الثلاثاء، 15 يونيو 2010

خبير روسي: الاقتصاد الامريكي وصل الى طريق مسدود

خبير روسي: الاقتصاد الامريكي وصل الى طريق مسدود

02.06.2010



أكد نيقولاي ستاريكوف الكاتب والمفكر الروسي الذي استضافه برنامج " حديث اليوم" ان الازمة المالية العالمية اظهرت ان اوروبا تمر الآن بمرحلة مشابهة لتلك التي سادت عشية انهيار الامبراطورية الرومانية. وحسب قوله فأن الاقتصاد الأمريكي وصل إلى طريق مسدود، لأنهم يصدرون دولارات من دون غطاء مالي، وتواصل الماكينة طباعة الأوراق النقدية. المشكلة أنه لا بد من إيجاد طلب على منتوج هذه الماكينة التي يتحكم فيها صندوق الاحتياط الفيدرالي الأمريكي. أما تحقيق هذا الهدف فيتطلب خلق أجواء من عدم الاستقرار في العالم، لأنه إذا نظرنا إلى ما يحدث في العالم أثناء الأزمات السياسية والعسكرية والاقتصادية نجد أن الجميع يشرعون في شراء الدولار والسندات الأمريكية. الآن، في الظروف العادية، أي في ظل غياب الاهتمام بشراء السندات الأمريكية، لا بد من تحفيز هذا الاهتمام مرة أخرى.. كيف؟ عن طريق زعزعة الاستقرار أو تأجيج حرب. لكن الآن لم يعد أحد يريد أن يشارك في حرب حقيقية، وبالتالي لا بد من التأثير الخارجي على الدول وقادتها لكي تبدأ الحرب. اليوم عدد من المناطق الساخنة، الكوريتان الشمالية والجنوبية، والوضع حول إيران، والخلاف القديم بين باكستان والهند، وغيرها من المناطق الساخنة.


وحول الخطر النووي الايراني قال ستاريكوف: بالطبع، لا يواجه المجتمع الدولي أي خطر إيراني. كلها أساطير لتوفير دعم إعلامي لسيناريو ضرب إيران. الغرب يبحث عن مبرر لضربها، مثلما تم إيجاد مبرر كاذب لغزو العراق. حينها تحدثوا عن وجود معسكرات عراقية لتدريب عناصر طالبان، أما الآن فنسمع أحاديث عن وجود هذه المعسكرات في الأراضي الإيرانية..




كما نتذكر الأحاديث عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، الأسلحة التي لم يعثر عليها بعد دخول القوات الأمريكية والبريطانية إلى العراق. إذن إيجاد مبرر لشن أي عدوان أمر ضروري، في التاريخ أمثال كثيرة من هذا القبيل. /أدولف هتلر/ مثلا أمر بافتعال حادثة في محطة إذاعة /غلايفيتس/ البولندية، ما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية. واليوم تبحث الولايات المتحدة والدول الشريكة لها عن مبرر لضرب إيران، والأوضاع ستتصعد لأن هذه الدول مهتمة بإبقاء حالة التوتر على الأقل، طالما أنها عاجزة عن افتعال الحرب.. وكلما ازدادت العلاقات الدولية توترا كلما ارتفع سعر الدولار.




وبرأيه ان من الصعب جدا القيام بتنبؤات حول الوضع مستقبلا وبخاصة لمثل هذا الأمد الطويل وفي هذا المجال الحساس كالسياسة. لن أجرؤ على الحديث عن احتمال تفتت الولايات المتحدة أو حدوث تغيرات كونية كبرى. كل ما استطيع تأكيده أن العالم يتغير بوتيرة سريعة جدا.. فلو قال أحد قبل عشر سنوات فقط إن الدولار ليس سوى ورقة خضراء لا قيمة لها، لبدا كلامه للجميع هذيانا مطلقا.




الآن هناك مناقشات جدية تدور على أعلى مستوى حول إنشاء عملة دولية جديدة، وتطرح أسئلة حول مدى استعداد الدولار لأداء وظيفته. نرى أن ذاك الأنموذج الأنجلو ـ ساكسوني للمنظومة المالية العالمية فقد جدواه ويقود البشرية إلى طريق مسدود. أما السؤال عن أنموذج بديل أو عن ثمن إيجاده فالإجابة عليه صعبة جدا. إننا نمر الآن بمرحلة تشبه تلك التي عاشتها اوروبا عند انهيار الإمبراطورية الرومانية. كانت النتيجة مأسوية، توقف الناس عن الاغتسال لقرون عدة.. خريطة أوروبا تغيرت، كما لغات شعوبها، وحتى مظهر الناس.. لقد تغير كل شيء فيها. والمهمة المطروحة اليوم فك هذا العالم الأنجلو ـ ساكسوني قطعة قطعة كيلا تنهار هذه البناية الضخمة دفعة واحدة دافنة البشرية تحت ركامها.




وحول دور الدولار في الاقتصاد العالمي قال الخبير الروسي : من السهل تسليط الضوء على هذه القضية إذا فهمنا كيفية تركيب النظام المالي. هناك في العالم عملة احتياطية فريدة. ومع أنه عالم يتحدثون فيه كثيرا عن الديموقراطية وتعددية الأنماط الاقتصادية، إلا أنه يعرف عملة احتياطية واحدة فقط، الدولار الأمريكي. وليست الدولة الأمريكية التي تصدرها، مهما بدا هذا الأمر غريبا، بإمكان أي شخص بحوزته ورقة خضراء أن يقرأ: الورقة صادرة عن صندوق الاحتياط الفيدرالي الأمريكي، أي البنك المركزي في الولايات المتحدة. ولكن كل ما في الأمر أن هذه المؤسسة تعد شركة خاصة.. ذلك يعني أن إصدار العملة العالمية الرئيسة يعود إلى مجموعة من أصحاب البنوك الخاصة المجهولين. هذه مشكلة كبرى والسبب الأول للأزمة. ما دامت مطبعة النقود ملكا لهؤلاء، فبإمكانهم في أي لحظة أن يتوقفوا عن طباعة الأوراق، أو بالعكس. مثل أنابيب المياه، إذا كان هناك أحد لديه صمام التحكم، ففي مقدوره أن يقطع المياه عن مستهلكيه في أي لحظة ليجعل ظروف حياة الناس لا تطاق. ذلك ما يفعله الأمريكيون: لديهم شبكة الأنابيب، قرروا اغلاقها وتوقف ضخ السيولة في الاقتصاد وتمت مطالبته بإعادة ديون قديمة، ما أدى إلى اختناق الاقتصاد العالمي. وما هدف كل ذلك؟ هؤلاء الناس لا يخسرون شيئا من توزيع قروض مجانية وأوراق من دون غطاء مالي. عندما تعجز الدولة والصناعات عن إعادة هذه القروض، تجد نفسها مضطرة لتعويضها بقيم حقيقية مثل تصويت في الأمم المتحدة أو نشر قواعد عسكرية أو ثروات طبيعية إلخ.. لذلك فإن الأزمة الراهنة وسيلة لاستعباد العالم وتحقيق أهداف سياسية معينة. وهي وسيلة فعالة جدا وبلا شك أنهم سيحاولون استعمالها مرة أخرى.






وقال ستاريكوف حول الارهاب الدولي : أنتم على حق. في كتابي الذي يحمل عنوان "ابحثوا عن النفط" تحدثت عن أنه لا يوجد هناك إرهاب دولي ولا يمكن أن يكون له وجود إطلاقا، لأن الحافلة لا يمكن لها أن تسير في أكثر من اتجاه في آن واحد.. دعونا نسأل: ما الذي يجمع بين أنصار استقلال إيرلندا الشمالية عن بريطانيا وبين الإرهابيين الذين يقاتلون في الهند في سبيل استقلال بعض ولاياتها؟ ليس هناك ما يجمع بين هؤلاء وأولئك سوى أن جميعهم يفجرون قنابل، فهو أمر هامشي. كل ما في الأمر أن هناك مجموعة من المرتزقة من جنسيات مختلفة، ينفذون مهمات لصالح استخبارات خارجية مقابل مكافأة مالية. أعتقد أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية هي التي تنظم القدر الأكبر من الهجمات الإرهابية في روسيا بل وكذلك في الدول العربية والهند وباكستان وغيرها من الدول. وهذه العمليات تستخدم من أجل زعزعة الأوضاع، ولإشعال النزاع بين الهند وباكستان، ولاختراع مبررات لوجود القوات الأمريكية في العراق.. للإرهاب غايات عديدة، لكن وسيلتها واحدة هي تفجير القنابل. لنطرح سؤالا بسيطا: من هي الدولة التي يكرهها العرب أكثر من غيرها؟ لا شك أن اسمها إسرائيل. وهو أمر معروف له أسباب تاريخية وسياسية وعسكرية.. ثم هناك في مصر من أُطلق عليهم "الأصوليون الإسلاميون". يا ترى أين يجب أن يفجروا قنابلهم؟ من المنطقي أن نفرض أنهم يجب أن يستهدفوا إسرائيل كأول هدف لهم.. لكنهم يفجرون فنادق فاخرة في مصر.. لماذا؟ أين المنطق في هذا؟ أنا مقتنع بأنهم يتقاضون أموالا من الاستخبارات الإسرائيلية لكي لا يفجروا هذه الفنادق داخل إسرائيل بل في أراضي جارتها مصر، منفذين أوامر مستأجريهم.

