الأربعاء، 30 يونيو 2010

الأميركيون يختارون أسماء تعكس «أمانيهم» والبريطانيون «عشوائيون» والروس يلجأون لكواكب المجموعة الشمسية

تاريخ تسمية العمليات العسكرية من «بارباروسا» إلى «تحرير العراق»

الأميركيون يختارون أسماء تعكس «أمانيهم» والبريطانيون «عشوائيون» والروس يلجأون لكواكب المجموعة الشمسية

لندن: كريستوفر بيلامي *
كيف تقرر القوات المسلحة في العالم الأسماء التي تعطيها لعملياتها العسكرية ؟ ولماذا بعض هذه الاسماء يكون في غاية الوضوح، والبعض الآخر في غاية الغموض؟ اجابة هذين السؤالين تستدعي اولا تأكيد شيء مهم وهو ان الدول المختلفة تتعامل مع تسمية العمليات العسكرية بطرق مختلفة تماما تعكس ثقافتها السياسية. ففيما يتعلق مثلا بالولايات المتحدة، تميل الأسماء الاميركية المستعارة للعمليات العسكرية اجمالا الى ان تكون واضحة. وهي عادة تعكس طبيعة وغرض العملية، أو على الأقل وجهة النظر الاميركية بشأنها، على الرغم من أن المعارضين قد لا يوافقون. ففي عام 1990 وبعد الغزو العراقي للكويت سميت عملية الانتشار للمساعدة في الدفاع عن المملكة العربية السعودية، التي حدثت في الثامن من أغسطس (اب)، باسم «درع الصحراء» وهو اسم واضح نوعا ما. وسميت العملية التالية التي استهدفت إخراج القوات العراقية من الكويت عبر الدخول الى الكويت وجنوب العراق باسم «عاصفة الصحراء»، وهي العملية التي بدأت بالحملة الجوية في يناير (كانون الثاني) 1991. أما الهجوم البري الذي بدأ يوم 24 فبراير (شباط) فقد سمي «وحش الصحراء». وهناك أمثلة أخرى تدل على ميل الاميركيين لتسمية العمليات العسكرية بشكل يعكس وجهة نظر واشنطن فيها، مثل «مخلب النسر» التي اطلقت الى عملية تحرير الرهائن الاميركيين في ايران عام 1980 بعد الثورة الاسلامية. و«القضية العادلة» في بنما التي أطاحت بالرئيس مانويل نوريجا فى ديسمبر (كانون الاول) 1989. أما في الصومال فسميت العملية العسكرية هناك لمساعدة المدنيين الصوماليين وانهاء الحرب الاهلية 1993 «استعادة الأمل»، فيما سميت عملية مساعدة اللاجئين الأكراد في جنوب شرقي تركيا وعلى الحدود العراقية 1991 باسم «تمديد الفرج». أما العملية العسكرية لتغيير النظام في العراق فسميت «تحرير العراق»، ومرة اخرى لم يكن الجميع موافقين على التسمية.

أما الهجمات الاميركية على أفغانستان في اكتوبر(تشرين الاول) 1991 والعمليات اللاحقة فاتخذت اسما مستعارا هو «الحرية الدائمة». وفي حينه اشير الى أن الاميركيين كانوا قد اعتزموا تسميتها «العدالة المطلقة»، وأنهم أرغموا على تغيير الاسم عندما قيل ان الحكومة الوطنية غير قادرة على نشر هذا الاسم لاسباب دينية. غير أن ضباطا شاركوا في عمليات الانتشار الأولى في أفغانستان قالوا ان ذلك كان مجرد شائعة.

وفي داخل الحملات يعطي الاميركيون العمليات المستقلة أسماء مستعارة من كلمة واحدة، على الرغم من ان هذه تميل الى ان تكون واضحة نوعا ما مثل عملية «أناكوندا» في افغانستان وعملية «كوبرا» لهجوم القوات الأميركية في منطقة اعالي الفرات كجزء من عملية «تحرير العراق».

أما الطريقة البريطانية فمختلفة تماما. فعلى النقيض من الوضوح الاميركي، كان الاسم البريطاني المستعار للدور الذي قامت به القوات البريطانية في المراحل الثلاث من الحرب العراقية عام 1991 «غرانبي». وغرانبي هي قرية في نوتنغهامشاير في المنطقة الوسطى بانجلترا. وهناك مكان ما في وزارة الدفاع البريطانية يقدم قائمة من الأسماء المستعارة بطريقة عشوائية. وعندما يجري التخطيط لعملية معينة فان المخططين يطلبون اسما مستعارا. وفي وقت لاحق قالت وزارة الدفاع البريطانية ان ذلك الاسم كان ملائما لأن لورد غرانبي (1721 ـ 1770) كان قائدا لامعا للفرسان في حروب ضد الفرنسيين، ولكن اختيارها كان عشوائيا تقريبا اذا ما اخذنا بالحسبان انه عندما جرى الاختيار في أغسطس (اب) 1990 لم يكن هناك من يعرف أي شكل قد تتخذه العملية.

والطريقة البريطانية ثابتة الى حد ما. فالاسم المستعار للعملية البريطانية لاستعادة جزر الفولكلاند عام 1982 كانت «كوربوريت». بينما سميت عملية وضع سور حول قاعدة صواريخ كروز الاميركية في مولسوورث عام 1983، والتي تمت كلها في ليلة واحدة، من أجل ابعاد المحتجين على الأسلحة النووية، باسم «يلستيد»، وهو اسم قرية في مقاطعة كينت في انجلترا.

وكان الاسم المستعار للجزء البريطاني من العملية العسكرية ضد العراق عام 2003 والوجود اللاحق هناك أكثر غموضا، ولكنه ربما أكثر اثارة للانتباه. فقد سميت «تيليك» وهو ليس اسم مكان، وانما صفة انجليزية مستمدة من كلمة «تليكوس» الاغريقية التي تعني «الغاية» والتي كانت موجهة لغاية محددة، وبكلمات اخرى الحل النهائي. وحتى الوقت الحالي لم تحقق العملية ذلك الحل وقد يمر وقت طويل قبل ان تحقق «الغاية» التي تدل عليها التسمية ضمنا.

عادة ما تستخدم الولايات المتحدة اسماء للعمليات العسكرية والمعارك مكونة من كلمتين. اما في النظام البريطاني، فإن الاسم المكون من كلمتين يطلق على التدريبات والمناورات، مثل مناورات «السيف السريع»، في سلطنة عمان، قبل حرب افغانستان. فيما يطلق على العمليات العسكرية الحقيقية اسم من كلمة واحدة فقط. وثمة اختلاف في الاسماء التي تطلقها القوى الاوروبية الاخرى تبعا للنظام المتبع في كل منها. فعلى سبيل المثال، بدأت خطة ألمانيا لغزو الاتحاد السوفياتي عام 1941 بأسماء غير نهائية الى ان استقر الاسم في نهاية الأمر على «فريدريك بارباروسا»، وهو امبراطور روماني وقائد اكبر حملة في الحروب الصليبية مات غرقا وهو يعبر نهراً في تركيا في يونيو (حزيران) عام 1190، وهو الحدث الذي اعتبره صلاح الدين الايوبي معجزة. اما الهجوم الألماني المدرع الواسع النطاق على كورسك بالاتحاد السوفيتي السابق في يوليو (تموز) عام 1943 فاطلق عليه «سيتاديل»، في اشارة، كما يبدو، الى المواقع السوفيتية المحصنة.

والاسماء المستعارة الروسية أكثر اثارة للاهتمام. فأول هجوم مضاد في ستالينغراد في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1942 اطلق عليه «اورانوس»، ثم اسم «زحل» على الهجوم المضاد التالي. وكان السوفيت يخططون لعمليات تطويق واسعة، مما يشير الى ان الاسم له صلة بدوائر كوكب زحل. وأطلق اسم «المريخ»، آلهة الحرب عند الرومان، على عملية تطويق اخرى واسعة الى الشمال. ومن المحتمل ان سياسة اختيار أسماء العمليات العسكرية كانت تنفذ طبقا لترتيب مدارات الكواكب مع النظر الى موسكو كشمس. وكانت العمليات العسكرية الاصغر حجما تكتسب اهتماما اقل، لكنها كانت تتخذ اسماء مناسبة. كعملية كسر الحصار الذي كان مضروبا على مدينة ليننغراد (سينت بيترزبيرغ حاليا) والتي اطلق عليها اسم «اسكرا» (الشرارة). وعقب استخدام اسماء كل الكواكب، عاد السوفيت مجددا الى اسماء كبار جنرالاتهم. فبعد فشل الهجوم على كورسك (عملية سيتاديل)، شن الروس هجومين مضادين اطلقوا على احدهما اسم «كوتوزوف»، وهو مارشال كبير خلدت ذكراه في روية «الحرب والسلام»، وروميانتسيف، وهو قائد روسي عظيم في القرن السابع عشر. وفي عام 1944 شن الجيش الأحمر هجوما على بيلاروس بغرض تدمير المراكز العسكرية الحيوية للألمان اطلقوا عليه اسم «باغاراتيون»، وهو بطل من فترة الحروب النابليونية قتل في معركة «بورودينو» عام 1812. وعندما اوشك السوفيت على دخول برلين لم تعد هناك حاجة الى التظاهر بأنهم ينوون التوجه الى موقع آخر، فالحديث بات مقتصرا فقط على برلين. وفي حالة القوات المتعددة الجنسيات تكون الاسماء المستعارة اكثر فائدة عندما تطلق تسمية واحدة بعدة لغات، إلا ان هذه مسألة صعبة التحقيق. بوسع الاميركيين والبريطانيين اختيار اسم واحد بحكم كونهم يتحدثون لغة واحدة. مثلا اطلق على عمليات الانزال البحري خلال الحرب العالمية الثانية اسماء «ضوء شمال افريقيا»، و«هاسكي»، فيما اطلق اسماء «سيسيلي» و«اوفرلورد» على الانزال الارضي في نورماندي.

اما العملية البحرية لإنزال القوات هناك، فقد اطلق عليها اسم «نبتون» (إله البحر عند الرومان). ومن ضمن الاسماء البارزة للعمليات العسكرية «الثبات»، الذي اطلق على خطة الخداع التي استخدمها الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، و«الحقيقي»، الذي اطلق على عملية عبور نهر الراين. وخلال إنزال النورماندي عام 1944 اطلق الاميركيون على الشواطئ اسماء الولايات الاميركية التي يتحدر منها جنرالاتهم الذين قادوا عملية الإنزال، مثل «اوتا» و«اوماها»، الذي شهد اكبر عدد من الخسائر في الارواح. اما الشواطئ التي سيطرت عليها القوات البريطانية والكندية، فقد اطلقت عليها اسماء مثل «الذهب» و«جونو» و«السيف». وقد اعرب رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل عن استيائه ازاء مقتل عداد كبير من الجنود على شاطئ اسمه «جلي» وهو اسم حلوى تقدم عادة في حفلات الأطفال، وأمر بتغيير اسمه الى «جونو».

* استاذ العلوم العسكرية في جامعة كرانفيلد البريطانية أعد خصيصا لـ«الشرق الاوسط»

السبت، 26 يونيو 2010

عملية مخلب النسر الفاشلة لتحرير الرهائن الامريكيين في طهران سنة 1980م Failed US Hostage Rescue In Iran


عملية مخلب النسر الفاشلة لتحرير الرهائن الامريكيين في طهران

















قبل
ربع قرن من الآن، في 24 أبريل 1980، انهارت العملية الأميركية السرية في
إيران التي كانت تهدف الى إنقاذ 53 رهينة محتجزين في السفارة الاميركية
بطهران لتنتهي بكارثة على مهبط طائرات مؤقت وسط الصحراء الإيرانية.


وكان
الفشل العلني المحرج لهذه الغارة التي أطلق عليها اسم عملية «مخلب النسر»
وصمة عار لإدارة كارتر ولقواتنا المسلحة أيضاً التي كانت لاتزال تناضل
للنهوض على قدميها مجدداً في أعقاب الهزيمة النكراء التي لحقت بها في
فيتنام قبل ذلك بخمس سنوات فقط.

وقد
قتل ثمانية جنود أميركيين عندما فشلت الغارة لدى تصادم مروحية من طراز «آر
إتش - 53» تابعة لمشاة البحرية وطائرة حربية من طراز «إي سي - 130» تابعة
لسلاح الجو على الأرض. وكان كارتر قد أصدر أوامره بإجهاض المهمة عندما لم
يتبق سوى عدد قليل جداً من المروحيات الصالحة للاستخدام بعد دخولها إيران
محلقة على ارتفاع منخفض انطلاقاً من حاملة طائرات اميركية في عرض البحر.

