الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

تقرير مصور : الخــلية الأرهــابية في البحرين " بالتفصيل " ...




الوسط - عباس بوصفوان


أعلن جهاز الأمن الوطني (جهاز منوط به متابعة قضايا الأمن السياسي) إلقاء القبض على «خلية» كانت تخطط للقيام بأعمال «إرهابية» استنادا إلى «معلومات مؤكدة» عن تحركاتها الهادفة إلى الإضرار بـ «المصالح الوطنية لمملكة البحرين وتعريض حياة المواطنين الأبرياء للخطر».
الخمسة المقبوض عليهم بحرينيون تتراوح أعمارهم بين 30 و42 عاما، أصغرهم عيسى البلوشي المولود في الخُبَر، وأكبرهم محيي الدين خان الذي أبعد من السعودية قبل نحو ستة أشهر بحسب قول أخويه أحمد ومحمد، مؤكدين براءة أخيهما من أي «فكر تخريبي».
ونفى مصدر رفيع المستوى لـ «الوسط» اعتقال نساء في العملية، مؤكدا أن الاعتقالات تمت بإذن من النيابة العامة، في حين أكدت المصادر أن النيابة «لم يُحَلْ إليها أحد»، فيما بدا أهالي المعتقلين مدهوشين من طريقة الاعتقال، وقالت زوجة بسام بوخوة، وهي تبكي، إن بيتها تعرض للحفر، وأخذت منه ثلاثة أجهزة كمبيوتر.
واستنكر عادل المعاودة (الموجود حاليا في مكة، ويعد من أبرز رجال السلف في البحرين)، «نشر الأسماء قبل التثبت منها، خصوصا ونحن في هذه المرحلة الدقيقة»، بينما بدا المصدر الحكومي «متأكدا» من صحة البيانات التي أذيعت، قائلا إن الهدف منها «دعوة المواطنين لأخذ حذرهم، خصوصا وأنهم المستهدفون أساسا من عمل الخلية الارهابية»، وأضاف معلقا على الجهات الحقوقية التي انتقدت نشر الأسماء والصور باعتباره يكرر سيناريو حوادث المعارض، قائلا: «كيف نصف من قبض عليه وبحوزته أسلحة؟!».
إلى ذلك طالب النائب محمد خالد بعدم تسليم «المعتقلين إلى الولايات المتحدة الأميركية». وقال النائب فريد غازي (محامي المتهم محيي الدين خان) إن نشر الأسماء والصور قبل اكتمال التحقيق، من شأنه أن يؤثر على إجراءات سير التحقيق، بخلق رأي عام معادٍ لمتهمين هم أمام القانون أبرياء حتى تثبت إدانتهم، وفضل غازي عدم الدخول في تفاصيل الوقائع «إلى حين اكتمال الدراسة والاطلاع عليها».








صحيفة الوسط البحرينية - العدد 163 - الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ
http://www.alwasatnews.com/163/news/read/196637/1.html

بعض من الصناعات العسكرية المصرية

المصنع 200


دبابات أمريكية بأيدي مصرية



" مصنع الدبابة M1A1 ( المصنع 200 ) خارج القاهرة في حلوان ، هو واحدة من أكبر مراكز التصنيع العسكرية في العالم

تشرف وزارة الإنتاج الحربي المصرية Ministry of Military Production على عدد 16 منشأة صناعية كبيرة للمعدات العسكريه ، من هذه عدد 14 منشأة ينتج كلتا :

1- سلع ومنتجات مدنية .

2- سلع ومنتجات عسكرية .

هذه المنشئات العسكرية تضم تشكيلة واسعة من المؤسسات الصناعية الضخمة ، والمختلفة في إهتماماتها الإنتاجية :



- مصنع مسابك حلوان الحديدية ، ويختص بصناعة الصلب والحديد .
Hulwan Iron Foundries ( Factory 9)

- شركة أبو قير للصناعات الهندسية ، وتختص بصناعة الأسلحة الخفيفة والذخائر .
Abu-Kir Company for Engineering Industries Factory 10))




- شركة أبو زعبل لصناعة المواد الكيميائية ، وتختص بصناعة المتفجرات ووقود الصواريخ .
Abu Zaabal Company for Specialized Chemicals Factory 18))

- شركة شوبرا للصناعات الهندسية ، وتنتج تشكيلة من الذخائر .
Shobra Company for Engineering Industries ( Factory 27)



- شركة المسار للصناعات الهندسية ، وتنتج أسلحة فردية ، بما في ذلك مسدسات الشعلة المضيئة .
El Maasara Company for Engineering Industries Factory 45))

- شركة المعادي للصناعات الهندسية ، وتنتج لأسلحة الخفيفة والبنادق .
Maadi Company for Engineering Industries ( Factory 54)




- شركة حلوان للصناعات غير الحديدية ، وتنتج الحاويات النحاسية للذخائر .
Hulwan Company for Non-Ferrous Industries Factory 63))




- شركة هيلوبولس للصناعات الكيميائية ، وتنتج قنابل الطائرات والقذائف والألغام وأنظمة التوجيه .
Heliopolis Company for Chemical Industries ( Factory 81)

- شركة حلوان للصناعات الهندسية ، وتنتج المكونات المعدنية للذخائر .
Hulwan Company for Engineering Industries Factory 99))

- شركة أبوزعبل للصناعات الهندسية ، وتنتج المتفجرات وقذائف المدفعية .
Abuzaabal Company for Engineering Industries Factory 100))



- شركة بنها للصناعات الألكترونية ، وتنتج أجهزة الإتصال الرّاديويه ، وإلكترونيات العسكرية .
Banha Company for Electronic Industries ( Factory 144)

- شركة إنتاج وتصليح الدبابات ، وهو المصنع 200 ويختص بإنتاج وتصليح الدبابات الأمريكية من طراز M1A1 .
Tanks Production and Repair Company( Factory 200)

- شركة قها للصناعات الكيميائية ، تنتج ذخيرة ، وأسلحة آلية خفيفة .
Kaha Company for Chemical Industries ( Factory 270)



- شركة حلوان للصناعات المعدنية ، وتنتج حاويات الألغام .
Hulwan Company for Metallic Appliances ( Factory 360)

- شركة حلوان لتصنيع محرّكات الديزل ، وتنتج أنواع من محرّكات الديزل .
Hulwan Company for Diesel Engines ( Factory 909)

- شركة حلوان لتصنع أدوات الورش ، وتنتج مدافع الهاون وقاذفات الصواريخ .
Hulwan Company for Workshop Tools ( Factory 999)

بالإضافة إلى هذه المراكز الصناعية ، هناك منشئات أخرى عسكرية تابعة للهيئة العربية للتصنيع Arab Organization for Industrialization AOI ، وتضم هذه نحو 8 مراكز إنتاجية ، سنتناولها في موضوع لاحق .




جميع مراكز الإنتاج العسكرية في مصر ، هي تحت سيطرة السلطة المركزية ، بمعنى كونها تعمل وفق إدارة الدولة ، ولم تواجه هذه أو تتأثر بموجة الخصخصة التي عمت الكثير من المؤسسات الإقتصادية المصرية ، ومن غير المحتمل أن تُعرض للبيع للقطاع الخاص . ويحرص العديد من مدراء هذه المصانع للحصول على تراخيص من مراكز غربية أو شرقيه عسكرية ، بهدف تطوير إنتاجهم الوطني ، وإنتاج نسخ حديثة ، أو تطوير منتجاتهم الفعلية وتحسّين نوعيتها .
المنتجات المدنية civilian products ( بهدف توفير السيولة النقدية وإعادة إستثمار reinvestment) التي تختص بإنتاجها هذه المراكز الصناعية ، تتمحور حول حاجة السوق المصرية ، أو التصدير أحياناً ، وهذه تتراوح من منتجات مكائن الخياطة وحتى سيارات الجيب ، مروراً بالأجهزة الطبية والتشخيصية ، العدد المحلية ، طفايات الحريق ، أجهزة الورش الميكانيكية - بضمن ذلك المخارط والمثاقب وأجهزة اللحيم - المحرّكات الكهربائية ، أجهزة مستقبلات التلفزيون ، الحاسبات ، البطاريات بكافة أنواعها ، المكائن الزراعية ، المواقد وخاصيات المطابخ ، منقّيات ماء / الفلاتر .... إلخ .



أما المنتجات العسكرية military products بشكلها العام ، فتتراوح من الإطلاقات لبنادق العيار الصغير ، وحتى طائرات التدريب ، مروراً بالذخيرة الثقيلة ، الهاونات، الألغام ، قنابل ومتفجرات لمهام متعددة ، صواريخ مضادّة للدبابات ، رادارات وأجهزة إلكترونية أخرى electronic equipment ، بنادق ، مسدّسات، قذائف دخان ، رشاشات، طائرات تدريب بضمن ذلك طائرات نفاثة jet aircraft ومروحيات helicopters ، عربات مدرّعة ، ناقلات جنود مسلّحة ، محركات لطائرة النفّاثة alpha jet engines، أجهزة إتصالات ، أجهزة إتصالات للطائرات ، جيروسكوبات ، دبابات ، مناظير أسلحه weapon sights ، مناظير رؤية ليليه بالأشعة تحت الحمراء infrared night vision binoculars، سفن .... إلخ .

مصنع الدبابات 200 :




صورة لدبابات أبرامز مصرية في تمرين رمي حي ، نقلاً عن موقع للصور لتمرين النجم الساطع .

فى عام 1984 حصلت الحكومة المصرية على الموافقة الأمريكية بتشييد مصنع للدبابات الجديدة والحديثة من طراز
M1A1 ، بالإضافة إلى عربات مدرّعة أخرى . وفى بداية العام 1992 تحديداً ، بدأت الشركة الأمريكية المنتجة للدبابة - General Dynammics Land Systems - بتنفيذ مشروع المصنع وتجهيزه بستة خطوط إنتاج إبتدائية ، وفي نفس السنة ، إستلم المصريون أول دبابة مصنعة في الولايات المتحدة من هذا الطراز . القوه العاملة في هذا الموقع مجملها مصرية ، وأمريكية التّدريب ، وتمتلك أحدث مكائن الصيانة والإنتاج maintenance machinery المتوفرة في المصانع الأمريكية . الإتفاق الإبتدائي نص على قيام المصريين بتصنيع 524 دبابة كمرحلة أولى ، في حين أن الطموح المصري يسعى للإرتقاء بالعدد حتى يصل إلى 1500 دبابة فى النهاية .






أبرامز مصرية لحظة تنزيلها من عربة نقل للآليات في تمرين النجم الساطع .


فى البداية كانت الخطة قائمة على تجميع الدبابات القادمة من الولايات المتحدة ، ثم تطور الأمر إلى تصنيع المصريين لما يوازي 40 % من الدبابة ( أول إنتاج كان في العام 1996 ) فى حين تستقدم النسبة الباقية 60 % من الشركة الأم المنتجة للدبابة . ويسعى المصريين بجد من أجل الوصول للإكتفاء الذاتي الكامل فى عملية التصنيع ، بما فى ذلك المدفع الرئيس للدبابةM256 من عيار 120 ملم ، فهذه النسبة قابلة للتبدل والتغير من قبل طرفي الشراكة .
" المصنع 200 " ، هو المصنع العسكري الأكبر المنتسب لوزارة الإنتاج الحربي المصرية ، يتركز عمل هذا الموقع على إستقبال مكونات الأجزاء المنتجة محلياً components for kits used in production ، وتلك المشحونة من شركة General Dynamics الأمريكية ، حيث تتم بعد ذلك عملية التجميع والتصنيع لكامل الدبابات الثقيلة من طراز M1A1 . بعد عملية التجميع ، يتم فحص المنتج بدقة overhauled ومدى مطابقته للشروط في مصنع أبوزعبل للمعالجة ( التصليح ) Abu Zaabal
Tank Repair Factory
، حيث يتم إقرار المنتج في النهاية .

حقائق عن الدبابة المصرية Abrams والمصنــــع " 200 "

حقائق عن الدبابة المصرية Abrams

والمصنــــع " 200 "

" مصنع الدبابة M1A1 خارج القاهرة في حلوان ( 25 كلم شمال غرب القاهرة ) هو واحدة من أكبر مراكز التصنيع العسكرية في هذا الجزء من العالم ...
The M1A1 Tank Factory outside Cairo in Helwan is one of the largest military manufacturing facilities in this part of the world " .




# المصنع 200 ، هو المصنع العسكري الأكبر المنتسب لوزارة الإنتاج الحربي المصرية ، يتركز عمل هذا الموقع على إستقبال مكونات الأجزاء المنتجة محلياً components for kits used in production ، وتلك المشحونة من شركة General Dynamics الأمريكية ، حيث تتم بعد ذلك عملية التجميع والتصنيع لكامل الدبابات الثقيلة من طراز M1A1 . بعد عملية التجميع ، يتم فحص المنتج بدقة overhauled في مصنع أبو زعبل ، ومدى مطابقته للشروط ، حيث يتم الإقرار النهائي . المصنع يقوم بالإضافة لذلك بصيانة الدبابات من طراز M60 وعربات التصليح والإنقاذ M88A1
" the plant, intended for the innovation repair, modernization and servicing tanks M60 and armored repair- evacuation machines M88A1, which are found in arsenal Egyptian armored troops " .


# المصريين في بداية الثمانينات يَجْرون إختبارات ميدانية لإختيار دبابة المعركة الرئيسة لقواتهم البريه ، وكبديل للمنظومات السوفييتية المتقادمه لديهم . الإختبارات شملت دبابات بريطانية من نوع Challenger ، وفرنسية من نوع AMX-40 ، وبرازيلية من نوع Osorio . شملت الإختبارات عمليات إطلاق نيران حي في الصحراء المصرية ، وإختبارات الإعتمادية والكفاءة . وإنتهت المسابقة بتدخل أمريكي وعرض مغري لإنتاج الدبابة Abrams ، خصوصاً وأنها كانت ستنتج – بالإضافة لمميزاتها الفنية الراقية - من أموال المساعدات الأمريكية المجانيه التي بدأ المصريين في تحصيلها من العام 1987 ( 1.3 بليون دولار سنوياً )
" Within the framework this program Egypt from 1987 financial years obtains from the United States 1,3 billion dollars, which are used by the country according to the agreement with the Defense Ministry of the USA " .


