الخميس، 27 مايو 2010

قصة أخطر جاسوس في تاريخ حلف شمال الأطلسي ... هرمان سيم


هرمان سيم...
أخطر جاسوس في تاريخ حلف شمال الأطلسي
فيدليوس شميد وأندرياس أولريخ



طوال سنوات، سرّب هرمان سيم، موظّف بارز في وزارة الدفاع الأستونية، معلومات حساسة جداً عن {حلف شمال الأطلسي} وأسماء جواسيس غربيين إلى أجهزة الاستخبارات الخارجية في روسيا। وفي تحليل سرّي للأضرار، استخلص الحلف أن هذا العقيد السابق في الاستخبارات الروسية (KGB) كان أحد {أخطر} الجواسيس في تاريخه।

ظنّ الجميع أن هرمان سيم يستحق التقدير والتكريم. ويوم الإثنين 6 فبراير (شباط) عام 2006، ارتدى سيم أفضل حلله استعداداً لذلك اليوم المنتظر. فقد دُعي إلى القصر الرئاسي الأستوني ليتسلّم وسام {النجمة البيضاء} تقديراً {للخدمات التي أسداها الى الأمة الأستونية}... يا للسخرية!

لم يكن هذا الوسام الوحيد الذي تلقاه سيم عام 2006. لكن علامة التقدير تلك احتفظ بها لنفسه على شاشة كمبيوتره كي لا يفضح غطاءه على الأرجح. فقد ظهر سيرغي ياكوفليف، الوسيط بينه وبين جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، على الشاشة ليريه ميداليته. وأبلغه ياكوفليف أنه رُقّي إلى رُتبة لواء لأنه زوّد موسكو بأسماء الروس الذين يتجسّسون لحلف شمال الأطلسي أو يُشتبه بتواطئهم معه. كذلك أخبر ياكوفليف أفضل جواسيسه أن فلاديمير بوتين، رئيس الجمهورية آنذاك، أُعجب بعمله.

بعد مرور أربع سنوات، بلغ سيم المرحلة الأخيرة من حياته المهنية. ففي مجال التجسس، يمضي الجاسوس أيامه الأخيرة في زنزانة صغيرة غالباً. يقبع سيم اليوم في مبنى من الإسمنت المدعّم شُيّد بعد الحقبة السوفياتية في المدينة الأستونية تارتو، حيث يرتدي زي السجن ويبحث عن العزاء في الإنجيل. ويظهر في الصور رجلاً مسناً غزا الشيب رأسه وملأ الحزن عينيه.

هذا هو الرجل نفسه الذي وصفه {حلف شمال الأطلسي} في تقرير سري من 141 صفحة بـ{الجاسوس الأخطر في تاريخ الحلف}. يدّعي التقرير أن سيم، الذي شغل منصب رئيس جهاز الأمن في وزارة الدفاع الأستونية، تمكّن من الاطلاع على وثائق الحلف السرية كافة المرسَلة إلى بلده بعد انضمامه إلى الحلف في ربيع عام 2004. وحتى توقيفه في سبتمبر (أيلول) عام 2008، يُعتقد أنه مرّر سراً آلافاً من هذه الوثائق إلى الروس. ويُذكر أن بعضها يحتوي على معلومات حساسة جداً عن سياسات الدفاع السرية الخاصة بحلف شمال الأطلسي، {بما فيها إنشاء أنظمة تشفير وتحديثها والحصول عليها واستخدامها}.

28 دولة تتبادل الأسرار

يشير تقرير {حلف شمال الأطلسي} السري إلى أن هذا الجاسوس المحترف {مرّر إلى الروس مجموعة واسعة من تقارير الحلف وتحاليله الاستخباراتية}، بما فيها وثائق عن محاربة الإرهاب والخطط العسكرية السرية وتدابير مكافحة التجسس. وتستخلص تحاليل الحلف أن هذه المرة الأولى التي ينجح فيها جاسوس بنقل هذا الكم الهائل من الأسرار العسكرية خلال فترة طويلة إلى هذا الحد.

لا شك في أن سيم ليس الجاسوس الوحيد الذي اخترق دفاعات {حلف شمال الأطلسي} في الماضي. فطوال سنوات، نجح راينر روب، شاب من ألمانيا الغربية استعمل الاسم المستعار {توباز}، في نقل معلومات حساسة إلى الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية سابقاً. كذلك مدّ الضابط الفرنسي بيار هنري بونيل يوغوسلافيا بخطط قصف اعتمدها الحلف خلال أزمة كوسوفو. ومرّر دانيال جيمس، الذي عمل مترجماً شخصياً لجنرال بريطاني، تفاصيل دقيقة عن عمليات بلده العسكرية في أفغانستان إلى إيران.