وبتنفيذ
هذه الغارة، أتيح للعالم أيضاً إلقاء نظرته الأولى على قوة العمليات
الخاصة الأميركية التي كانت محاطة بأقصى درجات السرية وعلى قائدها المؤسس
الاسطوري الكولونيل تشارلي بيكويث، المحارب المخضرم من الوحدات الخاصة
والفرقة المجوقلة 101 والذي خدم لفترتين متعاقبتين في فيتنام.
أعلن
كارتر بنفسه عن فشل العملية وتحمل المسؤولية كاملة، كما كان ينبغي له ان
يفعل. وكان كارتر قد أدار العملية بكل تفاصيلها من البيت الأبيض وانحنى
أمام الضغوط من فروع القوات المسلحة كافة للقيام بعمل جسور يمجّد أميركا


ولم
تكن قوات بيكويث تملك وسائل نقل خاصة بها، ولذلك تعهد سلاح الجو بنقل
الجنود الى منطقة الانطلاق وإعادة التزود بالوقود وسط الصحراء الإيرانية
على متن طائرتي نقل ذات محركات مروحية طوربينية من طراز «سي - 130» في حين
كلفت مروحيات من سلاح مشاة البحرية «المارينز» بنقل جنود قوة العمليات
الخاصة «دلتا» من المهبط الجوي المؤقت في الصحراء الى طهران، ودخلت هذه
المروحيات الأجواء الإيرانية قادمة من البحر.
واضطر
المشرفون على العملية إلى تجميع طواقم المروحيات على عجالة وبطريقة خرقاء
مستخدمين طيارين من المارينز والاسطول البحري وسلاح الجو بعد ان اكتشفوا
في الدقيقة الأخيرة ان بعض طياري المارينز يفتقرون للمهارات اللازمة
للقيام بمثل هذه المهمة.

وكان
عدد من عناصر وعملاء القوة «دلتا» قد تسللوا إلى داخل الاراضي الإيرانية
للمساعدة في تنفيذ الهجوم لانقاذ الرهائن الأميركيين الـ 53 وجميعهم من
الدبلوماسيين والحراس المارينز - الذين احتجزوا عندما استولى حشد من
الايرانيين على السفارة الأميركية في طهران في 4 نوفمبر 1979.
ونظم
بيكويث ومؤيدوه في البنتاغون، حملة ضغط للقيام بمهمة انقاذ خاصة ينفذها
خبراء من قوة دلتا متخصصون في مهام تحرير الرهائن، وكان قد بدأ بالتخطيط
لعملية الانقاذ بعد ساعات من احتجاز الرهائن الاميركيين.
لكن
كل ذلك التخطيط انهار بصورة كارثية في موقع الإنزال بالصحراء الإيرانية.
وأمام مشهد اشتعال الطائرتين المتصادمتين على المهبط السري، ولم يكن أمام
الجنود وطواقم الملاحة سوى حزم معداتهم والخروج بأسرع ما يمكن على متن
طائرات «سي - 130» المتبقية.

وأصدرت
لهم الأوامر بتدمير المروحيات المتروكة على المهبط، لكن وسط حالة الإرباك
الشديدة لم يتم تنفيذ هذه الأوامر. ووقعت الخطط السرية في أيدي
الإيرانيين، وبالكاد استطاع العملاء المتعاونون مع الولايات المتحدة في
طهران الفرار


ويقول
البعض ان هذا الفشل الذريع شلّ الإدارة الأميركية في حينها وكان السبب
المباشر لهزيمة كارتر أمام رونالد ريغان في انتخابات نوفمبر التالي.
وفي النهاية قام الإيرانيون بتحرير الرهائن في يوم تقليد ريغان مراسم السلطة بعد مضي 444 يوماً على احتجازهم.

ولم
تمض فترة طويلة بعد ذلك حتى تقاعد بيكويث بهدوء من الجيش. ولم يحاول قط
إلقاء اللوم على كارتر في حينها أو في أي وقت لاحق. ومات بيكويث قبل حوالي
15 عاماً، وهو على قناعة بأن الجزء الأكبر من اللوم يقع على التنافس
الداخلي بين فروع القوات المسلحة المختلفة.


طائرات مروحيه امريكيه في صحراء طبس الايرانيه..
وولد
من ثنايا هذا الفشل تصميم تام من قبل بعض الأعضاء المتنفذين في الكونغرس،
إلى جانب أولئك الذين كانوا يمنحون ثقتهم ودعمهم من دون تردد لوحدات
العمليات الخاصة الصغيرة، تصميم على أن ما حدث لن يتكرر، واصرار على ضرورة
ايجاد قيادة مصممة لضمان نجاح مثل هذه المهام السرية، على أن تكون تلك
القيادة مكتفية ذاتياً في كل شيء بما في ذلك احتياجاتها من الطائرات
والمروحيات والطيارين.
وولدت
بالفعل قيادة من هذا النوع، برغم المعارضة المتعنتة من قبل الكونغرس، وهي
تعرف اليوم بـ «قيادة العمليات الخاصة الأميركية» ويقع مقرها في قاعدة
ماكويل الجوية بولاية فلوريدا ولقد أصبحت مستقلة بذاتها تحت إمرة ضابط
كبير مخضرم ـ برتبة جنرال أو أدميرال ـ منذ أحداث 11 سبتمبر.









نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 664 في 404




نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 663 في 434



نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 668 في 428




نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 667 في 417










نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي














الأحد، 20 يونيو 2010

الاسباب الرئيسية في خلع الملك سعود عن الحكم ... (الامراض و الحروب)

ملف:Gfdg.JPG




سبب خلع الملك سعود بن عبدالعزيز في 2/11/1964 الى سببين رئيسين هما

الامراض المزمنة التي المت بالملك سعود بن عبدالعزيز والتي منعته من القيام بواجبه كملكا للمملكة العربية السعودية والتي استدعته الى السفر مرارا خارج البلاد مما اثر سلبا على تعطيل مصالح البلاد والعباد والتي تستوجب حضور الملك شخصيا او الاستماع اليها والبت فيها وهذا ما لم يتمكن منه الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله حيث وكما ذكرت انه كان كثير الاسفار لخارج المملكة العربية السعودية للعلاج ومن هذه الاسفار للعلاج ما يلي :
ا ) عام 1926 سافر الى مصر للعلاج بسبب مرض في الجفون
ب) بتاريخ 6 / 6 / 1962 سافر الى روما للعلاج
ج) بتاريخ 11 / 7 / 1962 سافر الى النمسا للعلاج
د) بتاريخ 27 / 7 / 1926 سافر الى المانيا للعلاج
ه) بتاريخ 12 / 1962 سافر الى سويسرا للعلاج وقد مكث في سويسرا قرابة الخمسة شهور للعلاج في ذات الوقت كان الامير فيصل بن عبدالعزيز يدير البلد مع افتقاده للكثير من الصلاحيات المنعقدة للملك الغائب فقط

و) بعد خلع الملك عبدالعزيز توالت سفراته الى الخارج للعلاج حيث سافر في شهر سبتمبر من عام 1967 الى فيينا للعلاج
ي) بتاريخ 2/1/1968 سافر الى مصر للعلاج بسبب الزائدة الدودية
ط) بتاريخ 31/3/1968 سافر الى اثنيا للعلاج وعاد اليها مرة ثانية بتاريخ 20/8/1968
ظ) بتاريخ 17/12/1968 سافر الملك سعود بن عبدالعزيز الى اليونان للعلاج وكانت هذه اخر سفرة له في حياته حيث قضى في اليونان قرابة الشهرين وتوفي فيها 23/2/1969 رحمه الله واسكنه فسيح جناته
وقد كانت هذه الامراض سببا في اختلال مزاجه وسرعة انفعاله وتغير مجرى حياته ( اشارة واضحة على تأثر سلوكه العقلي كملكا للبلاد ) وكذلك ان الامراض استشرت في جسمه وبدات مظاهره في بعض تصرفاته

اما عن السبب الثاني وهو برايي الاهم من السبب الاول فانه في هذا الوقت قام سلاح الطيران المصري بالاغارة على مدينة جيزان ونجران لضرب القوات السعودية والتي كانت متوجهة الى اليمن لمساعدة الامام يحيي ملك اليمن لاستعادة عرشه المسلوب على ايدي الضباط الاحرار اليمنيين والذين استنجدوا بالرئيس جمال عبدالناصر حيث كان عبدالناصر مؤيدا للحكومات ذات الطابع الجماهيري وفي نفس الوقت كانت المملكة العربية السعودية ترى بسقوط النظام الملكي في اليمن تهديدا مباشرا لماصلحها فتقاطعت مصالح السعوديين مع المصريين في اليمن فالاولى ( المملكة العربية السعودية ) تريد دعم النظام اللملكي في اليمن والثانية ( مصر عبدالناصر ) تريد اسقاط ذلك النظام الملكي واقامة نظام جمهوري على غرار الكثير من الجمهوريات العربية انذاك ولذلك قام سلاح الطيران المصري بضرب تلك القوات السعودية التي كانت متوجهة لمساعدة الامام يحيي على اخماد الفتنة او الانقلاب في اليمن وايضا لافتقار المملكة العربية السعودية للسلاح الجوي او وسائل الدفاع الجوي المضادة للطائرات في ذلك الوقت وهو ما مكن القوات المصرية من الانتصار في هذه المعركة واسقاط النظام الملكي اليمني ولربما قام اليمنييون باستعادة مرتفعات جيزان ونجران التين تطالب بهما من المملكة العربية السعودية ولذلك انقعد مجلس العائلة الحاكمة لآل سعود بزعامة الامير فيصل بن عبدالعزيز ال سعود وبحضور العلماء ورجال العلم واهل الحل والعقد في المملكة العربية السعودية في 1/11/1964 وبحضور اايضا الامير محمد بن عبدلعزيز ال سعود اكبر الاشقاء بعد الامير فيصل وبحضور مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ والذين افصدروا فتواهم في تاريخ 29/3/1964 بنقل السلطات الملكية من الملك سعود بن عبدالعزيز الى اخيه الامير فيصل بن عبدالعزيز ال سعود ولي العهد ويبقى الملك سعود ملكا له حق الاحترام والإجلال
وفي الثاني من نوفمبر من عام 1964 اجتمع العلماء والقضاة والامراء من ال سعود واستعرضوا التطورات الاخيرة ( الانقلاب في اليمن / وقصف مدينة جيزان ونجران من قبل السلاح الجوي المصري ) والخلاف بين الاخوة الملك سعود واخيه الملك فيصل ولي عهده وقرروا خلع الملك سعود من الحكم وتنصيب الامير فيصل بن عبدالعزيز ملكا على المملكة العربية السعودية