ويعتقد الخبير الروسي ان النفط أصبح مادة إستراتيجية فور انتهاء الحرب العالمية الأولى، وكان البريطانيون أول من أدرك هذه الحقيقة، ويدل على ذلك اهتمامهم بتمزيق أراضي الإمبراطورية العثمانية السابقة عن طريق رسم حدود كردستان مستقل مستقبلي أو مشروع أرمينيا الكبرى.. لكن سياسة /كمال أتاتورك/ وضعت حدا لهذا المشروع.. ومنذ ذلك الحين لا يزال الأنجلو ـ ساكسون يتابعون باهتمام تطور الأحداث في الشرق الأوسط.. واكتسبت هذه المنطقة أهمية بالغة بعد الحرب العالمية الثانية، عندما وافق الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على تأسيس دولة إسرائيل في هذه المنطقة. لماذا؟ لأن كلاً من البلدين كان يأمل في أن تدور هذه الدولة الجديدة في فلكه. وما هي وظيفة هذه الدولة؟ وظيفتها مراقبة الثروة النفطية ومراقبة هذه المنطقة ككل.. كنت أود أن أقول شيئا يسر مشاهديكم، لكن ما دام النفط موجودا في الشرق الأوسط، وما دام يمثل أهم الموارد الاستراتيجية في العالم، لن يتوقف الأنجلو ـ ساكسون عن إشعال حروب هناك وإسقاط الأنظمة التي لا ترضيهم.. وسيستمر ذلك ما دامت لديهم قدرات لممارسة هذه السياسة.



وحول مستقبل روسيا قال الخبير: أنا أنتظر استعادة وطني لقوته مثلما ينتظر ذلك مشاهدو قناتكم. وأنا آمل أنه بعد خمس أو عشر سنوات سنشهد إعادة وحدة الدولة على أساس الاتحاد الجمركي الذي يمثل اليوم قاعدة لإعادة بناء الدولة الموحدة. لا أعلم كيف سيكون اسم هذه الدولة.. وليس مهما أن يكون اسمها روسيا أو اتحاد الدول الأوروبية الآسيوية.. المهم هو الجوهر.. يجب أن يظهر في العالم لاعب جديد يستطيع أن يبرز تعارض مصالح الانجلو ـ ساكسون مع مصالح البشرية قاطبة. أما الآن نرى أن القوى العالمية نفسها تشعل حروبا على طول حدود لوحة الشطرنج وتلعب في البورصات وتعمل على انهيار أسعار العملات الدولية. وبإمكان هذه القوى تحويل بلد ناجح مثل اليونان إلى بلد مفلس خلال ستة أشهر فقط عبر تحكمها في وسائل الإعلام. ولا شك أن هذه القوى لا تريد خيرا للبشرية.. هذا وظهور لاعب جديد قوي إلى جانب الصين، أي ظهور عالم متعدد الأقطاب، قد يسهم في جعل الأوضاع أكثر استقرارا كما كانت خلال الحقبة السوفييتية عندما كان الانجلو ـ ساكسون مقيدين بعض الشيء في تصرفاتهم.

تقرير مؤسسة " راند " لعام 2007م ( حقائق وأسرار ) في محاربة الاسلام



لماذا تبني أمريكا " شبكات مسلمة معتدلة " علمانية ؟!

محمد جمال عرفة

انقلاب.. هي الكلمة الصحيحة التي يمكن أن نصف بها الموقف الأمريكي - حسبما قدمته مؤسسة "راند" RAND البحثية التابعة للقوات الجوية الأمريكية في تقريرها الأخير "بناء شبكات مسلمة معتدلة" Building Moderate Muslim Networks- بشأن التعامل مع "المسلمين"، وليس "الإسلاميين" فقط مستقبلاً ! .


فالتقرير الذي أصدرته هذه المؤسسة البحثية التي تدعمها المؤسسة العسكرية الأمريكية - التي تبلغ ميزانيتها السنوية قرابة 150 مليون دولار - والذي يقع في 217 صفحة لا تنبع خطورته من جراءته في طرح أفكار جديدة للتعامل مع "المسلمين" وتغيير معتقداتهم وثقافتهم من الداخل فقط تحت دعاوى "الاعتدال" بالمفهوم الأمريكي، وإنما يطرح الخبرات السابقة في التعامل مع الشيوعية للاستفادة منها في محاربة الإسلام والمسلمين وإنشاء مسلمين معتدلين !.


بل إن التقرير يحدد بدقة مدهشة صفات هؤلاء "المعتدلين" المطلوب التعاون معهم -بالمواصفات الأمريكية- بأنهم هؤلاء الليبراليين والعلمانيين الموالين للغرب والذين لا يؤمنون بالشريعة الإسلامية ويطرح مقياسًا أمريكيًّا من عشرة نقاط ليحدد بمقتضاه كل شخص هل هو "معتدل" أم لا، ليطرح في النهاية -على الإدارة الأمريكية- خططًا لبناء هذه "الشبكات المعتدلة" التي تؤمن بالإسلام "التقليدي" أو "الصوفي" الذي لا يضر مصالح أمريكا ، خصوصًا في أطراف العالم الإسلامي (آسيا وأوروبا) .


أما " الانقلاب " المقصود في بداية هذا المقال فيقصد به أن تقارير "راند" ومؤسسات بحثية أمريكية أخرى عديدة ظلت تتحدث عن مساندة إسلاميين معتدلين في مواجهة المتطرفين، ولكن في تقرير 2007 الأخير تم وضع كل "المسلمين" في سلة واحدة.


إعادة ضبط الإسلام ! :


الأكثر خطورة في تقرير مؤسسة "راند" الأخير -الذي غالبًا ما تظهر آثار تقاريرها في السياسية الأمريكية مثل "إشعال الصراع بين السنة والشيعة" و"العداء للسعودية" ويتحدث باسم "أمريكا"- أنه يدعو لما يسميه "ضبط الإسلام" نفسه - وليس "الإسلاميين" ليكون متمشيًا مع "الواقع المعاصر". ويدعو للدخول في بنيته التحتية بهدف تكرار ما فعله الغرب مع التجربة الشيوعية، وبالتالي لم يَعُد يتحدث عن ضبط "الإسلاميين" أو التفريق بين مسلم معتدل ومسلم راديكالي، ولكن وضعهم في سلة واحدة !.


فتقارير "راند" الأخيرة -تقرير 2004- كانت تشجيع إدارة بوش على محاربة "الإسلاميين المتطرفين" عبر: خدمات علمانية (بديلة)، ويدعون لـ"الإسلام المدني"، بمعنى دعم جماعات المجتمع المسلم المدني التي تدافع عن "الاعتدال والحداثة"، وقطع الموارد عن المتطرفين، بمعنى التدخل في عمليتي التمويل وشبكة التمويل، بل وتربية كوادر مسلمة عسكرية علمانية في أمريكا تتفق مصالحها مع مصالح أمريكا للاستعانة بها في أوقات الحاجة .


ولكن في التقرير الحالي " بناء شبكات مسلمة معتدلة "، يبدو أن الهدف يتعلق بتغيير الإسلام نفسه والمسلمين ككل بعدما ظهر لهم في التجارب السابقة أنه لا فارق بين " معتدل " و" متطرف " وأن الجميع يؤمن بجدوى الشريعة في حياة المسلم، والأمر يتطلب " اللعب في الفكر والمعتقد ذاتهما " .


من هو " المعتدل ".. أمريكيًّا ؟! :


من يقرأ التقرير سوف يلحظ بوضوح أنه يخلط بشكل مستمر وشبه متعمد ما بين "الإسلاميين" و"الراديكاليين" و"المتطرفين"، ولكنه يطالب بدعم أو خلق تيار "اعتدال" ليبرالي مسلم جديد أو Moderate and liberal Muslims ، ويضع تعريفات محددة لهذا " الاعتدال الأمريكي " ، بل وشروط معينة من تنطبق عليه فهو " معتدل " - وفقًا للمفهوم الأمريكي للاعتدال، ومن لا تنطبق عليه فهو متطرف .