" basic reason is the fact that the production of these machines will be achieved mainly to the money, allowed by the United States v. the framework of gratuitous military aid " .

# فى عام 1984 حصلت الحكومة المصرية على الموافقة الأمريكية بتشييد مصنع للدبابات الجديدة والحديثة من طراز M1A1 ( بعد إعتبار مصر حليف رئيس خارج منظمة حلف الناتو basic ally out of NATO ) . الدبابات ستصل مصر وهي مفككه جزئياً ، وسيعيد المهندسين المصريين تجميعها بعد ذلك بالكامل .
" the machines will be first completely dismantled, and then newly assembled by Egyptian specialists " .



# المشروع وتبلغ قيمته الإجمالية 2.4 بليون دولار ، وفر على المصريين من تكاليف شراء الدبابة Abrams مباشرة من الولايات المتحده بنحو 1.5 مرة ، حيث بلغت قيمة النسخه المصريه من الدبابه والمنتجه محلياً 2.6 مليون دولار فقط ( النسخه الأمريكيه يتجاوز سعرها 4.5 مليون دولار )
" The total cost of transaction 2,4 billion dollars in this case the it should be noted that assembled in Egypt tank will manage to the country 1,5 times more expensive than with the import of the finished model with the cost of 2,6 million dollars " .

# وفى بداية العام 1992 تحديداً ، بدأت الشركة الأمريكية General Dynammics Land Systems المنتجة للدبابة بتنفيذ مشروع المصنع وتجهيزه بستة خطوط إنتاج إبتدائية ، وفي نفس السنة ، إستلم المصريون أول دبابة من مجموع 15 دبابة مصنعة في الولايات المتحدة من هذا الطراز ليقوموا بتجميعها لديهم . وحدد المصريين طاقتهم الإنتاجيه بثمان دبابات في الشهر .
" Egyptians can gather eight tanks per month " .


# النسخة المصرية المنتَجه مشابه للنسخه الأمريكية
" The tank OF Abrams which is planned to produce in Egypt, practically must not differ from the analogous model, which consists in arsenal of American ground forces "
بإستثناء إفتقادها لصفائح التدريع من اليورانيوم المستنزف ( وفق تقرير روسي فقد رفضها المصريين ) حيث اكتفى المصريين بتدريع الصفائح متعددة الطبقات .
" At the same time to Egypt it was refused in the armor, prepared with the application of depleted uranium "
في حين أشتملت الدبابة على كافة التجهيزات الأخرى الموجوده في النسخه الأمريكيه ، بما في ذلك المدفع أملس الجوف smooth-bore gun من عيار 120 ملم .



# القوه العاملة في هذا الموقع مجملها مصرية ، وأمريكية التّدريب والإشراف ، وتمتلك أحدث مكائن الصيانة والإنتاج maintenance machinery المتوفرة في المصانع الأمريكية . الإتفاق الإبتدائي نص على قيام المصريين بتصنيع 524 دبابة كمرحلة أولى ، في حين أن الطموح المصري ( وليس بنود الإتفاق مع الولايات المتحده ) يسعى للإرتقاء بالعدد حتى يصل إلى 1500 دبابة فى النهاية .


# فى البداية كانت الخطة قائمة على تجميع الدبابات القادمة من الولايات المتحدة ، ثم تطور الأمر إلى تصنيع المصريين لما يوازي 40 % من الدبابة ( وصلت هذه النسبه حالياً وفق تقرير روسي إلى 65 % ) فى حين تستقدم النسبة الباقية 60 % من الشركة الأم المنتجة للدبابة . العقد نص على نقل التكنلوجيا التصنيعية للجانب المصري ولكن وفقاً وبما ما لا يتعارض مع القوانين الأمريكية .
" in accordance with this document Egypt obtains access to the American military technology and information taking into account the laws existing in the USA " .



# ما ينتجه المصريين محلياً يتضمن المدفع الرئيس "production in Egypt 120- mm of smooth-bore gun " وعجلات الطريق والجنازير ووصلات الجنازير والصفائح الفولاذيه لواقيات الجنازير .
"including of road wheels, caterpillar track-links, beams and drive wheels "
بالإضافة لعمليات اللحيم وتركيب صفائح التدريع متعدد الطبقات ، ومنتجات أخرى متعلقه بأجزاء من المحرك .


# ما لا ينتجه المصريين قرره شركاءهم الأمريكان ، فقد قرر هوؤلاء عدم إرسال تقنيات الإنتاج – خصوصاً ما يتعلق بالمواد والتقنيات الأكثر أهمية – للمصريين . وبشكل خاص ، التدريع ومكوناته ، محدد المدى الليزري ، محرّك التوربينه الغازية ، نظام نقل الحركة ، نظام السيطرة على النيران والإلكترونيات الأخرى سينتجان فقط في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبعد ذلك يتم إرسالهم إلى مصر ليتم تجميعهم اللاحق .
علاوة على ذلك ولكي يتم التأكد من عدم إمكانية تسرب المعلومات حول التقنيات السرية ، عمل الأمريكان لتأسيس سيطرة رقابية صارمة في المصنع التجميعي المصري .
" The United States are not intended to transmit the technology of the production of the most important materials, instruments and assemblies to Egyptians. In particular, armor, laser range-finder, armament, gas turbine engine, transmission, system of the fire control and other electronics will be produced only in the USA, and then supplied Egypt for their subsequent assembling. Furthermore in order to exclude the possibility of the leakage of information about the secret technologies, Americans plan to establish a strict control at the assembly plant " .

# المصريين يخططون لتصدير الدبابة M1A1 لدولة ثالثه بعد إكتفاءهم ذاتياً منها ، ولكن ذلك يتطلب أولاً موافقة أمريكية مسبقه وهو ما لم تنص عليه الإتفاقيه الإبتدائية بين البلدين .
" Egyptians plan subsequently, after the execution of this program, to organize the export of tanks M1A1 into the third country. Position about the production of tanks in Egypt for the export did not enter into the agreement signed between the countries; however, the United States do not exclude, that this question can become the theme of negotiations on the completion of program. It is assumed that Egypt will have in each specific case to the permission of the USA to sale of tanks to third country"


تمتلك مصر حاليا 1050 دبابة abrams m1a1 بلغت نسبة التصنيع المحلى 85% و جارى تطوير ال abrams m1a1 الى abrams m1a2

السعودية و الكويت هما الدولتان العربيتان المؤكد امتلاكهم لل abrams m1a2

ال abrams هى المقاتلة الرئيسية للجيش المصرى

قارة آسيوية محورها الصين أمر بعيد الاحتمال

قارة آسيوية محورها الصين أمر بعيد الاحتمال


Ralph Cossa Japan Times
في جميع الأحوال، قد تكون قوة الصين واسعة وآخذة في التعاظم بوتيرة سريعة، لكنها تفتقر إلى قوة الإكراه، بمعنىً آخر، لا تملك الصين القدرة على هزم أي خصم عسكرياً أو إخضاعه، فما بالكم بفرض إرادتها على آسيا.
ليس من السهل التنبؤ بكيفية تطور المشهد الvجيوسياسي في آسيا على مر العقود المقبلة، لكن من الواضح أن سلوك الصين الذي يزداد عدوانيةً يعزز دور الولايات المتحدة في آسيا بصفتها الضامن المطلق للأمن والاستقرار.
ثمة ما لا يقل عن أربعة سيناريوهات محتملة للوضع الأمني في آسيا؛ الأول نشوء قارة آسيوية محورها الصين، تماماً كما ترغب بكين، إذ تسعى الصين وراء عالم متعدد الأقطاب إنما قارة آسيوية أحادية القطب، بينما تتوق الولايات المتحدة إلى عالم أحادي القطب وقارة آسيوية متعددة الأقطاب. في السيناريو الثاني، ستواصل الولايات المتحدة دورها بصفتها مصدر الأمن الأساسي في آسيا. أما الاحتمال الثالث فيتمثل في ظهور كوكبة من الدول الآسيوية التي تتشاطر المصالح عينها وتتعاون لضمان توازن القوى وعدم تمحور آسيا حول قطب واحد في آن. في المقابل، يتضمن السيناريو الرابع معاودة بروز قوى عدة في آسيا، بما فيها اليابان، والهند، وفيتنام، وإندونيسيا، ودولة كورية موحدة من جديد.
من أصل هذه السيناريوهات الأربعة، يبدو الأول الأكثر احتمالاً. تشعر الدول المجاورة للصين بقلق متزايد من قوتها وعدوانيتها المتناميتين، فبينما تطمح بكين إلى رسم خارطة آسيوية محورها الصين، فإن سلوكها لا يكاد يجعلها من البلدان الموثوقة المرشحة لقيادة آسيا.
يستحيل الحصول على دور قيادي بواسطة القوة الوحشية، ففي النهاية، لا يمكن أن تأتي القيادة من قوة لامحدودة، إنما من رضا الدول الأخرى أو قبولها الضمني، وإن أمكن بناء القيادة على أساس القوة الوحشية، لكان التلامذة المستبدون برفاقهم في باحات المدارس قادة في صفوفهم.
في جميع الأحوال، قد تكون قوة الصين واسعة وآخذة في التعاظم بوتيرة سريعة، لكنها تفتقر إلى قوة الإكراه، بمعنىً آخر، لا تملك الصين القدرة على هزم أي خصم عسكرياً أو إخضاعه، فما بالكم بفرض إرادتها على آسيا.
بينما تسعى الصين إلى تحويل سطوتها الاقتصادية إلى تفوق جيوسياسي مهم في آسيا، ترى هذه الأمة التي تفاخرت في السابق بـ'أصدقائها المنتشرين في كل مكان' بأن قوتها المتعاظمة قد توحي بالمهابة، لكن أفعالها تثير هواجس ومخاوف جديدة. أي دول ستقبل إذن بتولي الصين القيادة في آسيا؟ لقد فشلت الصين، بسبب قمعها الوحشي على مدى ستة عقود، في كسب القبول حتى في التيبت وشينغيانغ، كما أثبتت ثورتا أهالي التيبت والأويغور في عامي 2008 و2009.
في المقابل، لا تقتصر القيادة على امتلاك قوة اقتصادية وعسكرية هائلة فحسب، إنما تتطلب قوة الأفكار التي قد تحفز الآخرين. تشكل مثل هذه القوة بالتالي الواجهة الأخلاقية للعدوانية التي غالباً ما تتجلى أثناء السعي وراء قضية معينة.
لم تفز الولايات المتحدة وحلفاؤها مثلاً في الحرب الباردة بالوسائل العسكرية، إنما عبر الترويج لأفكار عن الحرية السياسية ورأسمالية الأسواق في المناطق الأخرى، 'ساعدت'، بحسب المفكر الاستراتيجي، ستانلي أ. ويس، 'على تبديد جاذبية الشيوعية في العالم، الأمر الذي جعلها عاجزة عن مضاهاة التوق الواسع الانتشار إلى حياة أفضل وأكثر انفتاحاً.
من جانب آخر، أظهرت الصين براعتها في الترويج بشكل عدواني لمصالحها القومية وفي ممارسة قوتها الجيوسياسية التقليدية ضمن توازنات القوى، لكن من أجل أن تلبس رداء القيادة في آسيا عبر أخذ مكان الولايات المتحدة، عليها القيام بأكثر من مجرد السعي وراء مصالحها الخاصة أو احتواء الخصوم الأنداد لها. فالسياسات والأفعال المفرطة العدوانية التي تتبعها قوة ناشئة مجاورة للدول الآسيوية تدفع بهذه الأخيرة إلى البحث عمن يؤمن الحماية لها من خارج آسيا. يُذكَر أن الصين اليوم بدأت تشمّر عن ساعديها استعداداً للقتال كلها ثقة بأنها استحصلت على القوة المطلوبة، وذلك بعد أن نما معدل إنفاقها العسكري بوتيرة أسرع بمرتين مقارنةً بناتجها المحلي الإجمالي.
ثبت ذلك في تطورات عدة، بدءاً من إدراج الصين بحر الصين الجنوبي ضمن لائحة مصالحها القومية 'الجوهرية' إلى جانب تايوان والتيبت، حتى سعيها إلى تصوير البحر الأصفر على أنه منطقتها الحصرية تقريباً لتنفيذ العمليات العسكرية، هذا فضلاً عن التدريبات البحرية الواسعة النطاق التي أجرتها في الأشهر الأخيرة بدايةً بمحاذاة جزر ريوكيو في اليابان، من ثم في بحر الصين الجنوبي وأخيراً في البحر الأصفر.
كذلك شككت الصين على نحو متزايد في سيادة الهند فوق أروناشال براديش، الولاية الواقعة شمال شرق الهند والتي تطلق عليها بكين اسم 'التيبت الجنوبية' وتدعي أنها من حقها. في هذا الإطار، أفاد مسؤولو الدفاع الهنود عن عدد متزايد من التوغلات العسكرية الصينية عبر حدود جبال الهملايا التي تمتد على مسافة 4057 كم.
بالفعل شكلت أفعال الصين منفعة دبلوماسية لواشنطن لتقوية الترتيبات الأمنية الأميركية في آسيا وتوسيعها، فقد عززت كوريا الجنوبية تحالفها العسكري مع الولايات المتحدة، وعدلت اليابان عن قرارها بحمل الولايات المتحدة على نقل قاعدتها الجوية البحرية من أوكيناوا، بينما وطدت الهند، وفيتنام، وإندونيسيا، والفلبين، وغيرها علاقاتها بالولايات المتحدة.
من حيث القدرة على استعراض القوة أو عدد القواعد العسكرية والحلفاء الأمنيين في آسيا، ما من قوة أو مزيج من القوى سيضاهي الولايات المتحدة على الأرجح في الربع التالي من هذا القرن. بالرغم من أن دور الولايات المتحدة الجوهري المستمر في آسيا في مأمن، لكن قابلية حياة ترتيباتها الأمنية على المدى الطويل رهن بكلمة واحدة: المصداقية. ستحدد التطمينات الأمنية من قبل الولايات المتحدة إلى حلفائها وشركائها، واستعدادها إلى الوقوف بجانبهم عند وقوع مواجهة، مدى قوة وحجم نظام تحالفها الأمني في آسيا في السنوات المقبلة. من هذا المنطلق، قد يصدق السيناريو الثالث والرابع حتى إن ظلت الولايات المتحدة مصدر الأمن الرئيس في آسيا. وهكذا بدأت بعض البلدان الآسيوية مسبقاً ببناء تعاون أمني يعود بفائدة مشتركة على قاعدة ثنائية الجانب، واضعةً بذلك أسس شبكة محتملة من الشراكات الاستراتيجية المترابطة.
في المقابل، من الممكن أن يتحقق السيناريوهان الثاني والثالث معاً، لكن ذلك يتطلب سياسات في واشنطن، وطوكيو، ونيودلهي، وسيول، وهانوي، وجاكرتا، وكانبيرا، وغيرها تتطلع إلى الأمام. فقد أصبح أي تجمع لدول آسيوية يربط بينها التعاون الاستراتيجي وتجمعها علاقة وطيدة بالولايات المتحدة ضرورياً للمساعدة على إحلال الاستقرار بين القوى في آسيا، لكن استمرار الولايات بدورها بصفة الضامن الموثوق لأمن آسيا لن تضمنه قوتها العسكرية إنما الإرادة السياسية في واشنطن.
* رئيس المنتدى الباسيفيكي في مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية في هونولولو.