الجمعة، 18 يونيو 2010

خامنئي .. الذي غيرته السنين


خامنئي .. الذي غيرته السنين












ترجمة ــ سناء عبد الله
علي رضا اشراقي وياسامان باجي
طهران غالبا ما تعرض آية الله علي خامنئي، الذي عرف عنه فيما مضي بأنه رجل دين ذو عقل متفتح وتفكير تقدمي، إلي الانتقاد من العناصر المحافظة بسبب مخالفته قواعد المؤسسة الدينية المتعارف عليها. غير أن خامنئي تغيّر منذ أن تبوأ أعلي منصب في المرجعية السياسية والدينية العليا في إيران عام 1989، وصار يتخذ منهجا أصوليا متشددا ومحافظا.
لم تعد اليوم صورة خامنئي التي علقت بأذهان المعجبين به باقية علي النحو الذي يذكرها البعض قبل الثورة الإسلامية عام 1979 والسنوات الأولي التي أعقبت الثورة، التي اتسمت بالمواقف الثورية وبالخروج عن التقاليد القديمة. في هذا الصدد، كان خامنئي قد أثار دهشة البعض عندما كان يدخن غليونه اثناء قيامه بتفسير نصوص القرآن الكريم، الأمر الذي رآه البعض خرقا لكرامة المنصب. بيد أن خامنئي بدا مستمتعا بتلك التصرفات. في هذا الصدد، يروي رئيس أركان القوات الإيرانية، حسين فيروز آبادي، الذي كان قد التقي خامنئي قبل الثورة "أحببنا تلك الرائحة.. كان يجلس في المسجد، ويملأ غليونه بالتبغ، ويبدأ بالتدخين. وكان الجميع يقولون إن لرجال الدين حرمة عليهم مراعاتها (غير أنه لم يأبه لذلك)."
من بين رجال الدين الذين صعدوا إلي السلطة، ينظر إلي خامنئي بوصفه متمردا. رغم تاريخه في مقاومة نظام الشاه، حيث اعتقل سبع مرات خلال الستينات والسبعينات، فقد كانت طبيعته في الوقوف ضد قواعد المؤسسة الدينية المتعارف عليها وعلاقته الوطيدة بالمثقفين جعلت من ذلك النظام يمتنع عن أخذ مواقفه علي محمل الجد.
ورث خامنئي حبه للشعر والأدب في مرحلة مبكرة من حياته عن والدته التي كانت سيدة مثقفة حفظت أشعار الشاعر الفارسي الشهير حافظ. وقد دفعه حبه للأدب إلي ارتياد المكتبات العامة في مدينة مشهد، حيث تطورت صحبته بعدد من كبار الشعراء وأدباء المرحلة مثل مهدي أخوان ثالث وأمير فيروز خان، ومهرداد أوستا، ومحمد رضا شفيق قادقاني ومحمد مختاري. وكان خامنئي قد قال بأنه طلب من بعضهم نظم الشعر عن الثورة. وفيما استجاب أوستا لمطلبه، إلا أن أخوان ثالث رفض الطلب قائلا له "كنا دائما ضد السلطة ولم نكن معها".
وبعد مضي ثلاثة أعوام علي الثورة، أجبر مهدي اخوان ثالث علي التقاعد من الخدمة المدنية دون حصوله علي أية حقوق تقاعدية وعاش عيشة زاهدة لغاية وفاته عام 1990. لم يتعرض خامنئي إلي اخوان ثالث بالانتقاد مطلقا قائلا "علي عكس معاصريه، أخوان ثالث تميز بعدم محاربة الثورة". غير أن محمد مختاري، وهو شاعر آخر صاحب آية الله خامنئي في مشهد، لقي مصيرا مختلفا. فقد اختطف وقتل علي أيدي وكلاء المخابرات خلال سلسلة من أعمال القتل التي طاولت المثقفين الإيرانيين عام 1998. ولم يكشف عن ملابسات مقتل مختاري ولم يجلب منفذوها إلي العدالة، غير أن مناصريه أدركوا بشكل جلي بأن الوكلاء المزعومين المسؤولين عن الجريمة كانوا مقربين من آية الله خامنئي. من الناحية الرسمية، الجريمة ارتكبت من قبل عناصر مارقة داخل الجهاز الاستخباري لوزارة الاستخبارات الايرانية.
عندما ذهب خامنئي لمواصلة دراسته في مدارس قم الدينية، واصل حضور جلسات الشعر بل حتي نظم الشعر ونشره تحت اسم (أمين). ولم يكن أحد قد سمع بمثل هذا الأمر في مدارس قم الدينية المحافظة. بل قام بترجمة قصيدة الشاعر اللبناني ــ الأمريكي جبران خليل جبران (دمعة وابتسامة) إلي اللغة الفارسية عندما كان في قم لكنه لم ينشرها أبدا.

قارئ متعطش
كان لقصص القرآن التي روتها له والدته وقع كبير عليه دفعه إلي الاهتمام بالرواية. ولم تتمكن مكتبة رضوي في مشهد، التي لم تضم سوي كتب دينية، من إشباع تعطشه للقراءة مما دفعه إلي تخصيص جزء من دخله الشحيح لاستعارة الروايات من المكتبات الأهلية كل ليلة. وعن هذه القراءات، وصف خامنئي رواية (البؤساء) للروائي فكتور هيغو بأنها "أفضل رواية في جميع الأوقات". وكانت كتبه المفضلة تتضمن (الكوميديا الإلهية) لدانتي، و(الحرب والسلم) لليو تولستوي، و(النفس المسحورة) لرومان رولان، و(الدون الهادئ) لشولخوف.
وكانت الاعمال الادبية الفارسية الكلاسيكية مثل (ألف ليلة وليلة) ــ المحظورة حاليا في الجمهورية الاسلامية ــ من بين الكتب التي قرأها خامنئي في صباه.
قال خامنئي أيضاً إنه استمتع بقراءة أعمال الكاتب الوجودي جان بول سارتر، كتاب (عاصفة علي السكر) علي سبيل المثال. كما أعجب خامنئي باعمال عدد من الكتاب اليساريين مثل فرانز فانون سيما كتاباته النقدية بشان الاستعمار. إلي جانب ذلك، اعجب خامنئي بكتاب دورانت (متعة الفلسفة) الذي قال عنه: "هذا الكتاب يشبه الشعر، وأن دورانت يحوّل كتاب الفلسفة هذا للقارئ إلي طبق شهي حلو المذاق". وتشير تقارير متعددة بأن خامنئي حافظ علي عادته في القراءة، بل حتي قرأ للكاتب الأفغاني خالد حسيني (سباق الطائرات الورقية) الذي يتحدث فيه عن محنة الأفغانيين في ظل حكم حركة طالبان، واصفا الرواية بأنها عمل عظيم.
كان خامنئي قد تعرف إلي عدد من المثقفين الإيرانيين أثناء فترات اعتقاله قبيل الثورة الإيرانية. وكان أول اعتقال لخامنئي دام عشرة أيام عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره، حيث اعتقل بسبب مناصرته لأية الله الخميني وإلقائه خطبا في المساجد وجلسات تفسير القرآن كرست للتحريض ضد نظام الشاه. وقد تضمنت الاعتقالات التي عاشها خامنئي فترة أمضاها في السجن الانفرادي كان وقعها عليه كبيرا.
في العام 1974، وضع خامنئي في زنزانة واحدة مع الصحفي اليساري هوشنك أسدي حيث دامت صداقتهما لحين اندلاع الثورة. يتحدث أسدي في مذكراته عن لقاءاته بخامنئي وشاب شيوعي آخر يدعي رحمن هاتفي. اصبح هاتفي فيما بعهد رئيسا لتحرير صحيفة كيهان واسعة الانتشار ولعب دورا هاما في دعم الثورة. لكنه اعتقل فيما بعد في عهد النظام الإسلامي وتوفي في السجن في ظروف غامضة.
ولا يختلط عادة الكثير من رجال الدين بالشيوعيين إذ يعتبر معظمهم الشيوعيين بأنهم أنجاس لانكارهم وجود الله. قال هوشنك أسدي في مذكراته: إن خامنئي كان يطعم رفيق زنزانته الشيوعي الذي كان مريضا. في الوقت الذي كان للشعر بعض الهواة من رجال الدين، فإنهم لم يرضوا أبدا علي قراءة الروايات. وربما بسبب هواياته وتصرفاته غير المعتادة، اطلق بعض رجال الدين في مدينة مشهد علي خامنئي لقب "الوهابي"، في إشارة إلي الجماعة المتطرفة لدي الطائفة السنية والتي تعد من ألد أعداء الشيعة. وينطوي هذا اللقب علي فهم مفاده أن خامنئي لم يعد من الشيعة أساسا.
وفيما كان يواصل دراسته في المدارس الدينية، تابع خامنئي تعليمه التقليدي في مدرسة مسائية وحصل علي شهادة الثانوية العامة. وفي هذا المنحي أيضا، برهن خامنئي انه مختلف عن سواه ممن نادرا ما تابعوا تعليمهم التقليدي.

حب الموسيقي
عرف عن خامنئي أيضا حبه للموسيقي. وكانت تربطه علاقة صداقة جيدة بعازف القيتار الشهير احمد عبادي، بل إن بعض جيرانه القدامي في مدينة مشهد يقولون إن لديه صوتاً جيداً. يقول احد الأساتذة في جامعة طهران إنه عندما زار خامنئي كلية الحقوق عام 1988، أيام كان رئيسا للبلاد، سأله أحد الطلبة عن الموقف من الموسيقي. أجاب خامنئي "إن الموسيقي في طبيعتها ليست حراما إلاّ إذا كانت مصحوبة بالخمر".
وعندما سأله أحد الطلبة عن كيفية التصرف في حالة عدم معرفة المستمع إن كان يستمع الي موسيقي حلال أم حرام، أجاب خامنئي: "عندما تكون في شك من أمرك ولا تعرف إن كانت حلالا أم حراما فعليك أن تستمع".
وبعد ثورة عام 1979 اصبح اداء الموسيقي، بل حتي الموسيقي الفارسية التقليدية، محرما لغاية عام 1988. ففي ذلك العام، اصدر المرجع الديني الأعلي في حينه، آية الله خميني، فتوي منحت الموافقة لبعض انواع الموسيقي. أما خامنئي فقد أفتي خلال السنوات الأخيرة الماضية بأن الموسيقي محللة عدا تلك الأغاني التي تعد كلماتها بذيئة.
غير أن رأيه هنا شهد تغييرا كذلك، ففي اجتماع مع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ووزرائه، انتقد خامنئي بشدة سياسة الحكومة في الترويج للموسيقي في الجامعات وأعلن بأن ذلك يتعارض مع الإسلام.
كما كان خامنئي من بين قلة من رجال الدين الذين أعاروا انتباها للتوجهات الرئيسية المعاصرة في الهند والعالم العربي قبل الثورة. وقد اصدر كتابا تناول دور المسلمين في استقلال الهند واعد بحثا غير منشور حول الادب الفارسي في الهند. كما قام بترجمة كتابين الي اللغة الفارسية من مؤلفات الباحث الاسلامي سيد قطب، وآخر للشيخ راضي آل ياسين بشان مفهوم السلم في فكر الامام الحسن عليه السلام.
ويعد الحسن عليه السلام ثاني أئمة الشيعة والشقيق الأكبر للامام الحسين عليه السلام ــ كلاهما كانا حفيدين للرسول محمد عليه الصلاة والسلام. أما الحسين فهو الامام الاكثر شعبية بين الطائفة الشيعية الايرانية، قتل بعد أن ثار علي الخليفة في ذلك العصر، فيما عقد الامام الحسن صلحا مع الخليفة ولم يسع الي تسلم مقاليد السلطة. اثناء الثورة الايرانية عام 1979، اعتبر معظم الايرانيين انفسهم اتباعا للامام الحسين في تمردهم علي الحكم الاستبدادي لتلك الحقبة، والذي تمثل في حالتهم بنظام الشاه. غير أن خامنئي كان قد قال إن "تطبيق رسالة السلام التي حملها الامام الحسن" كانت حلمه.
في العام 1984، وخلال قضية إيران ــ كونترا، شارك خامنئي، بصفته رئيسا للبلاد، في مفاوضات مع وفد أمريكي بمعية رئيس البرلمان في حينه هاشمي رفسنجاني من دون علم خميني. وزار الممثل الخاص للرئيس كلنتون، روبرت ماكفرلين، ايران لغرض التفاوض لاطلاق سراح الرهائن في لبنان مقابل حصول إيران علي السلاح.