ووفقًا لما يذكره التقرير، فالتيار (الإسلامي) المعتدل المقصود هو ذلك التيار الذي :

1 - يرى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية .

2 - يؤمن بحرية المرأة في اختيار "الرفيق"، وليس الزوج .


3 - يؤمن بحق الأقليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة .


4 - يدعم التيارات الليبرالية .


5 - يؤمن بتيارين دينيين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي" أي تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة عادية وليست له اهتمامات أخرى، و"التيار الديني الصوفي" - يصفونه بأنه التيار الذي يقبل الصلاة في القبور (!) - وبشرط أن يعارض كل منها ما يطرحه " التيار الوهابي ".


ويلاحظ هنا أن التقرير يستشهد بمقولة لدينس روس المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط يتحدث فيها عن ضرورة إنشاء ما يسميه (سيكولار – secular - دعوة) أو (دعوة علمانية) ! ، والمقصود هنا هو إنشاء مؤسسات علمانية تقدم نفس الخدمات التطوعية التي تقدمها المنظمات الإسلامية ، سواء كانت قوافل طبية أو كفالة يتيم أو دعم أسري وغيرها .


أما الطريف هنا فهو أن الدراسة تضع 11 سؤالاً لمعرفة ما هو تعريف (المعتدل) - من وجهة النظر الأمريكية - وتكون بمثابة اختبار يعطي للشخص المعرفة إذا كان معتدلاً أم لا ؟. وهذه المعايير هي :


1 - أن الديمقراطية هي المضمون الغربي للديمقراطية.


2 - أنها تعني معارضة "مبادئ دولة إسلامية".


3 - أن الخط الفاصل بين المسلم المعتدل والمسلم المتطرف هو تطبيق الشريعة.


4 - أن المعتدل هو من يفسر واقع المرأة على أنه الواقع المعاصر، وليس ما كان عليه وضعها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.


5 - هل تدعم وتوافق على العنف؟ وهل دعمته في حياتك من قبل أو وافقت عليه؟.
6 - هل توافق على الديمقراطية بمعناها الواسع.. أي حقوق الإنسان الغربية (بما فيها الشذوذ وغيره) ؟ .


7 - هل لديك أي استثناءات على هذه الديمقراطية (مثل حرية الفرد في تغيير دينه) ؟ .

8 - هل تؤمن بحق الإنسان في تغيير دينه ؟.


9 - هل تعتقد أن الدولة يجب أن تطبق الجانب الجنائي من الشريعة؟ وهل توافق على تطبيق الشريعة في جانبها المدني فقط (الأخلاق وغيره)؟، هل توافق على أن الشريعة يمكن أن تقبل تحت غطاء علماني (أي القبول بتشريعات أخرى من غير الشريعة)؟.


10- هل تعتقد أنه يمكن للأقليات أن تتولى المناصب العليا ؟ وهل يمكن لغير المسلم أن يبني بحرية معابده في الدول الإسلامية ؟.


وبحسب الإجابة على هذه الأسئلة سوف يتم تصنيفه هل هو معتدل ( أمريكيًّا ) أم متطرف ؟! .


ويذكر التقرير ثلاثة أنواع ممن يسميهم (المعتدلين) في العالم الإسلامي، وهم :
(أولاً) : العلماني الليبرالي الذي لا يؤمن بدور للدين .


(ثانيًا) : "أعداء المشايخ".. ويقصد بهم هنا من يسميهم التقرير " الأتاتوركيين " - أنصار العلمانية التركية - وبعض " التونسيين " .


(ثالثًا) : الإسلاميون الذين لا يرون مشكلة في تعارض الديمقراطية الغربية مع الإسلام.
ثم يقول بوضوح إن التيار المعتدل هم من : يزورون الأضرحة، والمتصوفون ومن لا يجتهدون .


الأطراف.. بدل المركز العربي للإسلام :


وينفق التقرير جزءًا كبيرًا منه (فصلان من عشرة فصول) في التركيز على ضرورة أن يتم التركيز على "أطراف" العالم الإسلامي وتجاهل "المركز" -يقصد به المنطقة العربية- بغرض دعم ما يسمونه " الاعتدال في أطراف العالم الإسلامي " خصوصًا في آسيا وأوروبا وغيرها .


أما الهدف فهو أن تخرج الأفكار الإسلامية المؤثرة على مجمل العالم الإسلامي من هذه الأطراف وليس من المركز (العربي) الذي أصبح ينتشر فيه "التطرف"، وبحيث تصبح هذه الأطراف هي المصدرة للفكر الإسلامي المعتدل الجديد، ولا تخرج الأفكار من المركز!.
بل إن التقرير يطرح هنا طريقة غريبة في الحوار مع المسلمين بهدف تغييرهم تتلخص في: تغيير من نحاوره، وتحجيمه عن القيام بأعماله، أو "انتظار الفرصة المناسبة" بدون أن يحدد ما يعني بالفرصة المناسبة .


وهنا يركز في فصليه السادس والسابع على تجربة الأطراف في آسيا وأوروبا على التوالي، ويطرح أسماء مؤسسات وأشخاص في آسيا وأوروبا "ينبغي" العمل معها ودعمها بالمال، ويضرب أمثلة بتجارب مشوّهة تشوِّه دور الإسلام بالفعل مطلوب التعاون معها ودعمها، مثل دعم موقع سعودي يرى مثلاً أن الأحاديث حول شهادة (ألا إله إلا الله.. وأن محمدًا رسول الله) ليست ثابتة ! .


احذروا دور المسجد :


والغريب أن التقرير يركز في فصله الأول (المقدمة) على ما يعتبره " خطورة دور المسجد " - ضمن هجومه على التيار الإسلامي - باعتبار أنه (المسجد) الساحة الوحيدة للمعارضة على أسس الشريعة ؛ ولذلك يدعو لدعم " الدعاة الذين يعملون من خارج المسجد " (!) ، ولا ينسى أن يحذر من سطوة المال - يقصد به المال السعودي الوهابي - الذي يدعم تنظيم التيار الإسلامي، مؤكدًا أنه لا بد من تقليل تقدم هذا التيار الديني لصالح التيار العلماني التقليدي الديني ( وفق المفهوم الأمريكي للاعتدال ) ، بغرض " تسوية الملعب " كي يتقدم " التيار التقليدي" ! .


بعبارة أخرى يركز التقرير هنا على أن الطريق الصحيح لمحاربة المسلمين هو بناء أرضية من المسلمين أنفسهم من أعداء التيار الإسلامي، مثلما حدث في أوروبا الشرقية وروسيا حينما تم بناء منظمات معادية للشيوعية من أبناء الدول الشيوعية نفسها.


وربما لهذا أفرد التقرير فصله الثاني للتركيز على فكرة الحرب البادرة والاستفادة من الخبرة الأمريكية في ضرب التيار الشيوعي من الداخل في تقديم نموذج مشابه لصانع القرار الأمريكي كي يستفيد منها في المواجهة المشابهة مع التيار الإسلامي، وركّز هنا على جانبين :


(الأول) خاص بخبرة الاستعانة بالطابور الخامس من المهاجرين البولنديين والشيوعيين للغرب ومعهم المفكرين الأمريكيين لتمهيد أرض المعركة ونشر القيم الغربية .


و(الثاني) خاص بالجانب الإعلامي مثل تجربة (راديو ليبرتي) الموجه لروسيا، فضلاً عن إنشاء قسم خاص في المخابرات الأمريكية دوره هو التغيير الفكري لمواقف وآراء طلاب ومفكري الدول الشيوعية وتقديم العالم لهم من وجهة نظر غربية محببة. بل يطرح التقرير هنا أفكارًا بشأن كيفية استخدام الدين ضد الشيوعية، كنوع من الإسقاط لبيان أنه يمكن -العكس- باستخدام العلمانية ضد الدين في الدول الإسلامية ! .


ومع أن الفصل الثالث من دراسة (راند) يركز على بحث أوجه التشابه أو الخلاف بين أسلحة الحرب البادرة في هدم الشيوعية، وأسلحة الحرب الحالية ضد الفكر الإسلامي، ويؤكد أن هناك أوجه تشابه أبرزها أن الصراع مع الشيوعية كان فكريًّا مثلما هو الحال مع العالم الإسلامي، فهو يعترف بأن عقبات هذه السياسة أعمق مع المسلمين .


