرزها:
  • في فبراير 2010, صريح لسفير الكويت في إيران أن التسمية ليست موطن خلاف, وأن تسميته بالخليج العربي تمت تحت ظرف سياسي معين وأن اسمه سيظل الخليج الفارسي.[38].
  • أيضا في فبراير 2010, قامت إيران بطرد مضيف جوي يوناني بسبب استعماله مسمى الخليج العربي.[39]
  • يناير 2010. إلغاء الدورة الثانية من ألعاب التضامن الإسلامي بسبب اعتراض العرب على تدوين كلمة "الخليج الفارسي" على قلائد البطولة وجميع وثائقها, وكان العرب قبل ذلك اقترحوا كتابة لفظة الخليج فقط. لكن إيران واجهتهم بالرفض.[40]
  • مايو 2006, في لقاء في طهران بين أحمدي نجاد وحمد بن خليفة آل ثاني, قال الأخير في معرض حديثه عن منتخب إيران لكرة القدم, أن نجاح المنتخب إيران في مونديال 2006 سيسعد سكان الخليج العربي الفارسي فرد عليه نجاد موبخا: أعتقد أنك كنت تقرأ اسمه الخليج الفارسي عندما كنت بالمدرسة.[41][42].







تغيير مسمى مضيق هرمز إلى مضيق الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم


يخفى على الكثير أن تسمية مضيق هرمز هي نسبة إلى هرمز المجوسي وهذه نبذة عنه


ولد هرمز المجوسي في سنة579 و نفق 590 كان ملك الدولة الساسانية في بلاد فارس ، بعد أبيه كسرى الأول. و اسمه الكامل هرمز بن كسرى أنو شِروان بن قباذ .

اتصف هرمز بالتجبر والعنف و الطغيان، وعندما وصل إلى العرش في عام 579 بدا بقتل أخوته لكي لا ينازعونه الحكم.

قامت الأقطاب بخلع هرمز بعدما ثار بهرام عليه، وأعلن ابنه كسرى الثاني ملكاً. تختلف المراجع في طريقة قتل هرمز، بعضها يقول بأن قاتله هو ابنه كسرى الثاني والبعض الآخر يقول بأنه قُتِل بواسطة خدمه.

المصدر :
تاريخ الأمم والملوك للطبري




ولا يخفي على كل مسلم بأن سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه هو من فتح بلاد فارس وما خلفها لذا
اقترح ورأى أحد الأشخاص تغيير المسمى
من مضيق هرمز إلى مضيق الفاروق عمر بن الخطاب
وهو رأي حكيم واقتراح صائب يستحق منا كل تأييد
فأتمنى منكم دعم الفكرة وإيصالها إلى أوسع نطاق عبر نشر هذا الموضوع في المنتديات والبريد الإلكتروني وإستخدام التسمية الجديدة
لا سيما عند طلاب وطالبات المدارس





وهذه بعض التصاميم لمشروع التسمية



هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 730 في 404


هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 730 في 404


هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 730 في 404






واستخدمها كتواقيع في المنتديات فكرة ولا أروع

والله الهادي إلى سواء السبيل
هل تعلمون إن أول شئ فعلته إيران عقب احتلالها لمملكة الأحواز العربية عام 1925م واعدامها لملكها خزعل الكعبي هو تفريس هذه المنطقة العربية - جعلها فارسية - وتغيير ملامح الثقافة العربية عند أهلها استكمالاً لمخططات الشاه في طمس الهوية العربية لإقليم يسكنه خمس ملايين عربي ينتمون لقبائل عربية أصيلة ، وكان أبرز ملامح هذا الإعتداء هو تغيير اسماء المدن والقرى فتم تبديل اسم الأحواز إلى خوزستان ، ومدينة المحمرة عاصمة المملكة تم تحويل اسمها إلى خرمشهر و مدينة الفلاحية إلى شادغان و الخفاجية إلى سوسنجرد ومدن كبرى وصغرى وقرى عديدة أخرى تم تغيير اسماءها وطمس هويتها العربية .

ثم ، ألا ترون إن إيران تخوض حرباً شرسة في المحافل الدولية ضد التسمية العربية للخليج العربي وتقاطع أي منظمة أو جهة تسميه بهذا الإسم وتصر على أنه خليج فارسي ، على الرغم أن العرب يعيشون على ضفتي الخليج منذ أكثر من ألفي عام ! فالأولى أن يكون خليجاً عربياً لا فارسياً .

إذن حملة الإخوة وإن كانت محدودة القدرة إلا أنها ربما تكون الحجر الذي يحرك الماء الراكد في بحيرة التساهل العربي بشأن اعتداء إيران على ثقافتنا العربية ..