تحدي قواعد المؤسسة الدينية
غير أن خميني الذي شعر بالغضب، أمر السلطات أن تخبر الشعب بشأن المفاوضات. وأصبح رفسنجاني كبش الفداء، فتحمل مسؤولية توضيح الأمر للإيرانيين خلال صلاة الجمعة.
رغم اعتبار نفسه تابعا لخميني، اظهر خامنئي تحديا للسلطة المطلقة لولاية الفقية العادل، وهي الاساس الديني لتشريع القوانين في البلاد والتي تجعل من المرشد الأعلي شخصا معصوما من الناحية العملية، وذلك في إحدي خطب الجمعة من العام 1987. غير أن خامنئي تراجع فيما بعد وبعث برسالة إلي خميني يعلن فيها موافقته علي فتاواه.
لكن بعد وفاة خميني، دعا خامئني إلي إحلال مجلس قيادة لإدارة البلاد، الأمر الذي عكس خشيته من السلطة المطلقة.
إلا أن هذه الفكرة أدينت مؤخرا علي لسان مصباح يزدي، وهو من أكبر مؤيدي خامنئي وأقرب أصدقائه من بين آيات الله، الذي قال أن مفهوم مجلس القيادة يحمل معان شيطانية وهو وليد الأيدلوجيات الغربية الفاسدة.
حالما حل خامنئي محل الخميني، تغيرت مفاهيمه وأصبحت أكثر تشددا وبدأ ينادي بالسلطة المطلقة للفقيه العادل، قائلا أن هذه السلطة تتقدم علي إرادة الشعب. ويختلف هذا الموقف تماما عن وجهة نظره التي عبر عنها عام 1982 عندما أعلن: "إن الشعب يأتي بالمرتبة الأعلي في البلاد.. فالشعب ينتخب المرشد الأعلي، وأن كل شيء في نهاية المطاف يرجع إلي الخيار الذي يقرره الشعب".
لقد تبني الرجلان موقفين متباينين بشأن الموقف من سلمان رشدي. كان خميني قد اصدر عام 1988 فتوي اعتبر فيها سلمان رشدي مرتدا ويجب قتله بسبب الإساءة التي وجهها إلي الرسول عليه الصلاة والسلام في كتابه (آيات شيطانية). وبعد ثلاثة أيام من صدور تلك الفتوي، أكد خامنئي في صلاة الجمعة: "إذا ما أعلن سلمان رشدي توبته، واعتذر لمسلمي العالم، فقد يغفر له الناس".
وبعد تلك الخطبة بيوم واحد، أصدر مكتب خميني بيانا قال فيه "حتي إذا ما تاب سلمان رشدي وأصبح أكثر الناس ورعا في زمانه، تبقي مسؤولية المسلمين أن يضحوا بحياتهم وأموالهم وأن يبذلوا جهودهم لارساله إلي جهنم".
بعد موت خميني في حزيران من عام 1989، وحل خامنئي محله كمرشد أعلي للبلاد، أعلن الأخير أن فتاوي سلفه مازالت نافذة. غير أنه، بعد بضع سنوات أبلغت الحكومة الإيرانية نظيرتها البريطانية علي نحو هادئ أن إيران لن ترسل أحدا لقتل سلمان رشدي. ويعتقد أغلب المحللين أن مثل ذلك الموقف لم يكن له أن يتخذ دون موافقة خامنئي. لم تكن هذه المرة الأولي التي يحاول فيها خامنئي الوقوف ضد تنفيذ قرارات قتل. ففي عام 1988، ذهب خامنئي إلي حسين علي منتظري، بوصفه نائب المرشد الأعلي، واخبره أن بعض الأشخاص يريدون الحصول علي موافقة خميني لإعدام 500 سجين شيوعي، مطالبا منتظري بالتحدث إلي خميني لمنع تنفيذ المجزرة.
بيدّ أن خامنئي نفسه الذي كان قد طالب بالعفو عن سلمان رشدي، أعلن في سنواته الأولي في السلطة بعد أن أصبح مرشدا أعلي للبلاد أن سعيدي سيرجاني، أستاذ الأدب في جامعة طهران، مرتدا وكافر. اعتقل سيرجاني بعد فترة وجيزة علي كتابته رسالة ينتقد فيها خامنئي وقتل عام 1993. أعلنت السلطات الإيرانية في بادئ الأمر أن وفاته جاءت بسبب إصابته بنوبة قلبية، لكنها عزت موته فيما بعد إلي عملاء في وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وفقا لمصادر موثوقة، خلال احتجاجات الطلبة عام 1999، جلس خاتمي، الذي كان آنذاك رئيسا للبلاد، في مكتب خامنئي طيلة يوم كامل سعيا للحصول علي إلغاء لقرارات الإعدام التي صدرت بحق الطلبة، إلاّ أن خامنئي أصر علي إعدام أولئك الطلبة لكي يصبحوا درسا لآخرين.
تغير خامنئي تدريجيا. لقد تغير ذلك الرجل الذي أراد يوما عالما يتيح للشعراء أن ينظموا أشعارهم وقصائدهم، وللكتاب والمثقفين أن يمنحوا الفرصة للاعتذار عن أخطائهم، وللشيوعيين ألاّ يعدموا، وللشباب أن يستمعوا إلي الموسيقي.
يصعب القول إلي أي مدي تمتد جذور التحول في أفكار خامنئي، أو إلي أي حد ساهم موقعه كالرجل الأقوي نفوذا في البلاد في صياغة مفاهيمه الجديدة هذه. قال خامنئي مؤخرا أنه يتمني أن يتجول بحرية أمام المكتبات التي تقع أمام جامعة طهران، ذلك المكان الذي يعرف بأنه أبرز زوايا الثقافة في إيران. يبدو أنه يفتقد أيام صباه السعيدة، مما يوحي بأنه ليس سعيدا الآن.
اسم مستعار لصحفية إيرانية مقرها طهران

مهرجان يوم الشهيد الاحوازي


مهرجان تكريمي للمناضلين الذين اِفتدوا الوطن
بمناسبة يوم الشهيد الأحوازي في 13/6 من كل عام



بمناسبة الذكرى الخالدة لشهداء القضية الأحوازية العادلة والإنسانية التي غدى رموزها الثوار الشهداء محي الدين آل ناصر وعيسى المذخور و دهراب الشميل... بهذه المناسبة الخالدة التي تصادف يوم الشهيد الأحوازي بتاريخ 13/6 من كل عام، وهو التاريخ الذي تم إعدام تلك القيادة الثورية الأحوازية بتاريخ (13/6/1964م) كونهم اِختطوا نهجا ثوريا في مقارعة العدو الفارسي المحتل، ستقيم الجاليات العربية المقيمة في النمسا وبالتنسيق مع المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)، المؤمنة جميعها بمستقبل الأمة ... ستقيم مهرجانا تكريميا لعموم الشهداء العرب، وعلى وجه الخصوص للشهداء الأحوازيين.

وسيتناوب على احيائه ثلة من المواطنين الأحوازيين والأشقاء العرب. فالى ذلك تدعو المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) كافة الأخوة الأحوازيين، تنظيمات ومستقلين والاشقاء العرب من كل الأقطار لاعطاء هذا الجهد اهتمامهم اللازم، والحضور المكثف من أجل التعبير عن من هم الأكرم منا جميعا .

الزمان : يوم السبت المصادف 12/6/2010 ـ من الساعة 19:00 مساءً .



المكان : النمسا ـ فيينا

الصالة الأزهرية في مدرسة الأزهر الدولية



Nordbehnanlage 4

Wien 1210

Austria



المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز ـ حزم

وبالتنسيق مع الجاليات العربية في النمسا






Alazhar International School 3 – 6 – 2010 3-6-2010

الولاء لإيران.. مصيبة!


الولاء لإيران.. مصيبة!

الوطن الكويتية


لما كتبت عن السفير الإيراني المخلوع علي جنتي.. وجدت أسفل المقالة في صحيفة «الوطن» على شبكة الانترنت بعض التعليقات المتعاطفة مع السفير المخلوع وبعض التعلقيات المدافعه عنه، وبعض التعليقات الداعية لخروجه!! وللأسف فإن معظم التعليقات المدافعة والمتعاطفة كانت من «كويتيين» او من «متكوتين»، لأن اسلوب الكتابة كويتي، ولا يحتوي على كلمات مميزة تصدم الأذن الوسطى مثل «زعلان من عندك»! او «اني المهندس».. الى آخره، هذه الظاهرة – ظاهرة الولاء لإيران ولنظامها - بحاجة لدراسة ثم تصحيح.
فغير معقول ولا مقبول ان يكون هناك ولاء لإيران، او لنظامها الحاكم، بسبب الولاء العقدي!! لان إيران - وهي جمهورية ذات الدستور الإسلامي والمفترض انها تحكم بالشريعة الاسلامية - انقلبت على اقرب المقربين منها، وانقلبت وحطمت «المعممين»، الذين كان لهم الدور البارز في قيامها.. وآخرهم اية الله منتظري الذي لم يؤبنه احد، بسبب مواقفه السياسية وموقفه من الانتخابات الإيرانية الأخيرة.
وبالأمس نشرت الصحف اخباراً عن تجمهر مجموعة كبيرة من مؤيدي النظام الايراني – وليسوا مباحث او باسيج متنكرين حاشا لله – كانوا متجمهرين في مدينة قم، احتجاجاً على وجود السيد مهدي كروبي فيها، وقالت الصحف ان قوات الشرطة تدخلت، وسمحت لكروبي بالخروج من بين المتظاهرين.. على الرغم من تكسير سيارته، وتكسير نوافذ منازل مجموعة من رجال الدين المؤيدين للمرشح مهدي كروبي.
وبغض النظر عن أحقية المرشح المعمم مهدي كروبي في التجول.. والذهاب لمدينة قم لتأدية واجب العزاء – كما نشرت الصحف – فان السؤال الذي يطرح نفسه على عشاق الثورة الايرانية والمدافعين عنها، والموالين لها: اذا كان مهدي كروبي.. وهو رجل دين معمم، قرر ترشيح نفسه، وله شعبية عارمة في ايران، يتعرض بسبب الانتخابات لهذا الضرب والاعتداء والتهديد والحصار.. فماذا سيحدث لو ظهر في ايران شخص ليبرالي، يحمل افكار الدكتورة ابتهال الخطيب، ويريد نشرها في ايران، وهدم مبادئ الثورة الايرانية، ماذا سيحدث له؟! واذا كانت ايران انقلبت على المعممين الذين ساندوها في بداية ثورتها.. ومنهم آيات الله العظام، وليسوا مشايخ سنة اولى ما زالوا يتعلمون في الحوزات الدينية في قم او مشهد، فماذا ستفعل للكويتين الذين يساندونها بالتعاطف القلبي معها.. اذا وجدوا ان مصلحة الكويت تتعارض مع مصلحة إيران.. هل ستضع لهم اعتبارا او وزنا لأنهم كانوا متعاطفين معها؟!
٭٭٭
شكرا للعم علي المتروك، على مقالة «ان الرائد لايكذب قومه»، التي نشرها في عموده بـ«الوطن»، وتحديداً في الفقرة التي شكرني فيها، ومجموعة من كتاب الزوايا، بسبب ثنائنا على محاضرته، التي قالها في ديوان الزميل سعد المعطش، وهي محاضرة لا ينكر أهميتها ولا قوتها إلا جاهل أو أحمق.
٭٭٭
نبارك لأسرة اليوسفي افتتاح صالة العم عيسى حسين اليوسفي في منطقة شرق.. وهي صالة راقية جداً، فيها قبة مزخرفة بزخارف مميزة، وثلاثة أدوار منظمة الأول للحفلة، والثاني للبوفيه، والثالث لتجهيز الست العروسة!! وهذه الصالة تعيد لنا الامل وتنفي تهمة هروب الابداع المعماري من الكويت.. مع ان حفل الافتتاح الذي حضرته كان خالياً من اي معرس وعروس يجلسان على «كوشة».. مثل الكناري او طيور الحب!!.

أحمد محمد الفهد

الخميس، 17 يونيو 2010

ذكرى وفاه امام الدعاه الشيخ محمد متولي الشعراوي 1998



قبل اثنى عشر عاما وفي مثل هذا اليوم ..توفى الله الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي ..... والشيخ الشعراوي يُعد أعظم من فسر القرآن الكريم في العصر الحديث، واتفق الكثيرين على كونه إمام هذا العصر حيث لُقب بإمام الدعاة لقدرته على تفسير أي مسألة دينية بمنتهى السهولة والبساطة، علاوة على مجهوداته في مجال الدعوة الإسلامية، وقدكان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره ما جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات.. فكان أشهر من فسر القرآن فيعصرنا.

وُلد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 أبريل 1911، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة منعمره.

التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري في عام 1926،وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1932، ودخل المعهد الثانوي وزاد اهتمامه بالشعروالأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيساً لاتحاد الطلبة، ورئيساً لجمعية الأدباء بالزقازيق.

كانت نقطة التحول في حياة إمام الدعاة، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية، غيرأن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أنجميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل منالعلم.

فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.

وفي عام 1937 التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919 اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التيتعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين.

ولم يكن معهد الزقازيق بعيداًعن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهروأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيساً لاتحادالطلبة سنة 1934.

تخرج الشيخ عام 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943، وبعد تخرجه عُين في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة بجامعة أم القرى،غير أنه اُضطر أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع.

في نوفمبر 1976 اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978، بعد أن ترك بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، فهو أول من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء أول بنك إسلامي في مصروهو (بنك فيصل) بالرغم من أن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية، الذي فوضه،ووافقه مجلس الشعب على ذلك.

في عام 1987، اُختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). وقرَّظه زملاؤه بما يليق به من كلمات، وجاء انضمامه بعد حصوله على أغلبية الأصوات (40عضواً).

مُنح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لبلوغه سن التقاعد في 15 أبريل 1976، قبل تعيينه وزيراً للأوقافوشئون الأزهر.

ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى مرتان الأولى عام 1983،والثانية عام 1988، وكذلك وسام في يوم الدعاة.

حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.

اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضواً بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.

جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989، والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محلياً، ودولياً، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.