ويذكر من أوجه الخلاف -عما حدث في الحرب البادرة- بأن أهداف الشيوعية كانت واضحة للغرب وكان من السهل محاربتها، بعكس أهداف التيار الإسلامي غير الواضحة للغرب، كما أن الشيوعية كانت هناك آليات للتفاوض معها (عبر أجهزة الأمم المتحدة وغيرها) ، بعكس التيار الإسلامي غير المحدد في كتلة واحدة محددة كالشيوعية، أما الأهم فهو المخاوف - كما يعترف التقرير - من أن ينظر لمحاولات " تحرير" العالم الاسلامي أو اعتداله على الطريقة الغربية على أنه غزو واحتلال فكري ، فضلاً عن صعوبة ضرب وتحجيم الدول التي تقف خلف الفكر الوهابي (السعودية) ؛ لأنها في نفس الوقت دول ترتبط أمريكا بمصالح معها (البترول - مناطق النفوذ) .


مرحبًا بالدول المتسلطة لا للديمقراطية :


وربما لهذا يقول التقرير صراحة إن هناك مشكلة أمريكية في الضغط على حكومات وأنظمة الدول العربية والإسلامية المتسلطة للحصول على الديمقراطية، ما يعني ضمنًا التوقف عن دعم برامج الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي والتوقف عن الضغط للمجيء بالديمقراطية .


ويقول - في مقدمة الفصل الخامس - إن أمريكا دعمت في أوقات سابقة ما اعتبرته قوى معتدلة إسلامية في الأردن والمغرب (حزب العدالة والتنمية) و" فوجئنا أننا أخطأنا وأننا دعمنا غير المعتدلين " ! ، كما لا ينسى أن يشير لمشكلة في التأثير - بالمعونة الأمريكية - على التيار الإسلامي في دول غنية مثل دول الخليج ( مثلما يحدث في دول فقيرة ) ، ومن ثَم صعوبة ضرب التيار الإسلامي الحقيقي في هذه الدول الإسلامية الغنية .


والملفت هنا أن التقرير يسرد قائمة بمن يعتبرهم من المعتدلين في العديد من الدول العربية ودول الخليج ، ما يعني حرقهم أو ربما قطع خط الرجعة عليهم للعودة عن العمالة لأمريكا، ويطرح أفكارًا لمواجهة اتهام أنصاره بالعمالة، ويؤكد أهمية برامج التلفزيون التي تركز على فكرة (التعايش) مع الغرب .


الدراسة أو التقرير خطيرة كما هو واضح ومليئة بالأفكار السامة التي تركز على ما يسمونه " علمنة الإسلام " ، ومناصرة العلمانيين ودعمهم في المرحلة المقبلة، ويصعب جمع ما فيها في تقرير واحد، ولكن الأمر المؤكد أن الدراسة تركز - كما يقول مؤلفها الرئيسي في حوار صحفي - على أن " الهدف ليس طرح الصراع بين العالم الإسلامي والغرب ، وإنما بين العالم الإسلامي بعضه بعضًا "... أي ضرب الإسلام والمسلمين من الداخل على غرار تجربة ضرب الشيوعية .


المصدر









مؤسسة أمريكية مدعومة تدعو إلى دعم شخصيات وشبكات مسلمة " تتبنى العلمانية وأفكار الصوفية "





الثلاثاء 22 / 3 / 1428هـ - 10 / 4 / 2007 م القاهرة - خدمة قدس برس : في تقريره الأخير المقدم للإدارة الأمريكية، بشان التعامل مع "الإسلاميين" أو العالم الإسلامي، طرح مركز دراسات "راند RAND" البحثي التابعة للقوات الجوية الأمريكية فكرة بناء ما أسماه "شبكات مسلمة معتدلة" Building Moderate Muslim Networks، داعيا لتصنيف "المعتدل" أو مقياس هذا "الاعتدال" بأنه الشخص أو الجهة التي لا تؤمن بالشريعة الإسلامية، وتتبنى الدعوة العلمانية، ويتبنى الأفكار الدينية التقليدية كالصوفية.


ودعا التقرير، الذي صدر في 26 آذار (مارس) 2007، وعرضه الدكتور باسم خفاجي، مدير المركز العربي للدراسات الإنسانية في مائدة مستديرة بالمركز بالقاهرة مساء الأحد الماضي، إلى توجه جديد بشأن التعامل مع "المسلمين" ككل، وليس "الإسلاميين" فقط عبر ما أسماه "إعادة ضبط الإسلام"، ليكون متمشيا مع "الواقع المعاصر"، والدعوة للدخول في بنيته التحتية بهدف تكرار ما فعله الغرب لهدم التجربة الشيوعية.


وأشار الدكتور "خفاجي"، مدير العلاقات العامة السابق بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، إلى أن هذه المؤسسة البحثية (راند) التي تدعمها المؤسسة العسكرية الأمريكية - والتي تبلغ ميزانيتها السنوية قرابة 150 مليون دولار، تتميز تقاريرها بأنها تلقي اهتماما لدي المؤسسة الأمريكية، وأن تقاريرها السابقة خصوصا تقرير 2004، بشأن "إشعال الصراع بين السنة والشيعة"، و"العداء للسعودية"، ظهرت أثارها بالفعل في السياسية الأمريكية ما يظهر خطورة دراستها الأخيرة خصوصا أنها لم تلق، على غير المعتاد، رواجا إعلاميا أمريكيا، ما قد يكون أمرا متعمدا في غفلة المسلمين، حسب تعبيره .


رافض الشريعة .. معتدل :


ويحدد التقرير بدقة، صفات هؤلاء المسلمين "المعتدلين" المطلوب التعاون معهم، بالمواصفات الأمريكية، بأنهم الليبراليون والعلمانيون الموالون للغرب، والذين لا يؤمنون بالشريعة الإسلامية، ويطرح مقياسا أمريكيا من عشرة نقاط ليحدد بمقتضاه كل شخص هل هو "معتدل" أم لا، ليقترح في النهاية - على الإدارة الأمريكية - خططا لبناء هذه "الشبكات المعتدلة" التي تؤمن بالإسلام "التقليدي" أو "الصوفي" الذي لا يضر مصالح أمريكا خصوصا في أطراف العالم الإسلامي (أسيا وأوروبا) .


كما يحذر التقرير مما يعتبره "خطورة دور المسجد"، باعتبار أنه الساحة الوحيدة للمعارضة على أسس الشريعة، ولذلك يدعو لدعم "الدعاة الذين يعملون من خارج المسجد"، ولا ينسى أن يحذر من ما أطلق عليها "سطوة المال السعودي الوهابي"، ويشجع فكرة "التعايش".


ويلاحظ الدكتور "خفاجي"، أن تقرير "راند" الأخير يسعى لخلق ما يسميه دنيس روس المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط ( سيكولار – secular - دعوة) أو (دعوة علمانية)، وربما المقصود هنا هو "علمنة الدعوة الإسلامية" أو إنشاء مؤسسات علمانية إسلامية تقدم نفس الخدمات التطوعية التي تقدمها المنظمات الإسلامية التي تعارضها أمريكا، سواء كانت قوافل طبية أو كفالة يتيم أو دعم أسري وغيرها.


مواصفات أمريكية لـ "المعتدل" :


ويؤكد تقرير مؤسسة راند، الذي يقع في 217 صفحة منها 145 صفحة، تتضمن الدراسة والتوصيات، أن هناك ثلاثة أنواع ممن يسميهم (المعتدلين) في العالم الإسلامي، هم : العلماني الليبرالي الذي لا يؤمن بدور للدين، و"أعداء المشايخ".. ويضرب مثلا بهم بـ "الاتاتوركيين"، وأنصار العلمانية التركية، وبعض "التونسيين" حسبما يقول التقرير، إضافة إلى المسلمين الذين لا يرون مشكلة في تعارض الديمقراطية الغربية مع الإسلام.


ثم يقول بوضوح إن التيار المعتدل (في التعريف الأمريكي) هم من : يزورون الأضرحة، والمتصوفون والرافضون للاحتكام للشريعة، والمؤمنون بحرية المرأة في اختيار "الرفيق وليس الزوج"، وحق الأقليات الدينية في تولي المناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة، ويروج التقرير لتيارين دينيين إسلاميين فقط هما: "التيار الديني التقليدي"، أي تيار رجل الشارع الذي يصلي بصورة عادية وليست له اهتمامات أخرى، و"التيار الديني الصوفي"، يصفه التقرير بأنه التيار الذي يقبل الصلاة في القبور، وبشرط أن يعارض كلا منها ما يطرحه "التيار الوهابي".


إهمال العرب :


ويؤكد التقرير، الذي يقع في عشرة فصول، أن هناك حاجة للتركيز على "أطراف" العالم الإسلامي في أسيا وأوروبا، وتجاهل "المركز"، يقصد به المنطقة العربية، بغرض دعم ما يسمونه "الاعتدال في أطراف العالم الإسلامي"، خصوصا في أسيا وأوروبا وغيرها، وذلك بهدف أن تخرج الأفكار الإسلامية المؤثرة على مجمل العالم الإسلامي، من هذه الأطراف وليس من المركز الذي أصبح ينتشر فيه "التطرف"، وبحيث تصبح هذه الأطراف هي المصدرة للفكر الإسلامي المعتدل الجديد وفق المعايير الأمريكية، ولا تخرج الأفكار من المركز.