حفلات الشاي تعيد صياغة سياسات الحزب الجمهوري الأميركي... اطلعوا على هذه الحركة وأصولها

حفلات الشاي تعيد صياغة سياسات الحزب الجمهوري الأميركي... اطلعوا على هذه الحركة وأصولها
TEA







عندما انطلقت حركة «حفلات الشاي» مطلع عام 2009، بدت أشبه بتطور آني يزول سريعاً (ردّ فعل تجاه الركود وانتخاب الرئيس باراك أوباما)، لا قوة دائمة لا يُستهان بها.
لكن هذه الحركة ما زالت مستمرة، ما يبرهن خطأ توقعات كثيرة. فقد ظهرت آلاف المجموعات التي تنتمي إلى هذه الحركة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية. وكان لناشطيها تأثير عميق في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية في أرجاء البلاد. فهل ينجح مرشّحوها في مواجهة الديمقراطيين في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)؟ وكيف سيكون أداء مرشّحيها الفائزين؟ ستُظهر الإجابة عن هذين السؤالين مدى أهمية حركة «حفلات الشاي»، خصوصاً في انتخابات عام 2012 الرئاسية المقبلة.
إليكم بعض المعلومات الأساسية عن حركة «حفلات الشاي».
هل حركة {حفلات الشاي} حزب؟
لا، يذكّر اسمها بـ{حفلة شاي بوسطن» عام 1773، حين تظاهر سكان المستعمرات ضد الجهود البريطانية لفرض ضريبة على واردات الشاي، ورموا الشاي في مرفأ بوسطن. أما حركة «حفلات الشاي» العصرية، فوحدت الأميركيين الغاضبين بسبب استخدام أموال الضرائب في عمليات الإنقاذ الفدرالية، التي شملت المصارف وشركات السيارات والمقترضين، فضلاً عن الإنفاق الهائل على الحوافز في بداية الأزمة المالية. عندما انطلقت هذه الحركة، عمد بعض ناشطيها إلى تعليق أكياس شاي على ملابس عدد من أعضاء الكونغرس للتعبير عن استيائهم.
ما هو برنامجها؟
لا برنامج شاملاً لها. لكن من ضمن المواضيع المشتركة بين هذه المجموعات تخفيض العجز، معارضة إنفاق «المخصصات», تقليص حجم الحكومة، الرجوع عن التفويضات، وإلغاء توسيع أوباما برنامج الرعاية الصحية. كذلك، شهدت الأشهر الأخيرة جهوداً حثيثة لحض ناشطي حركة «حفلات الشاي» على معارضة سياسة الاحتباس الحراري. فضلاً عن ذلك، لم تشكّل السياسة الاجتماعية جزءاً مهماً من أهداف هذه الحركة، مع أنها اتخذت بعض الخطوات في هذا المجال، مثل الحفلة التي نظّمها معلّق شبكة فوكس، غلين بيك، أخيراً في واشنطن، في محاولة منه لإثارة اهتمام حركة «حفلات الشاي» بالدين.
مَن أطلقها ومتى؟
ما من مؤسّس لها، بل نشأت في شهرَي يناير وفبراير عام 2009، مع تولّي أوباما منصبه. في 19 فبراير، أدلى ريك سانتلي، مراسل شبكة «سي بي إن سي»، من بورصة شيكاغو، بتعليق انتشر عبر شبكة الإنترنت كالنار في الهشيم. في هذا التعليق، صبّ سانتلي غضبه على إعادة تمويل القروض الفدرالية، اتهم الحكومة الفدرالية بأنها تكافئ المستهلكين العديمي المسؤولية، شبّه الولايات المتحدة بكوبا، واقترح «حركة حفلة شاي في شيكاغو» لرمي المشتقات المالية في بحيرة ميشيغان.
كان مقدّمو البرامج الإذاعية المحافظون قد أدانوا رزمة الحوافز الفدرالية المقترحة التي بلغت كلفتها 787 مليار دولار عندما مُررت. كذلك، دوّن أحد تجار الأسهم رسالة على الإنترنت دعت إلى تعليق أكياس شاي على ملابس المشرّعين، احتجاجاً على عمليات الإنقاذ الفدرالية.
نظّم صاحب إحدى المدونات من سياتل في فبراير عام 2009 تظاهرة مناهضة للحوافز. وقد لاقى اسم حركة {حفلات الشاي} الرواج بعد انتشار ما صار يُعرف بـ{صرخة سانتلي}. وقد شهدت هذه الحركة تنامياً كبيراً مع تنظيم التظاهرات في {يوم الضرائب} في 15 أبريل عام 2009. كذلك، شنّ ناشطو هذه الحركة حملة مناهضة لإصلاحات أوباما في مجال الرعاية الصحية، ليصبوا اهتمامهم أخيراً على انتخابات عام 2010.
مَن هو المسؤول عنها ومَن يموّلها؟
ما من قائد واحد. لكن تتولى منظّمات رئيسة، مثل Tea Party Patriots، وشبكات اجتماعية، مثل Teabook.org، تأمين الاتصال بين مختلف الناشطين، الذين يكونون عادة أعضاء في منظمات {حفلات الشاي} المحلية. كذلك، أثارت هذه الحركة اهتمام عدد من مستشاري الحملات وصنّاع القمصان القطنية ومنظّمي المؤتمرات.
يوضح سال روسو، خبير جمهوري متخصّص في الاستراتيجيات السياسية يتولى إدارة موقع The Tea Party Expert، أن الولايات المتحدة تضم نحو 4 آلاف مجموعة من مجموعات «حفلات الشاي». ويؤكد أن مئات منها تتشكّل في بلدان أخرى. كذلك، يعمل بعض مجموعات الضغط، التي تطالب باعتماد سياسة مالية محافظة وأجندات تعزز مصالح الشركات (مثل مجموعة Freedom Workers التي يرأسها زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي، ديك أرمي)، على تنظيم أعضاء حركة «حفلات الشاي».
تحظى هذه الحركة بالتمويل من مصادر خاصة عدة، من التبرعات الصغيرة التي يقدّمها الناس إلى دعم بعض الشركات ورجال الأعمال الأثرياء، بمن فيهم عائلة كوك الفاحشة الثراء العاملة في مجال النفط.
أي دور يؤديه غلين بيك وساره بالين؟
لا يُعتبر أي منهما زعيماً رسمياً لمجموعة محددة، إلا أنهما عملا بدأب للتقرب من مؤيدي حركة «حفلات الشاي» وحشد الدعم لها. فقد نظّم بيك أخيراً حفلة «ردّ الاعتبار» (Restoring Honor) في واشنطن، التي اجتذبت آلاف الناشطين في هذه الحركة. وأدلت بالين بخطاب خلالها بدعوة من بيك. كذلك، شاركت بالين في عدد من مناسبات نظّمها بيك، بما فيها حفلة بوسطن مطلع هذه السنة. فضلاً عن ذلك، دعمت هذه الحاكمة السابقة عدداً من المرشحين الذي يحظون بتأييد حركة {حفلات الشاي} في انتخابات الكونغرس والحكام.
كيف ينظر الجمهوريون والديمقراطيون في الحكومة إلى {حفلات الشاي}؟
ينظرون إليها نظرة قلق وفضول. فبدل أن يخوض مرشّحوها الانتخابات منفردين، أقحمت حركة «حفلات الشاي» نفسها في سياسات الحزب الجمهوري. حتى أن مرشّحيها هزموا بعض أعضاء الحزب الجمهوري الحاليين في الكونغرس، أمثال السيناتورين بوب بينيت وليزا موركاوسكي. وفي كنتاكي، ساعدت حركة «حفلات الشاي» راند بول على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للمقعد الشاغر في مجلس الشيوخ، بدلاً من الجمهوري الذي يفضّله زغيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي). وينتظر كلا الحزبين ليريا ما إذا كانت هذه الحركة ستعزّز قوة الحزب الجمهوري أو تعرقله.
يذكر حاكم ميسيسيبي هالي باربور، رئيس جمعية الحكام الجمهوريين، أن الوضع كان سيزداد سوءاً، لو لم تتحدَّ هذه الحركة مرشّحي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية وتدعم مرشحين مستقلين، قاسمة بذلك الصوت المحافظ. ويضيف باربور موضحاً: {نرحّب بهم في الانتخابات التمهيدية. أنا مسرور لأن حركة حفلات الشاي أدركت أن الحزب الجمهوري هو المكان الأنسب لها}.
أيّ من انتخابات شهر نوفمبر تضم مرشّحين لهذة الحركة وتستحق أن نتابعها؟
كثيرة، لكن أبرزها السباق على مقعد نيفادا في مجلس الشيوخ. ففي هذا السباق، ستواجه الجمهورية شارون أنغل، التي تحظى بدعم حركة «حفلات الشاي»، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، هاري ريد. ومن السباقات الانتخابية المهمة أيضاً سعي راند بول إلى الفوز بمقعد ولاية كنتاكي في مجلس الشيوخ.
لا شك في أن أنغل وبول ارتكبا الأخطاء وأدليا بتصريحات مثيرة للجدل حول مسائل عدة، من بينها حق امتلاك أسلحة وحملها. لكن قد يُعتبر ترشّحهم في ولايتين يُفترض أن يكون الجمهوريون فيهما أقوياء هذه السنة اختباراً يُظهر ما إذا كانت حركة {حفلات الشاي} ستعزّز موقف الحزب الجمهوري أو ستعيقه.
في كولورادو، سحب جمهوريون كثر دعمهم لمرشّح الحزب لمنصب الحاكم، دان مايس، الذي يحظى بدعم الحركة، بعدما ارتكب أخطاء عدة خلال حملته، من بينها تصريحاته الكاذبة عن تاريخه المهني. كذلك، قد يؤدي ناشطو حركة {حفلات الشاي} دوراً بارزاً في سباقات مجلس الشيوخ والحكام في ولايات كبرى مثل كاليفورنيا وكولورادو وفلوريدا، فضلاً عن عدد من سباقات مجلس النواب.
تذكر جنيفر دافي، محررة نشرة {تقرير كوك السياسي} المحايدة: {يبقى السؤال الأهم الذي يحتاج إلى إجابة وستجيب عنه الانتخابات: هل تدعم الحركة مرشّحين محافظين متشددين قد لا يتقبّلهم الناخبون؟}. وتتابع مستطردة: {هل يشعر الجمهوريون بالندم بعد فوات الأوان؟ وهل يتخطى الحزب هذه المرحلة؟ فإذا فاز مرشحو الحركة في أماكن مثل نيفادا وكنتاكي، علينا أن نعترف بهم كقوة لا يُستهان بها عام 2012}.