لإمام الدعاة الشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، أشهرها وأعظمها تفسيره للقرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات: الإسراء والمعراج ـ أسرار بسم الله الرحمن الرحيم ـ الإسلام والفكر المعاصر ـ الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج ـ الشورى والتشريع في الإسلام ـ الصلاة وأركانالإسلام ـ الطريق إلى الله ـ الفتاوى ـ لبيك اللهم لبيك ـ 100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي ـ المرأة كما أرادها الله ـ معجزة القرآن ـ من فيض القرآن ـ نظرات في القرآن ـ على مائدة الفكر الإسلامي ـ القضاء والقدر ـ هذا هو الإسلام ـ المنتخب في تفسير القرآن الكريم.

وفي فجر يوم 17 يونيو 1998 انتقل الشيخ الإمام محمدمتولي الشعراوي إلى جوار ربه بعد رحلة مع المرض.

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

خبير روسي: الاقتصاد الامريكي وصل الى طريق مسدود

خبير روسي: الاقتصاد الامريكي وصل الى طريق مسدود

02.06.2010



أكد نيقولاي ستاريكوف الكاتب والمفكر الروسي الذي استضافه برنامج " حديث اليوم" ان الازمة المالية العالمية اظهرت ان اوروبا تمر الآن بمرحلة مشابهة لتلك التي سادت عشية انهيار الامبراطورية الرومانية. وحسب قوله فأن الاقتصاد الأمريكي وصل إلى طريق مسدود، لأنهم يصدرون دولارات من دون غطاء مالي، وتواصل الماكينة طباعة الأوراق النقدية. المشكلة أنه لا بد من إيجاد طلب على منتوج هذه الماكينة التي يتحكم فيها صندوق الاحتياط الفيدرالي الأمريكي. أما تحقيق هذا الهدف فيتطلب خلق أجواء من عدم الاستقرار في العالم، لأنه إذا نظرنا إلى ما يحدث في العالم أثناء الأزمات السياسية والعسكرية والاقتصادية نجد أن الجميع يشرعون في شراء الدولار والسندات الأمريكية. الآن، في الظروف العادية، أي في ظل غياب الاهتمام بشراء السندات الأمريكية، لا بد من تحفيز هذا الاهتمام مرة أخرى.. كيف؟ عن طريق زعزعة الاستقرار أو تأجيج حرب. لكن الآن لم يعد أحد يريد أن يشارك في حرب حقيقية، وبالتالي لا بد من التأثير الخارجي على الدول وقادتها لكي تبدأ الحرب. اليوم عدد من المناطق الساخنة، الكوريتان الشمالية والجنوبية، والوضع حول إيران، والخلاف القديم بين باكستان والهند، وغيرها من المناطق الساخنة.


وحول الخطر النووي الايراني قال ستاريكوف: بالطبع، لا يواجه المجتمع الدولي أي خطر إيراني. كلها أساطير لتوفير دعم إعلامي لسيناريو ضرب إيران. الغرب يبحث عن مبرر لضربها، مثلما تم إيجاد مبرر كاذب لغزو العراق. حينها تحدثوا عن وجود معسكرات عراقية لتدريب عناصر طالبان، أما الآن فنسمع أحاديث عن وجود هذه المعسكرات في الأراضي الإيرانية..




كما نتذكر الأحاديث عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، الأسلحة التي لم يعثر عليها بعد دخول القوات الأمريكية والبريطانية إلى العراق. إذن إيجاد مبرر لشن أي عدوان أمر ضروري، في التاريخ أمثال كثيرة من هذا القبيل. /أدولف هتلر/ مثلا أمر بافتعال حادثة في محطة إذاعة /غلايفيتس/ البولندية، ما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية. واليوم تبحث الولايات المتحدة والدول الشريكة لها عن مبرر لضرب إيران، والأوضاع ستتصعد لأن هذه الدول مهتمة بإبقاء حالة التوتر على الأقل، طالما أنها عاجزة عن افتعال الحرب.. وكلما ازدادت العلاقات الدولية توترا كلما ارتفع سعر الدولار.




وبرأيه ان من الصعب جدا القيام بتنبؤات حول الوضع مستقبلا وبخاصة لمثل هذا الأمد الطويل وفي هذا المجال الحساس كالسياسة. لن أجرؤ على الحديث عن احتمال تفتت الولايات المتحدة أو حدوث تغيرات كونية كبرى. كل ما استطيع تأكيده أن العالم يتغير بوتيرة سريعة جدا.. فلو قال أحد قبل عشر سنوات فقط إن الدولار ليس سوى ورقة خضراء لا قيمة لها، لبدا كلامه للجميع هذيانا مطلقا.




الآن هناك مناقشات جدية تدور على أعلى مستوى حول إنشاء عملة دولية جديدة، وتطرح أسئلة حول مدى استعداد الدولار لأداء وظيفته. نرى أن ذاك الأنموذج الأنجلو ـ ساكسوني للمنظومة المالية العالمية فقد جدواه ويقود البشرية إلى طريق مسدود. أما السؤال عن أنموذج بديل أو عن ثمن إيجاده فالإجابة عليه صعبة جدا. إننا نمر الآن بمرحلة تشبه تلك التي عاشتها اوروبا عند انهيار الإمبراطورية الرومانية. كانت النتيجة مأسوية، توقف الناس عن الاغتسال لقرون عدة.. خريطة أوروبا تغيرت، كما لغات شعوبها، وحتى مظهر الناس.. لقد تغير كل شيء فيها. والمهمة المطروحة اليوم فك هذا العالم الأنجلو ـ ساكسوني قطعة قطعة كيلا تنهار هذه البناية الضخمة دفعة واحدة دافنة البشرية تحت ركامها.




وحول دور الدولار في الاقتصاد العالمي قال الخبير الروسي : من السهل تسليط الضوء على هذه القضية إذا فهمنا كيفية تركيب النظام المالي. هناك في العالم عملة احتياطية فريدة. ومع أنه عالم يتحدثون فيه كثيرا عن الديموقراطية وتعددية الأنماط الاقتصادية، إلا أنه يعرف عملة احتياطية واحدة فقط، الدولار الأمريكي. وليست الدولة الأمريكية التي تصدرها، مهما بدا هذا الأمر غريبا، بإمكان أي شخص بحوزته ورقة خضراء أن يقرأ: الورقة صادرة عن صندوق الاحتياط الفيدرالي الأمريكي، أي البنك المركزي في الولايات المتحدة. ولكن كل ما في الأمر أن هذه المؤسسة تعد شركة خاصة.. ذلك يعني أن إصدار العملة العالمية الرئيسة يعود إلى مجموعة من أصحاب البنوك الخاصة المجهولين. هذه مشكلة كبرى والسبب الأول للأزمة. ما دامت مطبعة النقود ملكا لهؤلاء، فبإمكانهم في أي لحظة أن يتوقفوا عن طباعة الأوراق، أو بالعكس. مثل أنابيب المياه، إذا كان هناك أحد لديه صمام التحكم، ففي مقدوره أن يقطع المياه عن مستهلكيه في أي لحظة ليجعل ظروف حياة الناس لا تطاق. ذلك ما يفعله الأمريكيون: لديهم شبكة الأنابيب، قرروا اغلاقها وتوقف ضخ السيولة في الاقتصاد وتمت مطالبته بإعادة ديون قديمة، ما أدى إلى اختناق الاقتصاد العالمي. وما هدف كل ذلك؟ هؤلاء الناس لا يخسرون شيئا من توزيع قروض مجانية وأوراق من دون غطاء مالي. عندما تعجز الدولة والصناعات عن إعادة هذه القروض، تجد نفسها مضطرة لتعويضها بقيم حقيقية مثل تصويت في الأمم المتحدة أو نشر قواعد عسكرية أو ثروات طبيعية إلخ.. لذلك فإن الأزمة الراهنة وسيلة لاستعباد العالم وتحقيق أهداف سياسية معينة. وهي وسيلة فعالة جدا وبلا شك أنهم سيحاولون استعمالها مرة أخرى.






وقال ستاريكوف حول الارهاب الدولي : أنتم على حق. في كتابي الذي يحمل عنوان "ابحثوا عن النفط" تحدثت عن أنه لا يوجد هناك إرهاب دولي ولا يمكن أن يكون له وجود إطلاقا، لأن الحافلة لا يمكن لها أن تسير في أكثر من اتجاه في آن واحد.. دعونا نسأل: ما الذي يجمع بين أنصار استقلال إيرلندا الشمالية عن بريطانيا وبين الإرهابيين الذين يقاتلون في الهند في سبيل استقلال بعض ولاياتها؟ ليس هناك ما يجمع بين هؤلاء وأولئك سوى أن جميعهم يفجرون قنابل، فهو أمر هامشي. كل ما في الأمر أن هناك مجموعة من المرتزقة من جنسيات مختلفة، ينفذون مهمات لصالح استخبارات خارجية مقابل مكافأة مالية. أعتقد أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية هي التي تنظم القدر الأكبر من الهجمات الإرهابية في روسيا بل وكذلك في الدول العربية والهند وباكستان وغيرها من الدول. وهذه العمليات تستخدم من أجل زعزعة الأوضاع، ولإشعال النزاع بين الهند وباكستان، ولاختراع مبررات لوجود القوات الأمريكية في العراق.. للإرهاب غايات عديدة، لكن وسيلتها واحدة هي تفجير القنابل. لنطرح سؤالا بسيطا: من هي الدولة التي يكرهها العرب أكثر من غيرها؟ لا شك أن اسمها إسرائيل. وهو أمر معروف له أسباب تاريخية وسياسية وعسكرية.. ثم هناك في مصر من أُطلق عليهم "الأصوليون الإسلاميون". يا ترى أين يجب أن يفجروا قنابلهم؟ من المنطقي أن نفرض أنهم يجب أن يستهدفوا إسرائيل كأول هدف لهم.. لكنهم يفجرون فنادق فاخرة في مصر.. لماذا؟ أين المنطق في هذا؟ أنا مقتنع بأنهم يتقاضون أموالا من الاستخبارات الإسرائيلية لكي لا يفجروا هذه الفنادق داخل إسرائيل بل في أراضي جارتها مصر، منفذين أوامر مستأجريهم.

ويعتقد الخبير الروسي ان النفط أصبح مادة إستراتيجية فور انتهاء الحرب العالمية الأولى، وكان البريطانيون أول من أدرك هذه الحقيقة، ويدل على ذلك اهتمامهم بتمزيق أراضي الإمبراطورية العثمانية السابقة عن طريق رسم حدود كردستان مستقل مستقبلي أو مشروع أرمينيا الكبرى.. لكن سياسة /كمال أتاتورك/ وضعت حدا لهذا المشروع.. ومنذ ذلك الحين لا يزال الأنجلو ـ ساكسون يتابعون باهتمام تطور الأحداث في الشرق الأوسط.. واكتسبت هذه المنطقة أهمية بالغة بعد الحرب العالمية الثانية، عندما وافق الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على تأسيس دولة إسرائيل في هذه المنطقة. لماذا؟ لأن كلاً من البلدين كان يأمل في أن تدور هذه الدولة الجديدة في فلكه. وما هي وظيفة هذه الدولة؟ وظيفتها مراقبة الثروة النفطية ومراقبة هذه المنطقة ككل.. كنت أود أن أقول شيئا يسر مشاهديكم، لكن ما دام النفط موجودا في الشرق الأوسط، وما دام يمثل أهم الموارد الاستراتيجية في العالم، لن يتوقف الأنجلو ـ ساكسون عن إشعال حروب هناك وإسقاط الأنظمة التي لا ترضيهم.. وسيستمر ذلك ما دامت لديهم قدرات لممارسة هذه السياسة.



وحول مستقبل روسيا قال الخبير: أنا أنتظر استعادة وطني لقوته مثلما ينتظر ذلك مشاهدو قناتكم. وأنا آمل أنه بعد خمس أو عشر سنوات سنشهد إعادة وحدة الدولة على أساس الاتحاد الجمركي الذي يمثل اليوم قاعدة لإعادة بناء الدولة الموحدة. لا أعلم كيف سيكون اسم هذه الدولة.. وليس مهما أن يكون اسمها روسيا أو اتحاد الدول الأوروبية الآسيوية.. المهم هو الجوهر.. يجب أن يظهر في العالم لاعب جديد يستطيع أن يبرز تعارض مصالح الانجلو ـ ساكسون مع مصالح البشرية قاطبة. أما الآن نرى أن القوى العالمية نفسها تشعل حروبا على طول حدود لوحة الشطرنج وتلعب في البورصات وتعمل على انهيار أسعار العملات الدولية. وبإمكان هذه القوى تحويل بلد ناجح مثل اليونان إلى بلد مفلس خلال ستة أشهر فقط عبر تحكمها في وسائل الإعلام. ولا شك أن هذه القوى لا تريد خيرا للبشرية.. هذا وظهور لاعب جديد قوي إلى جانب الصين، أي ظهور عالم متعدد الأقطاب، قد يسهم في جعل الأوضاع أكثر استقرارا كما كانت خلال الحقبة السوفييتية عندما كان الانجلو ـ ساكسون مقيدين بعض الشيء في تصرفاتهم.