ويطرح التقرير أسماء مؤسسات وأشخاص في أسيا وأوروبا يدعو للعمل معها ودعمها بالمال، ويضرب أمثلة بتجارب مشوهة تشوه دور الإسلام بالفعل مطلوب التعاون معها ودعمها مثل دعم موقع سعودي خاص على الإنترنت يزعم أن الأحاديث النبوية حول شهادة " لا الله إلا الله وان محمد رسول الله " ليست ثابتة ومؤكدة .

كذلك تطرح دراسة راند، بوضوح فكرة الاستعانة بتجربة الحرب البادرة لضرب الشيوعية من الداخل في التعامل المستقبلي مع العالم الإسلامي، عن طريق بناء أرضية من المسلمين أنفسهم من أعداء التيار الإسلامي الحقيقي، مثلما حدث في أوروبا الشرقية وروسيا حينما تم بناء منظمات معادية للشيوعية من أبناء الدول الشيوعية نفسها، والاهتمام بالجانب الإعلامي مثل تجربة "راديو ليبرتي" الموجه لروسيا، فضلا عن إنشاء قسم خاص في المخابرات الأمريكية، دوره هو التغيير الفكري لمواقف وأراء طلاب ومفكري الدول الشيوعية، وتقديم العالم لهم من وجهة نظر غربية محببة.



671 مليون ميزانية "الحرة" و"سوا" :


وفي هذا الصدد يشير الدكتور خفاجي، إلى أن التقرير ذكر مبالغ غير عادية للإنفاق على ميزانية قناة "الحرة" الفضائية الأمريكية، وراديو "سوا" تبلغ 671 مليون دولار سنويا، وطلبوا 50 مليون دولار أخرى "لمواجهة الأزمات"، وهو ما يعادل 4 مليار جنية مصري، أو 10 مليون جنية يوميا، ويزيد بدرجة غير معقولة مقارنة بفضائيات عربية ضخمة كالجزيرة والعربية ميزانيتها لا تزيد عن 50 مليون دولار سنويا، ما يرجح احتمال وجود "عمليات تمويل بطرق غير مباشرة " في هذه القنوات.

"مرحبا بالتسلط .. لا للديمقراطية" :


ويؤكد تقرير "راند" صراحة، أن هناك مشكلة أمريكية في الضغط على حكومات وأنظمة الدول العربية والإسلامية المتسلطة للحصول على الديمقراطية، بسبب المصالح الأمريكية في التعامل مع هذه الحكومات، ما يعني ضمنا التوقف عن دعم برامج الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي والتوقف عن الضغط للمجيء بالديمقراطية.


ويقول، في مقدمة الفصل الخامس، إن أمريكا دعمت في أوقات سابقة ما اعتبرته قوي معتدلة إسلامية في الأردن والمغرب (حزب العدالة والتنمية) و" فوجئنا أننا أخطأنا وأننا دعمنا غير المعتدلين"، كما لا ينسي أن يشير لمشكلة في التأثير، بالمعونة الأمريكية، على التيار الإسلامي في دول غنية مثل دول الخليج ( مثلما يحدث في دول فقيرة) ، ومن ثم صعوبة ضرب التيار الإسلامي الحقيقي في هذه الدول الإسلامية الغنية .


ويلفت الدكتور خفاجي الأنظار إلى أن التقرير يسرد قائمة بمن يعتبرهم من المعتدلين في العديد من الدول العربية ودول الخليج، ما يعني حرقهم أو ربما قطع خط الرجعة عليهم للعودة عن العمالة لأمريكا، حسبما رجح خبراء شاركوا في المائدة المستديرة لمناقشة التقرير الأمريكي .


باحث:قناة "الكوثر" تخدم المشروع التوسعي لإيران في المنطقة


قناة "الكوثر" تخدم المشروع التوسعي لإيران في المنطقة




محيط – علي عليوة
يحذر كثير من المحللين من خطورة المد الإيراني في المنطقة العربية الذي بات في نظرهم يشكل مشروعا توسعيا ودللوا علي ذلك بإصرار إيران علي احتلال جزر دولة الإمارات العربية الثلاث.

ومطالبة بعض مسئوليها بدولة البحرين بحجة أنها محافظة إيرانية وتواجدها العسكري في العراق من خلال فيلق "القدس "المكون من الحرس الثوري الايراني

وهو الفيلق الذي يمول ويقف وراء المذابح التي قامت بها المليشيات الشيعية الطائفية في العراق التي قتلت وهجرت مئات الالاف من اهل السنة العراقيين .

ولم يقتصر الدور الإيراني علي ذلك بل ان هناك اتهامات يمنية بأن ايران تقف وراء التمرد الذي يقوم به الحوثيين الشيعة في اليمن وكذلك محاولاتها لدفع شيعة السعودية في المنطقة الشرقية علي الانفصال .

ويلعب الإعلام الإيراني دورا مهما في تهيئة العقول لقبول المذهب الشيعي الإيراني في إطار ما قال عنه الخوميني في بداية قيام الدولة الايرانية الاثني عشرية في السبعينيات بضرورة "تصدير الثورة الخمينية إلي العالم" .

ولعل ً كتاب "الفضائيات الشيعية التبشيرية – دراسة وصفية مع تحليل محتوى قناة الكوثر الإيرانية"، للباحث والكاتب الهيثم زعفان، والصادر عن مركز التنوير للدراسات الإنسانية في القاهرة، والذي يقع في 237 صفحة، والصادر في عام 2010 يعد صرخة تحذير لخطورة تلك القناة علي عقول شعوب المنطقة .

الزحف الشيعي الاعلامي

وهذه الدراسة الموثقة تقدم رصدا وتحليلا لتلك الفضائيات الشيعية الايرانية التبشيرية التي تتكاثر بشكل مضطرد وممنهج، ويشير الباحث إلي أن خطورتها ترجع إلي أنها ناطقة باللغة العربية وتبث من علي القمر الصناعي المصري "النايل سات" والموجود بعضها على القمر الصناعي العربي "العرب سات".

وتعد - كما يقول المؤلف - نموذجا يكشف حقيقة الزحف الشيعي الإعلامي نحو الدول السنية مستهدفاً عقيدتها التي تُعَدُ أغلى ما تملك لانها مصدر قوتها ووحدتها ليسهل بعد ذلك تفتيتها وشرذمتها تحقيقاً لبرامج وغايات المشروع التوسعي الفارسي الايراني .

وقد أوضحت الدراسة أن القمر الصناعي المصري " نايل سات" يبث 34 قناة شيعية تبشيرية منها 33 قناة ناطقة باللغة العربية والأخيرة ناطقة بالإنجليزية وهي قناة "برس تي في "، أما بالنسبة للقمر الصناعي "عرب سات" فيبث حوالي 13 قناة شيعية.

وتناول الفصل الأول من الكتاب (أسماء القنوات- التبعية- الإدارة- التمويل- أهم المؤشرات الطائفية بالقنوات).

والقنوات التي تم التعاطي معها في هذا الفصل هي ( العالم الإيرانية الإخبارية-الكوثر الإيرانية- الثقلين- هادي tv للأطفال-المنار اللبنانية- إن بي إن NBN- العدالة- فورتين ( المعصومون الأربعة عشر) .ch 4 Teen-الأنوار-

الأنوار الثانية- الأوحد- الكوت- المشكاة- فنون- فنون بلس- السلام العراقية- العهد- المسار- آفاق- بلادي- الاتجاه- العراقية- العراق الاقتصادية-العراق التعليمية- الفرقان- أطياف- الغدير-الفرات- الفيحاء- المعارف- كربلاء- أهل البيت- المهدي)।

وفي الفصل الثاني يقدم المؤلف تحليلا لمحتوى إحدى هذه القنوات وهي قناة الكوثر الإيرانية.وتوصل من خلال تحليل عينة للأخبار التي تبثها القناة والتي تمثلت في أخبار شهر سبتمبر 2009، إلي ان السياسة التحريرية تتبني توجها طائفيا وتحريضيا.

وتوصل من خلال تحليل مضمون خمسة عشرة حلقة من برنامج "المهدي " ، أن هذه الحلقات تحوي كما كبيرا من التبشير وتشويه العقيدة السنية .