شهود الزور... زوبعة في فنجان المحكمة الدولية

شهود الزور...
زوبعة في فنجان المحكمة الدولية





بيروت - نوال نصر

تتذكرون هذا الاسم: أحمد تيسير أبو عدس؟ كان شاهد الزور الأول في قضية هذا العصر التي وُلدت يوم عيد الحب، في 14 فبراير (شباط) عام 2005، نتيجة بغض كبير كبير. زلزلت الأرض يومها وسال دم الشهيد رفيق الحريري وما لبث أن اعترف أبو عدس بما اقترف، في رسالة مسجّلة، واختفى مشرّعاً كل الأبواب أمام رياح عاتية هبّت من جنبات الأرض ودحرجت مرحلة وأرست مرحلة أخرى مختلفة تماماً!
اختفى أبو عدس، مات على الأرجح، قيل إنه انتحر، وولد عشرات أبو عدس آخرون قدموا معلومات في تحقيق دولي بدأ والخشية، خشية من يعيشون المرحلة، أن يتمخّض عنه قرار ظني! وبين شاهد ملك وشاهد زور كرّت السنون عجافاً وباتت الاغتيالات لازمة المرحلة فغادر{ ثوار أرز} نادوا بالحرية والسيادة والاستقلال مضرّجين بدماء الثورة، وها إن من غادروا على عجل بتهمة القتل قد عادوا!
ماذا يحصل في لبنان؟ هل سيمفونية شهود الزور أحد ألحان المرحلة الانقلابية؟ ومن فبرك هؤلاء الشهود؟ سعد الحريري؟ فؤاد السنيورة؟ مروان حماده؟ وهل يُعقل أن يقع تحقيق دولي في غباء استخدام شهود زور شاركوا في تزييف حقائق وما لبثوا أن عادوا، بغالبيتهم، واعترفوا بأنهم كذبوا؟
ثمة قطبة خفية. ثمة لغز ومصالح وأوهام وكذب ورياء. ثمة ملف يُناصره ناس ويعاديه ناس وحوله تُحاك مشهدية لبنان، لبنان المستقبل الذي يفترض أن يكون بلا ماض، فاقداً للذاكرة، كي يبقى وإلا فعليه وعلى أهله السلام!
من فبرك شهود الزور؟ ولماذا هذا القصف العشوائي {السوري- الحزب إلهي} في هذا الوقت بالذات على شهود قيل إنهم زور منذ دُكت أولى دعائم مسيرة البحث عن حقيقة قتلة رفيق الحريري؟ وهل من يقومون بالتحقيق الدولي، أغبياء حتى الفضيحة ليستخدموا هذه النوعية من شهود الزور؟
سورية، بعد جميل السيد وحزب الله، فتحت الملف، ملف شهود الزور، واسعاً مغلِّفة إياه بمذكرات توقيف غيابية بحق ثلاث دزينات إلا ثلاثة أشخاص بتهمة المشاركة في الكذب والتلفيق والتدبير وإجبار شهود زور على تقديم شهادات تُسقط سورية في دائرة الشبهة؟ ثلاث وثلاثون مذكرة توقيف غيابية دفعة أولى، قد تليها ثانية، بينها أربعة شهود يُعدون زوراً و29 ضربوا هؤلاء على يدهم وقالوا لهم: قولوا!
من هم شهود الزور الأربعة؟ ومن هو قبلهم أبو عدس ومعهم هسام هسام الذي يسرح ويمرح في شوارع دمشق؟ وهل صحيح أن من شأن ملف كهذا يُطرح غداً على طاولة الحكومة اللبنانية، إسقاط رؤوس الكبار؟
تحقيق مفتاحه أحمد تيسير أبو عدس وختامه مفتوح على رياح!
ما زال صدى انفجار فبراير مدوياً. وتردداته، كلما مر الزمان، تتفاقم. ومنسوب جرأة ابن الشهيد كان عالياً يوم أعلن أن شهود زور ضللوا التحقيق باغتيال والده وألحقوا الأذى بسورية ولبنان وخربوا العلاقات بينهما وسيسوا الاغتيال... قال سعد الحريري ما قال وهبّ معارضو التحقيق الدولي ليشرعوا ملف شهود الزور! هو، ابن الشهيد، قال {هناك شهود زور}. في كل قضية يوجد شهود زور، فهل يُجيز ذلك هذا القصف المحموم على التحقيق الدولي والمحكمة الدولية؟ إنه تحقيق، مجرد تحقيق، تليه تحقيقات لا بدّ من أن تميّز بين الخطين الأبيض والأسود لتنتهي الى قرار ظني مدعوم بإثباتات حقيقية وقرائن لا لبس فيها. وهم، أي سورية وحزب الله وكل من يمت إليهما في البلد هبوا للتشويش على المحكمة قاصفين عمرها بقرار يضرب على وقع الثواني لحن التهويل إذا لم يستجب من حسبوا اللحظات والثواني وهم ينتظرون {الحقيقة} الى طلبهم: لا للمحكمة الدولية!
بعيداً عن القصف السياسي المبطن بتأديب عسكري، من هم الشهود؟ أحمد تيسير أبو عدس (انتحاري)، محمد زهير الصديق، ابراهيم ميشال جرجورة، أكرم شكيب مراد، عبد الباسط بني عودة وهسام هسام الذي لم تشمله مذكرات التوقيف الغيابية الصادرة عن قضاء الشام؟ ماذا قالوا؟ وعلام تراجعوا؟ وكيف بدأت القصة شاهد ملك وتحوّلت شهود زور؟
أبو عدس
في غمرة الحزن الكبير على اغتيال رفيق الحريري، أطلّ الفلسطيني أحمد تيسير أبو عدس عبر الشاشة الصغيرة، في فيلم ممنتج، ليعلن: {أنا قتلته!}. ادعى أنه ينتمي الى جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام. من هي؟ ما هي؟ كانت أول مرة يسمع فيها البشر هذا الإسم: نصرة وجهاد... وجهاد ضد مَن ونصرة على ماذا؟ وهل يمكن أن تقوم جماعة مغمورة بهكذا عمل اغتيالي يتطلّب إمكانات كبيرة وتخطيطاً وتنفيذاً؟ هل أبو عدس من إنتاج شهود الزور؟
لم تغب معادلة شاهد زور عن أبو عدس لحظة، ومن أراد تضليل التحقيق أحاطه بجملة صفات من شأنها توجيه الاتهام الى الأصولية: لحية، عمامة بيضاء، راية سوداء كتبت عليها الشهادة... بحثت قوى الأمن الداخلي عن أبو عدس في منزله في الطريق الجديدة ولم تجده طبعاً وبدأت الروايات: إنه فلسطيني، يشرّع الماسونية، يرتبط بتنظيم القاعدة ويكفّر النظام السعودي {لأنه لا يحكم بما أنزل الله}! والمفاجأة ظهور بيانات وأسماء وأرقام تثبت أن الفاعل المفترض كان معتقلاً في 6 فبراير في فرع 251 في دمشق، التابع لإدارة المخابرات العامة ويرأسه اللواء بهجت سليمان. وقيل يومها إن الشريط الذي ظهر فيه أبو عدس أرسل الى مكتب اللواء جميل السيد صباح يوم الاغتيال بواسطة سيارة من نوع {بيجو} تابعة للحرس الجمهوري في سورية بمهمة رسمية موقعة من العقيد ماهر الأسد شخصياً. وكرّت سبحة المعلومات والاتهام بدا في اتجاه شبه واحد: سورية.
اغتيال وارتباك و... ثورة. ثار اللبنانيون في وجه احتلال سوري ذاقوا فيه الأمرّين، وصدرت دعوات محلية، إقليمية ودولية بتأليف لجنة دولية للتحقيق.
أوقف أهل أول شاهد زور، وما لبث والده تيسير أبو عدس أن لفظ الروح بعد أقل من 25 يوماً على الحادث. وتبيّن حينها أن تيسير كان قد تقدّم ببلاغ الى فصيلة طريق الجديدة في 19 يناير من عام 2005 عن اختفاء ولده أحمد أبو عدس، وقيل يومها إن مجهولاً اتصل بأهله وقال لهم إن أحمد غادر الى العراق ولن يعود... غادر أحمد ولم يعد لكنه شرّع الباب أمام قضية العصر.
محمد زهير الصديق
شاهد آخر اعتبر في منطق البعض ملكاً في حين يعتبره آخرون شاهد زور. محمد زهير الصديق الرجل اللغز الذي يعرف تماماً سرّ الإعلام وأسرار الأمن والسياسة. إنه لغز بجدارة. سرّ كبير لا أحد يعرف حتى الآن، على رغم كل ما قال عن نفسه وقيل عنه، من هو؟ وأي معطيات يملك؟ ولماذا تحوم هذه السرية كلها حوله؟ ولمَ يُسمح له بالتحرّك بسهولة في مختلف أنحاء العالم؟ وهل يملك هذا الرجل حقاً ما قد يفجر به عالمنا؟ ومن هو ليملك هذه الأسرار كلها؟
محمد زهير الصديق سوري الجنسية، من بلدة صافيتا تحديداً، وفيما يقول إنه ضابط سوري يقال إنه ينتحل هذه الصفة، وبين ما قال وقيل تفاصيل كثيرة تشي بأن الرجل له في الدجل الكثير، لكنه في المقابل يملك أسراراً كثيرة أيضاً. محمد زهير الصديق ليس غبياً. وهو تحدّث عن تورّط النظام الأمني اللبناني- السوري في هذه الجريمة. وعاد بالأمس، في سبتمبر الماضي، وتحدّث عن تورّط حزب الله في الجريمة وعن امتلاكه وثائق وإثباتات لن يتمكّن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكل حلفائه في لبنان من رفع رؤوسهم! هل يملك حقاً هذا الرجل هكذا إثباتات؟ وإذا لم يكن يملك معلومات ثابتة تُشكل منعطفاً في مسار التحقيق، فهل كانت تستقبله دولة مثل فرنسا مثلاً؟ وهل كان القضاء الإماراتي الصارم ليصفح عنه؟ الثابتة الوحيدة في هذا الرجل حتى الآن أن ثمة لغزاً ما فيه!
قصد الصديق بنفسه لجنة التحقيق وقال لها: {قمت بتنفيذ أوامر قبل الجريمة وبعدها منها نقل الرئيس السابق لفرع الأمن الداخلي في سورية اللواء بهجت سليمان من منطقة الجريمة الى منطقة عاليه في جبل لبنان، لكنني لم أعرف أن المستهدف كان الرئيس رفيق الحريري}! نصدق؟ لا؟ هو قال ما يريد وزاد: {ما زلت أملك وثائق ومعلومات لم أسلّمها بعد الى لجنة التحقيق خوفاً من تسريبها ولن أسلمها إلا أمام المحكمة... ننتظر! على أمل أن يأتي يوم نسمع فيه بصوت عال: فُتحت الجلسة!
زهير الصديق ليس شاهد زور؟ من يستطيع أن يجزم ما دام لا قرار ظنياً بعد ولا محكمة... زهير الصديق شاهد زور؟ لن نتاكد إلا عبر محاكمة... يبدو أننا في دوامة البيضة قبل الدجاجة أم الدجاجة قبل البيضة!
هسام هسام
هسام طاهر هسام (سوري الجنسية) استثنته سورية من مذكرات التوقيف لكنه لبنانياً متهم بأنه شاهد زور... فمن هو؟ إنه الشاهد المقنع الذي اعترف أمام ديتليف ميليس ولجنة التحقيق بضلوع سورية وضباط سوريين في الجريمة وما لبث أن عاد عن إفادته، ليس أمام ميليس ولجنة التحقيق بل أمام الإعلام! أطلّ هسام عبر التلفزة ليقول: {انتزعوا إفادتي بالتهديد والترغيب. والإعلامي فارس خشان (الصادرة في حقه مذكرة توقيف سورية) عرض إخراجي من السجن مقابل الإدلاء بشهادة زور ضد سورية في إطار صفقة تصل قيمتها الى مليار دولار}! أخبار وروايات وفبركات كثيرة حاكها هسام الذي أصبح في سورية بمثابة بطل! إنه شاهد زور سواء حين كان مقنعاً، يوم اعترف أمام لجنة التحقيق، أو بعدما أزال القناع عن وجهه، يوم تراجع أمام سورية. لعلّه، في اختصار، شاهد الزور الأهم في مسار قضية الاغتيال، فهو بدا وكأنه عارف تماماً ما يفعل وتصرّف ليس كشاهد مغرّر به بل كلاعب يفقه أصول الانتقال من شبكة الى شبكة. وهو ذكر ضمن كلامه أسماءً كبيرة من عيار مروان حمادة وحسن السبع في سياق شهادة سُجلت على ذمته.
إبراهيم ميشال جرجورة
كما سلفه هسام وسلف سلفه الصديق والمفتاح أبو عدس، أطلّ جرجورة (سوري الجنسية وموقوف في سجن روميه في لبنان) عبر شاشة صغيرة ليعلن: {أن الوزير مروان حماده وجهات مقربة منه أجبروه بعد التهديد والوعيد والضرب والركل على الإدلاء بشهادة كاذبة أمام شقيقة الشهيد بهية الحريري ولجنة التحقيق الدولية لتوريط سورية وبعض الضباط اللبنانيين وتحديداً اللواء علي الحاج}. غريب، أي سياق هذا يعتمده هؤلاء كلهم؟ كأنه أسلوب أُعد سلفاً: يعترفون ثم يتراجعون ويتهمون الآخرين، من ثوار الأرز تحديداً، بإجبارهم على التلفيق. غريب.
أكرم شكيب مراد
شاهد زور آخر (سوري من السويداء) اعترف بضلوع ضباط لبنانيين في الجريمة وعاد عبر شريط مسجل مدته خمس دقائق و50 ثانية عن إفادته متهماً من اتهمهم هسام بتحريضه على تقديم شهادة مزورة! أيكفي أن نردد: غريب؟ هذا ما يحصل مع شهود الزور...
عبد الباسط بني عودة
استمعت لجنة التحقيق الى إفادته في دولة أوروبية، وهو فلسطيني، وله على ما قيل علاقة بالموساد ودخل لبنان في يونيو عام 2001 آتياً من اسرائيل عبر الحدود البرية وحين أوقفته استخبارات الجيش اللبناني اعترف بأنه فرّ من هناك بعدما اكتشفت اسرائيل ارتباطه بجهاز استخبارات السلطة الفلسطينية. أحيل الى المحكمة العسكرية وصدر فيه حكم بالسجن مدة 18 شهراً. وبما أنه أجنبي حصلت له مفوضية اللاجئين على قبول إعادة توطينه في السويد فأُبعد عن لبنان... وهو اعترف من هناك أن ضباطاً لبنانيين طلبوا منه عام 2004 إلصاق عبوات ناسفة بسيارة الشهيد. تحدّث أيضاً عن ضغوط نفسية تعرّض لها على يدي الاستخبارات اللبنانية والسورية لتجنيده من دون تحديد مهمة واضحة. كلام كثير اعترف به عبد الباسط، قد يكون زوراً وقد يكون حقيقة، فيه أنه طُلب منه اغتيال البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، وأنه رأى السيد حسن نصرالله خارجاً من أحد الأمكنة التي استُخدمت للتخطيط لجريمة اغتيال رفيق الحريري...
هؤلاء هم الشهود. ثمة آخرون؟ على الأرجح... زور؟ لكل طرف سياسي تسميته لهم، فمن أساؤوا إليهم يعتبرونهم زوراً ومن يبحثون عن الحقيقة عبر جمع كلام كل الشهود وغربلته يرون بهم شهوداً.
شهود الزور ملف كبير شرّع في لبنان وصوّر وكأن التحقيقات لا يتخللها عادة شهود زور وفبركات.... أما الحقيقة فلا بدّ من أن يظهرها سياق المحاكمة، فهل يُسمح بأن تسير محاكمة جريمة العصر في لبنان؟