تقرير مؤسسة " راند " لعام 2007م ( حقائق وأسرار ) في محاربة الاسلام



لماذا تبني أمريكا " شبكات مسلمة معتدلة " علمانية ؟!

محمد جمال عرفة

انقلاب.. هي الكلمة الصحيحة التي يمكن أن نصف بها الموقف الأمريكي - حسبما قدمته مؤسسة "راند" RAND البحثية التابعة للقوات الجوية الأمريكية في تقريرها الأخير "بناء شبكات مسلمة معتدلة" Building Moderate Muslim Networks- بشأن التعامل مع "المسلمين"، وليس "الإسلاميين" فقط مستقبلاً ! .


فالتقرير الذي أصدرته هذه المؤسسة البحثية التي تدعمها المؤسسة العسكرية الأمريكية - التي تبلغ ميزانيتها السنوية قرابة 150 مليون دولار - والذي يقع في 217 صفحة لا تنبع خطورته من جراءته في طرح أفكار جديدة للتعامل مع "المسلمين" وتغيير معتقداتهم وثقافتهم من الداخل فقط تحت دعاوى "الاعتدال" بالمفهوم الأمريكي، وإنما يطرح الخبرات السابقة في التعامل مع الشيوعية للاستفادة منها في محاربة الإسلام والمسلمين وإنشاء مسلمين معتدلين !.


بل إن التقرير يحدد بدقة مدهشة صفات هؤلاء "المعتدلين" المطلوب التعاون معهم -بالمواصفات الأمريكية- بأنهم هؤلاء الليبراليين والعلمانيين الموالين للغرب والذين لا يؤمنون بالشريعة الإسلامية ويطرح مقياسًا أمريكيًّا من عشرة نقاط ليحدد بمقتضاه كل شخص هل هو "معتدل" أم لا، ليطرح في النهاية -على الإدارة الأمريكية- خططًا لبناء هذه "الشبكات المعتدلة" التي تؤمن بالإسلام "التقليدي" أو "الصوفي" الذي لا يضر مصالح أمريكا ، خصوصًا في أطراف العالم الإسلامي (آسيا وأوروبا) .


أما " الانقلاب " المقصود في بداية هذا المقال فيقصد به أن تقارير "راند" ومؤسسات بحثية أمريكية أخرى عديدة ظلت تتحدث عن مساندة إسلاميين معتدلين في مواجهة المتطرفين، ولكن في تقرير 2007 الأخير تم وضع كل "المسلمين" في سلة واحدة.


إعادة ضبط الإسلام ! :


الأكثر خطورة في تقرير مؤسسة "راند" الأخير -الذي غالبًا ما تظهر آثار تقاريرها في السياسية الأمريكية مثل "إشعال الصراع بين السنة والشيعة" و"العداء للسعودية" ويتحدث باسم "أمريكا"- أنه يدعو لما يسميه "ضبط الإسلام" نفسه - وليس "الإسلاميين" ليكون متمشيًا مع "الواقع المعاصر". ويدعو للدخول في بنيته التحتية بهدف تكرار ما فعله الغرب مع التجربة الشيوعية، وبالتالي لم يَعُد يتحدث عن ضبط "الإسلاميين" أو التفريق بين مسلم معتدل ومسلم راديكالي، ولكن وضعهم في سلة واحدة !.


فتقارير "راند" الأخيرة -تقرير 2004- كانت تشجيع إدارة بوش على محاربة "الإسلاميين المتطرفين" عبر: خدمات علمانية (بديلة)، ويدعون لـ"الإسلام المدني"، بمعنى دعم جماعات المجتمع المسلم المدني التي تدافع عن "الاعتدال والحداثة"، وقطع الموارد عن المتطرفين، بمعنى التدخل في عمليتي التمويل وشبكة التمويل، بل وتربية كوادر مسلمة عسكرية علمانية في أمريكا تتفق مصالحها مع مصالح أمريكا للاستعانة بها في أوقات الحاجة .


ولكن في التقرير الحالي " بناء شبكات مسلمة معتدلة "، يبدو أن الهدف يتعلق بتغيير الإسلام نفسه والمسلمين ككل بعدما ظهر لهم في التجارب السابقة أنه لا فارق بين " معتدل " و" متطرف " وأن الجميع يؤمن بجدوى الشريعة في حياة المسلم، والأمر يتطلب " اللعب في الفكر والمعتقد ذاتهما " .


من هو " المعتدل ".. أمريكيًّا ؟! :


من يقرأ التقرير سوف يلحظ بوضوح أنه يخلط بشكل مستمر وشبه متعمد ما بين "الإسلاميين" و"الراديكاليين" و"المتطرفين"، ولكنه يطالب بدعم أو خلق تيار "اعتدال" ليبرالي مسلم جديد أو Moderate and liberal Muslims ، ويضع تعريفات محددة لهذا " الاعتدال الأمريكي " ، بل وشروط معينة من تنطبق عليه فهو " معتدل " - وفقًا للمفهوم الأمريكي للاعتدال، ومن لا تنطبق عليه فهو متطرف .


ووفقًا لما يذكره التقرير، فالتيار (الإسلامي) المعتدل المقصود هو ذلك التيار الذي :

1 - يرى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية .

2 - يؤمن بحرية المرأة في اختيار "الرفيق"، وليس الزوج .


3 - يؤمن بحق الأقليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة .


4 - يدعم التيارات الليبرالية .


5 - يؤمن بتيارين دينيين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي" أي تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة عادية وليست له اهتمامات أخرى، و"التيار الديني الصوفي" - يصفونه بأنه التيار الذي يقبل الصلاة في القبور (!) - وبشرط أن يعارض كل منها ما يطرحه " التيار الوهابي ".


ويلاحظ هنا أن التقرير يستشهد بمقولة لدينس روس المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط يتحدث فيها عن ضرورة إنشاء ما يسميه (سيكولار – secular - دعوة) أو (دعوة علمانية) ! ، والمقصود هنا هو إنشاء مؤسسات علمانية تقدم نفس الخدمات التطوعية التي تقدمها المنظمات الإسلامية ، سواء كانت قوافل طبية أو كفالة يتيم أو دعم أسري وغيرها .


أما الطريف هنا فهو أن الدراسة تضع 11 سؤالاً لمعرفة ما هو تعريف (المعتدل) - من وجهة النظر الأمريكية - وتكون بمثابة اختبار يعطي للشخص المعرفة إذا كان معتدلاً أم لا ؟. وهذه المعايير هي :


1 - أن الديمقراطية هي المضمون الغربي للديمقراطية.


2 - أنها تعني معارضة "مبادئ دولة إسلامية".


3 - أن الخط الفاصل بين المسلم المعتدل والمسلم المتطرف هو تطبيق الشريعة.


4 - أن المعتدل هو من يفسر واقع المرأة على أنه الواقع المعاصر، وليس ما كان عليه وضعها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.


5 - هل تدعم وتوافق على العنف؟ وهل دعمته في حياتك من قبل أو وافقت عليه؟.
6 - هل توافق على الديمقراطية بمعناها الواسع.. أي حقوق الإنسان الغربية (بما فيها الشذوذ وغيره) ؟ .


7 - هل لديك أي استثناءات على هذه الديمقراطية (مثل حرية الفرد في تغيير دينه) ؟ .

8 - هل تؤمن بحق الإنسان في تغيير دينه ؟.


9 - هل تعتقد أن الدولة يجب أن تطبق الجانب الجنائي من الشريعة؟ وهل توافق على تطبيق الشريعة في جانبها المدني فقط (الأخلاق وغيره)؟، هل توافق على أن الشريعة يمكن أن تقبل تحت غطاء علماني (أي القبول بتشريعات أخرى من غير الشريعة)؟.


10- هل تعتقد أنه يمكن للأقليات أن تتولى المناصب العليا ؟ وهل يمكن لغير المسلم أن يبني بحرية معابده في الدول الإسلامية ؟.


وبحسب الإجابة على هذه الأسئلة سوف يتم تصنيفه هل هو معتدل ( أمريكيًّا ) أم متطرف ؟! .


ويذكر التقرير ثلاثة أنواع ممن يسميهم (المعتدلين) في العالم الإسلامي، وهم :
(أولاً) : العلماني الليبرالي الذي لا يؤمن بدور للدين .


(ثانيًا) : "أعداء المشايخ".. ويقصد بهم هنا من يسميهم التقرير " الأتاتوركيين " - أنصار العلمانية التركية - وبعض " التونسيين " .


(ثالثًا) : الإسلاميون الذين لا يرون مشكلة في تعارض الديمقراطية الغربية مع الإسلام.
ثم يقول بوضوح إن التيار المعتدل هم من : يزورون الأضرحة، والمتصوفون ومن لا يجتهدون .


الأطراف.. بدل المركز العربي للإسلام :


وينفق التقرير جزءًا كبيرًا منه (فصلان من عشرة فصول) في التركيز على ضرورة أن يتم التركيز على "أطراف" العالم الإسلامي وتجاهل "المركز" -يقصد به المنطقة العربية- بغرض دعم ما يسمونه " الاعتدال في أطراف العالم الإسلامي " خصوصًا في آسيا وأوروبا وغيرها .


أما الهدف فهو أن تخرج الأفكار الإسلامية المؤثرة على مجمل العالم الإسلامي من هذه الأطراف وليس من المركز (العربي) الذي أصبح ينتشر فيه "التطرف"، وبحيث تصبح هذه الأطراف هي المصدرة للفكر الإسلامي المعتدل الجديد، ولا تخرج الأفكار من المركز!.
بل إن التقرير يطرح هنا طريقة غريبة في الحوار مع المسلمين بهدف تغييرهم تتلخص في: تغيير من نحاوره، وتحجيمه عن القيام بأعماله، أو "انتظار الفرصة المناسبة" بدون أن يحدد ما يعني بالفرصة المناسبة .


وهنا يركز في فصليه السادس والسابع على تجربة الأطراف في آسيا وأوروبا على التوالي، ويطرح أسماء مؤسسات وأشخاص في آسيا وأوروبا "ينبغي" العمل معها ودعمها بالمال، ويضرب أمثلة بتجارب مشوّهة تشوِّه دور الإسلام بالفعل مطلوب التعاون معها ودعمها، مثل دعم موقع سعودي يرى مثلاً أن الأحاديث حول شهادة (ألا إله إلا الله.. وأن محمدًا رسول الله) ليست ثابتة ! .


احذروا دور المسجد :


والغريب أن التقرير يركز في فصله الأول (المقدمة) على ما يعتبره " خطورة دور المسجد " - ضمن هجومه على التيار الإسلامي - باعتبار أنه (المسجد) الساحة الوحيدة للمعارضة على أسس الشريعة ؛ ولذلك يدعو لدعم " الدعاة الذين يعملون من خارج المسجد " (!) ، ولا ينسى أن يحذر من سطوة المال - يقصد به المال السعودي الوهابي - الذي يدعم تنظيم التيار الإسلامي، مؤكدًا أنه لا بد من تقليل تقدم هذا التيار الديني لصالح التيار العلماني التقليدي الديني ( وفق المفهوم الأمريكي للاعتدال ) ، بغرض " تسوية الملعب " كي يتقدم " التيار التقليدي" ! .


بعبارة أخرى يركز التقرير هنا على أن الطريق الصحيح لمحاربة المسلمين هو بناء أرضية من المسلمين أنفسهم من أعداء التيار الإسلامي، مثلما حدث في أوروبا الشرقية وروسيا حينما تم بناء منظمات معادية للشيوعية من أبناء الدول الشيوعية نفسها.


وربما لهذا أفرد التقرير فصله الثاني للتركيز على فكرة الحرب البادرة والاستفادة من الخبرة الأمريكية في ضرب التيار الشيوعي من الداخل في تقديم نموذج مشابه لصانع القرار الأمريكي كي يستفيد منها في المواجهة المشابهة مع التيار الإسلامي، وركّز هنا على جانبين :


(الأول) خاص بخبرة الاستعانة بالطابور الخامس من المهاجرين البولنديين والشيوعيين للغرب ومعهم المفكرين الأمريكيين لتمهيد أرض المعركة ونشر القيم الغربية .