على رغم ذلك، تكشف حالة سيم مخاطرة أقدم عليها الحلف بتوسّعه تدريجاً باتجاه الشرق مع نهاية الحرب الباردة. فكل دولة من أعضائه الثمانية والعشرين الحاليين تستطيع الاطلاع على المعلومات السرية كافة تقريباً داخل الحلف. ويعتبر الخبراء أن هذا بحد ذاته مقلق. وما يزيد الطين بلة واقع أن أعضاءً من النخبة القديمة (كانوا في الماضي أولياء لنظام سياسي مختلف تماماً) يعملون اليوم في الأجهزة الأمنية في عدد من دول انضمت حديثاً إلى الحلف. بكلمات أخرى، أناس مثل هرمان سيم.

صعود سريع

ولد سيم لامرأة غير متزوجة في مايو (أيار) عام 1947 في المدينة الأستونية الصغيرة سيوري جاني. وحين كان في الثانية من عمره، تمكنت والدته بصعوبة من الهرب من عمليات التطهير العرقي والترحيل إلى سيبيريا في عهد ستالين. بعيد ذلك، تزوجت وعهدت بابنها إلى جدته وعمته. في المدرسة، اعتُبر سيم طموحاً، جاداً، وسريع التكيّف.

عندما كان سيم يدرس الكيمياء في تالين عام 1966، شهد قتالاً بين عصابة من الشبان والشرطة أمام أحد دور السينما على أطراف المدينة. فتدخل، وبمساعدته تغلبت الشرطة على العصابة. فتفاجأ رجال الأمن من أن طالباً هبّ لمساعدتهم، لذلك عرضوا عليه عملاً. {فشكّل ذلك بداية تعامله مع جهاز الاستخبارات الروسي KGB}، حسبما يؤكد الصحافي ميكال كارناس الذي صوّر The Spy Inside، فيلم وثائقي عن سيم عرضه التلفزيون الأستوني.

أخفى سيم عمله الجديد عن عائلته. لذلك صُعقت عمته التي تعرضت للاضطهاد في عهد ستالين عندما علمت بالخبر. بعيد ذلك، صار ابن أخيها عضواً في الكنيسة في سيوري جاني، أمر آخر احتفظ به لنفسه.

سرعان ما عزّز سيم مكانته في سلك الشرطة. وفي عام 1975، تخرّج بتفوّق في أكاديمية وزارة الداخلية في الاتحاد السوفياتي. فضلاً عن ذلك، انضم إلى الحزب الشيوعي. وبدت هذه خطوة ضرورية بما أن وظيفته شملت مرافقة الوفود إلى الخارج، عمل اقتصر على مَن اعتُبروا ناشطين سياسياً. وُلدت ابنته عام 1974، بعد أن أقام علاقة مع مضيفة طيران. وتعمل ابنته اليوم اختصاصيةً في مجال الكمبيوتر مع الشرطة الأوروبية، يوروبول.

تبدّل العهود

عندما بدأ الاتحاد السوفياتي انحداره، كان سيم أصبح عقيداً وتلقى 44 مكافأة، بما فيها ثلاثة أوسمة تُمنح تقديراً للسلوك المثالي. لكن عالمه القديم اختفى. حين نالت أستونيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً، استقلالها عام 1991، اضطر جهاز الاستخبارات الروسي إلى إخلاء مقره في تالين وقطع صلاته الرسمية كافة بسيم.

فجأة، صار سيم بطل الاستقلال الأستوني. فحين هاجم شيوعيون متشددون مبنى البرلمان ومقر الحكومة في منطقة تومبيا هيل وسط مدينة تالين في مايو (أيار) عام 1990، أخذ سيم على عاتقه مهمة تنظيم الدفاع. لذلك، كُرّم تكريم الأبطال، وسرعان ما اختفت الشائعات عن أنه ساعد الروس سراً على الهرب.