طه حسين ليس صهيونيّاً

طه حسين ليس صهيونيّاً


بيروت - عبدالله أحمد


صدر عن سلسلة «الهلال» كتاب «طه حسين والصهيونية» لحلمي النمنم يفتّش فيه المؤلف في أوراق طه حسن وكتاباته وأفكاره حول فلسطين والصهيوينة وإسرائيل. وهي كتابات مجهولة لكثيرين، ما دفع بعض خصومه إلى اتهامه بتجاهل القضية الفلسطينية والانحياز الى الصهيونية،
لا سيما أنّه أسس مجلة «الكاتب المصري» التي كانت مملوكة لأسرة يهودية مصرية وتوقّفت عن الصدور بعد حرب 1967.
يقول حلمي النمنم إن كثيرين من معاصري طه حسين، أمثال محمد رشيد رضا وشكيب إرسلان وجرجي زيدان وشبلي شميل، كتبوا عن فلسطين وتابعوا القضية منذ بداياتها الأولى في نهاية القرن التاسع عشر، قبل صدور «وعد بلفور» في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1917، وتعهدت فيه بريطانيا لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين. ويعتبر المؤلف أن حسين رأى بعمق خارطة مصر، وأدرك أن فلسطين هي بوابة مصر نحو المشرق العربي، لذا تابع مبكراً المجريات على أرض فلسطين من ازياد معدلات الهجرة اليهودية إليها وبروز المشروع الصهيوني، وراح ينبّه في مقابلاته إلى خطورة ما يجري في فلسطين على العالم العربي.
شغلت الصهيونية مكاناً في تفكير حسين ووجدانه، وكان قادراً على التمييز بين اليهودية كديانة واليهود العرب كمواطنين، وما تقوم به الصهيونية على أرض فلسطين، ولم يسامح أبداً «الأمم المتحدة» لأنها اتخذت مواقف مجحفة لصالح إسرائيل ضد الفلسطينيين.
يقول النمنم إن من يتهمون حسين بتجاهل قضية فلسطين هم «المثقفون بالسماع»، مشدداً على أنه «لا تجوز محاسبة الكاتب على ما لم يكتبه»، وإنما يُحاسب على ما كتب. ويسجل المؤلف في فصل عنوانه «فلسطين والطمع الصهيوني» أن قضية فلسطين شغلت اهتمام حسين، إذ نشر مقالاً عنوانه «فلسطين» في صحيفة «كوكب الشرق» في 28 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1933، وهو عام تضاعفت فيه الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشكل لافت.
ينقل الكتاب عن مقالة حسين أن أرض مصر «اصطبغت بدماء المصريين كما اصطبغت فلسطين بدماء الفلسطينيين»، وفي المقالة نفسها ينتقد حسين موقف القوى الأوروبية «وإلا فما إخضاع مصر لقوة الإنكليز وما إخضاع فلسطين لقوة الإنكليز وطمع الصهيونيين». وفي الصحيفة نفسها، نشر حسين مقالة عنوانها «غريب» عن صديقه الكاتب الفلسطيني محمد علي الطاهر، الذي هرب من تعنت الاحتلال البريطاني وحاول العودة إلى بلاده لزيارة أمه فمنعته سلطات الاحتلال، ويقول: «فما يكون الرجل من أهل فلسطين غريباً في مصر، وما ينبغي أن يكون الرجل من أهل مصر غريباً في فلسطين».
قضيّة
يبيّن المؤلف أن طه حسين نشر أكثر من مقالة عام 1945 الذي أنشئت فيه جامعة الدول العربية وانتقد فيها موقف الجامعة من قضية فلسطين، قائلاً: «إنها لا تفعل شيئاً سوى إصدار البيانات والتصريحات، فيما تطالب الجماعات الصهيونية علناً بإقامة دولة لهم على أرضها»، مسجلاً أن «الجامعة لم تعالج أمر فلسطين بما يستحق من العزم والحزم والصرامة وبما يلائم ما تضطرب به النفوس العربية في جميع الأقطار». كذلك، يسجّل النمنم أن حسين نشر في صحيفة «البلاغ» مقالة في 10 مارس (آذار) عام 1946 اعتبر فيها فلسطين «مسرحاً لهذا الصراع الهائل بين باطل الصهيونية وحق العرب، وبين تسلّط الاستعمار وحق العرب».
ويضم الكتاب مقالة عنوانها «الصلح مع إسرائيل» نشرت في 4 يونيو (حزيران) 1956 في صحيفة «الجمهورية» التي كان الرئيس الراحل أنور السادات مديرها العام آنذاك، وفيها سجّل حسين أن «الصلح مع الظالمين إجرام ما دام ظلمهم قائماً. الرضا بقصة فلسطين وظلم إسرائيل وأعوانها هو مشاركة في الإثم».
يرصد المؤلف أهم ثلاثة مواقف في حياة حسين جعلت كثراً يلصقون تهمة محاباة الصهيونية به: الأولى، إشرافه على رسالة دكتوراه في جامعة القاهرة عن اليهود في جزيرة العرب خلال الجاهلية وصدر الإسلام عام 1927. والثانية، إلقاؤه محاضرة في مدرسة الطائفة اليهودية في شارع النبي دانيال بالإسكندرية عام 1943. وأخيراً، ترؤسه تحرير مجلة «الكاتب المصري» التي صدرت للمرة الأولى عام 1945، وقد كان مؤسّسوها من أسرة هراري اليهودية. ويفنّد النمنم هذه الاتهامات، فرسالة الدكتوراه هذه أشرف عليها اثنان هما الشيخ عبد الوهاب النجار الأزهري المعمم وطه حسين، وقد نشرتها لجنة التأليف والترجمة والنشر في كتاب، وهي اللجنة التي ضمت علامة مثل أحمد أمين.
أما محاضرة النبي دانيال، فحضرها وكيل محافظة الإسكندرية وعمداء الكليات في جامعة فاروق (الإسكندرية راهناً)، وهذا ما يعطيها صبغة علمية أكاديمية. أما مجلة «الكاتب المصري»، فأصحابها كانوا يهوداً مصريين في زمن كانت مصر تستوعب فيه ناسها من دون التفتيش في الديانات.
الجامعة العبريّة
اتُّهم طه حسين بأنه زار الجامعة العبرية بعد تأسيسها بسنتين. وقال عنه خصومه إنه تعامل مع وزير خارجية إسرائيل الأسبق أبا إيبان عبر مجلة «الكاتب»، علاوة على تهمة ذهبت إلى أنّه تعمَّد مسيحياً للزواج من زوجته الفرنسية، ووصم كثيراً بأنه كافر ملحد متفرنس (نسبة إلى فرنسا)، منقطع الصلة عن جذوره الوطنية والدينية، وهي اتهامات لا تزال تلاحقه حتى بعد وفاته قبل نحو أربعة عقود. لكن معجبي عميد الأدب العربي ينفون تلك التهم كافة.
ويحظى حسين بمكانة كبيرة في الفكر العربي، فهو صاحب شعار «التعليم كالماء والهواء» حين أصبح وزيراً للمعارف (التعليم) عام 1950. وأصدر كتباً عدة أثارت جدلاً في الأوساط الثقافية، أهمها «في الشعر الجاهلي» (صدر مجدداً بعنوان «في الأدب الجاهلي») و{مستقبل الثقافة في مصر»، إضافة إلى سيرة حياته «الأيام». كذلك، أصدر عدداً من الكتب في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي من بينها «على هامش السيرة» و{الوعد الحق».

وثائق حرب 73: العرب يريدون احتلال إسرائيل و"دايان" ينهار

إسرائيل احتارت لسقوط تحصيناتها سريعاً على طول "خط بارليف"

وثائق حرب 73: العرب يريدون احتلال إسرائيل و"دايان" ينهار





لقطة أرشيفية للحظات الأولى لعبور القوات المصرية

حيفا - نايف زيداني، دبي - محمد عبيد

في الذكرى السابعة والثلاثين لحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وللمرة الأولى، عن اجتماع عاصف للحكومة الإسرائيلية يوم إندلاع الحرب, وتحديداً عند الساعة الثالثة من ظهر الأحد 7-10-1973، بناء على طلب من رئيسة الوزراء غولدا مائير.

وكشف التقرير تفاصيل مثيرة، وأكد حالة الخوف والارتباك التي سادت صفوف القيادة الإسرائيلية آنذاك، كما أشار إلى التصور الذي كان قد وضعه وزير الدفاع موشيه دايان في تلك الفترة حول سقوط التحصينات والمواقع الإسرائيلية، وإلى مطالبته بترك جرحى الجيش الإسرائيلي ينزفون في مواقعهم، لأنه لا يمكن إنقاذهم.

التخلي عن الجرحى



وجاء في التقرير "بعد أكثر من يوم بقليل على بداية الهجوم المصري والسوري المنسق، وبالتحديد يوم 7-10-1973، دعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى جلسة وصفت بالدراماتيكية، قدم خلالها دايان وصفاً دقيقاً لكيفية سقوط المواقع والتحصينات الإسرائيلية واحداً تلو الآخر على طول خط قناة السويس، مؤكداً أن خط القناة الذي كان يعرف باسم "خط بارليف" قد سقط وانتهى أمره، مقترحاً انسحاباً إسرائيلياً حتى منطقة المضايق بعمق 30 كم بعيداً عن قناة السويس وترك الجرحى الإسرائيليين داخل المواقع التي سقطت في الهجوم، قائلا :"لأنه لا يمكننا إنقاذهم يجب تركهم وإنقاذ ما نستطيع إنقاذه في مواقع أخرى. ومن يقدر منهم على مواصلة طريقه وصولاً للمواقع الإسرائيلية فليفعل، ومن يريد الاستسلام يستسلم. وعلينا أن نقول لهم إننا لا نستطيع أن نصل إليكم، حاولوا التسلل أو استسلموا".


نمر من ورق
وبحسب التقرير فإن ديان توقع أن تؤدي الحرب إلى سخرية العالم من إسرائيل واعتبارها نمراً من ورق، سينهار مع أول هجوم عليها، فتدخلت مائير قائلة: "شيء واحد لا أفهمه. اعتقدت بأننا سنبدأ بضربهم (تقصد القوات المصرية) فور عبورهم القناة ماذا حدث؟!!" فرد ديان عليها بالقول "لقد ذهبت الدبابات وكان لهم غطاء مدفعية فدمروا دباباتنا والطائرات لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ. لقد سمحت 1000 فوهة مدفع للدبابات باجتياز القناة ومنعتنا من الاقتراب. إنها الطريقة والتخطيط. إنها ثلاث سنوات من الإعداد والاستعداد".

وذكر ديان خلال الجلسة أن تقديراته لقوة "العدو" كانت خاطئة، موضحاً أنه "ليس هذا وقت حساب النفس. لم أقدر جيداً قوة العدو وبالغت في تقدير قوتنا وقدرتنا على الصمود، إن العرب يقاتلون بشكل أفضل بكثير من السابق ويوجد لديهم الكثير من الأسلحة. إنهم يدمرون دباباتنا بالأسلحة الفردية وتشكل الصواريخ مظلة صعبة لا يمكن لسلاحنا الجوي اختراقها، وأنا لا أعرف ما إذا كنا قد قمنا بضربة وقائية، فهل كان ذلك سيغير من الوضع بشكل كبير أم لا".

وقال: "كان لدي شعور بأننا سندمرهم في الطريق وكانت لدينا تقديرات مبنية على الحرب السابقة وهي لم تكن صحيحة. كانت لنا وللآخرين تقديرات غير صحيحة عما سيحدث في حال حاولوا العبور".


العرب لن يوقفوا الحرب
وأضافت "يديعوت احرونوت"، بأن ديان قال: "إنهم العرب يريدون احتلال إسرائيل"، واصفاً الحرب بأنها "سيناريو يوم القيامة"، فردت مائير بقولها، إن العرب لن يوقفوا الحرب، فأجاب ديان إنها حرب على وجود أرض إسرائيل، العرب لن يوقفوا الحرب وإذا أوقفوها ووافقوا على وقف إطلاق النار فإنهم سيعودون إليها مجدداً. لقد وصلوا معنا إلى الحرب الوجودية وإذا انسحبنا من هضبة الجولان فإن هذا الأمر لن يحل شيئاً".

وأضافت مائير بحسب ما نقلته الصحيفة: "لا يوجد أي سبب يدفعم للتوقف, لماذا لا يستمرون؟! ليس الآن، إنهم يشتهون رائحة الدم"، فرد ديان: "يريدون احتلال أرض إسرائيل وتصفية اليهود، أنا متأكد من أن الأردن ستدخل الحرب، لا يمكننا السماح لأنفسنا بعدم الاستعداد، هناك حاجة لاستعدادات بالحد الأدنى ويجب علينا أن نفحص الاحتياط ويجب أن نعد قوة تتصدى لكل محاولة أردنية لاقتحام الضفة الغربية وربما يسمح الأردن للمخربين (يقصد الفصائل الفلسطينية) بالعمل ضدنا".

ورداً على تساؤل لغولدا مائير إن كان ديان يقترح أن تطلب إسرائيل وقف إطلاق النار فورا، قال ديان حاسماً "نحن لا نقف"، فاقترحت مائير طلب مساعدة وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، فوافق ديان يائساً وطلب التوجه للولايات المتحدة لشراء 300 دبابة.


لا نستطيع الصمود
وأضافت الصحيفة: أنهى ديان عرضه أمام الحكومة بالتلميح إلى ضرورة استخدام وسائل أخرى لصد الهجوم ودفع الخطر عن إسرائيل، قائلا: "إن كميات الأسلحة لديهم فعالة ومؤثرة وتفوقنا المعنوي لا يصمد أمام هذا الكم والأعداد حاسمة جداً".

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أنه بعد أقل من ساعة على بداية الجلسة دخل رئيس الأركان دافيد إليعازر حاملاً اقتراحات لصد الهجوم وبلورة خطة هجومية مضادة، وقال: "إننا نقف أمام قرارات مصيرية. ولا مجال للخطأ".

وطرح إليعازر ثلاثة خيارات:
الأول: نشر فرقتين لبناء خطأ دفاعي مؤقت، لصد الهجوم وبعدها شن هجوم مضاد، موضحاً أنه ليس واثقاً من القدرة على صمود هذا الخط الدفاعي من الأساس، ناهيك عن قدرته على شن هجوم مضاد.

الثاني: حشد قوات الجيش الإسرائيلي على طول خط المضايق في عمق سيناء, ولكنه قال إن هذا الخيار سيكون مكلفاً للغاية.