و(الثاني) خاص بالجانب الإعلامي مثل تجربة (راديو ليبرتي) الموجه لروسيا، فضلاً عن إنشاء قسم خاص في المخابرات الأمريكية دوره هو التغيير الفكري لمواقف وآراء طلاب ومفكري الدول الشيوعية وتقديم العالم لهم من وجهة نظر غربية محببة. بل يطرح التقرير هنا أفكارًا بشأن كيفية استخدام الدين ضد الشيوعية، كنوع من الإسقاط لبيان أنه يمكن -العكس- باستخدام العلمانية ضد الدين في الدول الإسلامية ! .


ومع أن الفصل الثالث من دراسة (راند) يركز على بحث أوجه التشابه أو الخلاف بين أسلحة الحرب البادرة في هدم الشيوعية، وأسلحة الحرب الحالية ضد الفكر الإسلامي، ويؤكد أن هناك أوجه تشابه أبرزها أن الصراع مع الشيوعية كان فكريًّا مثلما هو الحال مع العالم الإسلامي، فهو يعترف بأن عقبات هذه السياسة أعمق مع المسلمين .


ويذكر من أوجه الخلاف -عما حدث في الحرب البادرة- بأن أهداف الشيوعية كانت واضحة للغرب وكان من السهل محاربتها، بعكس أهداف التيار الإسلامي غير الواضحة للغرب، كما أن الشيوعية كانت هناك آليات للتفاوض معها (عبر أجهزة الأمم المتحدة وغيرها) ، بعكس التيار الإسلامي غير المحدد في كتلة واحدة محددة كالشيوعية، أما الأهم فهو المخاوف - كما يعترف التقرير - من أن ينظر لمحاولات " تحرير" العالم الاسلامي أو اعتداله على الطريقة الغربية على أنه غزو واحتلال فكري ، فضلاً عن صعوبة ضرب وتحجيم الدول التي تقف خلف الفكر الوهابي (السعودية) ؛ لأنها في نفس الوقت دول ترتبط أمريكا بمصالح معها (البترول - مناطق النفوذ) .


مرحبًا بالدول المتسلطة لا للديمقراطية :


وربما لهذا يقول التقرير صراحة إن هناك مشكلة أمريكية في الضغط على حكومات وأنظمة الدول العربية والإسلامية المتسلطة للحصول على الديمقراطية، ما يعني ضمنًا التوقف عن دعم برامج الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي والتوقف عن الضغط للمجيء بالديمقراطية .


ويقول - في مقدمة الفصل الخامس - إن أمريكا دعمت في أوقات سابقة ما اعتبرته قوى معتدلة إسلامية في الأردن والمغرب (حزب العدالة والتنمية) و" فوجئنا أننا أخطأنا وأننا دعمنا غير المعتدلين " ! ، كما لا ينسى أن يشير لمشكلة في التأثير - بالمعونة الأمريكية - على التيار الإسلامي في دول غنية مثل دول الخليج ( مثلما يحدث في دول فقيرة ) ، ومن ثَم صعوبة ضرب التيار الإسلامي الحقيقي في هذه الدول الإسلامية الغنية .


والملفت هنا أن التقرير يسرد قائمة بمن يعتبرهم من المعتدلين في العديد من الدول العربية ودول الخليج ، ما يعني حرقهم أو ربما قطع خط الرجعة عليهم للعودة عن العمالة لأمريكا، ويطرح أفكارًا لمواجهة اتهام أنصاره بالعمالة، ويؤكد أهمية برامج التلفزيون التي تركز على فكرة (التعايش) مع الغرب .


الدراسة أو التقرير خطيرة كما هو واضح ومليئة بالأفكار السامة التي تركز على ما يسمونه " علمنة الإسلام " ، ومناصرة العلمانيين ودعمهم في المرحلة المقبلة، ويصعب جمع ما فيها في تقرير واحد، ولكن الأمر المؤكد أن الدراسة تركز - كما يقول مؤلفها الرئيسي في حوار صحفي - على أن " الهدف ليس طرح الصراع بين العالم الإسلامي والغرب ، وإنما بين العالم الإسلامي بعضه بعضًا "... أي ضرب الإسلام والمسلمين من الداخل على غرار تجربة ضرب الشيوعية .


المصدر









مؤسسة أمريكية مدعومة تدعو إلى دعم شخصيات وشبكات مسلمة " تتبنى العلمانية وأفكار الصوفية "





الثلاثاء 22 / 3 / 1428هـ - 10 / 4 / 2007 م القاهرة - خدمة قدس برس : في تقريره الأخير المقدم للإدارة الأمريكية، بشان التعامل مع "الإسلاميين" أو العالم الإسلامي، طرح مركز دراسات "راند RAND" البحثي التابعة للقوات الجوية الأمريكية فكرة بناء ما أسماه "شبكات مسلمة معتدلة" Building Moderate Muslim Networks، داعيا لتصنيف "المعتدل" أو مقياس هذا "الاعتدال" بأنه الشخص أو الجهة التي لا تؤمن بالشريعة الإسلامية، وتتبنى الدعوة العلمانية، ويتبنى الأفكار الدينية التقليدية كالصوفية.


ودعا التقرير، الذي صدر في 26 آذار (مارس) 2007، وعرضه الدكتور باسم خفاجي، مدير المركز العربي للدراسات الإنسانية في مائدة مستديرة بالمركز بالقاهرة مساء الأحد الماضي، إلى توجه جديد بشأن التعامل مع "المسلمين" ككل، وليس "الإسلاميين" فقط عبر ما أسماه "إعادة ضبط الإسلام"، ليكون متمشيا مع "الواقع المعاصر"، والدعوة للدخول في بنيته التحتية بهدف تكرار ما فعله الغرب لهدم التجربة الشيوعية.


وأشار الدكتور "خفاجي"، مدير العلاقات العامة السابق بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، إلى أن هذه المؤسسة البحثية (راند) التي تدعمها المؤسسة العسكرية الأمريكية - والتي تبلغ ميزانيتها السنوية قرابة 150 مليون دولار، تتميز تقاريرها بأنها تلقي اهتماما لدي المؤسسة الأمريكية، وأن تقاريرها السابقة خصوصا تقرير 2004، بشأن "إشعال الصراع بين السنة والشيعة"، و"العداء للسعودية"، ظهرت أثارها بالفعل في السياسية الأمريكية ما يظهر خطورة دراستها الأخيرة خصوصا أنها لم تلق، على غير المعتاد، رواجا إعلاميا أمريكيا، ما قد يكون أمرا متعمدا في غفلة المسلمين، حسب تعبيره .


رافض الشريعة .. معتدل :


ويحدد التقرير بدقة، صفات هؤلاء المسلمين "المعتدلين" المطلوب التعاون معهم، بالمواصفات الأمريكية، بأنهم الليبراليون والعلمانيون الموالون للغرب، والذين لا يؤمنون بالشريعة الإسلامية، ويطرح مقياسا أمريكيا من عشرة نقاط ليحدد بمقتضاه كل شخص هل هو "معتدل" أم لا، ليقترح في النهاية - على الإدارة الأمريكية - خططا لبناء هذه "الشبكات المعتدلة" التي تؤمن بالإسلام "التقليدي" أو "الصوفي" الذي لا يضر مصالح أمريكا خصوصا في أطراف العالم الإسلامي (أسيا وأوروبا) .


كما يحذر التقرير مما يعتبره "خطورة دور المسجد"، باعتبار أنه الساحة الوحيدة للمعارضة على أسس الشريعة، ولذلك يدعو لدعم "الدعاة الذين يعملون من خارج المسجد"، ولا ينسى أن يحذر من ما أطلق عليها "سطوة المال السعودي الوهابي"، ويشجع فكرة "التعايش".


ويلاحظ الدكتور "خفاجي"، أن تقرير "راند" الأخير يسعى لخلق ما يسميه دنيس روس المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط ( سيكولار – secular - دعوة) أو (دعوة علمانية)، وربما المقصود هنا هو "علمنة الدعوة الإسلامية" أو إنشاء مؤسسات علمانية إسلامية تقدم نفس الخدمات التطوعية التي تقدمها المنظمات الإسلامية التي تعارضها أمريكا، سواء كانت قوافل طبية أو كفالة يتيم أو دعم أسري وغيرها.


مواصفات أمريكية لـ "المعتدل" :


ويؤكد تقرير مؤسسة راند، الذي يقع في 217 صفحة منها 145 صفحة، تتضمن الدراسة والتوصيات، أن هناك ثلاثة أنواع ممن يسميهم (المعتدلين) في العالم الإسلامي، هم : العلماني الليبرالي الذي لا يؤمن بدور للدين، و"أعداء المشايخ".. ويضرب مثلا بهم بـ "الاتاتوركيين"، وأنصار العلمانية التركية، وبعض "التونسيين" حسبما يقول التقرير، إضافة إلى المسلمين الذين لا يرون مشكلة في تعارض الديمقراطية الغربية مع الإسلام.


ثم يقول بوضوح إن التيار المعتدل (في التعريف الأمريكي) هم من : يزورون الأضرحة، والمتصوفون والرافضون للاحتكام للشريعة، والمؤمنون بحرية المرأة في اختيار "الرفيق وليس الزوج"، وحق الأقليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة، ويروج التقرير لتيارين دينيين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي"، أي تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة عادية وليست له اهتمامات أخرى، و"التيار الديني الصوفي"، يصفه التقرير بأنه التيار الذي يقبل الصلاة في القبور، وبشرط أن يعارض كلا منها ما يطرحه "التيار الوهابي".


إهمال العرب :


ويؤكد التقرير، الذي يقع في عشرة فصول، أن هناك حاجة للتركيز على "أطراف" العالم الإسلامي في أسيا وأوروبا، وتجاهل "المركز"، يقصد به المنطقة العربية، بغرض دعم ما يسمونه "الاعتدال في أطراف العالم الإسلامي"، خصوصا في أسيا وأوروبا وغيرها، وذلك بهدف أن تخرج الأفكار الإسلامية المؤثرة على مجمل العالم الإسلامي، من هذه الأطراف وليس من المركز الذي أصبح ينتشر فيه "التطرف"، وبحيث تصبح هذه الأطراف هي المصدرة للفكر الإسلامي المعتدل الجديد وفق المعايير الأمريكية، ولا تخرج الأفكار من المركز.


ويطرح التقرير أسماء مؤسسات وأشخاص في أسيا وأوروبا يدعو للعمل معها ودعمها بالمال، ويضرب أمثلة بتجارب مشوهة تشوه دور الإسلام بالفعل مطلوب التعاون معها ودعمها مثل دعم موقع سعودي خاص على الإنترنت يزعم أن الأحاديث النبوية حول شهادة " لا الله إلا الله وان محمد رسول الله " ليست ثابتة ومؤكدة .

كذلك تطرح دراسة راند، بوضوح فكرة الاستعانة بتجربة الحرب البادرة لضرب الشيوعية من الداخل في التعامل المستقبلي مع العالم الإسلامي، عن طريق بناء أرضية من المسلمين أنفسهم من أعداء التيار الإسلامي الحقيقي، مثلما حدث في أوروبا الشرقية وروسيا حينما تم بناء منظمات معادية للشيوعية من أبناء الدول الشيوعية نفسها، والاهتمام بالجانب الإعلامي مثل تجربة "راديو ليبرتي" الموجه لروسيا، فضلا عن إنشاء قسم خاص في المخابرات الأمريكية، دوره هو التغيير الفكري لمواقف وأراء طلاب ومفكري الدول الشيوعية، وتقديم العالم لهم من وجهة نظر غربية محببة.



671 مليون ميزانية "الحرة" و"سوا" :


وفي هذا الصدد يشير الدكتور خفاجي، إلى أن التقرير ذكر مبالغ غير عادية للإنفاق على ميزانية قناة "الحرة" الفضائية الأمريكية، وراديو "سوا" تبلغ 671 مليون دولار سنويا، وطلبوا 50 مليون دولار أخرى "لمواجهة الأزمات"، وهو ما يعادل 4 مليار جنية مصري، أو 10 مليون جنية يوميا، ويزيد بدرجة غير معقولة مقارنة بفضائيات عربية ضخمة كالجزيرة والعربية ميزانيتها لا تزيد عن 50 مليون دولار سنويا، ما يرجح احتمال وجود "عمليات تمويل بطرق غير مباشرة " في هذه القنوات.