في تلك المرحلة، عاد سيم إلى تحسين مسيرته المهنية. فأصبح رئيس مركز الشرطة في مقاطعة هارجو، التي تشمل تالين. كذلك أشرف على انسحاب الجيش الأحمر وأمّن عمليات إزالة الرؤوس النووية السوفياتية. وفي عام 1994، رُقي إلى منصب رئيس قوى الأمن الوطنية في دولة البلطيق هذه. لكن ما هي إلا ستة أشهر حتى طُرد من وظيفته بعد أن اتُّهم بالفساد، ادعاء نكره بشدة، فعُرض عليه منصب أدنى، إلا أنه رفضه وفضّل التقاعد.

إعادة تجنيده

بعد انهيار علاقته بصديقته التي تصغره بعشرين عاماً، قام سيم في يوليو (تموز) عام 1995 برحلة مفاجئة إلى تونس. أو على الأقل هذا كان العذر الذي برر به رحلته هذه. خلال إقامته في تونس، يدّعي سيم أن أحد معارفه القدامى من جهاز الاستخبارات الروسي اقترب منه خلال تجوّله في أسواق المدينة وقال: {هذا أنا فالنتن}.

ولد فاليري زنتسوف (اسمه المستعار {فالنتن}) في برلين عام 1946. وعلى غرار سيم، تابع علومه في جامعة تالين وبدأ عمله مع جهاز الاستخبارات الروسي في سن مبكرة. ومع أنه تقاعد رسمياً في روسيا عام 1991، تشير تقارير حلف شمال الأطلسي السرية إلى أنه شارك خلال تلك الفترة في بناء شبكة من العملاء في دول البلطيق.

يزعم سيم أنه قاوم جهود زنتسوف الأولى لتجنيده. لكنه كان طُرد لتوّه وشعر أنه عديم القيمة، على حدّ قوله. فقال له زنتسوف: {لا تقلق}. ثم هدده بفضح ماضيه مع جهاز الاستخبارات الروسي. وبعد شرب أربع زجاجات بيرة، رضخ سيم، مصراً على العودة برتبة عقيد في حال قَبلَ بعرض زنتسوف. منذ ذلك الحين، صار عميلاً لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، إحدى الوكالات التي خلفت جهاز الاستخبارات الروسي KGB.

هذا ما يدّعيه سيم. لكن محققي {حلف شمال الأطلسي} يظنون أنه لم يتوقف يوماً عن التعامل مع الروس وأنه بقي في أستونيا في {حالة سبات} ليمهد الطريق أمام مهمته التالية.

بعيد عودته من تونس، استُدعي سيم من دون أي إنذار مسبق إلى وزارة الدفاع الأستونية، حيث كانت تنتظره مفاجأة. فقد عُيّن مدير قسم التحليل. وشملت هذه الوظيفة تعزيز العلاقات مع الاتحاد السوفياتي و}حلف شمال الأطلسي}، وتحضير بلده للانضمام إلى التحالف الدفاعي الغربي هذا.

عمل سيم في الوقت نفسه على صُنع نُسخ أو التقاط صور لكل ما صادفه من وثائق وسلّمها إلى الروس سراً. كان زنتسوف يعطيه تعليمات دقيقة. مثلاً، طُلب من سيم وضع لفافات الأفلام في علب عصير فارغة مصنوعة من الكرتون لونها أحمر أو برتقالي، سحقها، ورميها في سلال المهملات في المنتزه. استُخدم مكان التسليم مرة فقط، وقد التقى هذا العميل وسيطه الروسي 16 مرة في 10 بلدان مختلفة.

في تلك الفترة عينها، يُقال إن سيم عرض على وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية تزويدها بمعلومات وأصبح أحد مصادرها. فأبقاها على اطلاع على النشاطات الروسية والمنظمات الإجرامية في دول البلطيق، حاصلاً على مبالغ كبيرة لقاء معلوماته.

وسيط جديد

في يوليو عام 2001، تزوج سيم هيتي، التي عملت سابقاً شرطية في الاتحاد السوفياتي. غير أنها نجحت في بناء حياة مهنية مذهلة بعد الحرب الباردة وترأست القسم القانوني في دائرة الشرطة. رافقت هيتي سيم في كثير من أسفاره إلى الخارج. وخلال أحد الاجتماعات في هلسنكي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001، ودّعه زنتسوف لأنه كان ينوي التقاعد. وكان وسيط سيم الجديد رجلاً يُدعى أنطونيو أموريت دي خيسوس غراف.