الثالث: طرح إليعازر خياره الأخير والذي وصفه "بالخطير"، قائلاً "تشاورت مع عدد من أعضاء هيئة الأركان، واقترحوا أن نهاجم قناة السويس ثم نمضي قدماً". ووفقاً لهذه الخطة ستتقدم الفرقتان اللتان يقودهما كل من أبراهام إيدن "بيرن" وأريك شارون، لقناة السويس ومهاجمة قوات العدو، ولكن هذه مقامرة، لأنه توجد فرقتان عسكريتان فقط بين تل أبيب وقناة السويس، وإذا فشل هجومنا على القناة، ستكون لدينا ثلاث فرق عسكرية مدمرة، وبعدها سيدخل العراقيون والجزائريون، وخلال يومين أو ثلاثة ستنتقل الحرب إلى داخل إسرائيل".


هجوم مضاد






دبابات إسرائيلية مدمرة في سيناء




وبعد استعراضه لتلك السيناريوهات، اقترح رئيس الأركان الإسرائيلي شن هجوم مضاد، لكن ليس عبر قناة السويس وإنما ضد تجمعات القوات المصرية التي عبرتها قائلا: "ربما بمساعدة 200-300 دبابة وبدعم جوي نستطيع كسر القوة المصرية التي عبرت القناة، وحينها نعود مرة أخرى للوقوف على خط الجبهة. إذا نجح هذا الأمر سنكون في وضع جيد وإذا فشلنا فالخسارة لن تكون فادحة وسيتبقى لدينا بعض القوة للانسحاب حتى الممرات والتحصّن هناك".

وبالفعل حاولت إسرائيل التقدم من خلال هذا الطرح, ودارت واحدة من أعنف معارك الدبابات منذ الحرب العالمية الثانية, ولم تتمكن من إحداث خرق في تكتل القوات المصرية، وفقدت عدداً هائلاً من الدبابات.


قصة الثغرة
وفي الثالث عشر من أكتوبر (تشرين الأول)، وبعد قيام القوات المصرية بعملية تطوير الهجوم شرقاً في عمق سيناء لتخفيف الضغط على القوات السورية التي تقاتل في جبهة الجولان، والدفع بقوات من غرب القنال، مما تسبب في إيجاد منطقة غير مأمنة دفاعياً اكتشفتها طائرات تجسس أمريكية بين الجيش المصري الثاني، والمتمركز من مدينة الإسماعيلية جنوباً وحتى بورسعيد شمالاً، والجيش الثالث، من الإسماعيلية شمالاً وحتى السويس جنوباً، وبدأت إسرائيل في محاولة استغلال تلك "الثغرة" في شن هجوم مضاد.

وجرت معارك شرسة في الفترة من 13 وحتى 16 أكتوبر (تشرين الأول)، بين القوات المصرية وقوات أرييل شارون التي كانت تحاول التقدم وعبور القناة, إلى أن تمكنت أعداد محدودة من الجيش الإسرائيلي من العبور عبر بحيرة التمساح, وفشلت تلك القوات في دخول مدينة الإسماعيلية, وتقدمت جنوباً نحو السويس, ورغم وصولها لأطراف المدينة, إلا أن القوات الإسرائيلية فشلت في احتلال السويس، بفضل قوات الدفاع الشعبي وأعداد محدودة من عناصر المخابرات المصرية, وبعض المتطوعين العرب.

وبقيت المدينة التي حاولت القوات الإسرائيلية تطويقها صامدة حتى 24 أكتوبر (تشرين الأول) بعد دخول قرار وقف إطلاق النار الذي صدر في 21 أكتوبر (تشرين الأول) حيز التنفيذ، وبعد تهديد مصر بتصفية "الثغرة" عسكرياً، حتى وإن تسبب ذلك في سقوط ضحايا من الجانب المصري.

ظلُّ جمال عبد الناصر يعود مع ذكرى رحيله الأربعين

كيف تحدّث عنه محمود درويش ونزار قباني والفيتوري والمقالح وعبد الصبور؟

ظلُّ جمال عبد الناصر يعود مع ذكرى رحيله الأربعين



القاهرة - محمد الصادق

مرَّت 40 عاماً على رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، ولا يزال يشغل بال الجميع من أرباب الأسر البسيطة حتى نخبة المجتمع،
ولاتزال صوره ولافتاته وشعاراته حاضرة بقوة ترفعها حركات التغيير والقوى السياسية في التظاهرات وحركات الاحتجاج الاجتماعي، حتى الذين يناصبونه العداء من مؤيدي حركات التوريث الداعين إلى ترشّح نجل الرئيس حسني مبارك لرئاسة الجمهورية، فقد اقتبسوا هتاف «يا جمال يا حبيب الملايين» وأسقطوه على جمال مبارك في حملتهم الدعائية، ذلك استدعاء إلى الهتاف الشهير في وداع ناصر منذ 40 عاماً «الوداع يا حبيب الملايين».
جملة «يا حبيب الملايين» التي ترسَّخت في الوجدان العربي لا تزال تدوي في الأذهان، فقد كرَّستها قصائد الشعراء والأغاني والأفلام السينمائية والدراما التلفزيونية. ولا تزال سيرة الزعيم محلَّ استلهام مبدعين كثر، حتى أن البعض وصفه بالأسطورة وأنه كان نتاجاً اجتماعياً لإحدى أخصب المراحل التاريخية التي شهدت الإنجازات العظيمة والانكسارات العظيمة أيضاً. واتفق مثقفون كثر على أن شخصية جمال عبد الناصر فجَّرت إلهام الأدباء والشعراء بمنجزاتها وظروف وجودها ورحيلها المفاجئ، ما جعلها محصلة أحلام بطولية خارقة، مؤكدين أن الثورة استطاعت منذ ولادتها، تشكيل مناخ اجتماعي مثير لعوامل الإبداع الإنساني في جميع المجالات.
انطلقت مع بداية الثورة شرارة الإبداع الفني والفكري في عدد هائل من الشباب المثقّف الصاعد من قرى مصر والزاحف نحو القاهرة والإسكندرية، فإذا بمئات ومئات المبدعين تتصاعد نجومهم في سماء مصر حاملين رايات ملوّنة زاهية لأعمال جديدة مدهشة في كل مناحي الإبداع.
وصف الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور مولد عبد الناصر كمولد أبطال التراجيديات في الأساطير القديمة، وعند وفاته كتب قصيدة «الحلم والأغنية»، قال فيها:
لا لم يمت...
هل مات من وهب الحياة حياته؟
حقاً! أماتْ؟
ماذا سنفعل دونه
ماذا سنفعل بعده
وكتب عنه الشاعر محمود حسن إسماعيل ديواناً كاملاً، جاء فيه:
«سمع الملايين ما زال يصغى لصوته ويجهش بالدمع حين يرى بصمته على خطوة الكادحين وفي نظرة الشرفاء وفي كل فأس بكف السنين وفي كل صفصافة كفكفت بأوراقها أدمع المتعبين حيارى التراحيل، أهل المعاول والدمع، أهل الأنين وفي قبضة الزاحفين وفي صيحة الثائرين...».
وكان الشاعرالفلسطيني محمود درويش يعتبر عبد الناصر سنداً له، فكتب بعد وفاته:
«أبكيك يا جمال في ما تبقى من تراب وطني ومن دماء عزوتي ومن بيوت بلدي وهي تصيح من قرار جرحها وعارها «ولو! لن تتركني يا سندي» أبكيك... لكنني تعلمت... إلى الأبناء والأحفاد كيف يكون الصبر والجهاد وكيف تحمي مصارع الرجال شرف الرجال».
وذكر في قصيدته «الرجل ذو الظل الأخضر»:
... ولكن ظلك أخضر... نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
وحين تموت
نحاول ألا نموت معك
ففوق ضريحك ينبت قمح جديد
وينزل ماء جديد
وأنت ترانا
نسير
نسير
نسير .
كذلك كتب الشاعر الفلسطيني معين بسيسو في قصيدة بعنوان «رسالة في زجاجة إلى جمال عبد الناصر»:
سقط شهيـداً
كي يستبدل أحـد الفقراء
رغيفاً بجريـدةْ
كي نكتب نحن الشعـراء التعساء
قصـيدةْ...
الاسـم: وطن...
يمضـي الزمـن
ونحن نلقي زهـرة على اسمه
وزهرة على الوطـن...
وقال الشاعر السوداني محمد الفيتوري في قصيدة بعنوان «القادم عند الفجر»:
الآن وأنت مسجى...
أنت العاصفة، الرؤيا، التاريخ، الأوسمة، الرايات،...
الآن وأنت تنام عميقاً، تسكن في جنبيك الثورة،
ترتد الخطوات...
تعود الخيل، مطأطئة من رحلتها، مغرورقة النظرات...
الآن يقيم الموت سرادقه العالي...
يتدفق كالأمطار على كل الساحات...
الآن يكون الحزن عليك عظيماً... والمأساة...
تدوس على جثث الكلمات...
الآن وهم يبكون كأن ملايين الأرحام...
ولدتك...
وأنك عشت ملايين الأعوام...
وكأن اسم البطل المنحوت على حجر الأهرام...
اسمك...
بدوره، كتب الشاعر أحمد فؤاد نجم:
السكة مفروشة تيجان الفل والنرجس
والقبة صهوة فرس عليها الخضر بيبرجس
والمشربية عرايس بتبكي والبكى مشروع
***
من ذا اللي نايم وساكت
والسكات مسموع
سيدنا الحسين؟
ولا صلاح الدين ولا النبي
ولا الإمام؟
دستور يا حراس المقام ولا الكلام بالشكل دا ممنوع؟
أما الشاعر الكبير نزار قباني، الذي كان أصدر ديواناً في عام 1968 ينتقد فيه النظام الناصري والرئيس جمال عبد الناصر، ويحمِّلهما أسباب نكسة 1967... فكتب بعد رحيل الزعيم قصائد عدة يُرثيه فيها، من بينها قصيدة «رثاء عبد الناصر» وقصيدة بعنوان «الهرم الرابع» يقول فيها:
السيدُ نامْ
السيدُ نام
السيدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إحدى الغزواتْ
السيدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافي... في حُضنِ الغاباتْ
السيدُ نامَ...
وكيفَ أصدِّقُ أنَّ الهرمَ الرابعَ ماتْ؟
وكتب عنه الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح أثناء زيارة إلى ضريحه:
هنا ينام متعباً
من أتعب الأيام والفصول
من عبرت خيوله فوق جبين الشمس والزمن
فما ونى ولا وهن
حتى ونت من تحته الخيول
واستسلمت لراحة الكفن
فآثر القفول
ونام موهن البدن
***
من أيقظ العيون
...هنا
ينام متعب الجفون
يشرح الشاعر فاروق شوشة حالة الامتزاج والتوحّد مع عبد الناصر ومع أحلامه حتى بعد وفاته، بأن الزعيم «كان رمزاً كبيراً وكان للجميع حبة القمح وجلباب الشتاء ويد الرحمة، راح ناصر وراحت الثورة وبقي منها أفكار غرستها في نفوس الشعب، ولنذكر جنازة عبد الناصر التي لم يشهد لها العالم مثيلاً والتي كانت أحد أشكال التقدير لهذا الزعيم ومبادئه».
وعلّق الأديب بهاء طاهر: «اقتنعت وحملت مبادئ عبد الناصر والثورة منذ أن كنت طالباً، وكنت مثل الطلبة كلهم آنذاك. وأتذكر أن مدرسة السعيدية الثانوية التي تشرفت بالانتماء إليها كانت أول المدارس التي طالبت بخروج الملك من مصر، وحين قامت ثورة يوليو أطلقت ملكات الناس ومواهبهم... نحن الآن في أشد الحاجة إلى استلهام صمود عبد الناصر وصلابته وبعد نظره في مواجهة التحديات والأزمات التي تحيط بنا داخلياً وخارجياً، فقد كان حلمه استقلال الوطن العربي وتنميته لأجل مصالح الشعوب العربية جمعاء».