"مرحبا بالتسلط .. لا للديمقراطية" :


ويؤكد تقرير "راند" صراحة، أن هناك مشكلة أمريكية في الضغط على حكومات وأنظمة الدول العربية والإسلامية المتسلطة للحصول على الديمقراطية، بسبب المصالح الأمريكية في التعامل مع هذه الحكومات، ما يعني ضمنا التوقف عن دعم برامج الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي والتوقف عن الضغط للمجيء بالديمقراطية.


ويقول، في مقدمة الفصل الخامس، إن أمريكا دعمت في أوقات سابقة ما اعتبرته قوي معتدلة إسلامية في الأردن والمغرب (حزب العدالة والتنمية) و" فوجئنا أننا أخطأنا وأننا دعمنا غير المعتدلين"، كما لا ينسي أن يشير لمشكلة في التأثير، بالمعونة الأمريكية، على التيار الإسلامي في دول غنية مثل دول الخليج ( مثلما يحدث في دول فقيرة) ، ومن ثم صعوبة ضرب التيار الإسلامي الحقيقي في هذه الدول الإسلامية الغنية .


ويلفت الدكتور خفاجي الأنظار إلى أن التقرير يسرد قائمة بمن يعتبرهم من المعتدلين في العديد من الدول العربية ودول الخليج، ما يعني حرقهم أو ربما قطع خط الرجعة عليهم للعودة عن العمالة لأمريكا، حسبما رجح خبراء شاركوا في المائدة المستديرة لمناقشة التقرير الأمريكي .


باحث:قناة "الكوثر" تخدم المشروع التوسعي لإيران في المنطقة


قناة "الكوثر" تخدم المشروع التوسعي لإيران في المنطقة




محيط – علي عليوة
يحذر كثير من المحللين من خطورة المد الإيراني في المنطقة العربية الذي بات في نظرهم يشكل مشروعا توسعيا ودللوا علي ذلك بإصرار إيران علي احتلال جزر دولة الإمارات العربية الثلاث.

ومطالبة بعض مسئوليها بدولة البحرين بحجة أنها محافظة إيرانية وتواجدها العسكري في العراق من خلال فيلق "القدس "المكون من الحرس الثوري الايراني

وهو الفيلق الذي يمول ويقف وراء المذابح التي قامت بها المليشيات الشيعية الطائفية في العراق التي قتلت وهجرت مئات الالاف من اهل السنة العراقيين .

ولم يقتصر الدور الإيراني علي ذلك بل ان هناك اتهامات يمنية بأن ايران تقف وراء التمرد الذي يقوم به الحوثيين الشيعة في اليمن وكذلك محاولاتها لدفع شيعة السعودية في المنطقة الشرقية علي الانفصال .

ويلعب الإعلام الإيراني دورا مهما في تهيئة العقول لقبول المذهب الشيعي الإيراني في إطار ما قال عنه الخوميني في بداية قيام الدولة الايرانية الاثني عشرية في السبعينيات بضرورة "تصدير الثورة الخمينية إلي العالم" .

ولعل ً كتاب "الفضائيات الشيعية التبشيرية – دراسة وصفية مع تحليل محتوى قناة الكوثر الإيرانية"، للباحث والكاتب الهيثم زعفان، والصادر عن مركز التنوير للدراسات الإنسانية في القاهرة، والذي يقع في 237 صفحة، والصادر في عام 2010 يعد صرخة تحذير لخطورة تلك القناة علي عقول شعوب المنطقة .

الزحف الشيعي الاعلامي

وهذه الدراسة الموثقة تقدم رصدا وتحليلا لتلك الفضائيات الشيعية الايرانية التبشيرية التي تتكاثر بشكل مضطرد وممنهج، ويشير الباحث إلي أن خطورتها ترجع إلي أنها ناطقة باللغة العربية وتبث من علي القمر الصناعي المصري "النايل سات" والموجود بعضها على القمر الصناعي العربي "العرب سات".

وتعد - كما يقول المؤلف - نموذجا يكشف حقيقة الزحف الشيعي الإعلامي نحو الدول السنية مستهدفاً عقيدتها التي تُعَدُ أغلى ما تملك لانها مصدر قوتها ووحدتها ليسهل بعد ذلك تفتيتها وشرذمتها تحقيقاً لبرامج وغايات المشروع التوسعي الفارسي الايراني .

وقد أوضحت الدراسة أن القمر الصناعي المصري " نايل سات" يبث 34 قناة شيعية تبشيرية منها 33 قناة ناطقة باللغة العربية والأخيرة ناطقة بالإنجليزية وهي قناة "برس تي في "، أما بالنسبة للقمر الصناعي "عرب سات" فيبث حوالي 13 قناة شيعية.

وتناول الفصل الأول من الكتاب (أسماء القنوات- التبعية- الإدارة- التمويل- أهم المؤشرات الطائفية بالقنوات).

والقنوات التي تم التعاطي معها في هذا الفصل هي ( العالم الإيرانية الإخبارية-الكوثر الإيرانية- الثقلين- هادي tv للأطفال-المنار اللبنانية- إن بي إن NBN- العدالة- فورتين ( المعصومون الأربعة عشر) .ch 4 Teen-الأنوار-

الأنوار الثانية- الأوحد- الكوت- المشكاة- فنون- فنون بلس- السلام العراقية- العهد- المسار- آفاق- بلادي- الاتجاه- العراقية- العراق الاقتصادية-العراق التعليمية- الفرقان- أطياف- الغدير-الفرات- الفيحاء- المعارف- كربلاء- أهل البيت- المهدي)।

وفي الفصل الثاني يقدم المؤلف تحليلا لمحتوى إحدى هذه القنوات وهي قناة الكوثر الإيرانية.وتوصل من خلال تحليل عينة للأخبار التي تبثها القناة والتي تمثلت في أخبار شهر سبتمبر 2009، إلي ان السياسة التحريرية تتبني توجها طائفيا وتحريضيا.

وتوصل من خلال تحليل مضمون خمسة عشرة حلقة من برنامج "المهدي " ، أن هذه الحلقات تحوي كما كبيرا من التبشير وتشويه العقيدة السنية .

مسلسلات لسب الصحابة

ويقول المؤلف الهيثم سعفان أنهب تحليل محتوى الدراما الإيرانية الشيعية التي تبثها قناة "الكوثر" تبين أن الأفلام والمسلسلات ومنها مسلسل علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أعطي نتائج صادمة وكارثية بسبب إساءته لكافة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بطريقة يبرأ منها كل مسلم غيور على دينه.

ولاحظ أن الأخبار والبرامج التي تعرضها القناة لاتلتزم بالموضوعية وأنها تقوم بتطعيم الأخبار دوماً بما يرفع من القامة الإيرانية والشيعية.

وتحرص القناة على إظهار إيران علي غير الحقيقة أنها "القوة الإسلامية الكبرى- الراعية لمظاهر الدين الإسلامي- صاحبة المبادرة والتواصل ونبذ الخلافات مع العالم الإسلامي". و إظهار الشيعة وكأنهم مظلومين ومضطهدين في بقاع أهل السنة.

ويري المؤلف أن القناة تحرص ايضا علي الظهور بمظهر من يدرأ الفتنة، واعتبار أي تفنيد لشبهاتهم هو من قبيل المساس بمعتقداتهم وبالوحدة الإسلامية.

وبالتالي فإن المفند لعقيدتهم الخاطئة بنظرهم يعمل لصالح الصهيونية العالمية وقوى الاستكبار الدولية وينسون ان الرئيس الإيراني احمدي نجاد صرح إثناء زيارته لمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وقال في هذا التصريح الخطير أنه "لولا المساعدات الايرانية لأمريكا ما استطاعت الولايات المتحدة احتلال العراق وأفغانستان والبقاء فيهما".

كما انه زار المنطقة الخضراء في بغداد داخل العراق المحتل بتصريح وحماية أمريكية وكأنه يعطي مشروعية للاحتلال إلي جانب ان إيران هي التي تدعم الحكومة الشيعية في العراق التي جاءت علي دبابات المحتل الأمريكي.

كما أن هناك علاقات قوية بين وزيري السياحة الاسرائيلية والايرانية بعد ان التقيا في احد المؤتمرات الدولية وجاءت صورهما معا علي شاشات الفضائيات إلي جانب أن ايران حصلت علي صفقة سلاح اسرائيلية ابان حربها مع صدام حسين وبوساطة امريكية !! .

الترويج للتشيع

ويشير المؤلف إلي أن القناة تركز على أخبار المناسبات والمناطق المقدسة عند الشيعة. وتورد أخبار ومقولات لشخصيات يقولون أنهم متحولين للمذهب الشيعي، أو متعاطفين معه ويقدم ذلك على أنه الاستبصار والوجهة الصحيحة بنظرهم للاعتقاد.

إلي جانب التدليس على المشاهد بأن أهل السنة في إيران لا يعانون من أية مضايقات أو مشاكل.رغم التقارير الإعلامية والحقوقية التي تؤكد تعرضهم للاضطهاد والقمع والاعتقال بل والقتل .

وتحرص القناة علي الهجوم الشديد على مصر فيما يتعلق بصد الجانب المصري للمد الشيعي، مع الإيهام بصلاحية البيئة المصرية للأفكار الشيعية من خلال إيراد أخبار كاذبة حول التجاوب الشعبي المصري مع الأفكار الشيعية.

وكذلك الهجوم الشديد على المملكة العربية السعودية وعلماء الشريعة فيها مع الدندنة على مسألة محاربة المملكة لمظاهر الشرك والمتمثلة في هدم الأضرحة والاستغاثة بها.

وتسعي القناة للإيحاء بأن هناك مصحفاً مختلفاً عن المصحف الموجود بين يدي المسلمين يعرف بمصحف إيران، مما يدفع فضول المشاهد نحو التعرف على هذا المصحف।

مع الدندنة على مخطوطات قرآنية فارسية تعود لفترة ظهور الكتابات الشيعية، وبخاصة القرآن الذي سموه القرآن الموقوف لإمام الزمان ذلك الطفل الوهمي المختفي في السرداب منذ 1200 سنة .

والذي هو مهديهم المنتظر، مما قد يولد انطباعاً جماهيرياً بوجود قرآن مخالف للقرآن الذي بين يدي المسلمين الآن.

وعلى ذلك يتم التلاعب بالألفاظ للإيحاء بأن مصحف عثمان المتداول بين يد المسلمين به أخطاء، بينما المصحف الإيراني خال من الأخطاء.

التدليس حول قضية المهدي

وأضاف المؤلف بأن تقدمة معظم حلقات برامج القناة لاتخلو من سيل من البكائيات، أو التهنئات لميلاد إمام من أئمة الشيعة، إضافة إلى سرد مجموعة من الأقوال المأثورة عن أئمة وعلماء الشيعة.

كما أن الضيف الشيعي في البرامج يأتي بروايات أهل السنة ويسقطها على إمامهم الغائب، ليثبت من خلال كتب السنة وجود مهدي منتظر، وهذا لا خلاف عليه،

لكنه يدلس ويقفز سريعاً فوق الرواية السنية حول طبيعة المهدي وفقًا للرؤية السنية، ويطرح الروايات الشيعية المعنية بمهديهم المنتظر، وهكذا في باقي القضايا العقدية.

واشار المؤلف إلي أن القناة عرضت جملة من المسلسلات الإيرانية المدبلجة بالعربية والتي تسئ للأنبياء ولصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان من بينها مسلسل "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه، ومن أفجع ما جاء بالمسلسل الذي كانت عدد حلقاته 22 حلقة ومدة الحلقة 50 دقيقة ما يلي :

** بعد وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه يظهر عمرو بن العاص رضي الله عنه مجسداً في صورة رجل يشبه صناديد قريش، وعندما يدخل قصر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما المشيد يُبهر أشد الإبهار بالقصر، ويقول عمرو بن العاص لمعاوية: "أنت أشبه الآن بالنمرود؛ لو ناديت أنا ربكم الأعلى لكنت أول الساجدين لك".

** يهمس عمرو بن العاص في أذن معاوية متهكماً: "هل تصدق قصة إبرهة والفيل"؛ فيرد عليه معاوية لا تلعب بكتاب نزل على محمد.

**معاوية يقول لعمرو بن العاص: "شهدت لك بربوية المكر يا عمرو".

** الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول للصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه: " يا خائن ما على هذا اتفقنا إن مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث"، فيرد عليه عمرو بن العاص " إن مثلك كمثل الحمار".

نبرأ إلى الله من هذه البذاءات بحق صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي خاتمة الكتاب يطالب المؤلف بضرورة أخذ موقف حازم تجاه تلك القنوات والعمل علي منع بثها من علي "النايل سات" و"العرب سات" لخطورتها علي الأمن القومي لدول المنطقة ।