كانت هذه هوية الوسيط الجديد البرتغالية المزيفة. فاسمه الحقيقي سيرغي ياكوفليف، ضابط في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي غير مسجل في أي سفارة. يعتقد {حلف شمال الأطلسي} أن ياكوفليف أدار شبكة من العملاء الروس في منطقة البلطيق. والتقى سيم ياكوفليف للمرة الأولى في محطة قطار على أطراف تالين. كان سيم يحمل كيساً على كتفه اليسرى، إشارة إلى أن المحيط آمن.

جمعت سيم بوسيطه الجديد علاقة سلسة إنما جدية. تلقى سيم راتب العميل العادي، أي نحو ألف يورو (1320 دولاراً) شهرياً، إضافة إلى 200 يورو كإعانة صحية. كذلك زوّده ياكوفليف بآلة تصوير رقمية، كمبيوتر محمول، أجهزة USB، وحاوية ورق مجهزة بمكان خفي لإخفاء بطاقات الذاكرة. فعمل سيم على تصوير آلاف الوثائق ونسخها وتخزينها. وسلّم هذه المواد خلال 14 لقاءً في مختلف أنحاء أوروبا، باستثناء بريطانيا العظمى (}كاميرات كثيرة})، النرويج (}مكلفة جداً})، وألمانيا (}مخبرون كثيرون}).

قبل كل اجتماع، كان سيم يرسل رمزاً رقمياً من هاتف عمومي يعمل على البطاقة إلى جهاز مناداة (Pager) ياكوفليف. تألف هذا الرمز من رقم التعريف الخاص به، 242، ورقم 55 الذي يشير إلى أن من الممكن عقد الاجتماع كما هو متفق عليه. ثم كان يُفترض بسيم الانتظار حتى يقترب منه ياكوفليف. وإذا حدث أي طارئ، كان على سيم إدخال الرقم 77. لكنه لم يُصادف يوماً أي مشكلة.

إنجازات استخباراتيّة

انضمت أستونيا إلى {حلف شمال الأطلسي} في 29 مارس (آذار) عام 2004. فأنشأ سيم جهاز الأمن الوطني، قسم في وزارة الدفاع الأستونية. ومن خلال منصبه الجديد، فكّر أنه يستطيع الاطلاع على مختلف الوثائق. علاوة على ذلك، تولى مهمة حفظ الوثائق السرية، إدارة نظام حماية تبادل البيانات مع {حلف شمال الأطلسي} والاتحاد الأوروبي، والتحقق من خلفية المسؤولين الأمنية.

أعرب مسؤولو سيم الروس عن اهتمام كبير بتقنية التشفير. فزوّدهم بمعلومات كثيرة عن هذا الموضوع، حتى أن الحلف استنتج لاحقاً في تقريره السري أن نشاط سيم جعل الحلف {أكثر عرضة للتهديدات والهجمات عبر الإنترنت} لأن {أعداءنا باتوا يعرفون نقاط ضعفنا}. وتُشكّل موجهة الهجمات عبر الإنترنت، التي شلّت أستونيا طوال ثلاثة أسابيع عام 2007، دليلاً مقلقاً على خطورة هذا التهديد.

في تلك الفترة، شمل معظم مهمات سيم الرسمية البحث عن جواسيس محتملين. وطُلب منه معرفة الإجابة عن 60 سؤالاً بشأن مرشّحين، تناول بعضها هواياتهم ونقاط ضعفهم المحتملة تجاه السيارات والنساء والكحول.

يذكر تقرير {حلف شمال الأطلسي} أن {المقلق حقاً} مشاركة سيم في المؤتمرات الأمنية السنوية في مقرات الحلف العسكرية في مونس في بلجيكا، فضلاً عن مؤتمرَين حول مكافحة التجسّس عامي 2006 و2007.

في المؤتمر الذي عُقد في مدينة برونسوم الهولندية عام 2006، وُزّع إلى الحضور قرصٌ مدمج يحتوي على أسماء جواسيس الحلف الروسيين المعروفين والمشتبه بهم، فضلاً عن معلومات مفصّلة عن العملاء المزدوجين. فوجد هذا القرص {طريقه مباشرة إلى مكتب بوتين} وتسبب {بمعمعة كبيرة} في موسكو، حسبما أخبر ياكوفليف سيم، في محاولة منه لمدح هذا الجاسوس المهم. ومقابل هذا الإنجاز الاستخباراتي حصل سيم على خمسة آلاف يورو كعلاوة ورُقّي إلى رُتبة لواء.