كازاخستان نمر الثلج فـي آسـيا ... و جنون نزارباييف

نزارباييف... بين التواضع وجنون العظمة
كازاخستان نمر الثلج فـي آسـيا الوسطى




إريخ فولاث وكريستيان نيف

تملك كازاخستان وفرة من النفط والفحم واليورانيوم وهي عاصمة تمتاز بهندستها المذهلة. ويأمل الرئيس نور سلطان نزارباييف أن يصبح اقتصادها رائداً في المنطقة، بيد أن شخصيّته الصارمة لا تلقى قبولاً عالمياً. كذلك، يخاف البعض من تأثير الصين المتنامي سلباً على هذا البلد.
بدأت رحلتنا في كازاخستان في إحدى ليالي الصيف الصافية المنعشة في أستانا، حين تعجز العتمة عن إحكام قبضتها على السهول المحيطة بهذه العاصمة.
أقيم مسرح في منتزه لوفرز خلف مبنى وزارة النفط والغاز الكازاخستانية، الذي يشبه قوس النصر. وراح كبار الفنانين الكازاخستانيين يؤدون مشاهد من تاريخ هذا البلد البدوي. كذلك، أنشد المغني الإيطالي أندريا بوتشيلي بعض أغانيه، وبدأ الضيوف الجالسون في القسم المخصّص للشخصيات المهمة بالتصفيق بحماسة. حضر هذه الحفلة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره التركي عبد الله غول وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان والعاهل الأردني الملك عبد الله. كذلك، انضم إليهم رؤساء أرمينيا وروسيا البيضاء وقرغيزستان وطاجيكستان وأوكرانيا.
جلس بين هؤلاء الرؤساء والحكّام رجل وجهه دائري خالٍ من أي تعابير، جبهته عريضة، شعره مفروق بدقة، ويرتدي بذلة رمادية. إنه الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، وكان سيحتفل بعد بضع ساعات بعيد مولده السبعين.
حقق نزارباييف نجاحاً كبيراً في حياته المهنية. فهو الإبن البكر لراعٍ من الأرياف النائية. عمل في الفولاذ، قبل أن يصبح أمين عام الحزب الشيوعي في كازاخستان. قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي، خطّط ميخائيل غورباتشوف لتعيين نزارباييف نائبه. وطوال العشرين سنة الماضية، شغل هذا السياسي منصب الرئيس في كازاخستان.
عاصمة مجيدة
في 5 يوليو (تموز) عام 2010، أقيمت في أستانا حفلة افتتاح {خان شاطر}، أكبر خيمة في العالم صمّمها المهندس البريطاني نورمان فوستر، وهي تتخطى المقاييس الهندسية كافة. صحيح أنها تبدو هشة بطبقتها الخارجية المكوّنة من البلاستيك، إلا أن برجها المخروطي (102م) القائم فوق قاعدة إهليلجية يغطي مساحة توازي 14 ملعب كرة قدم تقريباً. وتضم هذه الخيمة المتعددة الطوابق أهم مركز ترفيه في البلد. فهي تحتوي على شجر نخيل مستورد من البحر الكاريبي، أحواض سباحة حُمل رملها من ماليزيا، حدائق، منتزهات مائية، دور سينما، مركز صحي، ومركز تسلية للأولاد فيه مجموعة من لعب الأحصنة الدوارة، فضلاً عن المقاهي والمتاجر.
لا شك في أن هذه هديّة عيد ميلاد مذهلة، نظراً إلى التحذيرات التي وجّهها نزارباييف إلى رعاياه. فقد قال لحكّام الأقاليم في بلده في شهر مارس (آذار) الفائت: {لا أريد احتفالات بمناسبة عيد مولدي. هذا أمر. وإذا نظّمتم أي احتفال، خسرتم مناصبكم}. لكن الحكّام الأذكياء في بلاط نور سلطان نزارباييف الكازاخستاني حدّدوا قبل زمن العطلة السنوية للاحتفال بالعاصمة الجديدة، أستانا، يوم عيد مولده في 6 يوليو. هكذا، تمكّنوا من تقديم هدية ملائمة لحاكمهم عشية عيد ميلاده: خان شاطر.
لا شك في أن نزارباييف أراد أن يكون يوم 6 يوليو مميزاً على هذا النحو. فقد تحوّلت أنظار العالم كافة إلى دولة كازاخستان الجديدة والمزدهرة وإلى الرجل الذي يقف وراء هذه الإنجازات كافة. ذكر نزارباييف في أمسية الاحتفال: {تحوّلت أستانا إلى المشروع الأهم والأكبر في المنطقة التي كانت تابعة سابقاً للاتحاد السوفياتي}. ثم ذكّر الحضور بأنه هو مَن أمر في عام 1997 بنقل عاصمة كازاخستان من مدينة ألماتي في الجنوب إلى سهول أستانا التي تلعب فيها الرياح. وأوضح: {جوبه قراري هذا في البداية بالرفض وعدم التفهّم، لكن الجميع مسرورون اليوم. تواجَه الأفكار التقدمية غالباً بالرفض والصدّ}.
بلغ نزارباييف اليوم المرحلة الأخيرة من خطّته. فمع تشييده خان شاطر، يأمل في أن يُسكت آخر منتقدي هذه الخطوة. تُعتبر أستانا ثاني أبرد عاصمة في العالم بعد العاصمة المونغولية أولان باتور. لكن حتى لو انخفضت الحرارة اليوم إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، يستطيع 20 ألف شخص الاستمتاع تحت أشجار النخيل في خيمة فوستر. فإذا أمكن بناء حلقة ضخمة للتزلج على الجليد في صحاري دبي، فلمَ لا تحظى كازاخستان الباردة بمركز مناخ معتدل، مثل خان شاطر؟
انتقادات وطموحات
أنفق الرئيس الكازاخستاني هذا عشرة مليارات دولار على بناء المشاريع في سهول أستانا، محوّلاً هذه المنطقة الريفية النائية إلى جوهرة يفتخر بها. تضم هذه العاصمة القصر الرئاسي الناصع البياض، ناطحات سحاب زجاجية تأوي وزارات، مسجد نور- أستانا الذي يتسع لخمسة آلاف مصلٍّ، مقراً دبلوماسياً جديداً، وعدداً لا يُحصى من مراكز التسوّق وأبنية الشقق الفخمة، حيث يصل ثمن المتر المربع الواحد إلى 4 آلاف دولار.
شكّلت هذه المدينة الجديدة المذهلة ردّ نزارباييف الأنسب على منتقدي كازاخستان، مثل الفكاهي البريطاني ساشا بارون كوهين. ففي فيلم Borat (بورات) عام 2006، هزأ كوهين من كازاخستان، مصوراً إياها كدولة متخلّفة تكثر فيها الدعارة وتجارة الأسلحة غير المشروعة والتمييز ضد الأقليات. يذكر بطل الفيلم، المراسل التلفزيوني الكازاخستاني بورات ساغدييف، أن النساء الكازاخستانيات يحتجزن في أقفاص وأن المشروب الوطني الكازاخستاني بول أحصنة مخمّر. ثم يصوّر قريته بفخر، مظهراً شوارع يغطيها الوحل وسيارات بالية تجرها أحصنة وأولاد حضانة يلوّحون ببنادق رشاشة صغيرة.
صحيح أن هدف الفيلم كان السخرية من الأحكام المسبقة التي يكوّنها كثر في الغرب عن بلدان الكتلة الشرقية السابقة، إلا أن نزارباييف لم يره على هذا النحو. ففي رأيه، تجب الإشادة بكازاخستان لأنها الأكثر نجاحاً بين جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة الواقعة شرق بحر قزوين. وبعد أن نجح في إخراج الأمة سالمة من اضطرابات مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي كافة، ها هو اليوم يرسم لها مستقبلاً باهراً.
حلم كبير
كازاخستان تاسع أكبر بلد في العالم والأكبر بين الأمم التي لا تملك منفذاً على البحار المفتوحة. يبلغ طول حدودها الشمالية مع روسيا 7 آلاف كيلومتر. أما في الشرق، فتمتد حتى الصين. يحدّها من الغرب بحر قزوين ومن الجنوب قرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان. وبما أنها تقع على الحدّ الفاصل بين أوروبا وآسيا، تشارك فرقها في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. كذلك، تشغل راهناً الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. يصل ارتفاع جبالها إلى 7 آلاف متر تقريباً وتضم السهول القاحلة الأوسع في العالم. فضلاً عن ذلك، تتمتع هذه الدولة بحقول نفط وغاز ضخمة، فضلاً عن احتياطاتها من الذهب والمنغنيز والفحم الحجري. وتُصنّف كازاخستان أيضاً أكبر منتج لليورانيوم حول العالم.
لكن بلاد نزارباييف الشاسعة هذه تعاني مشكلة واحدة. فلا يتخطى عدد سكانها الستة عشر مليون نسمة، أي ستة أشخاص في كل كيلومتر مربع. في المقابل، يصل عدد السكان في كل كيلومتر مربع في ألمانيا إلى 230 نسمة.
على رغم ذلك، لا يعتقد نزارباييف أن هذا الواقع سيعيق كازاخستان عن الانضمام إلى دول العالم الخمسين الأقوى، على غرار النمور الآسيوية. فكما أوضح لشعبه، كانت سنغافورة قبل 50 سنة فقط {إحدى أفقر الدول في العالم}. أما اليوم، فازداد دخلها للفرد 85 ضعفاً. واستطرد بعد ذلك موضحاً أن كازاخستان لا تستطيع أن تصبح نمراً آسيوياً لأنها لا تملك هذا النوع من النمور. لكنها تملك نمور ثلج. لذلك، وعد نزارباييف بأن تصبح كازاخستان بحلول عام 2030 {نمر الثلج في آسيا الوسطى}.
كما تُظهر الملصقات المنتشرة في مختلف أرجاء أستانا، تحرز كازاخستان تقدّماً ملحوظاً {وستتحوّل إلى دولة رائدة} في المنطقة. كذلك، تذكّر هذه الملصقات السكان بأن الناتج المحلي الإجمالي للفرد نما من 700 دولار إلى 8000 دولار خلال عقد بفضل احتياطاتها الكبيرة من الموارد الطبيعية.
تُعتبر هذه الإعلانات الوطنية مجرد كلام فارغ في الدول المجاورة لكازاخستان. يوضح نزارباييف أن شعوب هذه الدول تفتقر إلى الكهرباء والطعام. ويعود ذلك في جزء منه إلى الصراعات الداخلية على السلطة والخلافات الإثنية والتجارب الديمقراطية. فقد تعثّرت كلها عندما نالت استقلالها.
عقب الاضطرابات التي عمت دولة قرغيزستان المجاورة، أعلن نزارباييف أن هذه البلدان أخفقت في تأسيس دول فاعلة بسبب قياداتها الضعيفة. وللحؤول دون تدهور كازاخستان إلى هذه الحالة، يؤكد نزارباييف أنها تحتاج إلى {رئيس قوي}، أو بكلمات أخرى، إلى رجل مثله.
ثمن الحرّية
يخبر أميرزان كوسانوف، نائب وزير الشباب والرياضة السابق في عهد نزارباييف والأمين العام الحالي لحزب أزات (الحرية) الديمقراطي الاشتراكي: {خلال العقد الماضي، تحوّل نزارباييف إلى حاكم مستبد. فبات يعيّن رئيس الوزراء وحكّام المناطق كافة واللجنة الانتخابية، فضلاً عن جميع القضاة وصولاً إلى المحاكم المحلية. كذلك، يرأس نزارباييف حزب نور أوتان (نور أرض الآباء) الحاكم، وهو الحزب الوحيد الممثل في البرلمان. وبدأ الرئيس أيضاً بتضييق الخناق على الصحف المستقلة وطرد الخصوم الذين يهددون منصبه من البلد}.
يضيف كوسانوف مؤكداً أن الفساد مستشرٍ في البلد وأن الهوة بين الأغنياء والفقراء باتت لا تُحتمل.
علاوة على ذلك، غادرت المعارضة أستانا بعد تعرّض المنشقّين للاضطهاد. يقع مقر حزب أزات في ألماتي، العاصمة القديمة، ويشكّل ملتقى نجوم العهد السياسي الأكثر تحرراً لتأسيس كازاخستان. ففيه تعرفنا إلى رئيس سابق للبرلمان ونائب سابق لرئيس الوزراء، فضلاً عن عدد من رؤساء الأقاليم السابقين ومدّعي عامٍ سابق وأول رائد فضاء كازاخستاني. عمل نزارباييف في مرحلة ما على تنحيتهم جميعاً من مناصبهم. فصار نفوذهم اليوم محدوداً جداً.
يمسّد كوسانوف شاربيه، فيما يتحدّث بسرعة وحماسة عن الألفين والخمسمئة مناصر الذين يدعمون حزبه. ثم يقول: {انتهى زمن نزارباييف. بات نظامه ضعيفاً، وإلا لمَ قبل أن يعلنه البرلمان أخيراً قائد الأمة، ما يسمح بإعادة انتخابه حتى مماته من دون أي قيود ويحميه من أي ملاحقة جنائية؟}.
لكنّ كثراً يخالفون كوسانوف الرأي. يذكر مارات شيبوتوف المتخصّص في العلوم السياسية: {لا يُعتبر نزارباييف ديكتاتوراً. فقد سدّ هذا الرئيس فجوة عقائدية ظهرت إثر انهيار الشيوعية}. ثم يتابع موضحاً أن نزارباييف حقق نجاحات أكبر من نظرائه في قرغيزستان وطاجيكستان. ويمثّل هذا الرئيس، في رأي شيبوتوف، الرابط الوحيد الذي يبقي كازاخستان متماسكة والضامن الأكيد للازدهار المتواضع الذي تنعم به شريحة صغيرة من المجتمع. ويؤكد شيبوتوف أيضاً أن {الكازاخستانيين يتقبلون مطلق عقيدة، ما دام المال متوافراً بين أيديهم}، لذا لا يناقشون الرئيس وأفكاره إلا في جلساتهم الخاصة في المنزل.
بين التواضع وجنون العظمة
لا يسعك في كازاخستان أن تتجاهل نزارباييف. فصوره منتشرة أينما كان، في المدن وعلى جوانب الطرقات السريعة البعيدة، فضلاً عن ظهوره على شاشة التلفزيون ليلياً. يلتقي الرئيس عازفي الكمان في قصر الفنون الجديد في أستانا، ويرأس حفلة افتتاح جامعة جديدة في العاصمة، جامعة نزارباييف. كذلك، يزور مصانع المعادن ومناجم الفحم. وكيفما تنقل، تتبعه الكاميرات.
إضافةً إلى ذلك، ما من موضوع أتفه من أن يستدعي عقد مؤتمر دولي في أستانا ينال خلاله نزارباييف التكريم لدوره كسياسي ذي أهمية عالمية. مثلاً، في منتدى أستانا الاقتصادي (النظير الكازاخستاني لمنتدى الاقتصاد العالمي الذي يُعقد سنوياً في دافوس)، خطب الرئيس في {ضيوف أجانب بارزين} ودعا إلى إنشاء عملة عالمية جديدة. وفي أول مؤتمر دولي حول المعادن والفلزات عُقد في كازاخستان في شهر يوليو، طالب نزارباييف بوضع تنظيمات جديدة تضبط عملية استخراج النفط. حتى أنه نجح في تنظيم أول قمة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منذ 11 سنة، وستعقد في أستانا في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