مسلسلات لسب الصحابة

ويقول المؤلف الهيثم سعفان أنهب تحليل محتوى الدراما الإيرانية الشيعية التي تبثها قناة "الكوثر" تبين أن الأفلام والمسلسلات ومنها مسلسل علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أعطي نتائج صادمة وكارثية بسبب إساءته لكافة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بطريقة يبرأ منها كل مسلم غيور على دينه.

ولاحظ أن الأخبار والبرامج التي تعرضها القناة لاتلتزم بالموضوعية وأنها تقوم بتطعيم الأخبار دوماً بما يرفع من القامة الإيرانية والشيعية.

وتحرص القناة على إظهار إيران علي غير الحقيقة أنها "القوة الإسلامية الكبرى- الراعية لمظاهر الدين الإسلامي- صاحبة المبادرة والتواصل ونبذ الخلافات مع العالم الإسلامي". و إظهار الشيعة وكأنهم مظلومين ومضطهدين في بقاع أهل السنة.

ويري المؤلف أن القناة تحرص ايضا علي الظهور بمظهر من يدرأ الفتنة، واعتبار أي تفنيد لشبهاتهم هو من قبيل المساس بمعتقداتهم وبالوحدة الإسلامية.

وبالتالي فإن المفند لعقيدتهم الخاطئة بنظرهم يعمل لصالح الصهيونية العالمية وقوى الاستكبار الدولية وينسون ان الرئيس الإيراني احمدي نجاد صرح إثناء زيارته لمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وقال في هذا التصريح الخطير أنه "لولا المساعدات الايرانية لأمريكا ما استطاعت الولايات المتحدة احتلال العراق وأفغانستان والبقاء فيهما".

كما انه زار المنطقة الخضراء في بغداد داخل العراق المحتل بتصريح وحماية أمريكية وكأنه يعطي مشروعية للاحتلال إلي جانب ان إيران هي التي تدعم الحكومة الشيعية في العراق التي جاءت علي دبابات المحتل الأمريكي.

كما أن هناك علاقات قوية بين وزيري السياحة الاسرائيلية والايرانية بعد ان التقيا في احد المؤتمرات الدولية وجاءت صورهما معا علي شاشات الفضائيات إلي جانب أن ايران حصلت علي صفقة سلاح اسرائيلية ابان حربها مع صدام حسين وبوساطة امريكية !! .

الترويج للتشيع

ويشير المؤلف إلي أن القناة تركز على أخبار المناسبات والمناطق المقدسة عند الشيعة. وتورد أخبار ومقولات لشخصيات يقولون أنهم متحولين للمذهب الشيعي، أو متعاطفين معه ويقدم ذلك على أنه الاستبصار والوجهة الصحيحة بنظرهم للاعتقاد.

إلي جانب التدليس على المشاهد بأن أهل السنة في إيران لا يعانون من أية مضايقات أو مشاكل.رغم التقارير الإعلامية والحقوقية التي تؤكد تعرضهم للاضطهاد والقمع والاعتقال بل والقتل .

وتحرص القناة علي الهجوم الشديد على مصر فيما يتعلق بصد الجانب المصري للمد الشيعي، مع الإيهام بصلاحية البيئة المصرية للأفكار الشيعية من خلال إيراد أخبار كاذبة حول التجاوب الشعبي المصري مع الأفكار الشيعية.

وكذلك الهجوم الشديد على المملكة العربية السعودية وعلماء الشريعة فيها مع الدندنة على مسألة محاربة المملكة لمظاهر الشرك والمتمثلة في هدم الأضرحة والاستغاثة بها.

وتسعي القناة للإيحاء بأن هناك مصحفاً مختلفاً عن المصحف الموجود بين يدي المسلمين يعرف بمصحف إيران، مما يدفع فضول المشاهد نحو التعرف على هذا المصحف।

مع الدندنة على مخطوطات قرآنية فارسية تعود لفترة ظهور الكتابات الشيعية، وبخاصة القرآن الذي سموه القرآن الموقوف لإمام الزمان ذلك الطفل الوهمي المختفي في السرداب منذ 1200 سنة .

والذي هو مهديهم المنتظر، مما قد يولد انطباعاً جماهيرياً بوجود قرآن مخالف للقرآن الذي بين يدي المسلمين الآن.

وعلى ذلك يتم التلاعب بالألفاظ للإيحاء بأن مصحف عثمان المتداول بين يد المسلمين به أخطاء، بينما المصحف الإيراني خال من الأخطاء.

التدليس حول قضية المهدي

وأضاف المؤلف بأن تقدمة معظم حلقات برامج القناة لاتخلو من سيل من البكائيات، أو التهنئات لميلاد إمام من أئمة الشيعة، إضافة إلى سرد مجموعة من الأقوال المأثورة عن أئمة وعلماء الشيعة.

كما أن الضيف الشيعي في البرامج يأتي بروايات أهل السنة ويسقطها على إمامهم الغائب، ليثبت من خلال كتب السنة وجود مهدي منتظر، وهذا لا خلاف عليه،

لكنه يدلس ويقفز سريعاً فوق الرواية السنية حول طبيعة المهدي وفقًا للرؤية السنية، ويطرح الروايات الشيعية المعنية بمهديهم المنتظر، وهكذا في باقي القضايا العقدية.

واشار المؤلف إلي أن القناة عرضت جملة من المسلسلات الإيرانية المدبلجة بالعربية والتي تسئ للأنبياء ولصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان من بينها مسلسل "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه، ومن أفجع ما جاء بالمسلسل الذي كانت عدد حلقاته 22 حلقة ومدة الحلقة 50 دقيقة ما يلي :

** بعد وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه يظهر عمرو بن العاص رضي الله عنه مجسداً في صورة رجل يشبه صناديد قريش، وعندما يدخل قصر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما المشيد يُبهر أشد الإبهار بالقصر، ويقول عمرو بن العاص لمعاوية: "أنت أشبه الآن بالنمرود؛ لو ناديت أنا ربكم الأعلى لكنت أول الساجدين لك".

** يهمس عمرو بن العاص في أذن معاوية متهكماً: "هل تصدق قصة إبرهة والفيل"؛ فيرد عليه معاوية لا تلعب بكتاب نزل على محمد.

**معاوية يقول لعمرو بن العاص: "شهدت لك بربوية المكر يا عمرو".

** الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول للصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه: " يا خائن ما على هذا اتفقنا إن مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث"، فيرد عليه عمرو بن العاص " إن مثلك كمثل الحمار".

نبرأ إلى الله من هذه البذاءات بحق صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي خاتمة الكتاب يطالب المؤلف بضرورة أخذ موقف حازم تجاه تلك القنوات والعمل علي منع بثها من علي "النايل سات" و"العرب سات" لخطورتها علي الأمن القومي لدول المنطقة ।





ازمة الكسادالاقتصادي الكبير سنة 1929م المريرة


الكساد الكبير




الكساد الكبير أو الإنهيار الكبير (بالإنجليزية Great Depression) هي أزمة اقتصادية في عام 1929م ومروراً بالثلاثينيات وبداية الأربعينيات، وتعتبر أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين ويضرب بها المثل لما قد يحدث في القرن الواحد والعشرين وما مدى سوء الأزمة التي قد تحدث وقد بدأت الأزمة بأمريكا ويقول المؤرخون أنها بدأت مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 أكتوبر 1929 والمسمى بالخميس الأسود. وكان تأثير الأزمة مدمراً على كل الدول تقريباً الفقيرة منها والغنية، وانخفضت التجارة العالمية ما بين النصف والثلثين، كما أنخفض متوسط الدخل الفردي وعائدات الضرائب والأسعار والأرباح. أكثر المتأثرين بالأزمة هي المدن وخاصة المعتمدة على الصناعات الثقيلة كما توقفت أعمال البناء تقريباً في معظم الدول، كما تأثر المزارعون بهبوط أسعار المحاصيل بحوالي 60% من قيمتها.