افتضاح أمره

يفيد التقرير السري بأن هذه الخيانة ألحقت أذى بالغاً ودائماً بالحلف. لكن بعيد ذلك، اشتبه مسؤولو مكافحة التجسّس الغربيون بسيم. لا نعرف ما الذي أثار شكوكهم. لكن بدأت التحقيقات، التي شاركت فيها وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية ومكتب التحقيقات الفدرالي، في 26 مايو عام 2008. وأعطيا هذه المهمة اسم {الفارس الأبيض}. فوُضع سيم، الذي كان آنذاك مستشار وزير الدفاع الأستوني، تحت المراقبة.

في 16 سبتمبر (أيلول) 2008، اتصل وسيط سيم به على هاتفه الخليوي، انتهاك واضح للتدابير الأمنية كافة. فلم يسبق أن اتصل به علانية إلى هذا الحد. وخلال الاتصال، ألغى ياكوفليف اجتماعاً كانا قد اتفقا عليه. وأخبره أثناء محادثتهما أنه مريض. فسجلت الشرطة السرية الأستونية هذا الحوار.

بعد ثلاثة أيام، ضيّقت الوكالات الأمنية الخناق على سيم. فأبقي طوال أيام تحت المراقبة الدائمة. وفي عصر أحد الأيام، توجه وزوجته إلى مركز رومو ({متعة}) التجاري في كيلا، مدينة صغيرة قرب منزلهما في منطقة سو خارج تالين، لشراء الحلوى. فاعتُقل خلال عودته إلى السيارة. كانت سيارة إسعاف تنتظر عند ناصية الشارع، خوفاً من أن يقاوم سيم رجال الأمن. لكنه أحجم عن ذلك.

في منزل سيم الريفي، عثرت الشرطة على أدوات التجسس: رزم من وثائق سرية، مسدسان، بندقيتان، أوراق عليها توجيهات ياكوفليف، فضلاً عن حمض هذا الأخير النووي. لكن ياكوفليف اختفى من دون أن يترك وراءه أي أثر. وسرت لاحقاً شائعات عن أنه هرب إلى الولايات المتحدة الأميركية.

محاكمته

في 25 فبراير (شباط) 2009، حُكم على سيم بالسجن 12 سنة. وأُرغم على دفع تعويض عن الأضرار بلغ 1.3 مليون يورو (1.7 مليون دولار) وإرجاع الرواتب التي دفعتها له الحكومة والتي قُدّرت بـ85 ألف يورو.

كذلك، صودر عدد من ممتلكاته كضمان لتسديده هذه المبالغ، بما فيها نصف منزله الريفي وحصته من منزله في سو، إضافة إلى نحو 12 لوحة رُسمت بألوان مائية أو زيتية ومجموعة من 44 عملة نقدية.

قبل اعتقاله بسنة، تبرع سيم بمجموعة من الشماعِد إلى كنيسة مسقط رأسه في سيوري جاني. لكن هذه الهبة لم تجلب له الحظ السعيد. حتى آماله بتمضية أيامه الأخيرة كجنرال متقاعد في روسيا تبين أنها وهم. ففي لقائهما الأخير، أبلغه ياكوفليف بألا وجود لرتبته أو ميدالياته وأنه مجرد خائن مأجور.


الجاسوس الروسي فاليري زنتسوف المعروف بـ{فالنتن}


في 25 فبراير 2009 حُكم على سيم بالسجن 12 سنة


جنرال روسي: ستالين ألغى محاولتين لقتل هتلر




Photo

موسكو (رويترز) - قال جنرال روسي بارز يوم الثلاثاء ان الدكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين منع محاولتين لقتل أدولف هتلر اثناء الحرب العالمية الثانية خوفا من ان يقيم من يخلفه في زعامة المانيا النازية سلاما مع الحلفاء الغربيين.

وأبلغ الجنرال اناتولي كوليكوف مؤتمرا في موسكو ان خطة لمهاجمة قبو هتلر في 1943 ومخططا لاغتياله في 1944 بواسطة شخص كان يحظى بثقة قيادة النازية الغيا بأوامر من ستالين.

ونقلت وكالة انباء (ار.اي.ايه) الروسية عن كوليكوف قوله "طورت خطة لاغتيال هتلر في قبوه لكن ستالين الغاها فجأة في 1943 بسبب مخاوف من انه بعد مقتل هتلر سيبرم شركاؤه معاهدة سلام منفصلة مع بريطانيا والولايات المتحدة."