نشرت الصحيفة الكازاخستانية الرائدة، كازاخستانسكايا برافدا، صورة لنزارباييف احتلت كامل صفحتها الأولى وأرفقتها بعبارة: {يتردد اسم نور سلطان نزارباييف على كل شفة ولسان حول العالم}. فتكريماً لدوره في العالم الناطق باللغة التركية، شُيّد نصب تذكاري له في العاصمة التركية أنقرة. كذلك، أُطلق اسمه على شارع طوله {3.5 كيلومترات} في العاصمة الأردنية عمان. وكتب أحد القراء من مدينة تركستان الجنوبية: {ستبقى أعمالك التاريخية راسخة في ذاكرة الناس طوال قرون}.
لا شك في أن أستانا تضم متحفاً مخصصاً لأول رئيس لجمهورية كازاخستان. يحتوي هذا المتحف مغزلاً وطاسات حساء وملاعق خشبية من منزل والدَي نزارباييف المتواضع، فضلاً عن أول آلة كاتبة استعملها (من نوع إريكا صُنعت في ألمانيا الشرقية سابقاً) وغرفة الاستقبال الأولى التي حظي بها وهواتفها الستة. كذلك، خُصصت غرفتان كاملتان لعرض أثواب التخرّج التي ارتداها نزارباييف خلال تسلّمه شهادات الدكتوراه الفخرية في الخارج.
صحيح أن نزارباييف لا ينفك يتأرجح بين التواضع وجنون العظمة، إلا أن كازاخستانيين كثراً سعداء بما ينجزه رئيسهم هذا. فهم يشعرون بأن بلدهم المتواضع، الذي كان في الماضي مدعاة سخرية، بدأ يحتل مكانته المناسبة في العالم الجديد. حتى كوسانوف، خصم نزارباييف السياسي، يقرّ بهذا الواقع، قائلاً: {أعداء نزارباييف ليسوا كثراً}. على رغم ذلك، يضيف مؤكداً أن المخاطر تتربص بدولة نزارباييف. ويتمثل أحدها بجارة كازاخستان القوية، الصين. لكن الخطر المباشر يتأتى من داخل عائلة نزارباييف.
{العراب}
{سيُدير لك العالم المتحضّر ظهره}. هذه كانت الكلمات التي صاح بها سفير كازاخستان إلى النمسا آنذاك قبل أن يقفل الخط. حدث ذلك في 23 مايو (أيار) عام 2007، وما هذا السفير إلا راخات علييف، زوج ابنة نزارباييف وسبب المشاكل داخل عائلته.
تبوأ علييف مناصب مهمة عدة، من بينها النائب السابق لوزير الخارجية ونائب مدير وكالة الاستخبارات، وهو أحد مالكي ما اعتُبر في الماضي سابع أكبر مصرف في كازاخستان. لكن علييف خسر حظوته عند الرئيس. فقد اتّهمه نزارباييف بالتورّط في عمليتَي اختطاف وأرسله إلى أوروبا، حيث أعلن علييف في شهر مايو عام 2007 عن نيّته بالترشّح ضد نزارباييف في الانتخابات الرئاسية عام 2012.
شكّل هذا الإعلان إهانة كبرى للرئيس. انتقد علييف عبر الهاتف نزارباييف لسنّه دستوراً جديداً يخوّله البقاء رئيساً حتى مماته. وقال: {في ذلك اليوم، تحطّم كل أمل بنمو الديمقراطية في بلدنا}.
وبعد مرور 18 يوماً على هذا النقاش الذي دار عبر الهاتف، وصلت برقية من كازاخستان حملت قرار محكمة يلغي زواج علييف من ابنة نزارباييف داريجا. يعيش علييف اليوم في المنفى، وهو مختبئ راهناً خوفاً من أن يخطفه عملاء الاستخبارات الكازاخستانيون. ومن مخبأه، يشن حملة دعائية ضد نزارباييف، الذي ينعته بـ{الطاغية الشرير}.
في كتابه The Godfather-in-Law، يدّعي علييف بأن حماه السابق عاش حياة مزدوجة، وأنه رزق بأولاد آخرين، غير بناته الثلاث، من مضيفة طيران شابة وعارضة أزياء. فضلاً عن ذلك، يزعم أن نزارباييف يملك 5 آلاف ساعة باهظة الثمن، وأن الانتقال إلى مدينة أستانا مُوّل {بمليارات مسروقة من الشعب}، وأنه تقاضى رشاوى ضخمة ليقدّم تنازلات في مجال النفط، للأميركيين خصوصاً.
ثروة عائليّة
قد لا تكون هذه سوى حملة انتقام يشنّها شخص لم ينل مراده. لكن عائلة نزارباييف لا تتمتع بسمعة جيدة في كازاخستان.
تحمل ابنة نزارباييف الكبرى وزوجة علييف السابقة، داريجا، شهادة دكتوراه في العلوم السياسية. وتملك أسهماً في مصرف ضخم، وتحكم منذ سنوات أبرز وسائل الإعلام في البلد بقبضة من حديد. ويُقال اليوم إنها باعت حصصها في شبكة {خبر} التلفزيونية الكبرى ونقلت الأموال إلى الخارج.
تصب ابنة نزارباييف الثانية، دينارا، اهتمامها على قطاع الأعمال. وقدرت مجلة الأعمال الأميركية Forbes ثروتها بـ1.1 مليار دولار. اشترت دينارا هذه السنة فيلا في منطقة بحيرة جنيف بلغ ثمنها رقماً خيالياً، 50 مليون يورو.
أما ابنته الصغرى، عليا، فمحامية قيد التدرّب، وتجني أيضاً المال الوفير. فقد أصبحت سيدة أعمال مرموقة ترأس عدداً من الشركات، فضلاً عن المجلس الاستشاري في أكبر شركة عقارية في كازاخستان. كذلك، تملك مركزاً صحياً ومطعماً وملهى في ألماتي.
وتقدّر مجلة The New Times الروسية أن ثروة آل نزارباييف مجتمعةً تبلغ نحو 7 مليارات دولار.
قلق بشأن الخلافة
يتجلى حبّ العائلة الرئاسية للمال من خلال مثال صهر آخر لنزارباييف، تيمور كوليباييف.
يشغل كوليباييف، زوج دينارا، منصب نائب رئيس تكتل صناعي حكومي كبير في كازاخستان. وقد اتهمته ثلاث من صحف المعارضة بأنه تقاضى رشاوى بملايين الدولارات من شركة صينية. لكن بعد الاستحصال سريعاً على أمر بمنع النشر من إحدى المحاكم الكازاخستانية، صودرت نسخ هذه الصحف كافة وأُتلفت.
على رغم ذلك، لا ينزعج الشعب الكازاخستاني، على ما يبدو، من النجاحات الكبرى التي تحققها العائلة الحاكمة في مجال الأعمال. لكن ما يشغل باله حقاً مسألة {بيولوجية}، على حد تعبير كوسانوف. فعلى نزارباييف قريباً أن يعالج مسألة الخلافة. ويتساءل الكازاخستانيون عن هوية مَن سيختاره ليشغل القصر الرئاسي بعده.
يعتقد كازاخستانيون كثر أنه سيختار أحد أفراد عائلته. فيظن البعض أن زوج دينارا، كوليباييف، سيمسك بزمام الحكم، في حين يعتقد آخرون أن الاختيار سيقع على أيسلطان نزارباييف، حفيد الرئيس المفضل البالغ 20 سنة والذي تخرج لتوه في الأكاديمية العسكرية الملكية في بريطانيا. لكن أيسلطان ابن راخات علييف المنشقّ {عدو كازاخستان الأول}، الذي حكم عليه نزارباييف غيابياً بالسجن مدة 40 سنة.
أرض الفرص
يتجه القطار رقم 54 من أستانا إلى مدينة أورومتشي الصينية مرة أسبوعياً، كل يوم ثلاثاء في الساعة الثالثة والخمس دقائق. يحتاج هذا القطار إلى 25 ساعة ليجتاز الألف والمئتي كيلومتر التي تفصله عن الحدود. لكن هذه الرحلة الطويلة تبدو أشبه بمغامرة مذهلة عبر تاريخ كازاخستان. يمر القطار بالقرب من قرى متداعية، حيث تقف الجرارات بلا حراك لأن المزارعين كلّهم هربوا إلى المدينة، ومن مناجم الفحم في كاراغاندا التي اشتراها الثري الهندي لاكشمي ميتال، ومن بقايا معسكرات العمل الإلزامي حيث احتُجز ألمان الفولغا بعدما أحضرهم ستالين إلى هناك. ومن ثم يعبر مسافة ستمئة كيلومتر على طول بحيرة بالكاش، التي تواجه خطر الجفاف، على غرار بحر أرال.
يكتظّ هذا القطار بالكازاخستانيين الذين يقصدون الصين لشراء البضائع والحصول على رعاية طبية في أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ التي تتمتع بحكم ذاتي. كذلك، يحمل هذا القطار رجال أعمال يتنقلون بين البلدين، مثل دومان خالمت (45 سنة). كان خالمت، الذي يرتدي بنطالاً رياضياً وقميصاً قطنياً، يسترخي في العربة الرابعة.
ولد خالمت ودرس في الصين. ومع أنه بدأ عمله كعالم مناخ، عُيّن لاحقاً مدير منطقة قرب أورومتشي. كان بعض أسلافه كازاخستانيين ثاروا ضد القياصرة الروس ثم هربوا إلى الصين. ويحاول خالمت العودة اليوم إلى كازاخستان، إذ تتوافر في هذا البلد، على حدّ قوله، {فرص لا تحصى}.
أسّس خالمت عام 2003 {دومان}، شركة تصنّع مواد لبناء الواجهات في ألماتي. ثم انتقل إلى أستانا، حيث بنى مصنعاً لإنتاج أطباق السيراميك بين ليلة وضحاها. كذلك، يملك خالمت مقهى ومصبغة في العاصمة الكازاخستانية. وينوي أن يفتتح قريباً مركزاً صحياً. يخبر رجل الأعمال هذا: {وجدت مواضع لم يشغلها أي كازاخستاني آخر}. لكنه لا يكف خلال حديثه عن الابتسام بخجل لأنه يدرك مدى خوف الكازاخستانيين من الصين.
خوف من التوسّع الصيني
يظهر هذا القلق واضحاً في مدينة دوستيك الواقعة على الحدود عند سفح سلسلة تيان شين الجبلية. تُرى عند بوابة دسونغاريان (الممر الجبلي الذي انطلق منه جنكيز خان لاجتياح الغرب وسكة الحديد الوحيدة التي تصل كازاخستان بالصين) دبابات نصف مطمورة بدأ الصدأ يتآكلها. تشكّل هذه بقايا المعارك الدامية التي خاضها السوفيات في هذه المنطقة ضد الصينيين عام 1969.
تعني كلمة دوستيك {الصداقة}. وتحوّلت هذه البلدة الصغيرة إلى مركز تجاري أساسي للسلع الكازاخستانية والصينية. فسنوياً، تُنقل 15 مليون طن من القطارات الصينية التي تسير على سكك حديد عادية إلى عربات القطار الكازاخستاني الذي يسير على سكك أعرض. فيتوجه النفط والمعادن الكازاخستانية شرقاً، في حين تُنقل معدات البناء ومواد الأنابيب الصينية غرباً. على رغم ذلك، تُشدد الحراسة على الحدود.
يخبر إرلان شاكيانوف (41 سنة)، عمدة دوستيك النشيط، أنه سمع أن الرئيس نزارباييف تحدّث إيجاباً عن عرض الصين استئجار مليون هكتار من الأراضي الكازاخستانية البور لزراعة فول الصويا وبذور الشلجم (rapeseed). لكنه سمع أيضاً ردوداً سلبية كثيرة، لأن الموافقة على هذا العرض ستعني انضمام 5 ملايين صيني إلى الخمسمئة ألف الذين يعيشون راهناً في كازاخستان.
يوضح شاكيانوف: {أعتقد أن علينا منحهم الأرض. فنحن عاجزون عن استصلاحها. وحتى لو أمكننا ذلك، فلن يكون بالكلفة البخسة عينها. علاوة على ذلك، لن نتمكن من الوقوف في وجه الضغط الصيني. فقريباً، سيعجزون عن إطعام شعبهم. لذلك، سيهددون بفتح الحدود إن لم نعطهم الأرض. فهل هذه كارثة؟ لا}. فقد باع ألكسندر الثاني ألاسكا إلى الولايات المتحدة، وفق شاكيانوف.
كل بضعة أيام، يجتاز شاكيانوف الحدود. يضم المجتمع الصيني في الجهة الأخرى أربعة أضعاف سكان دوستيك. يوضح هذا العمدة وهو يضحك: {هم أذكى منا. فقد بعناهم أخيراً أحد مصانعنا لإنتاج الفولاذ. ففكوه ونقلوه وأعادوا تركيبه في الصين. نتيجة لذلك، خسر 5 آلاف كازاخستاني عملهم، فيما حصلوا هم على وظائف إضافية. وصرنا اليوم نشتري منهم المنتجات الفولاذية التي كنا نصنعها}.
حقائق وشائعات
استثمر الصينيون 9 مليارات دولار في كازاخستان. وتضخ الشركات الصينية اليوم أكثر من ربع النفط المستخرج من الأراضي الكازاخستانية، ما يمنحهم أرباحاً سنوية تُقدّر بثلاثة مليارات دولار. ولكن إذا أردت القراءة عن إضرابات العمال الكازاخستانيين المستمرة بسبب الأجور المتدنية التي يتقاضونها، فلن تجد أي خبر عنها إلا في صحف المعارضة.
علاوة على ذلك، تموّل بكين بناء خط أنابيب يتيح لكازاخستان تصدير الغاز للمرة الأولى من حقولها الغربية إلى الصين. كذلك، يعمل أكثر من خمسين ألف عامل على بناء طريق سريع سيصل الصين بأوروبا. ومن المقرر أن ينتهي العمل على مسافة الألفين والسبعمئة والسبع والثمانين كيلومتراً من الطريق الممتدة على الأراضي الكازاخستانية خلال ثلاث سنوات، حسبما أفاد شاكيانوف.
لكن كازاخستانيين كثراً لا يشاطرون هذا العمدة موقفه الانهزامي. فهم يخشون الاعتداء الصيني. ولم تعد هذه المسألة في نظرهم مسألة هل تهاجم الصين كازاخستان، بل متى؟ يوضح مراد أيوزوف، خبير في الشؤون الصينية: {من الخطأ الاعتقاد بأن أستانا ستتمكن من إرضاء بكين بمنحها موارد طبيعية. يحتاج الصينيون إلى أراضٍ جديدة للسكن وسيرون أن هذه متوافرة في سهول كازاخستان الفارغة. ومنها سيحظون أيضاً بمنفذ على بحر قزوين وإيران}.
يخبر أحد عمال السكة الحديد في دوستيك أنه أينما ذهب في كازاخستان، سواء في أستانا أو دوستيك أو ألماتي، يسمع الناس يقولون: {إذا أردت مغادرة البلاد، فتعلّم الإنكليزية. أما إذا أردت البقاء، فتعلّم الصينية}.
ترددت قبل سنوات قصص عن تخطيط الروس والصينيين لاقتسام كازاخستان في ما بينهم. لا شك في أن هذه شائعة لا أسس لها من الصحة. على رغم ذلك، صدّقها كثيرون في كازاخستان. هؤلاء هم أنفسهم مَن لا يشاطرون نزارباييف حلمه بتحويل كازاخستان إلى نمر الثلج في آسيا الوسطى.