وكانت المناطق المعتمدة على قطاع الصناعات الأساسية كالزراعة والتعدين وقطع الأشجار هي الأكثر تضرراً وذلك لنقص الطلب علي المواد الأساسية بالإضافة إلى عدم وجود فرص عمل بديلة. كما أدت إلى توقف المصانع عن الإنتاج, ونتج عنها أن أصبحت عائلات بكاملها تنام في أكواخ من الكرتون وتبحث عن قوتها في مخازن الأوساخ والقمامة. وقد سجلت دائرة الصحة في نيويورك أن أكثر من خُمس عدد الأطفال يعاني من سوء التغذية. وكانت أمريكا قد بدأت بازدهار اقتصادي في العشرينات ثم ركود ثم الإنهيار الكبير عام 1929م، ومن ثم عودة عام 1932م. و بعد انهيار مصفق وول ستريت كان مايزال التفاؤل سائداً وقال رجل الصناعة الشهير "جون روكفيلير" :"خلال هذه الأيام يوجد الكثير من المتشائمين ولكن خلال حياتي التي امتدت لثلاثة وتسعين عاماً كانت الأزمات تأتي وتذهب ولكن يجب أن يأتي الازدهار بعدها دائماً". بدأت الأزمة في الزوال في كل الدول في أوقات مختلفة وقد أعدّت الدول برامج مختلفة للنهوض من الأزمة وكانت قد تسببت الأزمة في إضطرابات سياسية دفعتها لتكون إما من دول اليمين أو اليسار ودفعت أيضاً المواطنين اليائسين إلى الديماجوجية - ومن أشهرهم أدولف هتلر - وكانت هذه من أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية


كانت الأزمة بدأت مع انهيار مفاجئ وكامل للمصفق ومع أن الأسهم في ابريل 1930 بدأت في التعافي والرجوع لمستويات بدايات 1929 إلا أنها ظلت بعيدة عن مستويات سبتمبر 1929 بحوالي 30% ومع أن الإنفاق الحكومي زاد خلال النصف الأول لعام 1930 إلا أن إنفاق المستهلكين قل بنسبة 10% وذلك بسبب الخسائر الفادحة بسوق الأسهم بالإضافة إلى موسم جفاف شديد عصف بالأراضي الزراعية الأمريكية في بداية صيف 1930 عرف بقصعة الغبار.


وفي بدايات عام 1930 كان الأئتمان وفيراً وبمعدل فائدة قليل إلا أن الناس كانت محجمة عن إضافة ديون أخرى بالاستدانة، وفي مايو 1930 كانت مبيعات السيارات قد انخفضت لمستويات منتصف 1928 وبدأت الأسعار في التراجع إلا أن الرواتب ظلت ثابتة ولكنها لم تصمد طويلاً وانخفضت بمنتصف عام 1931، أما المناطق الزراعية فكانت الأكثر تضرراً بهبوط أسعار السلع عامة ومن ناحية أخرى كانت الأزمة في مناطق التعدين ومناطق قطع الأخشاب بسبب البطالة وعدم وجود فرص عمل بديلة. كان انكماش الاقتصاد الأمريكي هو العامل في انكماش اقتصاديات الدول الأخرى وفي محاولات محمومة طبقت بعض الدول سياسات وقائية فقد قامت الحكومة الأمريكية عام 1930 بفرض تعرفات جمركية على أكثر من 20,000 صنف مستورد وعرفت باسم تعريفة سموت هاولي وردت بعض الدول بفرض تعرفات إنتقامية مما زاد من تفاقم انهيار التجارة العالمية وبنهاية عام 1930 واصل الإنهيار بمعدل ثابت إلى أن وصل إلى القاع في آذار/مارس 1933.







الاسباب:

يعود حدوث الأزمات الاقتصادية في الدول الرأسمالية إلى أن النظام الحر يرفض أن تتدخل الدولة للحد من نشاط الأفراد في الميدان الاقتصادي فأصحاب رؤوس الأموال أحرار في كيفية استثمار أموالهم وأصحاب الأعمال أحرار فيما ينتجون كماً ونوعاً. وهذا ما يمكن أن نسميه فقدان المراقبة والتوجيه. وتستتبع الحرية الاقتصادية حرية المنافسة بين منتجي النوع الواحد من السلع. كما أن إدخال الآلة في العملية الاقتصادية من شأنه أن يضاعف الإنتاج ويقلل من الحاجة إلى الأيدي العاملة. وبالتالي فإن فائض الإنتاج يحتاج إلى أسواق للتصريف. وعندما تختل العلاقة بين العرض والطلب في ظل انعدام الرقابة تحدث فوضى اقتصادية تكون نتيجتها الحتمية أزمة داخل الدولة الرأسمالية.

ومن أسباب الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية عدم استقرار الوضع الاقتصادي وسياسة كثافة الإنتاج لتغطية حاجات الأسواق العالمية خلال الحرب العالمية الأولى بسبب توقف المصانع في بعض الدول الأوروبية بعد تحولها إلى الإنتاج الحربي وعودة الكثير من الدول إلى الإنتاج بعد انتهاء الحرب والاستغناء عن البضائع الأمريكية. لهذه الأسباب تكدست البضائع في الولايات المتحدة وتراكمت الديون وأفلس الكثير من المعامل والمصانع وتم تسريح العمال وانتشرت البطالة وضعفت القوة الشرائية وتفاقمت المشاكل الاجتماعية والأخلاقية.

إضافة إلى ذلك أثار تلكؤ الدول الأوروبية في تسديد الديون المتوجبة عليها للولايات المتحدة الأمريكية كثيراً من التكهنات عند المواطن الأمريكي، ففقد المستثمرون الأمريكيون والأجانب الثقة في الخزينة الأمريكية. وانعكس ذلك على مصفق وول ستريت إذ أقدم المساهمون في الشركات الكبرى على طرح أسهمها للبيع بكثافة. وأدى ذلك إلى هبوط أسعار الأسهم بشكل حاد وجر مزيداً من الإفلاس والتسريح والبطالة.




المعالجة:
اقتضى البدء بمعالجة الأزمة توافر السيولة المالية لتحريك السوق ولتأمين السيولة وجب سحب الودائع الأمريكية من المصارف العالمية وخصوصا الأوروبية. هذا الإجراء أسهم في انفراج الأوضاع الاقتصادية الأمريكية إلى حد ما ولكنه أسهم في تدويل الأزمة فانتقلت إلى سائر الدول الرأسمالية في العالم وخصوصاً بريطانيا وفرنسا وألمانيافرانكلين روزفلت سياسة اقتصادية جديدة تقوم على الدخول في مشاريع كبرى بهدف تشغيل أكبر عدد ممكن من العمال لحل مشكلة البطالة وتم لأجل ذلك إنشاء مكاتب التوظيف والتوسع في المشاريع الإنمائية والاجتماعية.

النتائج:



تركت الأزمة الاقتصادية الكبرى تأثيراً كبيراً في الأنظمة الرأسمالية فقد تحول النظام الاقتصادي الرأسمالي الحر إلى اقتصاد موجه وخضعت بعض القطاعات الحيوية كشركة إنتاج الفحم الإنجليزية وشركة المترو الفرنسية لنظام التأميم. كما تدخلت الدولة لتوجيه الصناعيين والمزارعين والمستثمرين وتوعيتهم.

وأسهمت الأزمة في وصول الأنظمة الدكتاتورية إلى السلطة في بعض البلدان كالنازية في ألمانيا. وأغلقت أسواقالتجارة العالمية وتوقف التبادل التجاري واتبعت دول كثيرة سياسة الاكتفاء الذاتي مثل النظامين الفاشي في إيطاليا والنازي في ألمانيا. كثيرة في وجه

كما أن انهماك الكثير من الدول في معالجة أزماتها الاقتصادية جعلها تغفل عن خطورة ما يجري على الصعيد العالمي من انتهاك لقرارات المنظمة الدولية وعودة إلى مبدأ التسلح وخرق المعاهدات الدولية ولقد قوت الأزمة بطريقة غير مباشرة النظام الشيوعي الذي لم يتأثر بها بغض النظر عن أزماته الداخلية.

هكذا كانت الأزمة الاقتصادية الكبرى نتيجة من نتائج الحرب العالمية الأولى وسبباً من أسباب قيام الحرب العالمية الثانية.

الكويت ليست عراقية و بالدليل القاطع من التاريخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



قد يظن البعض خطاً بـ ان دولة الكويت هي جزئ من العراق



وان الاستعمار البريطاني قد اقتطعها من العراق من اجل تفكيك الدول الاسلامية و العربية



هذا ما تروج له النظام العراقي منذ بداية القرن العشرين



وهذا الكلام خطاء جملة وتفصيلاً و مردود علية



وفي موضوعنا هذ نريد ان نستعرض بعض الادلة التاريخية الدامغة التي تثبت بـ ان الكويت دولة مستقلة لا تبت بالعراق بصلة




وقبل ان ابداء بوضع الادلة امامك



سوف ابداء بشرح التقسيمات الايدارية في الدولة العثمانية وكيفية انشائها.



التقسيمات الادارية للدولة العثمانية:



كان الدولة العثمانية الاسلامية تحكم مناطق واقاليم واسعو تختلف في القوميات
وكانت تطبق الشريعة الاسلامية في كل ارجاء الامبرطورية بحذافيرها



حيث لا تفرق بين عربي وكردي وامازيغي ... الخ من القوميات



ولا تفرق بين اسود وابيض



ولا تفرق بين اقليم واخر



كلهم عندها سواء تحت راية التوحيد "لا اله الا الله محمد رسول الله"



فكانت حين تنشئ الاقاليم كانت تدمج مناطق واقاليم مختلفة ببعضها



مثل:



1_ ولاية الموصل: حيث كانت تجمع بين كرد ستان الكردية و الموصل العربية ... وكان لها والي واحد .