وفي 1944 تآمر السوفيت مرة ثانية لقتل هتلر بعد ان نجح قاتل محتمل في كسب ثقة القيادة النازية. ونقلت الوكالة عن كوليكوف قوله "اعدت خطة اغتيال مفصلة لكن ستالين الغاها مجددا."

وانتحر هتلر في 30 ابريل نيسان 1945 بعد اقتراب القوات السوفيتية من برلين مما انهى الحرب عمليا في اوروبا وهيأ المسرح الدولي للحرب الباردة بين روسيا والغرب.

وقتل نحو 27 مليون مواطن سوفيتي في الحرب التي دارت بين عامي 1941 و1945 ضد المانيا النازية.

وشغل كوليكوف منصب وزير الداخلية في روسيا بين عامي 1995 و1998 ابان عهد الرئيس بوريس يلتسن. وقال ان نادي القادة العسكريين -الذي يرأسه- سيوضح تفاصيل محاولات الاغتيال في كتاب قادم عن الحرب العالمية الثانية

الخميني: الإيرانيون "أعظم من شعب الرسول" في صدر الإسلام


نقلها عنه وزير سابق بعد مرور عشرات السنين
الخميني: الإيرانيون "أعظم من شعب الرسول" في صدر الإسلام



مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني

دبي – سعود الزاهد
كشف وزير إيراني سابق عن عبارات وكلمات وإيحاءات متطرفة قومياً لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، حيث سرد علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الإيرانية الأسبق كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى الحالي علي خامنئي للشؤون الدولية، في برنامج تلفزيوني بمناسبة استرجاع مدينة خرمشهر (المحمرة) من القوات العراقية بعنوان "خطوتان حتى الفجر"، جانباً من بعض عبارات الخميني.
أعظم شعب !!
وقال ولايتي إن الخميني امتدح بمناسبة تحرير المدينة الشعب الإيراني بقوله: "لا يوجد أفضل من شعبنا ولا حتى شعب رسول الله". ثم تحدث ولايتي عن موقف الخميني من تسمية شط العرب وتأكيده استبداله بمسمى "اروند رود" باللغة الفارسية.

واستشف ولايتي من موقف الخميني هذا نزعته القومية فقال: "بعد فتح خرمشهر التقى رؤساء السلطات الثلاث بالإمام (الخميني) حيث كان فرحاً جداً لفتح خرمشهر وجرى الحديث حول تسمية نهر اروند (شط العرب) فسأله أحدهم: هل نطلق مسمى شط العرب أم أروند رود على النهر؟ فرد الخميني قائلاً: أطلقوا أروند رود (بدلاً عن شط العرب).

وأضاف ولايتي: "إن تأكيد الإمام مسمى أروند يؤكد نزعته القومية لا محالة بالرغم من كونه كان قائد العالم الإسلامي".

واستطرد وزير الخارجية الإيراني الأسبق قائلاً: "كان الإمام له حبّ خاص لإيران وللوطن.. وكان يقول لا يوجد أفضل من شعبنا ولا حتى شعب رسول الله في صدر الإسلام".

وفي معرض ردّه على سؤال حول أسباب استمرار الحرب بعد استرجاع مدينة خرمشهر التي يطلق عليها سكانها العرب اسم المحمرة قال ولايتي: "إن فتح خرمشهر كان منعطفاً تاريخياً إلا أنه لم يكن نهاية المطاف لأن العراق كان يحتل 30 ألف كيلومتر مربع من أراضينا فإيقاف الحرب كان بمثابة تكرار مضاعفات حرب إيران الثانية مع روسيا في عام 1826، في إشارة إلى احتمال سيطرة العراق على إقليم خوزستان (الأهواز) الذي تقطنه أغلبية عربية على شاكلة سيطرة روسيا في الربع الأول من القرن التاسع عشر على القوقاز وأذربيجان بعد هزيمة الجيش الإيراني.

يُذكر أن شط العرب يتكون من تلاقي نهري دجلة والفرات في منطقة القرنة شمالي مدينة البصرة، وينضم إليهما على الحدود العراقية الإيرانية نهر كارون القادم من الأهواز، ويقطن العرب على الضفة الإيرانية من النهر أيضاً.

هذا ويطلق رسمياً على النهر مسمى "شط العرب"، وكان الموضوع الأساسي في اتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين في عام 1975، حيث لم يرد ذكر مسمى "أروند" فيها مطلقاً.