2_ولاية البصرة: حيث كانت تجمع بين منطقة جنوب العراق و بين دولة الكويت و قطر و البحرين و اقليم الاحساء السعودي



وشرق السعودية ... وكان لها والي واحد .



3_ ولاية بغداد والتي كانت ولاية واحدة لا علاقة لها بـ ولاية الموصل و البصرة ... وايضاً كان لها والي واحد .
4_و ولاية دمشق التي كانت تظم الدمشق و غرب الاردن ... و كان لها والي واحد .
وهناك ولاية حلب و ولاية مصر و غيرها من الولايات التي كانت عبارة عن مناطق و اقاليم و قوميات مختلفة عن بعضها .



-------



نرجع لموضوعنا عن الكويت



يقول حكام العراق بان الكويت كانت جزئ من العراق وان الاحتلال البريطاني قد اقتطعها !!
ويقولون انها جزئ من البصرة !!






الجواب : الكويت كانت جزئ من من الامبراطورية العثمانية الاسلامية وليس العراق

وقد ظمها الاتراك الى ولاية البصرة العراقية هي وغيرها من مناطق شبة الجزيرة العربية بغير وجه حق مثل قططر و البحرين و الاحساء و شرق السعودية (نجد) على اساس ان الدولة العثمانية لا تفرق بين منطقة واخره لانها تحكم بما انزل الله على الجميع .





وهناك ادلة تاريخية تثبت ذالك ...





الخرائط التاريخية:












ويأتي جانب الندرة في هذهالخريطة أنها من أوائل الخرائط التي ظهرت في القرن التاسع عشر والتي تحمل اسم مدينة الكويت بدلاً من «القرين».





كما أن الدولة تحمل اسم «جمهورية الكويت» وهذا يرجح عِلم واضع الخريطة بأسلوب الحكم في الكويت، وربما توصل إلى ذلك بأن سأل الناس في هذه المنطقة عن كيفية تعيين الحاكم، فقالوا بأننا الذين اتفقنا عليه، ثم سأل عن أسلوب الحكم فعرف أنه شورى بينهم، فسماها «جمهورية الكويت.




ومن الملفت للنظر والذي يؤكد تميز شخصية الكويت واستقلاليتها، أنها الكيان السياسي الوحيد المحدد بحدود واضحة في الجزيرة العربية كلها، كما إنها مُيزت بلون خاص يختلف عن ألوان الكيانات السياسية المجاورة وخصوصاً (تركيا).










Click this bar to view the full image.










خريطة الكسندر جونستون عام 1874م , و خريطة كارل ريتر عام 1818م .











خريطة (R. and J. Ottens) الأخوان أوتنز

خريطة وضعها الأخوان أوتنز (R. and J. Ottens) للدولة العثمانية وفارس، ولم يثبت عليها تاريخ إلا أنها عُرضت للبيع عام 1737 (53 Slot).
من الخرائط الرائعةالتي أبدعها الأخوان أوتنز، وتبدو الحدود بين منطقة الكويت والدولة العثمانية واضحة تماماً.
أما كاظمة فتظهر على الساحل، وفي مقابلها جزيرة كُتب عليها ميناء كاظمة.










خريطة كارستن نيبور
خريطة الخليج العربي،التي وضعها كارستن نيبور في الكتاب الذي وصف فيه رحلته إلى الجزيرة العربية والذي نشرت الطبعة الأولى منه في الدانمرك عام 1772م علماً بأنه قد قام برحلته عام 1761م
تعتبر خريطة نيبور أول خريطة ورد فيها اسم الكويت مقروناً بالقرين.
وذكر من المواقع الكويتية خور عبدالله وجزيرتي بوبيان وفيلكا.
والخريطة الملاحية، ولهذا لم تتعرض للمواقع الداخلية.









خريطة كارل ريتر العالم الجغرافي الألماني
خريطة الجزيرة العربية رسمها كارل ريتر (C. Ritter وهو عالم ألماني يعتبر أحد مؤسسي علم الجغرافية الحديث.
والخريطة مأخوذة من كتابه علم الأرض (End Kunde) الذي نشر في بضعة عشر مجلداً اعتباراً من عام1818م وقد أعاد نشرها كيبرت (R.Kiepert) عام1867م
نُشرت هذه الخريطة ضمن كتابعلم الأرض لريتر، وتعتبر الخريطة بذلك من أوائل الخرائط في القرن التاسع عشر التي حددالكويت تحديداً واضحاً يؤكد شخصيتها وكيانها السياسي، بل إنها تشكل وجوداً متميزاًفي الجزء الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية.









خريطة وليم بالجريف الرحالة الإنجليزي
خريطة الجزيرة العربية رسمها الرحالة الإنجليزي وليم بالجريف (W.G. Palgrave ونشرت ضمن كتابه " وسط وشرق الجزيرة العربية (Central and Eastern Arabia) الذي يحكى رحلته إلى تلك المناطق بين عامي 1862-1863م.
وقد نشر الكتاب في لندن عام 1868م.




يُلاحظ على خريطة بالجريف أن الكويت قد مُيزت بلون مستقل تماماً عن الوحدات السياسية الأخرى في المنطقة، والمتمثلة بالدولة العثمانية التي تمتد شمالاً ونجد جنوباً. وتبدو حدود الكويت الشمالية مشتملة على وربة وبوبيان والجانب الغربي الجنوبي من شط العرب، ويضم ذلك أم قصر ومعظم الفاو، ولا توجد في هذه الخريطة أي إطلالة للعراق على البحر।

دليل اخر

جغرافية الكويت ظمن جغرافية شبة الجزيرة العربية وليس العراق
كما هو موضح في التعريف الجغرافي




Click this bar to view the full image.

خريطة لحزء م شبة الجزيرة العربية مع فارس والعراق تظهر بها الكويت ظمن شبة الجزيرة العربية وليس العراق باسم القرين


المصدر
GEOGRAPHIUCS ANTIQUE MAP
Archive Website





اذاً كيف تكون الكويت جزء من العراق وهي جغرافياً ضمن جزيرة العرب ؟؟؟


-------------------------

** _دليل اخر_ **

من الاسماء التي كانت تطلق على ارض الكويت اسم كاظمة و اسم الكوت و اسم الكويت و اسم القرين

ونجد هنا في هذا الرابط خريطة تاريخية قديمة جداً للكورة الارضية (للعام 1818م)وتظهر فية الكويت بـ أسم القرين Grane ضمن جزيرة العرب وليس العراق ويوجد بينها و بين العراق خط احمر يفصل بينهما


ملاحظة : يجب ان تكبر الصورة عن طريق السهم (زووم) لكي تظهر الصورة بوضوح

خريطة تعود للعام 1855م تثبت بان الكويت لم تكن جزء من العراق

http://www.geographicus.com/P/AntiqueMap/TurkeyIraq-colton-1855

خريطة تعود للعام 1866م تثبت ان الكويت لم تكن جزء من العراق

http://www.geographicus.com/P/AntiqueMap/Arabia-johnson-1866

وجميعها تظهر وبكل وضوح خط يفصل بين العراق و الكويت




الكويت لم تكن حتى تابعة للدولة العثمانية واليك بعض الادلة:

راجع كتاب تاريخ الكويت لعبدالعزيز الرشيد ص225 قصة جابر (جابر الاول المعروف بجابر العيش) والانكليز، حضر وفد انجليزي للكويت وطلبوا من الشيخ جابر الاول ان يرفع الاعلام الانجليزية على السفن الكويتية فرفض وقال: ان الحكومة العثمانية جارتنا وجل ما نحتاج يأتينا من بلدها البصرة (لاحظ انه قال جارتنا ولم يقل انه لا يقطع امر الا بموافقة الباشا او السلطان)، ثم استأذنوه في البناء في الكويت فرفض فقالوا: أتسمح للحكومة العثمانية ان تنزل في بلدك وتبني ام تمنعها كما تمنعنا؟ فقال: بل نمنعها من ذلك اذا فيه ضرر علينا وعلى بلدنا

ادلة اخرى تشمل:

- الكويت لم تدفع ضرائب للدولة العثمانية
- بحارة الكويت كانوا يدفعون جمارك عند ذهابهم للبصرة ويختم على اوراقهم كبقية الاجانب
- لم تكن هناك حامية عثمانية تدافع عن الكويت
- تداول الربية الهندية في الكويت وعدم استخدام العملة العثمانية

هذا على سبيل المثال لا الحصر


---------------------------------

--------------------

----